هذا العيد هو من الأعياد المارانية التي تَتَعلّق بالربِّ يسوع مباشرة، وهو عيدٌ كبيرٌ ومهمٌّ جداً لأنه بداية عهد جديد وحقبة مهمة في تاريخ الخلاص. يسوع الإله-الإنسان الذي تجسّد وأكمل الناموس بالختان، يوقّع عهداً جديداً مع البشر، يُبطل الختان لتَحُلَّ المعمودية محلَّه. فالمسيح يُشرق أمام العالم على نهر الأردن ويعتمد من يوحنا ليكمّل كل البر، هو الذي سوف يُعمِّذُ بروح القدس والنار. في هذا العيد أيضاً يظهر الثالوث الأقدس بصورة واضحة: الابن يعتمد والروح ينزل عليه بشكل حمامة والآب ينادي من السماء: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”.
والصلوات الطقسية تؤكد على أن العماد المقدس ينبوع الخيرات وكمال الإيمان وأساس التجديد الروحي بقوة الثالوث الأقدس: “إن معموديتك، يا رب، هي لنا ينبوع الخيرات وكمال إيمان الحياة. احتفل بها الرسول يوحنا في نهر الأردن، هي مهّدت الطريق إلى ملكوت السماء لجميع المعمدين بالإيمان الكامل بالأقانيم الممجّدة للثالوث المسجود له”… “الخليقة الجديدة ترنّم بالمجد للابن المسيح الذي جدّدها بتجلّيهِ وترحَّم عليها، وأزاد حنانه لدى ضعفها، وأنقذها من دم ذبائح الحيوانات الصماء، ونجّاها من ضَلال الأصنام، وسلّمها معرفة الحق أي تعليم الثالوث المجيد الكامل، فكلُّ من هو في المسيح ليصرخ، الشكر للتدبير الذي اكتمل من أجلنا”… “يوحنا خدم ظهور الرب المجيد والغالي على ضفاف نهر الأردن، قمة الينابيع، برهبة وخوف كبير،شهد الآب من السماء على ابنه، والروح القدس ظهر بحلوله بان هذا هو الابن المجيد فرحُ السماء والأرض، إنه الابن الحبيب، الذي به رضي الآب، عظيمة هي ومجيدة أعمال تدبيرك المدهشة المجد لك”… “تلألأ بدهشة على نهر الأردن نورٌ انجلاء سره، الضياء المجيد من الآب، يسوع من ذرية داود، رأى الواعظ ابن العاقرة، فصرخ بخوف معترفاً: هذا هو حمل الله، غافر خطايا كل الشعوب، والمعمِّد بالنار وبالروح، ومبرّر الكل بعماده، ومعطي الحياة الحقيقية وكنز الأبناء الخاص بربوبيَّته. ومطهّر النفوس والأجساد من أدران الخطيئة. لنصرخ مع الجموع التي احتفلت بعماده ونشكره قائلين المجد لشروقك الذي أفرح الجميع أيها المسيح النور الحقيقي”… “كلكم أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح لبستم المسيح من الماء والروح لكي تملكوا معه في المسكن السماوي. لقد اعتمدتم بروح واحد، ولبستم الروح الواحد، وعرفتم الرب الواحد، لتدعوا باسمه وتتنعموا معه في المكان المفعم بالتطويبات. لقد نهضتم من الماء نهضتم من الأموات، لبستم المسيح لبستم الروح القدس لكي تلبسوا الحياة الأبدية في نوره”… “السماء والأرض ترتلُ مجداً يوم عماد ملك الملوك، إنه يستحق الإكرام من الجميع إذ أفرحهم بإشراقهِ. أُخبِر على عظمته وعلى ظهورِ عماده. اختلط السيدُ بعبيده والله بالبشر. اليوم أتى ربُّ الكل عند ناسوتنا ليقدّسه، اليوم أشرقت الحياة الجديدة وبواسطتها انتصر المائتون على الموت”.
أما القراءات الطقسية، فنقرأ في الأولى منها بأن روح الله حلّ على بلعام وبدأ يتكلم عن الرجل الذي سيخرج من آل إسرائيل ويرتفع وتتسامى مملكته، ثم يذكر قدرة الله وعظمته… وفي القراءة الثانية، أشعيا يتنبأ عن القضيب الذي سيخرج من جذع يسّ… يستقر عليه روح الله… ويشرق بمخافة الرب … ويسرد الصفات الحسنة التي سيتصف بها والتي لن تكون لأحد سواه.
مار بولس، في رسالته إلى طيطس، يتكلم عن تجلّي نعمة الله التي تخلّص كل الناس… وعن الرجاء المبارك والمتوقّع لتجّلي مجد الله العظيم ومخلّصنا يسوع المسيح الذي أنقذ البشر وطهّرهم ليكونوا له شعباً جديداً يتنافس في الأعمال الصالحة، هو الذي خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس.
مار متى يصف لنا رسالة يوحنا في كرازته وتعميده للذين كانوا يأتون إليه ودعوته لهم إلى التوبة ليقوموا بأعمال تليق بها، معترفاً لهم بأنه سيأتي مِن بعده مَن يعمّدهم بالنار والروح القدس. ثم يأتي يسوع ويعتمد من يوحنا ليُكمل كل البر وحينئذ ينزل الروح القدس عليه ويُسْمَعُ صوت الآب من السماء: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررتُ”.
عيد الدنح عند الشرقيين هو عيد العماذ، كما رأينا، عيد ظهور الرب يسوع على نهر الأردن وهناك نختار ويكوّن له شعباً جديداً بعهد جديد أبرمه معه بالمعمودية التي تُطّهر من جميع الخطايا. إنها تفتح أبواب الإيمان لمن يقبلها فيصبح عضواً في هذا الشعب المقدس فيتقدس بالروح القدس والنعمة التي يوليها له سر العماد، لهذا عليه أن يُصبح عضواً فعالاً في هذا الجسم الكبير الذي يرأسه الرب يسوع نفسه.
اليوم هو عيد تجديد مواعيد المعمودية التي وعد بها غيرُنا باسمِنا ونحن صغار، اليوم نريد أن ندخل إلى قصرنا الداخلي لنرى أين نحن من هذه المواعيد؟ هل نتذكرها أحياناً في حياتنا الإيمانية؟ هل حاولنا أن نكررها بفمنا وبإرادتنا لكي نتبع يسوع كما يريد هو منّا؟ اليوم بالذات نريد أن نؤكد عليها خلال هذه الذبيحة الإلهية ونجددها لكي نجدّد حياتنا المسيحية والتزاماتنا بما يريده الله وكنيسته المقدسة منّا. هكذا “نسيرُ كما يريد الرب، ونعملُ كما يحقُّ للربِّ في كل ما يُرضيه، مثمرينَ بكلِّ عملٍ صالحٍ، وننمو في معرفة الله” (كول 1: 10).
اليوم هو عيد تجلّي الثالوث الأقدس: الأب يُعلن عن ابنهِ الذي يعتمد والروح القدس ينزل بشكل حمامة ويستقر عليه.
الدنح: مجد الله يشع، لقد ظهر إلهاً واحدا مثلث الأقانيم، إنه مجدُ الله، أي جماله الذي يدخل في علاقة مع البشر ويجعلهم فرحين، إنها ابتسامة الله التي تجعل البشر مبتسمين. هذه هي الرسالة الحقيقية التي يجب أن نقدمها للبشر لكي يكتشفوا يسوع المسيح ويجدوا حقيقته الأصيلة وما تركه لنا من الوسائل الخلاصية.
إنه طفل صغير وإله عظيم، فلا نفتّش عنه بين الشخصيات الكبيرة ولا في القصور الفخمة. وهو وحده بتواضعِه وعظمتِه يستطيع أن يُغيّر معنى الحياة لكل إنسان آتِ إلى العالم وهو صيّرنا أبناء الله بالتبنّي.
هذا هو نهج المسيح في رسالته الخلاصية؛ أن يتضامن مع الإنسان الخاطئ حتى الموت على الصليب، لكي يُنهِضَهُ من سقطته. لذا، نحن فرحون اليوم، لأن ربّنا انحدر إلى مستوانا لكي يرفعنا إلى مستواه. هذا هو رجاؤنا، لأننا حضينا برضى الآب، ونلنا الخلاص بواسطة ابنه الوحيد الذي أخذ صورتنا ليطبع فيها صورته وختمنا بروحه القدوس الذي نلناه في ذخيرة الأبناء لأننا اعتمدنا “بالنار والروح”، فينقينا كما يُنقي النار الذهب، ويزيّننا بمواهب الروح ويجعل منّا خلقاً جديداً فيُحولنا داخلياً ويطهرنا. فما علينا إلاّ أن نثبّت إيماننا معترفين بالثالوث الأقدس، ونجدّد مواعيد معموديتنا وحينئذ يُضيء نورنا أمام البشر ويمجّدوا أبانا الذي في السماء عندما يشاهدون أعمالنا الصالحة.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives