يطل علينا أحد الأخوة ليكتب وينتقد الأستاذ أبلحد أفرام ساوا أمين عام الحزب الديمقراطي الكلداني حول عقد ندوة عن التعداد القادم في العراق ، وضرورة أن يكتب الكلدان في حقل القومية / كلداني، أو ينتقد كاهناً قام بواجبه الديني خير قيام في منح شهادات عماذ ..
هذا الشخص يكتب عن عملاق من عمالقة الكلدان وينتقده، ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء لنرى مدى تذبذب هذا الرجل ، فتارةً نراه يكتب عن الكنيسة الكلدانية وينتقدها بشخص رئيسها سيادة الكردينال مار عمانوئيل الثالث دلي ، وتارةً أخرى ينتقد الكهنة ويفتعل ضجة وينشر مقالاته المسيئة لهم لأنهم باعوا تقويماً كنسياً دون أن يعطوه وصل أستلام ، وكأني به يريد وصل أستلام بخمسون كرونة ، وتارةً أخرى نراه أنجيلياً يجحد إيمانه الكاثوليكي، ومرة أخرى نراه قد عاد كاثوليكياً يستقبل السادة المطارنة ويمتدحهم، ويثني عليهم ولكن بمكر ودهاء، حيث يدعي بأن الكلدانية مذهباً وليست قومية، ثم يعود لينكر بنفسه ما أعترف به حيث يخاطب أبناء شعبنا الكلداني بتسمية قطارية ” كلداني سرياني آثوري ” وقد نسي أنه قبل فترة أعتبر الكلدان تسمية مذهبية فكيف يجعلها اليوم تسمية قومية ؟
اليوم نفس الشخص يطل علينا بنغمة أخرى ، أنه ليس من المفروض بنا جميعاً أن نستمر في حركتنا ضمن حركة المجتمع وذلك بسبب مجزرة كنيسة سيدة النجاة، ونسي هذا الشخص بأننا جزء من حركة المجتمع وتقع على عاتقنا مهمة المشاركة في هذه الحركة من خلال العمل والبناء وغيرها من الأعمال والمواقف القومية والنضالية التي يجب أن تستمر ولولاها لما بقي شئ أسمه مجتمع ، او لو دب الأنكماش والتقوقع والسُبات في هذا المجتمع لأنكفأ على وجهه ومات . فهل يريدنا أن نكون مثل هؤلاء القوم الذين يئسوا في مسيرتهم في الصحراء فحفروا لهم قبوراً وجلسوا فيها ينتظرون الموت .
لم يدر بخلد هذا الرجل الذي يعتبر نفسه قريباً جداً من الكنيسة ،أن المسيحية ومنذ فجر بزوغها كانت دين الشهادة والأستشهاد ، والدليل على ذلك أن يسوع المسيح صلب عوضنا، وأول شهيد في المسيحية لم يكن علمانياً بل كان شماساً وهو مار أسطيفانوس رئيس الشمامسة، حينما رجموه وبشهادة مار بولس الرسول ” شاول ” ، إن المسيحية في العراق والمسيحيين العراقيين قدموا قوافل الشهداء على مر الزمان ، وبعد سقوط العراق عام 2003 شنت حملة ظالمة كبيرة طالت رجال الدين الكلدان وتفجيرات كنائس الكلدان وخطف أفراد من الكلدانيين بينما لم نسمع عن الكهنة الآثوريين أنهم خطفوا أو فجرت كنائسهم أو قتلوا رئيس أساقفتهم فكيف نشاركهم في ماساتنا وهم لم يقدموا عود ثقاب ( شخاطة ) شهيد ، هل هي من قبيل المصادفة ؟ أم أنكم معنا في الأسم فقط ، أم أنكم بهذه التسمية القطارية تريدون أن تشاركوننا شهداءنا فقط ؟ عيب والله عيب ….
لقد خطف الكهنة الكلدان الكاثوليك، وأستشهد الكهنة الكاثوليك وعلى رأسهم شهيد الأمة الكلدانية فقط وليس السريانية الآثورية رئيس اساقفة نينوى للكلدان مار بولس فرج رحو وصحبه الأبرار من الشمامسة وتبعه شهداء آخرين منهم الأب رغيد كني …
نعم لقد حدث ما حدث، وجرت مجزرة رهيبة في كنيسة سيدة النجاة وتأثرنا بها جميعاً وما زلنا كما تأثر بها إخوتنا المسلمين الشرفاء الذين لا يرتضون بالظلم، نعم زُهقت أرواح أبرياء في الكنيسة، نعم أريقت دماء في الكنيسة ، وصراخاتنا جميعا نحن العراقيين دوت في أرجاء المعمورة معلنة رفضها وشجبها وأستنكارها لما حدث ومطالبة بتأمين حياة حرة كريمة آمنة للمسيحيين بشكل خاص وللعراقيين بشكل عام كونهم جميعا جزء من حركة المجتمع العراقي، وقد ساندتنا في صرختنا جميع الأقلام الشريفة الوطنية الأصيلة بما فيهم المسؤولين وقادة ورؤساء .
ولكن أيها السيد هل نبقى ننتظر الموت بسبب ذلك التفجير الإرهابي ؟
يا أخي هل تفهم أن هناك مجتمع، وهناك حياة ، ولهذه الحياة عجلة يجب أن نشارك بها جميعاً لكي نجعلها تدور بأستمرارية ؟وإذا ما توقفت نتيجة توقفنا تتوقف الدنيا كلها ويعم الخراب والموت بكل أرجاء المجتمع .نعم يجب أن نستمر في أعمالنا ونضالنا ومسيرتنا يجب أن لا تتوقف، لقد كُتب على هذه المسيرة أن تستمر، لقد أطلق على شعب الصين أسم الشعب المقاتل ، وذلك لكون كل فرد فيه يحمل السلاح إلى جانب أختصاصه، فالفلاح يعمل في حقله وهو حامل سلاحه وكذلك المهندس والطبيب وغيرهم ، لذلك وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم من تقدم . فهل أن مجزرة كنيسة سيدة النجاة تفرض علينا أن نجمد كل أعمالنا وأفعالنا ؟ إذن لماذا تذهب أنت إلى عملك .
نعم كاهن في بغداد يمنح شهادات عماذ وآخر في البصرة يعقد أكليل زواج وآخر في كركوك يبارك خطوبة وآخر في نينوى يقيم قداس ، وهكذا هي الحياة ، وإلا ماذا تريد ؟؟؟
أنا أستغرب من شخص سوي ( هذا إذا كان كذلك ) أن يربط بين الدماء التي سالت في كنيسة سيدة النجاة والتعداد السكاني في العراق ؟ أو أن يربط بين تلك المجزرة وبين ندوة يقيمها الأستاذ أبلحد أفرام ؟ هل يعقل أن يكون سوي ؟ أشك في ذلك ، ولماذا لم يتطرق إلى السيد يونادم كنا في أول يوم المجزرة حينما تكلم عن مواضيع بعيدةكل البعد عن تلك الدماء التي سالت ؟ أم أن ذكر الكلدان أصبح بعبعاً يقض مضاجعكم أيها المتخلفون .
نعم بارك الله في أستاذ أبلحد أفرام ونحن نقول بأن الأستاذ أبلحد ليس من شعبه السرياني الكلداني الآشوري بل أن الأستاذ أبلحد افرام هو كلدانياً نقياً خالصاً لا ينكر أمته وقوميته كما نكرها ذلك الشخص وتنكر لها وأستبدلها بالتسمية القطارية التي أضحكت العالم عليهم جميعاً .
لا أدري ماذا يريد ، هل أن مجزرة سيدة النجاة تفرض علينا التخلي عن أهدافنا القومية الكلدانية ؟ أم تجميد مسرتنا النضالية ؟ ( أُطلب من غيرنا ذلك ولن تتمكن من تمرير مخططك الإجرامي ضد الكلدان بهذه السخافات ) ولماذا لم يوجهوا النقد لأعضاء مجلس النواب الآثوريين الذين لم يهتموا للأمر بدلاً من أن يقدموا أستقالاتهم أحتجاجاً على المجزرة الرهيبة ، ولماذا لم تنتقد نفسك انت لأنك تنظر إلى الدنيا بعين واحدة ؟
كفى يا رجل ظلم الكلدان ، فالكلدان أكبر من أن يظلمهم قلمك الصغير، وأعلم رعاك الله أنه لا يوجد شعب أسمه ” السرياني الكلداني الآثوري”
كنا في نقاش مع مجموعة من أساتذة التاريخ ، والله لقد أستهزأوا بكل قلم يدعوا إلى التسمية القطارية، واستغربوا من ذلك وقالوا لنا، قولوا لجماعتكم أن يقرأوا التأريخ جيداً ويذكروا لنا من هو هذا الشعب بهذه التسمية القطارية ، والله نحن نعلم بأن هناك شعبا أسمه الكلدانيين وقبل التاريخ كانت أمبراطورية آسورية خليطة من عدة شعوب ولكن بهذه التسمية المزدوجة المختلطة فقد شبهتم شعبكم بخلطة البرياني أو أكلة الدليمية الشهيرة.
والله أستهزأوا بكم وقالوا نتمنى من هؤلاء المدعوين بالمثقفين أن يعودوا إلى رشدهم ويعرفوا كم كان مشرقاً تاريخ الكلدان قبل أن تولد هذه الأقلام وقبل ولادة آبائهم وأجدادهم، قولوا لهم أن يقرأوا التاريخ جيداً ، وأن لا يخجلوا من التاريخ، وذكّروهم بأن التاريخ لن يرحم من يتجرأ ويتجاوز عليه ، لا يوجد في تاريخ الأمم والشعوب تاريخاً أنصع بياضاً من تاريخ الكلدان ولا قوماً أكثر أصالة من الكلدان ولا علماً ارقى من علوم الكلدان ولا نجوماً ألمع من نجوم الكلدان .
والسلام على من أتبع الهدى وآمن بالكلدان تاريخا وأصالة وفكرا ونوراً مشعاً على مر الزمان .
1- يتعظ وليس يتعض .
2- “السلام على من إتبع الهدى ” : أعتقد بأنه ليس شعاراً كلدانياً ولا مسيحياً ، وسلام المسيح معك .