في بلد الجهل المركب, المزمن فيه من راسه لساسه, يخرج علينا بين حين وحين ثلة من السياسيين الفاشلين, واعلاميو القنوات الرخيصة, ويرددوا على مسامعنا العبارات المسيئة التي لقنوهم بها كالببغاء, حتى أن غالبيتهم لا يعرفوا ماذا تحمل هذه العبارات من مضامين. كذاك (الصحفي) الأبله الذي أجرى قبل عدة ايام لقاءاً تلفزيونياً مع وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري. ولم يعرف هذا النكر الذي يزعم إنه إعلامي, ويتعامل يومياً مع اللغة العربية وكلماتها, أن يميز بين أكْفاء وهي جمع كَفء و أكِفَّاءُ جمع كَفيف! حتى سخر منه ضيفه الوزير وصحح له الخطأ اللغوي الذي وقع فيه. إن كان هذا إعلامياً بحق, يعني أنه خريج جامعة, ودرس الإعلام والصحافة ومعه اللغة العربية, إذاَ كيف لا يستطيع أن يميز بين كلمتي كفؤ و كفيف! وصحح له الدكتور الجعفري ثانية, حين شرح له معنى كلمة المنافق, التي تقال لمن يضمر العداوة ويظهر الصداقة, أو من يظهر خلاف ما يبطن, ويقال نافق اليربوع حين يكتم جحره ويظهر غيرها وهو أصل النِفاق, لأنه دخل في جُحره في النافقاء. والكلمة صيغت استناداً على فعل هذا الحيوان الصغير الذي من فصيلة اليربوعية. لكن الأستاذ الصحفي, نطق الكلمة دون أن يعرف معناها, ولم يعرف هذا الغوغائي, أن الصحفي الناجح, يجب عليه أن يدرك مضمون الكلمة ومعرفة حيثياتها قبل أن يطرحها على ضيفه. عزيزي القارئ, أنا لا شأن لي بما زعم هذا الإعلامي الفاشل, وما سطر من توافه الكلمات, وتمنى أمنيات سوداء, ألا بقدر ما تعلق الأمر بمحاولته اليائسة للتقليل من الدور الكوردي المتميز في السفارات العراقية, والنَيل من الإنجازات التي حققها الشعب الكوردي في العراق الاتحادي. حين طالب من الوزير الضيف, أن (يطهر) السفارات العراقية من أولئك المثابرين, الذين لا يستسيغ وجودهم على رأس السفارات العراقية هذا الإعلامي السفيه, والجهة التي يعمل عندها. لا شك أن العمل الدؤوب الذي يقوم به هؤلاء السفراء والقناصل الكورد في الخارج قد أبغض هذا (الإعلامي) الصفيق, فلذا جعلهم أهدافاً لسهامه المسمومة. حقاً أن المثل القائل: “ما لقوا في الورد عيب قالوا أحمر الخدين” هو عين الصواب. إن هذا الذي ينتحل صفة الصحفي زوراً, لم يجد خللاً أو عيباً في أداء السفراء الكورد, لذا خرج علينا بجنجلوتية جديدة ومفضوحة, وهي, أن بعض السفراء الكورد لا يجيدون اللغة العربية, حقاً أن غبائه لا يحتمل ومحط ازدراء كل من شاهده و سمعه, نسي أنه عربي ولا يجيد اللغة العربية بطريقة سليمة, بدليل الأخطاء التي وقع فيها في اللقاء التلفزيوني مع السيد الوزير, والتي أشرنا إلى جانب منها في هذا المقال. عزيزي القارئ, سبق وقلت لك في سياق هذا المقال, إنه ليس إعلامياً, ولا متابعاً للشأن العراقي, الذي يخص مفردات حياته اليومية, لأنه لم يطلع حتى على أهم وثيقة عراقية ألا وهي “الدستور الاتحادي الدائم” الذي لم يقل أن العراق بلد عربي, حتى يحاول هذا المهوس أن يلونه بلون العروبة الأغبر. بل قال الدستور في المادة (3): “العراق بلد ٌ متعدد القوميات والأديان والمذاهب, وهو عضوٌ مؤسس وفعال في جامعة الدول العربية, وملتزم بميثاقها, وهو جزءٌ من العالم الإسلامي”. وهناك دول أخرى مثل العراق غير عربية, أيضاً عضو في الجامعة التي ليس فيها شيء يجمع أعضائها غير اسمها, كجيبوتي, وصومال, وجزر القمر, وهناك دول أخرى أيضاً غير عربية لها صفة المراقب في هذه الجامعة, مثل الهند, وفنزويلا وأريتريا. ويقول الدستور الاتحادي في المادة (4) ـ أولاَ ـ :” اللغة العربية والكردية هما اللغتان الرسميتان للعراق..” الخ. وفي المادة الثانية ـ ب ـ يقول:” التكلم والمخاطبة والتعبير في المجالات الرسمية كمجلس النواب, ومجلس الوزراء, والمحاكم, والمؤتمرات الرسمية, بأيٍ من اللغتين”. ماذا يقول الآن هذا الأمي, هذا الجاهل, هذا هو الدستور العراقي الاتحادي الدائم, الذي يجب على كل عراقي, أن يحترم بنوده وفقراته, ويلتزم بها, يقول بكل صراحة و وضوح, أي إنسان يحمل الهوية العراقية من حقه الدستوري, أن يتكلم بإحدى هذين اللغتين. نرجو إنه فهم الآن, معنى “بأيٍ من اللغتين” ماذا يعني؟. وإن كان الجهل قد تمكن منه إلى درجة البلادة التامة, نستطيع أن نشرحه له على طريقة تلامذة الصف الأول الابتدائي, دار داران دور. للأسف, لغاية معروفة في نفس الوزير لم يقم بتصحيح هذه الجزئية أيضاً لمحاوره, ذلك الإعلامي الفاشل. إنه كرئيس للدبلوماسية العراقية, وجب عليه أن لا يقبل منه, أن يستهزء الصحفي و يقلل من شأن موظفيه, كان عليه أن يزجره هذه المرة أيضاً, كما سبق له و زجره وتهكم به عدة مرات خلال اللقاء التلفزيوني الذي أجراه معه ذلك الصحفي الأبله, ويقول له, حتى لو يتكلموا اللغة الكوردية فقط, ما الضير في هذا؟, أن الدستور الاتحادي الذي صوت عليه 85% من الشعب العراقي بنعم كفل لهم هذا الحق, إلا أن الوزير الذي رد في هذا اللقاء على توافه الكلام, لم يقم بواجبه الوظيفي كمسئول في الدولة الاتحادية ورئيس الدبلوماسية العراقية في هذه النقطة على أكمل وجه, يظهر أنه لم يرد, أن يسجل نقطة إيجابية لصالح الكورد, شركائه في الوطن؟. عزيزي القارئ الكريم, مثل هذا الصمت السلبي تجاه من يشهر بالكورد, ليس بعيداً على الوزير الذي طالب في الأسابيع الماضية من الدول الغربية عدم تسليح البيشمركة بالأسلحة النوعية لمواجهة داعش الإرهابية, لا شك أنه يضمر في داخله ضد الشعب الكوردي شيئاً ما لقادم الأيام؟ وإلا لماذا يطالب الدول الغربية بعدم تسليح البيشمركة القوة الوحيدة الفاعلة التي تقارع داعش, بينما الجيش العراقي المهزوم في كل مواجهة قتالية مع داعش يترك معداته وعتاده في ساحة الوغى و يطلق سيقانه للريح. فالفرق هنا بين الوزير وذلك الإعلامي…, هو أن ذلك الإعلامي المهرج, قد أخرج ما في جوفه من الكلام الماسخ عن سفراء الكورد إلى العلن, بينما السيد الوزير, كسياسي غير ناجح, ودبلوماسي مبتدئ, لغاية في نفسه لم يقل شيئاً ينصف فيه السفراء الكورد (موظفيه), فعليه اختار الصمت, وهذا ليس من طبيعته الحادة؟. من المخالفات الدستورية التي يقوم بها هذا الوزير, أنه يشغل منصبين معاً, كرئيس للتحالف الوطني في البرلمان الاتحادي أي أنه عضو في البرلمان ومنصب وزير الخارجية في الحكومة الاتحادية, بينما الدستور الاتحادي الدائم يقول في مادة (49) سادسا:” لا يجوز الجمع بين عضوية مجلس النواب, وأي عمل, أو منصبٍ رسمي آخر”. إنه خرق واضح للدستور الذي أقسم على احترامه!!.
بما أن الشيء بالشيء يذكر, وبما أن الدستور الاتحادي كفل لنا نحن الكورد, أن نتكلم بلغتنا الكوردية داخل الكيان العراق وخارجه و في جميع المجالات دون استثناء, وبما أننا شركاء في هذا الوطن ولسنا مشاركين, ولنا مثلما للجانب الآخر, يجب على السيد رئيس الجمهورية الدكتور (فؤاد معصوم) وعلى الوزراء الكورد في عاصمة الاتحاد (بغداد), وكذلك النواب الكورد في البرلمان الاتحادي, أن يُقَسَّموا خطاباتهم في داخل العراق, أو خارجه, في المحافل الدولية, وفي لقاءاتهم الصحفية بالتساوي بين اللغتين الكوردية والعربية, وإلا كل الكلام الذي يقال عن الشراكة مجرد كلام ليس إلا, لا يقدم ولا يؤخر, وتثبت للجميع إنها ليست شراكة, بل مشاركة. وإن لم يفعلوا وعلى رأسهم سيادة رئيس الجمهورية, حينها يظهر جلياً لكافة المكونات العراقيين, أن السيد رئيس جمهورية العراق الاتحادي, يخالف الدستور الاتحادي, الذي أقسم أنه يعمل وفق بنوده ولا يتجاوزها. لكن للأسف الشديد, إن سيادته منذ أن تبوأ منصب رئيس الجمهورية, لم يؤدي كافة مهامه و واجباته كما نصت عليها بنود الدستور الاتحادي التي ذكرناها أعلاه. في إحدى لقاءاته التلفزيونية مع قناة ” رووداو” الكوردية, سُئل سيادته عن عدم ذكره لاسم كوردستان في إحدى خطاباته, رد سيادته:” أنا رئيس العراق, وكوردستان جزء من العراق” يظهر أنه كالذي سبقه, يعشق العراق, ومغرم بحبه حتى النخاع, حتى ولو أنفل العراق القاتل شعبه الكوردي المسالم, وملء فمه بغاز الخردل, وقتل أبنائه بدم بارد, والآن يتحين العراق الشيعي, الفرصة المواتية للهجوم على كوردستانه. حقاً أن القط يحب خناقه. ومن الحب ما قتل. نرجو من سيادته, أن لا يسخط علينا, لأن المثل يضرب ولا يقاس. أنني كمواطن كوردستاني, مصر أن أطرح على سيادته سؤالاً استفهامياً, كيف كوردستان شريك مع العراق وفي نفس الوقت جزءاً منه! أليست هذه الجملة الأخيرة تلغي الشراكة؟, لأنه كما زعم الرئيس, أن كوردستان جزءاً منه, أي أنه ملكاً حلالاً زلالاً للعراق!. أليس للشريك حقوق وعليه واجبات كما للشريك الآخر؟ يا حبذا يتكرم و يحل لنا جناب الرئيس هذه المعادلة العجيبة التي جاء بها من جعبة من سبقه على كرسي الرئاسة.
محمد مندلاوي
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives