ظهرت في الايام الاخيرة ردود فعل متشنجة وأنفعالية وأخرى معتدلة وبعضها مؤيدة بعد التصريحين اللذين أصدرتهما البطريركية الكلدانية ،الاول بعنوان ( توضيخ حول دور البطريركية الكلدانية وتحركاتها ) والثاني ( المشهد المسيحي في العراق ) الذي جاء على أثر الردود للتصريح الاول. والغريب أن تلك الردود لم تصدر من الجهات المعنية في التصريح الاول ،وأنما من بعض الصحفيين المهتمين بشؤون شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني . طبيعة المجتمعات
قبل الولوج في ابداء الرأي لابد من توضيح شيء مختصرعن طبيعة المجتمعات والمراحل التي تمر بها وما يرافقها من المستجدات في ضوء الاحداث المفاجئة على أختلاف أنواعها.
أكد بعض علماء الاجتماع الغربيين على أمكانية تعميم ما يتوصلون من نتائج في بحوثهم الميدانية والنظرية على المجتمع البشري برمته بالرغم من التباين في العناصر الحضارية بين المجتمعات بما فيها القيم الدينية والاجتماعية والثقافية ،وكما أكدوا على التعميم لتلك النتائج على المراحل التاريخية للمجتمع نفسه .بينما أكد الفريق الثاني – من ضمن مؤيدي هذا الفريق هو عالم الاجتماع العراقي علي الوردي – ، وبعد أن أجريت الدراسات الميدانية المُقارنة في المجتمعات النامية مع مثيلاتها في المجتمعات المتقدمة ، أكد هؤلاء على الخطأ في تعميم النتائج التي توصلت اليها الدراسات عن مختلف الظواهر ،فمثلا لو أُجريت دراسة عن الشخصية الريفية في أي بلد نام ستختلف نتائجها عن تلك التي ستكون عن الريف الامريكي ، وهكذا عندما أجريت بحثا ميدانيا عن التحضر في مدينة الموصل عام 1994 كانت النتائج والسمات الحضرية لسكان الموصل تختلف الى درجة كبيرة عن تلك التي توصل اليها الباحثون في المدن الغربية .
وهكذا عن الظواهر التي تهمنا في المجتمع العراقي المعاصر ،مثل مفهوم الديمقراطية ، والمفهوم الديني ،والموقف من السلطة ،وعن دور رجال الدين في المجتمع ،سنلاحظ الاختلاف في النتائج مقارنة مع مثيلاتها من الظواهر في البلدان الغربية . فالدراسات الاجتماعية تشير مثلا عن مفهوم السلطة عند الانسان في البلدان النامية ببساطة الى، أن السلطة هي خارج التفكير الواقعي الايجابي له فنظرته اليها سلبية ، كأنما تريد الاستحواذ على شخصيته وكيانه ، فتلاحظ دائما النزعة العدوانية للانسان العراقي تجاه الحكومة وممتلكاتها ،أو كل شيء يتعلق بها أو يعود اليها ، فليست النظرة اليها بأنهاملك للجميع وتهدف تحقيق المصلحة العامة ،وعند ضعف القانون ووقوع الاضطرابات وفقدان الامن ،أول ما يبادر الانسان في البلدان النامية الى تخريب كل ما يرجع للحكومة . بينما في البلدان المتقدمة تختلف مواقف الانسان عن تلك التي هي في العراق فهم ينظرون الى الحكومة كجهاز من المؤظفين قائم على الخدمة العامة ومن أجل المصلحة العامة وضبط الامن وتنفيذ القانون ،وعليه تلاحظ الانسان العادي يبادر دائما للتعاون مع الدولة في الاخبار عن وقوع الجريمة أو الابلاغ عن أي موقف يتطلب وجود مؤظفي الحكومة .
والاختلاف في النتائج افقيا بين المجتمعات تنطبق على الحالة الاخرى العمودية التاريخية ، أي أن النتائج التي نتوصل اليها عن الامثلة المذكورة اعلاه لو أجريت في فترة زمنية أخرى عن نفس المجتمع ستكون النتائج مختلفة . وهذا يرجع الى المتغيرات الانية التي تتحكم في طبيعة الظاهرة زمانيا ومكانيا ، وأن تلك المتغيرات هي دينامية غير ثابة تاريخيا ومكانيا ، ومن هذا المنطلق دائما يبحث العلماء في العلوم الاجتماعية من النسبية . وعل هذا الاساس تلاحظ عند قراءتك لاي بحث علمي أكاديمي يعرض منهجيته الباحث ،يجب أن تتضمن احدى خطواته ( تحديد الفترة الزمنية ومكان أجراء البحث ) ليتضح للقارىء أو الجهة المستفيدة أمكانية تطبيق النتائج في مكان وزمان محددين . وماذا عن دور رجال الدين في السياسة ؟
في مراجعة بسيطة للدراسات الاجتماعية التي تقارن بين طبيعة المجتمعات النامية والمتقدمة ،ستلاحظ أن من خصائص المجتمعات النامية ، لاتزال أسيرة المفاهيم الدينية في تفسير مجمل الظواهر ،ليست السياسية والاجتماعية والاقتصادية بل حتى الطبيعية منها،اي أن نزول أو عدم نزول المطر لا يزال تفسيره هو مرتبط بارادة الله ،بينما في المجتمعات المتقدمة تُفسر الظاهرة بعشرات العوامل الطبيعية .
وهكذا يكون دور الدين ورجال الدين عند الانسان الغربي لا يعدو أكثر من تقديم خدمة في المؤسسة الكنسية ،بينما في المجتمعات النامية تعدو ذلك بكثير الى ان تصل لحالة التقديس وبل أنه معصوم من الخطأ . وعليه أن دور رجل الدين في البلدان المتقدمة هو غير ما موجود في النامية منها.وذلك لان المفاهيم الدينية لا تزال متغلغلة في الفكر البشري في المجتمعات النامية والمتخلفة ،مثلما كانت قبل ثلاثة قرون على نفس الحالة في البلدان الاوربية .
ومن نتائج هذا الطغيان للفكر الديني في العقلية الانسانية في البلدان النامية ، أخفاق الحكومات العلمانية التخلص من ربط دساتيرها بالمفاهيم الدينية ، فهي تعدها في ضوء الشرائع الدينية ،فتجد كثرة التناقضات في موادها القانونية ، هذا للحكومات العلمانية ،فكيف ستكون الدساتير التي تتبناها الحكومات المُسيرة من قبل الاحزاب الدينية ؟ في هذه الحالة لاتكتفي السلطات بتشريع قوانينها في ضوء الشريعة الدينية ،بل تتعدى ذلك الى الاستشارة الدائمة لكل حركة بالمرجعيات الدينية ، وأن لم يكن تدخلها السياسي مُعلنا بكل تفاصيل العملية السياسية مثل أيران،أنما في الخفاء ليست تلك الحكومات الا دمى بيد المرجعيات الدينية، وهذا ما يحدث تماما في العراق المعاصر .
فالعراق يمر اليوم في حالة شاذة جدا وفقا للمؤشرات والمعطيات التي ترتبط بالواقع السياسي والاداري والاجتماعي والديني والثقافي والامني والقانوني ، فجميعها في حالة من عدم الاستقرار .فالسياسة شاذة لاستحواذ الاحزاب الكبيرة على السلطة وثروات البلد ، طريق غير واضح للتخطيط الوطني لان الولاء هو طائفي ومناطقي ، المرجعيات تتحكم بزمام الحكم ، نظام المحاصصة الرديء الذي يُرسخ المفاهيم الطائفية والقومية ،ويفرز المواطنين الى أكثرية واقلية ،وأمور سياسية أخرى سيئة للغاية .
وأما الوضع الامني فلكل حزب كبير ميليشية تستحوذ على منطقة ما ، والصراع الطائفي على أشده ، والضحايا هم عامة الشعب العراقي وأكثرهم تأثُرا هم المسيحيون والايزيديون ،حيث لكل جماعة أو مكون له مرجعيته وله رجاله المسلحين،وبل الايزيدين نظموا شؤونهم في الاونة الاخيرة وأثروا على الرأي العام العالمي لكي ينظر اليهم أنهم شعب مضطهد ويتعرضون الى أبادة جماعية .وأما المسيحيون فهم منشغلون في التاريخ والاصالة لمن ، وهل ننطلق من القومية لتحريك قضيتنا أم ننطلق من الدين ؟ ولمن الصدارة .فلم يتفقوا على لجنة سياسية مرجعية تُدير شؤونهم لحد هذه اللحظة ، للأسباب المذكورة. فهل يحق للبطريك ساكو التدخل في السياسة ؟
في مثل البيئة العراقية السياسية التي وصفتها ويصفها الاخرون ، والحالة التي يمر بها المسيحيون في العراق ،بكل بساطة الجواب :نعم .
علينا التمييز بين التدخل الكنسي ورجال الدين في السياسة ،كوظيفة يزاولها أو الانخراط في حزب سياسي معين ،ففي هذه الحالة سيتصف بما نصف السياسي به كمخادع وكاذب وانتهازي ومنافق لاجل تحقيق مصالحه ومصالح حزبه ،. والتدخل الذي يقف عند تقديم المشورة ، والنصائح والمطالبة بحقوق شعبه المؤمن والاستغاثة لرفع الغبن عنه وتحريك قضيته عالميا وتقديم النصح لمؤمنيه والتعاون معهم من أجل أدارة أنفسهم وتمثيل المؤمنين في الحالات المتنوعة محليا ودوليا طالما أن التعاطي مع شعبه هو على الاساس الديني ، فالبطريرك مار ساكو يعمل ضمن هذا الاطار وليس ضمن الفئة الاولى من التدخل كسياسي .
كما علينا أن نميز بين التدخل الكنسي في المعالم الحياتية بمجملها في القرون الوسطى الى أن تقلص دورها بعد النهضة الفكرية والثورة التكنولوجية ، فذلك التدخل كان طبيعي وفقا للمرحلة التي كان عليها الفكر البشري ، أذ الفكر الديني كان مسيطرا على مجمل التصرفات والعلاقات والظواهر البشرية ، من الاخلاق والسياسة والاقتصاد والادارة وحتى الحروب ،وسبقته فترة الفكر الميتافيزيقي وقبلها الفترة السحرية ،وثم بعد مرحلة الفكر الديني جاءت مرحلة الفكر الوضعي ،فابتعدت الكنيسة من تدخلها بشؤون المجتمع والاقرار بها ، وأنما ظل دورها قائما كما يقلده حاليا غبطة مار ساكو.فلايمكن مقارنة تلك الفترة بما هو دور الكنيسة حاليا .ولو أن طبيعة المجتمع العراقي الان هي شبيهة بطبيعة المجتمع الانساني لتلك الفترة .
أن الظروف السيئة للغاية التي يمر بها شعبنا المسيحي في ظل حكومة طائفية دينية لاتعرف الولاء الى الوطن ،ولان المرجعيات الدينية تلعب دورا كبيرا في تسيير دفة الحكم ، والاضطراب الامني الخطير ويطال أبناء شعبنا المسيحي بالدرجة الاساس ،فنحن بحاجة الى صوت قوي يتميز بأمكانية فكرية عالية تستوعب الواقع ومعطيات التعامل وفقا للمفاهيم الدينية المعمول بها في العراق ،فلا أعتقد بحسب راي الشخصي أكثر من صوت غبطة البطريرك مار ساكو لكي يكون ربان السفينة لكي ينقذ شعبنا بمختلف طوائفه .
أن المرحلة التاريخية التي يمر بها شعبنا المسيحي في العراق هي شبيهة بالحُقب التاريخية التي تعرض لها المسيحيون الى الاضطهادات سواء من الفرس أو في عهد بعض الخلفاء المسلمين ،او الاحداث المأساوية التي تعرضوا اليها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، وكان رئيس الكنيسة هو الذي يدافع عنهم ويخطط ويتشاور ويسغيث ويطلب ويسـتعين بالاخرين دون غيره .
لم ندخل في التاريخ بعيدا كم من البطاركة أستشهدوا وأهينوا من أجل أبناء الكنيسة المشرقية ، بل أكتفي بذكر بطريكين مباركين ، الكل قد قرأ عنهم وسمعنا من آبائنا عنهم ،كيف تدخلوا لانقاذ شعبهم المسيحي ،وهما قداسة المرحوم البطريرك مار شمعون بنيامين بطريرك الكنيسة المشرقية ( حاليا الكنيسة الاشورية المشرقية ) كيف تدخل لايقاف المجازر بحق الاشوريين في قوجانس والقرى الاشورية الاخرى فبعث برسائله الى السفراء الالمان والفرنسيين والروس والامراء العثمانيين المحليين والحكومة العثمانية يطلب ويستغيث بهم لايقاف المجازر الوحشية ،وبدون جدوى ، وأخيرا أستشهد غدرا وهو خارج من الاجتماع مع الاغا سمكو من أجل شعبه .وأيضا كيف تعرض المثلث الرحمات قداسة البطريرك مار شمعون أيشاي بطريرك الكنيسة الاشورية المشرقية الى الاهانات والمعانات والتشريد مع شعبه وهو كان المسؤول الاول والاخير زمانيا وروحيا عل الشعب الاشوري ، ولعدم تنازله عن السلطة الزمنية بحسب طلب الحكومة العراقية عام 1933 على شعبه صدر قانون النفي بحقه .
نعم أن البطريرك في الكنيسة الشرقية يلعب دورا كبيرا في أدارة شؤون شعبه ،وهذا يتماشى مع البيئة المجتمعية التي يعيش بها مسيحيو الشرق ، فهي لا تزال تتحكم بالمفاهيم الدينية كما وضحت أعلاه ، وأن التعاطي مع شعبنا هو على الاساس الديني وليس على الاثني . وهكذا اليوم ان التعاطي مع شعبنا بكل أثنياته في العراق هو أنطلاقا من الدين طالما النظام الطائفي الديني هو السائد ، والذي يقوم به البطريرك ساكو ليس أكثر مما قام به الشهيدان في الكنيسة المشرقية الاشورية. ولكن مع من تتعامل الحكومة والمسيحيون عدة مذاهب ؟
أن تعدد المذاهب المسيحية حالة طبيعية وأصبحت واقعية لا محال ،ولكن هل يعني لا يتوجد عوامل مشتركة بينهم وخاصة وهم يتعرضون الى انتهاك حقوقهم بأسم المسيحية ؟ نعم العوامل المشتركة هي أكثر بكثير من العوامل المختلفة . فلا أختلاف موجود برأي، الا الكرسي وبعض الطقوس التي هي من وضع الانسان . ولكن مهما تكن الاختلافات فلابد أن يتحدوا ويتعاضدوا ويتعاونوا طالما أنهم جميعا مستهدفون بأسم المسيح .
وقد شعر البطريرك ساكو منذ تسلمه السدة البطريركية في الكنيسة الكلدانية بأهمية التعاون والمشاركة الفعلية لادارة عملية أنقاذ المسيحيين ،لا بل ذهب الى أبعد من ذلك ، أنه نادى ولعدة مرات بالوحدة وبادر فعلا . والتقى لعدة مرات مع أخوته البطاركة المشرقيين جميعهم للتشاور والتخطيط والدراسة من أجل شعبنا .
وهكذا فأن تحركاته المتعددة عالميا وأقليميا ومحليا على جميع المستويات فاقت التصور البشري عن ما يتوقعه من رجل دين يقوم بها ،وجميعها تصب في خدمة شعبنا والمطالبة بحقوقه ورفع الغبن والاضطهاد عنه ، وهي أصبحت معروفة للجميع وبالاخص المهتمين بشؤون شعبنا من الروحانيين والعلمانيين .
من واجبه أن يتحرك لانه رأس الكنيسة الكلدانية ، وبالطبع فأن مطالبته واستغاثته لا تكون من أجل ابناء الكنيسة الكلدانية فحسب بل من أجل المسيحيين ، فهل من المعقول أن يصرح يوما ما غبطته بمثل هذا القول ” أطالب حماية أبناء الكنيسة الكلدانية ” لايمكن أن يعملها ،ولايمكن ان يطالب بتعديل قانون البطاقة الشخصية لاجل أبناء كنيسته فقط دون الاخرين . ولكن هل ينفرد البطريرك ساكو بتحركاته ؟
كما أشرت اعلاه وواضح للجميع ويُنشر في الاعلام ، بأن غبطته طالب بالتعاون وتوحيد الموقف وتشكيل لجان مشتركة بين المذاهب جميعها ،وأجتمع مع السياسيين والمهتمين بشؤون شعبنا من الاثنيات الثلاث ، ولكن كما يبدو من التصريحين لا يوجد التعاون من بعض الجهات التي لم يعلنها التصريح ، ولا يوجد اتفاق بين السياسيين ،وقد يكون السبب هو التداخل بين الانطلاق من العمل دينيا ام قوميا ،فهذه هي المُصيبة التي أبتلى ويبتلي بها شعبنا من الاثنيات الثلاث ولم يتداركوها بالرغم من المحن التي يتعرض اليها جميعهم .
ومن جهة أخرى لابد أن أحد من الرؤساء الروحانيين أن يُمثل المسيحيين في التحركات الرسمية ،فليس من المعقول أن يحضر كل البطاركة المشرقيين الى لقاء احد المسؤولين جميعهم ،فهذا غير منطقي فلا يوجد اختلاف عقائدي كبير , فالذي يمكن احقاقه من أجل أبناء الكنيسة الكلدانية يشمل ابناء الكنيسة السريانية الارثودكسية وابناء الكنيسة الاشورية المشرقية بشقيها مثلا ، فمطاليبنا واحدة .
أما اذا اراد أحد البطاركة زيارة رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او رئيس الاقليم فهذا شيء يرجع اليه ، فهل ابوابهم مفتوحة للبطريرك ساكو ومغلقة لغيره من البطاركة مثلا ؟ لا اعتقد ذلك فليبادر الاخرين بمثل هذه الزيارات ويطالب مثلما يطالب مار ساكو ولا أظن أن مطاليبهم ستختلف أبدا . والا فالحاجة الى الاقرار بتمثيلهم أحد البطاركة هي ضرورة قصوى .
وليس البطريرك ساكو معروفا بتكميم الافواه كما يظن بعض الاخوة ، فطالما هو مُصر في التعاطي مع الاعلام بمختلف وسائله وطرح مشاريعه وخططه ومقترحاته عبر الوسائل الاعلامية لغرض الاستفادة من المهتمين والمتابعين والامثلة على ذلك متعددة لا يسعنا المجال هنا لذكرها ،أضافة الى نداءاته من أجل الحوار والاتفاق بين السياسيين من أبناء شعبنا ،ولكن يبدو كما أشرت سابقا لم يتم الاتفاق بينهم ،وكما يبدو أنهم يرفضون فكرة التصويت بالاغلبية على عمل ما ، فيبادرون ويشجعون الجميع للحضور ، وأنما اذا كان الاتفاق بحسب رايهم فيدعمون الفكرة أما اذا لم يكن المقترح بحسب مصالحهم فيشربون القهوة ويغادرون ,ويقولون أن البطريرك يكمم الافواه ،اذا يتم الاجراء بالتصويت على عمل ما ويتبع الاقلية الاكثرية بحسب الاصول الديمقراطية فلماذا تكمم الافواه ؟ وماذا عن الرابطة ؟
يعتبر بعض الاخوة من المتابعين أن الرابطة الكلدانية التي كانت نتاج لفكرة البطريرك ساكو ومساندته لها لترى النور هي أنقسامية ، لكوني من المتابعين للرابطة الكلدانية منذ وبل قبل تأسيسها ، لم ار مؤشرات التقسيم فيها فهي واضحة من أهدافها وطرحت لعدة مرات اعلاميا فلا حاجة لتكرارها ، وهكذا تبين الانفتاح والتعاون تطبيقا لاهدافها من خلال ما يقوم به المؤسسون لها من تحركات وانفتاح لكافة الأحزاب السياسية لشعبنا من الاثنيات الثلاث ، وابدائهم للتعاون والمساندة المتبادلة بينهم . والسعي دائما لخدمة الكلدان والاشوريين والسريان دون تمييز فهم معهم ، مع الاحتفاظ برموزهم وهويتهم الاثنية كما يُحافظ غيرهم من الاخوة الاشوريين والسريان على رموزهم وهويتهم الاثنية. ويقولون ما ذا جنى البطريرك ساكو من تحركاته !!
تصور غريب من بعض الاخوة فعلا ، البطريك ساكو ليس رئيسا لدولة وقائدا لجيش جرار ومقاتلين أشداء ،لكي يهدد اذا لم يقتنعوا بما يطرحه ، بل سلاحه هو فكره ومكانته الدينية المسالمة ومحبته المستوحاة من المسيحية . فيطرح ويستغيث ويطالب لعله يجني شيئا لبلده وشعبه ، وكيف لم يجن شيئا ؟ تصورا لو لم تكن تحركاته التي لا يمكننا أحصاؤها جاءت بنتيجة ،كيف كان مصير عشرات الالاف المشردة من بلداتهم من ابناء شعبنا في بداية محنتهم ، الكل يعرف نتائجها ، ولكن يغضون النظر عنها ، بل أنهم يقيسون عدم الجدوى بمتغير واحد وهو عدم الحصول على الحماية الدولية . هذه قضية كبرى ترتبط بالمصالح الكبرى للدول العظمى التي تمنح هذه الحماية كما كانت حماية الاكراد مُنجزا لمصالحهم أيضا .
وما الغاية من التلميح بقائمة كلدانية من قبل غبطته ؟
لا أظن انها تأتي انطلاقا من التهديد والوعيد كما تصورها بعض الاخوة ، وأنما حالة أنعكاسية شَرطية للتحفيز للمزيد من التعاون بين المسيحيين والاتفاق على صيغة موحدة لانقاذ شعبنا الصامد في البلد الام ،وما المانع بنزول قائمة كلدانية ،فهل نزولها هو طريق للانقسام ؟ لا أعتقد ذلك خذ مثلا الحركة الديمقراطية الاشورية بالرغم من انها هي ضمن تنظيمات شعبنا ومع المجلس الكلداني السرياني الاشوري ،الا أنها نزلت بقائمة مستقلة عن التنظيمات ، وهكذا أبناء النهرين ، فلم يحدث أنقسام أبدا ، فهل عندما يقدم الكلدان الى قائمة مستقلة سيثير الانقسام فهذا الراي غير منصف مع الاسف . نعم أنا شخصيا أعتبره أنقسامي من هو متعصب أو لم يتعاون اي من الاحزاب السياسية من الاثنيات الثلاث من شعبنا ، ولكن اذا جاءت قائمة كلدانية وساندتها الرابطة الكلدانية مثلا – هذا تعبير شخصي رجاءا – وتعاونت مع الجهات الاخرى فما المانع يا ترى ؟ واخيرا أتمنى من ابائنا رؤوساء الكنائس المشرقية التعاون والمساندة بعضهم للبعض لانهم الجميع ومع أبنائهم يتعرضون سواسية الى الاضطهاد والتشريد والقتل والغبن القانوني من الحكومة والتهميش المتعمد في ظل الظروف الشاذة، ومساندة البطريرك ساكو ، فغبطته يتمتع بشخصية مؤثرة واسعة المعرفة ، ومتعدد العلاقات على المستويات العالمية والاقليمية والمحلية العراقية ، له باع طويل في الادارة والخبرة وما الزيارات المتكررة لغبطته من مختلف الفئات الدبلوماسية والسياسية والدينية الا احد المؤشرات لعلاقته ومعرفته الواسعة .
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives