تعقيباً على النَّداء الذي وجهه غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكلدان المسيحيين الكاثوليك في العراق والعالم، ذلك النداء الذي أعتبره نِداءاً تاريخياً، نبَعَ من صميم حبّهِ لوطنه العراق أولاً ولمسيحييه كمواطنين عراقيين ثانياً وكمسؤول ديني عن شريحة كبيرة من الشعب العراقي،
أب آلَمَهُ أن يرى أبناءه مشتتّين في كافة دول العالم، تاركين وطنهم وتاريخهم ووجهود سنين طويلة، أب يتمزق قلبه حزناً وألماً وهو يرى تَمَزّق العائلة الكلدانية ( التي هي جزء من العائلة العراقية ) ، أب يملأ قلبه الألم الكبير وهو يرى حالة الدمار والفقدان والضياع الذي سببته آلة الدمار الأجنبية في بلده، أب جلَّ إهتمامه أن يستعيد العراق عافيته وصحته، ليعود يجمع تحت جناحيه أبناؤه المشتتين في بقاع الأرض كما تجمع الدجاجة أفراخها، وبغير دفئ العراق لا توجد حرارة في العالم كله تستطيع أن تعطي ذلك الدفئ و الحنان لأبناء العراق العظيم، مهما تعاظم شأن تلك الدول التي يعيش فيها العراقي لاجئاً .
ولكن الدعوة الكريمة من لدن غبطته يجب أن تقابلها دعوات من قبل القادة والحكومة، على الحكومة أن توفر الأمن والأمان للمواطنين، وهذا من أولى واجباتها، فإن لم تستطع الحكومة أن تؤمن الأمن فهل يعود المواطن ليكون طعماً لبنادق الأعداء الذين يجولون ويصولون في العراق؟ هل نشجع العراقي الذي يعيش بأمن وأمان وبشرفٍ مُصان، أن يعود للعراق تحت ظل سيطرة الإرهاب وتحت ظل فقدان الأمن ويفقد أعز شئ لديه ( لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى … حتى يُراق على جوانبه الدم ) هل نعود مدججين بالسلاح ؟ أم نعود لنبني الوطن ؟ ألا توجد متطلبات للبناء ؟ ومن أولوياتها جيش قوي غير طائفي، غير عنصري، غير حاقد، يحمي المواطنين والسياج الخارجي للوطن ( الجيش سورٌ للوطن ) أليس من المتطلبات قِوى أمن داخلي تقوم بواجباتها على أساس المواطنة وليس على اساس المحاصصة والطائفية والقتل على الهوية ؟ هل نقارن اليوم بالأمس ؟ لا بل الجميع يتمكن من المقارنة البسيطة فما أسهلها ؟ ما كان متوفراً بالأمس أصبح مفقوداً اليوم.
هذا النداء الذي وجّهَهُ غبطة البطريرك الكلداني، يبقى أسير الأسطر والأنامل التي أختطته، ويبقى أسير القلب المتألم ، وتبقى تلك الأمنية أسيرة ذلك الفكر الثاقب النيّر لأنه وكما قيل ( اليد الواحدة لا تُصَفِّق )، لذا فإنه يجب أن تكون هناك ايادٍ كثيرة تمتد مع يد غبطته لتدوي وتهز أركان الأرض، وبدويها سيرجع العراقيون وحداناً وزرافاتٍ يتسابقون على مكاتب قطع التذاكر رافضين اللجوء وساعة ما أُجبروا عليه، البسمة على وجوههم للعودة لبناء الوطن تلبية لنداء الضمائر المخلصة،.
لقد شمل الهدم البُنى التحتية للعراق ، كما شمل من ضمن ما شمل أسس الإنسانية في الإنسان العراقي، لذا ماتت عند البعض الممارسات التي لا تتفق وعصرنا الحاضر، لا بل جاءت في ظروف كانت فيه المجتمعات بحاجة لمثل تلك التطبيقات،
لقد أتخذوا من تلك الشعارات سياسةً لهم، فمزقوا العراق إلى اقاليم ومحافظات مستقلة، وتقاسمت دول الجوار أراضي العراق ، فأجزاء شرقية أحتلتها إيران وأجزاء جنوبية نهشتها مخالب الكويت والسعودية وهكذا، ثم ألتفتوا إلى نسيج المجتمع العراقي فمزقوه إلى ملل وطوائف ومجموعات ، وأتجهوا نحو الدين وفعلوا فعلتهم فيه، كما حوّلوا الإنسان العراقي إلى وحشٍ كاسرٍ مصاص للدماء ، هاتك للأعراض ، ظالم يبحث عن الشهرة في مزابل الولاءات المطلقة للغرب، مخرّب لا يعرف غير القتل لغة وطريقاً للحياة، بعد أن كان العراقي يمثل قمة الأخلاق والقِيَم الإنسانية، كان العراقي مثالاً للتسامح والتعايش السلمي الأخوي، لقد كان العراقُ عراقاً بكل معنى الكلمة، فكل شئ كان في العراقِ جميلا، نخيله، ماؤه، هواؤه، صفاء سماؤه،
يا أيتها الدول / يا زعماء العالم / يا قادة أمريكا
ألستم أنتم الذين خلقوا تلك التيارات الدينية المتشددة ؟ الستم أنتم مَن ألبس المجرمين ثوب الدين ؟ ألستم أنتم مَن زودهم بالسلاح وساندهم وأغدق عليهم المال لكي يدمّروا بلدنا ؟ وذلك من أجل مصالحكم ، هكذا قالت هيلاري كلينتون وأعترفت بفعلتكم الشنيعة، كما أعترف بها اذناب أمريكا في العراق.
ألا يكفي العراق دماراً وتحطيماً ؟ ألا يكفي شعب العراق ما تحمله من ألم وما تجرّعه من سُم ؟ وهل نصرخ مع الشاعر وهو يصف حال العراق اليوم حين يقول : ــ
هُنا العراق ,,, في كُلِّ بَيتٍ والِدٌ يبكي وأُمٌّ تشتكي ضَيمَ الفِراق
هذا هو عِراق اليوم، أما عراق الأمس، فكان الخير المستديم .
يا قادة العالم / أناديكم بإسم الإنسانية إن كنتم تعرفون لها معنى، أناديكم بإسم الضمير الحي إن كنتم أصحاب ضمائر، أوقفوا نزيف الدم العراقي الذي جاء على صور وبأشكالٍ متعددة، فإنتهاك شرف العذارى هو نزيفُ عراقي، والتفخيخ والتفجير والتهجير كلها تستنزف العراق شعباً ووطناً وتاريخاً وحضارةً، هكذا يقول الشاعر : ـــ
سَلامٌ أيُّها الوَطَنُ ,,, سَلامٌ كُلّهُ شَجَنُ
سَلامٌ أيُّها الدّامي ,,, وما لِدِمائِهِ ثَمَنُ
سَلامٌ أيُّها المَقتولُ ,,, لا قَبْرٌ ولا كَفَنُ
سَلامٌ يا عِراقاً ,,, ذلَّ لذلِّهِ الزَّمَنُ
سَلامٌ مِن غَريب الدّار ,,, عافَ عيونَهُ الوَسَنُ
يا قادة العِراق/ أيها القادة حكومةً ورؤساءَ أحزاب وكتل/ يا أعضاء البرلمان، ألا سألتم أنفسكم لماذا نحن بهذه الحال ؟ لماذا العراق ؟ لماذا أطفال العراق ؟ لماذا شعب العراق ؟ لماذا ولماذا … ولماذا ,,, ونحن نتساءل مع الشاعر عباس چيچان عَلّنا نجد الجواب من لدن سيادتكم : ـــ
وليش أنت من دون الدوَّل أطفالك الحلوين بالدَّم سابحــــه
وليش أنت من دون الّدوَل بكل بيت عندك نايحـــه
وليش أنت من دون الدول ناسَك أتصَبّح نازحـــه
ولكن هل يستطيع أي مسؤول في العراق أن يجيب على كل هذه التساؤلات ؟؟؟
أين عراق الحضارات ؟ أين زقورة أور ؟ أين برج بابل ؟ أين شريعة حمورابي ؟ أين سومر وأكد ؟ أين عراق الكنائس والأديرة والمزارات والأضرحة والأئمة والسادة والأنبياء والأولياء الصالحين ؟ أين عراق الدولة والمؤسسات ؟ أين عراق الجنائن المعلقة ؟ أين عراق الثلاثين مليون نخلة ؟ أين عراق دجلة والفرات ؟ أين عراق أبي النؤاس وهارون الرشيد والفارابي والمنصور ؟
يا قادة العراق / يا سعادة رئيس الوزراء / وفي ظل الغياب الطويل لرئيس الجمهورية
لا تجعلوا نداء غبطة البطريرك الكلداني حبيساً بين الأسطر وعلى مواقع الشبكات العنكبوتية، ساعدوه، ساندوه، عاضدوه، فهو بدونكم لا يستطيع أن يفعل شيئاً، فإن همّه الأول هو العراق وشعب العراق بكل أطيافه وألوانه ومجاميعه، همّه أن يعود العراق سالماً معافا، وهمّه أن يعود أبناء العراق لإعادة بناء العراق ، عِراق جنّة عدن، عراق مستقر سفينة نوح، عِراق مسكن أبونا آدم وأمّنا حواء، عراق الشموخ ، العراق العظيم .
كل نداء بلا ضمانات يذهب أدراج الرياح، كل نِداء بدون أرضية للعمل لن يستجيب إليه أحد،
نحن نريد العَودة، ها هي التجربة الفلسطينية تعصف بالعراق، فأصبحنا مشرّدين لا مأوى لنا ولا سكن، فباب بيتنا مخلوع، والرياح تهب من كل مكان، فلا سقف لدارنا ولا شبابيك، لا نار عندنا ولا غطاء، لا ضوابط تحكم العراق ، نستمع إلى الأخبار، اليوم الرمادي وحديثة سقطت بيد جيش الإسلام في العراق والشام، ونشاهد أفلاماً حقيقية على الشبكات عن سقوط المدينة الفلانية وقتل القائد العسكري الفلاني وغير ذلك، فالكل فوضى في فوضى، وها هي إجتماعات مجلس النواب وأعضاء البرلمان وغيرهم، وها هي القنوات الفضائية تستضيف المسؤولين العراقيين وكلٌ يحكي عن فضائح الآخر، فلم يبقى شئ مستور، لذلك فقدنا الثقة، لذا أأمل إن لم يكن هناك ما يشجّع على العَودة فلا تدخلوا في خطيئة أبناءكم الهاربين من الجحيم ، لا تتسرعوا في الضغط على الدول لمنع الهجرة، ل تطلبوا من الدول منع منح تأشيرات الدخول إليها، لا تقطعوا المساعدة، ولا تغلقوا باب الرحمة، الهجرة أنتم أمنعوها وذلك بتوفيركم الأمن والأمان ، وكما قلنا فاقد الشئ لا يعطيه، فالأمن عندكم مفقود، والكرامة في ربوعكم مفقودة، والإنسانية لديكم لا قيمة لها، وهي مُهانة، الشرف في بلادي مُغتصَب، العيش مَذَلّة، التفجير والتفخيخ والتهجير والقتل على الهوية قائمٌ على قَدَمٍ وساق، لا مهابة لرجل دين أو لشيخٍ كبير فالتفجير طال بيت الله بدون إستثناء، لا عَطْفَ على طفل صغير برئ، فالتفجير طال رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية، لا مساعدة لضريرٍ أو لِمُقعَد فالتفجير لم يستثنِ أحداً من هؤلاء ، إذن كيف نعود ؟؟؟؟
الجميع طالَهم الإرهاب المتشدد، فلا فرق بين مسلم أو مسيحي أو صابئي أو إيزيدي،،، ولا فرق عند الإرهاب بين سنّي أو شيعي، كاثوليكي أو نسطوري ، ولا فرق إن كانت الدماء التي سالت عربية أم كردية،
كلدانية أم تركمانية فالكل سواء،
المهم أن تسيل دماء،
متهمين أم أبرياء،
ذلك ليس مهم لدى الإرهاب فالكل سواء
والمهم أن يعودوا بنا مئات السنين إلى الوراء
نعم يا سيدي رئيس الوزراء
تحضرني قصيدة شعر شعبي لأحد الإخوان بعد ما حلم بالعودة إلى العراق ( ماريد فيزه)
بعد ماريد فيزه ولا لجوء إنساني ,,,, عِمَتْ عين الإقامه الدَّنِسَتْ صيتي
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives