الـبـطرك ساكـو مع الأيام هـل حـضر مؤتمر العائلة / روما ، وما قـصة عِـظته أثـناء الصلاة الصباحـية ــ الحـلـقة الثانية

 

إنّ الموقع الإلكـتـروني للبطرك يشهـد بأنه ينـشر صوراً لأبسط حادثة ، وتـقـريراً عـن أصغـر مناسبة ، سـواءاً كانت تستحـق أم لا وهـذا شأنه حـرٌ به ، فـمثلاً سيادة المطران باسل يلـدو حـين تـناول عـشاءه مع جـماعة بتأريخ 30 آذار 2016 هـنيئاً له ، لم يـذكـر أنْ تـداولـوا خلاله مسألة تهـمنا ، ولا عـن نازحـينا أو مهَجَّـرينا ولا عـن كـنيستـنا …. إذن كان لـقاؤه معهم شخـصياً صِرفاً لا يخـصنا نحـن كـنسيّـون أو قـرّاء عـموميـون ، وعـليه فإن نـشر  هـكـذا خـبر مع الصور هـو تباهـي لا أكـثر ، ومَن يعـتـقـد أن فـيه غايات أخَـر فـليكـتب عـنه لـنرى فائـدتـنا منه ونـقـدّم له الـشكـر  .

   

رَباط الكلام راح يجـيكم …..

بتأريخ 17 نـيسان 2016 نـشِرَ خـبر مغادرة البطرك ساكـو إلى روما لحـضور لقاءات الـلجـنة الإستـشارية المنبثـقة عـن سنهادس الأساقـفة حـول العائلة …. وهـذه التعابـيـر المطـوّلة ذكــّـرتـني بصاحـبنا الآخـر حـين يكـيل لـنا بلا حـساب مصطلحاته البحـثية المنهجـية الإحـصائية الإستـدراجـية … وبعـد إستعانـتـنا بالـقـواميس العالمية ، نـطـلع إحـنا ما فاهـمين شـنـو الـقـضية !! …

وجاء في خـبـر مغادرة البطرك واللجـنة المشار إليها (1) أن قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس قـد عـيّـنه فـيها وسيحـضرها (2) وسـوف تستغـرق يومي الإثـنين والثلاثاء (3)ويتم نقاش الإرشاد الرسولي (4) وسيعـود غـبطته الأربعاء 20 نيسان (5) ويلتـقي في أربـيل مع وفـد مجـلس أساقـفة فـرنسا (6) وقـبل كـل ذلك كان لقاؤه في صالة الإنـتـظار / مطار بغـداد ، بنائب مساعـد وزير الخارجـية الأميركـية ، حـيث تباحث معه ::: ((( الوضع العام في العـراق وكـيـفـية الخـروج من هـذه الأزمة والفـوضى التي تعـم البلـد ))) .

 حـقـيقة إنّ هـذه الصدفة الجـميلة ( لـقاؤه مع النائب الأميركي ، لم تكـن هـناك ضرورة لإعلامنا بها ) ذكـَّـرَني بما كـتبه محـمد حسنين هـيكل عـن إجـتماعه بالملك عـبـد الله آل سعـود ، تـفـضلـوا وإقـرأوا عـلى هـذا الـﭘـوستـر ماذا قال ــ مع الفارق طبعاً ــ ………..

   

التعـلـيق :

إنّ أغـلـب متـصفحي مواقع الأنـتـرنيت ، يقـرأون الخـبر وكأنهم يلـقـون نـظرة عـلى حـديقة وأشجارها ، دون التـساؤل عـن نـوعـية الكـيمياويات التي تـسقـيها ، ولكـن حـين نـتـبرّع ونجـول بـداخـلها ونحـلل ما نجـده فـيها ونـفـصّله لهم عـلى الطاولة للإطلاع عـليها … فإن ( بعـضهم وليس كـلهم ) يـزعـل ! لا عـن إدراك بل عـن غـباء … ــ حاشاكم ــ يطبهـم طوب ، فـلـيـزعـل الغافـون إلى يـوم يُـبعـثـون ونحـن في طريق الرب سائـرون ! …

ونـقـول عـن موضوع حـضور البطرك إجـتماعات اللجـنة الإستـشارية العائلية المشار إليها :

أولاً : لأول مرة تـُـذكـر هـكـذا تـفاصيل عـن سفـرة عادية بطركـية :

لقاء خاص في صالة الإنـتـظار …. عـدد أيام الإجـتماعات … موعـد رجـوعه … برنامج ما بعـد عـودته … لا وﭼـمالة قـداسة الـﭘاﭘا راح يحـضر الجـلسات .. يعـني يـريـد يـﮔـول أن الـبـطرك راح يـﮔـعـد ويّا الـﭘاﭘا …….. ناهـيك عـن تعـيـينه البطرك ساكـو في هـذه اللجـنة عـلماً أنه ليس منـصباً ….  ألله ربـك بعـد شـتـريـد … يا أخي كافي ﭘـهـلـوانيات عـلـينا ، مو مـلـينا .

ثانياً : ليست من عادة البطرك إطلاقاً … أنْ يتـناسى أو يتجاهـل إلـتـقاط ــ الصور ــ أثـناء أبسط مناسبة في مقـرّه أو بكـنيسة قـريـبة من محـلـته ، فـكـيف عـنـد مشاركـته بإجـتماعات اللجـنة الأسـقـفـية الإستـشارية العائـلية وﭼـمالة في ( روما ) والـﭘاﭘا معه ! ….. ولا خلال رتبة صلاة الصبح وهـو يقـرأ ــ عِـظته ــ قـبل بدءأعـمال اللجـنة الإستـشارية المنبثـقة عـن سنهادس العائلة ! …… ولا في أروقة الـﭬاتـيكان ! ….. ولا في درابـين روما ! … يا أخي عـلى الأقـل صورة واحـدة !! ……في حـين وكما قـلـتُ إنه رجـل مولع بنـشر صورهِ سواءاً مع سـيـدة زائـرة سفـيـرة إلى مقـره …  أو تجـواله في شارع المتـنبي (( حـينما كان الكاردينال الأميركي في زيارة لتـفـقـد أهـلـنا النازحـين في شمال العـراق …  )) ها شـتـﮔـولـون ؟ .

   

أما صورته مع الشاب الطويل الأميركي في مطار بغـداد …. أياً كان موقعه ، ما تـبَـرّد الـﮔـلـب لأنها خارج نـطاق موضوع سـفـرته الرومية ….. إحـنا نـريـد صور البطرك في إجـتماعات اللجـنة في ( روما العـزيـزة ) بـصَف الـﭘاﭘا فـرانسيس أو الكاردينال سانـدري ، ماكـو فـرق !!!

ثالثاً : من خـبـرتـنا مع غـبطته ، إنه لا يمل من كـتابة تـوضيحات وتـصحيحات وتـنبـيهات ومقالات عـن بسيط المناسـبات ، ولكـنه في سـفـرته هـذه إلى روما لم يكـتب عـنها ، ولا عـمّا جـرى في إجـتماعاتها من نـقاشات أو مقـررات أو نـتائج … وهـذه ايضاً ليست من عادته .

 

 

رابعاً : ثم بعـد ذلك نـشر خـبراً مستـقلاً حـول عِـظة بعـنـوان  (( يسوع المسيح القائم ، حجـر الزاوية ، هـو خلاصنا )) تـضمـنـتْ كـلمات من سفـر المزامير ، حجـر الزاوية ، إيمان بطرس ، إصلاح لاهـوتي وراعـوي ، وفـقـرات لا تمت بأية صِلة مع هـدف سـفـرته ولا إلى إسم لجـنـته ولا إلى العائـلة ………وإنما عِـظته تـصلح لـتـكـون كـرازة كاهـن في قـداس ــ وليس كـلمة في إجـتماع لجـنة إستـشارية ــ !  وحـﭼـي بـيناتـنا وإسألـوني أنا … من ملاحـظاتي إكـتـشـفـتُ أن البطرك يخـرب عـلى كـلمة راعـوي ! كأنه ما مـصَـدّگ نـفـسه هـو راعي .

خامساً : ( أنا لم أكـن هـناك ولكـنه هـو يقـول أنه ) ألقى عـظته تلك في روما يوم 19 نـيسان 206 خلال رتبة صلاة الصبح ــ قـبَـيل ــ بـدء أعمال اللجـنة الإستـشارية المنبثـقة عـن سنهادس العائلة ، ولم يقـرأها اثـناء الإجـتماع ….. بشرفـكم هـذا منـطـق ؟ إنه في مهمة خاصة تهم العائلة إلى روما فـكـيف يقـرأ عِـظته أثـناء صلاة صباحـية خارج الإجـتماع ؟ ثم تلك كانت عِـظة ، ولكـن أيـن الكـلمة ؟

 سـيـدنا ، صحـيح تـشـوفـنا سـود … ولكـن لا تـتـوهم تـرى إحـنا مو هـنـود .

ومع ذلك لماذا لم تـؤجـل عِـظـتك 15 دقـيقة لـتـقـرأها داخـل الإجـتماع حـتى يسمعـك قـداسة الـﭘاﭘا طالما كان حاضراً ؟ … والآن من حـقـنا أن نـسأل : شـنـو ، ما أنـطـولك دور ؟ لـو ما ﮔـدَرتْ تـوصل للقاعة أصلاً ؟ وإذا قال أحـد عـنا أن هـذا الأمر لا يخـصنا ، نـقـول له : إذن عـليهم أن لا ينـشروا هـكـذا أخـبار أمام أنـظارنا .

سادساً ملاحـظة مهـمة :

بعـد سنهادس المطارنة الكـلـدان الأخـيـر في روما ! … كان البطرك ساكـو قـد حـضر مؤتمراً ــ عـلمانياً ــ شاملاً في روما أيضاً ، لم يكـن برعاية كـنسية ولا ﭬاتـيكانية ، وإنما نـظمته جامعة جـورج تاون ونوتردام في أنـديانا الأميركـيتين بالتعاون مع جـمعـية سان إيجـيـديو & نايتس كـولمبُس للـفـترة 10-12 كانون الاول 2015 بعـنوان ــ تحـت سيف الـقـيصر ــ حـول إضطهاد المسيحـيـين في العـراق وسوريا .

   

سابعاً : سـؤالـنا … تـرى ، هـل هـذا كـله يـدخـل في إطار الـتغـطية عـلى مقالي السابق :

( لماذا لم يحـضر الـبطرك ساكو مؤتمر روما حـول وضع المسيحـيّـين في العـراق وسوريا ؟ )  والـذي كان الكاردينال سانـدري قـد شارك فـيه بكـلمته …. أم أنّ وراء كـل ذلك أمراً مجـهـولاً لا نـفهمه ؟

ثامناً وأخـيـراً : يا أخي ، اللـف والـدوران ما يـفـيـد بهـذا الـزمان … إحـﭼـي بـصراحة أبـو واثـق الولهان حـتى نعـرف شـنـو إللّي دا يصير خـلـف الجـدران ، تريّحـنا وتـريّح الجـيـران ، عـسى أن يمكـنـنا مساعـدتـك … لا تـستهـيـن بقـدرات أبناء شعـبك الـفـقـراء وأنـت تـطالـب بـوزير مسيحي من جـماعة الأثـرياء ! مع الأسـف …….

وهاي مسألة الأثـرياء ، سـبق أن وعـدتُ كاهـناً بالكـتابة عـن السيد سـيمون الـزنـﮔـيـن ( سمعان ، شمعـون ) الـوارد إسمه في أعـمال الرسل 8 : 20 … حـين رأى أنّ الـروح الـقـدس يُـمنح بـوضع أيـدي الـرسـولـين ( ﭘـطـرس و يـوحـنا ) ، فعـرضَ عـليهما شيئاً من المال وقال لهما :

(( أعـطـياني أنا أيضاً هـذا السلطان لكي ينالَ الروح الـقـدس مَن أضع عـليه يـدَيَّ )) ….

فـقال له ﭘـطـرس : (( تـبّاً لك ولمالِـكَ ــ يا قـشمر ــ لأنـك ظـنـنـتَ الحـصول عـلى هـبة الله يكـون بالمال ، لـيس لك حـظَّ ولا نـصيـب في هـذا الأمر …..  )) …..

ولكـنـك يا سيادة البطرك تمنحـون ــ ليس الروح الـقـدس ــ وإنما روحـكم الـقـدوس لـلمخـتارين من أصحاب الأعـمال !! هـل تـريـد مثالاً ، بل أمثـلة ؟ …………. وكما تـقـول الأغـنية : أتـركـك للـزمن يتحاسَـب وياك … دمت سعـيـداً .

    وإلى اللقاء في حـلـقـتـنا الثالثة  …..  الـبـطـرك ساكـو مع الأيام ومصداقـيته أمام المهام

بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني