راهن الكثيرون على فشل المؤتمر الكلداني العام الذي إستضافه بكل مسؤولية وجدارة المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في ديترويت قبل إنعقاده ، وأسهبوا في تنبؤاتهم مستندين إلى جملة من معطيات المؤتمرات السابقة ناسين أو متناسين بان كل شيء في هذا العصر قابل للتغير ما دامت عجلة الزمن في حركة دائمة والحياة في تطور مستمر، إضافة إلى رغبتهم الجامحة النابعة من مشاعر الضغينة في اللاوعي من عقولهم التي توحي لهم بحتمية حصول ذلك. أقولها بكل صراحة وموضوعية ودون مجاملة للإخوة في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد، بأن المؤتمر كان بحق عرساً كلدانياً من حيث التنظيم والفعاليات وتقديم الخدمات والسهرعلى راحة الضيوف منذ اللحظة الاولى لوصولنا وحتى ختام الجلسة الاخيرة وإعلان بيانه ومقرراته.
في الجلسة الإفتتاحية كانت المفاجئة لا توصف من حيث عدد ونوعية الضيوف المدعويين: سيادة المطران إبراهيم إبراهيم وسيادة المطران باوي سورو وممثل سيادة المطران سرهد جمو الاب نؤيل كوركيس، إضافة إلى حضور السيد باقر كشميري ممثل عن السيد السيستاني والسيد المنهل الصافي القنصل العراقي في ديترويت والسيد داسكو شيروان ممثل حكومة إقليم كردستان ومسؤولون أخرون من شخصيات أمريكية وكلدانية ومستقلة بارزة من أرض الوطن والولايات المتحدة واوربا واستراليا وكندا إضافة إلى عدد كبير من المثقفين والمفكرين والكتاب والمؤرخين وأبناء الجالية .
كلمة سيادة المطران إبراهيم إبراهيم كانت عميقة بمدلولاتها، أصيلة بمفهومها وثابتة في مبادئها حينما أسهب في ذكرحقائق وشواهد تاريخية من صفحات الماضي لا يتناطح بها عنزان على أصالة قوميتنا وتاريخ حضارتنا.
إعتلى بعده المنصة سيادة المطران مار باوي سورو الذي خاطب الحاضرين بصراحته المعهودة النابعة من إيمانه العميق برسالته الكنسية ومن نقاء وجدانه. وقف الحضور لتحيته وإظهار محبتهم لسيادته كما فعلوا مع سيادة المطران إبراهيم إبراهيم، وصفقوا له طويلاً وهو يحييهم بإبتسامة وتواضع وإحترام متبادل.
كانت تلك الكلمات وما تفضل به بقية الخطباء بمثابة المحفز الذي أطلق المشاعر الكامنة من ثنايا نفوس المؤتمرين وخاصة مسؤولي التنظيمات الكلدانية الأربعة ورفاقهم، لبذل أقصى الجهود من أجل ترجمتها إلى فعل مؤثر وقرار شجاع لنبذ الخلافات وقلع الترسبات الماضية وتوحيد الكلمة للخروج بخطاب سياسي موحد وبيان تاريخي معتدل ليكون اللبنة الأولى لإنطلاقة جديدة موحدة نحو مستقبل مشرق لشعبنا الكلداني بشكل خاص، وشعبنا المسيحي في الوطن والمهجر بشكل عام.
كانت جلسات المؤتمر مفعمة بالروح الأخوية والصراحة المتبادلة بين كافة المشاركين، سادتها أجواء من الموضوعية في المناقشات، وتبادل الأراء، وحرية طرح المقترحات وقبول الأخر بعيداً عن التعالي وحب الذات وتفضيل المصالح الخاصة على المصلحة القومية بطريقة لم يعهدها الكلدان في إجتماعاتهم السابقة، وبلا شك تخللتها أحياناً إختلافات في وجهات النظر فيما يتعلق ببعض القضايا المطروحة للنقاش وهي حالة صحية وظاهرة طبيعية. أما الجلسات المسائية فقد خُصصت للفعاليات الثقافية والفنية من إلقاء قصائد شعرية ونتاجات نثرية وعروض مسرحية جميلة بلغتنا الكلدانية.
لقد تميزت مبادرات رؤوساء الاحزاب الأربعة وكوادرهم المتقدمة بالجرأة والشفافية والصراحة ونكران الذات وإظهار المرونة السياسية، الامر الذي أدى بعد مداولات مستفيضة إلى إزالة جليد الخلافات المتراكمة، ثم توقيع وثيقة شرف كخطوة أولى لدخول الإنتخابات البرلمانية القادمة بقائمة واحدة وتوحيد تنظيماتها السياسية بعد بناء قاعدة خرسانية صلبة لتبني عليها هيكلها وتعيد معها الأمال لمستقبل شعبنا في حصوله على حقوقه القومية والدستورية إسوة بباقي القوميات الأخرى، وهذا الإنجاز الفريد سيغير موازين القوى ويغير نظرة أبناء شعبنا لأحزابه السياسية عند الإلتزام بها وتنفيذ أخر فقرة من فقراتها.
أما دور أعضاء المنبر فكان مؤثراً في النتائج الإيجابية المميزة التي حققها المؤتمر بدءاً من الدكتور نوري منصور بنشاطه الدؤوب وروحه الشبابية وطروحاته السلسة في إزالة العقبات التي طفت على السطح أحياناً وهي حالة طبيعية نتيجة الظروف العصيبة التي مرَ بها شعبنا، والأخ فوزي دلي في لجنة إدارة المؤتمر، مع رئيس اللجنة الدكتور عبد الله رابي والاخت سهى قوجا، بمداخلاته التوفيقية وتعليقاته المرحة التي أضفت على الجلسات نوعاً من الإنسجام والمحبة والإرتياح. أما الاخ قيس ساكو بهدوئه في طرح أفكاره وجرأته في التعبيرعن رأيه جعل بعض المواقف تبدو أكثر وضوحاً من اجل تذليلها والتغلب عليها، والاخ جمال قلابات بإسلوبه العلمي وتوضيحاته العملية في طرح أرائه، والأخ شوقي قونجا بتقديمه فقرات الأمسيات وإلقائه الشعر والنثر بلغتنا الجميلة وتعليقاته الظريفة بثت المتعة والألفة في نفوس الضيوف. كذلك بقية الإخوة : عادل بقال، ساهر يلدو، وأخرون لا تسعفني ذاكرتي لإضافة أسمائهم، الذين وضعوا أنفسهم مع سياراتهم في خدمة الضيوف ولبوا طلباتهم في تنقلاتهم بطيب خاطر وتواضع مشكور طيلة الأيام الخمسة التي نقشت صورة جميلة ستبقى عالقة في أذهاننا لحين موعد إقامة المؤتمر القادم الذي سيعقد بمشيئة الرب على أرض الوطن حينما نكون قد شهدنا نقلة نوعية في تحسين ظروف أبناء شعبنا المسيحي هناك . كما لا يسعنا إلا أن نذكر بكل فخر وإعتزاز دور الكتاب والمثقفين المستقلين ورؤوساء الجمعيات والمنظمات الكلدانية في انحاء العالم الذين كان لهم كلمة مسموعة لإنجاح المؤتمر والتوصل إلى إجماع عام في مقرراته.
ولا ننسى الدور الكبيرللإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان في إنضاج المؤتمر ببحوثه وإدارته ونشاطاته وطروحاته الوسطية من أجل التوصل إلى نتائج إيجابية للتغلب على بعض الخلافات التي واجهت المؤتمرين في بعض الجلسات، إضافة إلى عقده إجتماع خاص على هامش المؤتمر في اليوم الأخير حضره رئيس الإتحاد وأعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة وأعضاء الهيئة العامة كُرس لتقييم نتائج المؤتمر وتداول عدداً من القضايا التي تتعلق بتنظيم ونشاط الإتحاد وأحداث الساعة والظروف الدقيقة التي يمر بها شعبنا في الوطن .
وإلى الملتقى في المؤتمرات القادمة حينما تكون كافة التنظيمات الكلدانية قد إنصهرت في بوتقة واحدة، أو توحدت في جبهة رصينة مع كافة القوى والمنظمات والإتحادات الكلدانية الأخرى، وحينما نمد أيدينا نحن الكلدان والأشوريين والسريان وبقية الطوائف المسيحية إلى بعضنا البعض بإخلاص وصدق وإيمان للعمل كرجل واحد من أجل نيل حقوقنا القومية والدستورية، بعد أن نخرج من شرنقتنا البالية ونهبط من برجنا العاجي لننقي قلوبنا وننبذ خلافاتنا ونتخلى عن طموحاتنا غير المشروعة ونستبدل الشعارات الخيالية ببرامج واقعية مقبولة ، ثم نمهد الطريق لتوحيد كنائسنا تحت خيمة واحدة جامعة رسولية ليستظل بها شعبنا المسيحي بكافة مذاهبه وطوائفه ومسمياته، ولنستعيد من بعدها المكانة التي تليق بنا كشعب أصيل متحضر عريق علًم البشرية الحروف الأبجدية ووضع أولى القوانين وإبتكر العجلة وقسم الزمن، وفتح لها بوابة العلم والمعرفة وأنار أمامها دروب التطور والرقي التي تنعم الإنسانية بتناول ثمارها اليوم، وليثبت هذا الشعب بأن جذوره ما زالت متوغلة في أعماق سهول وجبال وطنه، وأن أمجاده ستبقى مطرَزة على صفحات تاريخه.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives