مدير الاتحاد الكلداني الواقع مقره في الولايات المتحدة يتحدث عن النزوح المسيحي
روما، الأربعاء 13 يوليو 2011 (Zenit.org) – على الرغم من أن نزوح المسيحيين من العراق مستمر منذ سنوات عدة، ما تزال الأسرة الدولية غير مدركة للمسألة التي تهدد بتقويض السلام في المنطقة جمعاء.
هذا ما قاله جوزيف كساب، المدير التنفيذي للاتحاد الكلداني في أميركا.
تحدث كساب إلى البرنامج التلفزيوني “حيث يبكي الله” الذي تبثه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع عون الكنيسة المتألمة، عن وضع المسيحيين العراقيين وعما ينبغي فعله لمساعدتهم.
س: حسبما نعلم، المسيحيون يغادرون العراق بأعداد كبيرة. كيف كان وضع السيحيين في العراق قبل اجتياح الولايات المتحدة ولم؟
كساب: كان عدد المسيحيين في العراق قبل حرب سنة 2003 يفوق 1.2 مليون نسمة. حالياً، يبلغ عددهم ما يقل عن 300000 في العراق، وتتألف الأكثرية من مهجرين في الداخل يبحثون عن الأمن في شمال العراق، ويوجد أيضاً حوالي 300000 أو 400000 آخرين يبحثون عن الملجأ كلاجئين في البلدان المجاورة كالأردن، سوريا، تركيا، لبنان ومصر، وهناك قسم منهم متروك في أوروبا. يعود أحد أسباب تهجيرهم إلى العنف الوحشي المرتكب بحق هؤلاء الناس. الأعمال الوحشية لا تحتمل ولا تصدق. لقد أصبحوا “هدفاً سهلاً” لأسباب عدة، منها وأهمها هو أن المسيحيين لا يحملون الأسلحة. ليست عندهم ميليشيا تحميهم وليس عندهم أشخاص قبليون لمساعدتهم. والمسيحيون العراقيون معروفون بأنهم النخبة المتعلمة جداً، والمثقفون وقسم من خبراء العراق، ولذلك تحديداً هم مستهدفون.
س: أريد تناول هذه المسائل، لكنني أولاً أريد التوضيح: كيف كان وضع المسيحيين في ظل حكم صدام حسين؟
كساب: خلال حكم صدام، كان النظام قائماً لكن القانون كان غائباً؛ حالياً، لا نظام ولا قانون. لذا، يمكن الملاحظة أنهم كانوا أفضل حال آنذاك بسبب وجود النظام، الأمر الذي كان يحميهم، وإنما في الوقت عينه، أصبح صدام خلال العقد الأخير من حكمه شريراً وإسلامياً متشدداً، وراح يطارد المسيحيين عبر سبل عدة. أرسل إكليريكيينا إلى الحرب رغماً عنهم؛ وأجبرهم على حمل السلاح وقتل الناس. وأمم مؤسساتنا المسيحية ومنع تسمية الأطفال المسيحيين بأسماء بيبلية. كذلك، أجبر المسيحيين على الانتماء إلى حزب البعث – حزبه – وإلا طلب منهم أن يغادروا. هذه هي الأحداث التي كانت تحصل آنذاك، وإنما من الناحية الأمنية، كان وضع المسيحيين أفضل مما هو عليه في الوقت الحاضر.
س: كيف تصفون الوضع السياسي الراهن في العراق؟
كساب: حصلت تغيرات جذرية عديدة في العراق بعد الحرب. وكان أحد أهم التغيرات تكوين أكثر من 300 حزب سياسي. لم يكن في العراق سوى حزب واحد قبل الحرب. أهمل الأميركيون الجيش العراقي، ونتيجة لذلك، يتقاتل هؤلاء مع الأميركيين والحكومة الجديدة. ارتفعت نسبة البطالة إلى حوالي 90% ، لذا لا يعرف الناس ماذا يفعلون والوضع ما يزال مشوشاً. إن سألتني إذا كانت الديمقراطية قد نمت في العراق، أشك في ذلك. فمبدأ الديمقراطية قائم على ركيزتين: الأولى هي حكم الأكثرية. الثانية وهي أكثر أهمية هي إدراك واحترام حقوق الأقليات، واحترام الحقوق الدينية والمدنية. هذا لا يحصل في العراق، لذلك، فإن الديمقراطية لم تنم بعد.
س: في الدستور العراقي الجديد، يرد بند يضمن حرية التعبير الديني. هل هناك حرية دينية؟
كساب: يعترف الدستور بالحرية الدينية، لكن الدستور لا يتحدث بشكل كاف عن حقوق الأقليات كالمسيحيين. هناك تناقض في البند الثاني الذي ينص على أن الإسلام هو الديانة الأكثرية في العراق، ولا يمكن إصدار حكم متعارض مع الإسلام. مما يعني أن الآخرين الذين لا يجاهرون بالإسلام يتمتعون بحقوق أقل، مما لا يساعد أبداً. أعتقد أن دستور العراق بحاجة إلى المراجعة. أعتقد أنه ينبغي على المسيحيين العراقيين أن يحظوا بتمثيل أكبر في البرلمان والحكومة في سبيل الاستمرار.
س: لقد ذكرتم مسألة الأمن. المسيحيون يعانون من تزايد الاضطهاد والعنف. ما هو مصدر ذلك؟ وما هو جدول الأعمال؟
كساب: أعتقد أن هناك جدول أعمال محجوب. برأيي، يوجد جدول أعمال يرمي إلى إخراج المسيحيين ليس فقط من العراق، بل أيضاً من منطقة الشرق الأوسط كلها. مع الأسف، هذا ما يحدث لكن الأسرة الدولية لا تحرك ساكناً. لا نعرف سبب وجود جدول الأعمال هذا لإخلاء هذه المنطقة من المسيحيين نظراً إلى أن هذه المنطقة هي مهد المسيحية.
س: والمسيحيون هم السكان الأصليون؟
كساب: المسيحيون هم بالفعل السكان الأصليون، ويرقى أسلافنا وتاريخنا إلى ما قبل 5000 سنة، 3000 سنة ما قبل المسيح. لا أفهم سبب هذه الأحداث وأعتقد أن هناك برنامج لجعل هذه المنطقة أحادية الدين بدلاً من أن تكون منطقة متعددة الأديان.
س: ما نوع الروايات التي نتحدث عنها في شأن العنف المرتكب ضد المسيحيين؟
كساب: هناك أعمال وحشية كثيرة مرتكبة ضد المسيحيين العراقيين، وهناك العديد من القصص المرعبة غير المسجلة منها مثلاً قصة ريتا، الشابة المسيحية البالغة من العمر 24 عاماً التي هربت من العراق إلى الأردن بسبب التهديدات والترهيب. في غضون شهر أو ما يقارب ذلك، علمت أن إخوتها الثلاثة الذين بقوا في العراق اختطفوا على أيدي أصوليين. فأصرت على العودة لمحاولة إنقاذهم. في طريق العودة، اختطفت على أيدي الخاطفين عينهم. اعتقلوها لمدة خمسة أيام، وضربوها واغتصبوها عدة مرات. دفعت عائلتها الفدية لتحريرها وهكذا تمكنت من إخبار قصتها. وقالت أنها خلال محنتها صلت إلى الله ويسوع المسيح لكي تبقى مسيحية حتى وفاتها. ومن ثم، أطلق سراحها بعد دفع الفدية.
س: لقد وصل بعض المسيحيين إلى حد الموت؟
كساب: هذا صحيح. أجاد كان في الرابعة عشرة من عمره. وكان عمله يقضي بتأمين الحراسة لمولد كهربائي في الجوار، مما كان يدعم والدته مالياً. فقد قتل والده على أيدي المتمردين. في إحدى الليالي، وفيما كان في موقع عمله، أتى أصولي وقال له: “ماذا تفعل هنا؟”، فأجابه: “أنا أحرس هذا، هذا عملي”. رآه يرتدي صليباً فقال له: “هل أنت مسيحي؟”، أجابه: “أجل، أنا مسيحي”. عندها، قال له: “يجب أن تعتنق الإسلام وإلا ستمت”. فقال: “أفضل أن أموت مسيحياً على أن أعتنق الإسلام”. عندها، قتله وصلبه ورمى جثته في النار. هذه هي الروايات التي تسمعها من العراق. وقبل فترة قصيرة، اختطف رئيس أساقفتنا، رئيس أساقفة الموصل رحو، وهو رجل صالح كان يحاول مساعدة الناس. كنت قادماً من الولايات المتحدة لرؤيته وزيارته وشكره على العمل الصالح الذي كان يقوم به. فجأة، أعلمت أنه اختطف، وبدلاً من زيارته ومعانقته ومصافحته، شاركت في جنازته.
هذه المقابلة أجراها مارك ريدمان للبرنامج التلفزيوني والإذاعي الأسبوعي “حيث يبكي الله” الذي تبثه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع الجمعية الخيرية الكاثوليكية الدولية “عون الكنيسة المتألمة”.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives