قبل نهاية عام 1914 دخل الجيش التركي و معهُ مُسَلّحون اكراد قرى حول مدينة أورْميا وإستطاع الجيش التركي إلقاء القبض على واحد وستين (61) قيادياً من قادة العشائر الآثورية اللذين كانوا قد إلتجأوا الى البعثة الفرنسية في أورميا وأخذهم الجيش التركي رهائن وطالب مقابل إطلاق سراحهم فدية. البعثة الفرنسية دفعت الفدية المطلوبة لإطلاق سراح عشرين رهينة منهم، أما الباقون فتم إعدامهم.
في الخامس والعشرين من شباط 1915 دخل الجيش التركي قرية گولباشان وسَلَاماس الإيرانيتين بالقرب من الحدود التركية. هناك تم إبادة المسيحيين الأرمن والآثوريين وتم تدمير بيوت القريتين حتى تلك التي كان يعيش فيها إيرانيون مسلمون لأنهم قاموا بإيواء المسيحيين في بيوتهم. المُسَلَحون الآثوريون الخيالة تحت قيادة آغا بطرس (من عشيرة البازي) شَنّوا هجوما ناجحاً على وحدة كبيرة من الجيش العثماني التي كانت تحت قيادة خيري بيك في منطقة صولدوز وصاوجبولاك وأجبروا الوحدة العسكرية العثمانية على التقهقر نحو رواندوز في العراق.
وعد بلفور لليهود وآخر للأثورين:
• وعد بلفور لليهود تم الأعلان عنه في1917\11\2 في رسالة من وزير خارجية بريطانيا أنذاك أرثور جيمس بلفور لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وجاء فيه إن حكومة صاحب الجلالة ترى بعين العطف تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية.
الآثوريين الذين نجوا من الموت خلال حملات إبادة الأثوريين في تركيا، إتحدوا مع جماعات أخرى أثورية إيرانية (من ئورميا وسلاماس) وكان لهم أمل قوي بأن يقاتلوا إلى جانب الجيش الروسي حتى تستطيح روسيا تحرير شرق أناضول من قبضة الحكم العثماني. لكن عندما قامت الثورة في روسيا عام 1917، جمّدت روسيا دورها في الحرب العالمية الأولى وسحبت جيشها من ساحة القتال مع العثمانيين للتفرغ للإمور السياسية المُستَجَدّة في داخل روسيا، هكذا فقد الآثوريون الدعم الموعود من روسيا لذا قرروا في البدء أن يتراجعوا مع الجيش الروسي شمالاً نحو قوقاز، لكن مندوبوا دُول التحالف (بريطانيا، فرنسا وروسيا) شجعوا البطريرك مار شمعون والمقاتلين الآثوريين كي يصمدوا ويقاتلوا ضد العثمانيين مقابل ذلك وعدت دُول التحالف بأن يتم منحهم حكماً ذاتياً (صيغة ثانية لوعد بلفورهذه المرة للآثوريين). وتم إستدراج الآثوريين من تركيا الى أورْميا في إيران في خطة بريطانية.
في إيران، جرائد للنساطرة تؤَسّسُها بريطانيا وأمريكا:
موطن الآثوريون بعد القرن الميلادي الثالث أي بعد الأنشقاق النسطوري كان في تركيا في القرى الجبلية في محافظة هكاري، وفي إيران في القرى الجبلية والسهول حول مدينة أورْميا.
في أورمْيا، روسيا وأمريكا أسَّسَتا لأوَّل مرة جرائد خاصة تنطق بأسم الآثوريين بعد عام 1906. أول جريدة كانت زهْريرَتْ بِهرا التي أسَّسَتها البعثة التبشيرية التابعة للكنيسية الأمريكية البروتستانية المشيخية (بالأنكليزية المشيخية = بريزبيتريان) في أُرمْيا. والجريدة الثانية كانت قالا دِشْرارا التي أسَّسَتها روسيا للآثوريين في أورْميا بالتعاون مع الأرمن في أورْميا اللذين كان لهم خبرة إعلامية سابقة.
Zahrere d’Bahra (Rays of Light) was published by the American Presbyterian Mission in Urmia. Qala d’Shrara (Voice of Truth) was published by the Catholics and Urmi Artadoksaita (Orthodox Urmia) by the Russians.
يوحنان موشي أسس جريدة كَوخْوا لتكون الناطقة بأسم كل الآثوريين، النساطرة واللذين إنتموا الى الكنيسة البروتستانتية الأمريكية.
*جمهورية إيران الإسلامية منحت مقعداً للآثوريين شغله في البدء جورج مالك يونان، في عام 2000 فاز بالمنصب يوناثان بيتكوليا اللذي أُعيد إنتخابه مرة ثانية عام 2004.
الآثوريون في إيران و رجال دين بالوراثة:
كانت رئاسة الكنيسة النسطورية (رتبة البطريرك) منذ أوائل القرن الرابع عشر وراثية ومحصورة بعائلة واحدة بحيث ينتقل الكرسي البطريركي من العم إلى إبن أخيه الأكبر، وهكذا بقيت بطريركيّة الكنيسة النسطورية وراثية منذ 1328 حتى 1830 وأنتهت بمار يوحنا الثاني هرمزد باتحاده مع كنيسة الكاثوليكية والتي هي اليوم كنيسة بابل على الكلدان. وأما كنيسة النسطورية اليوم هي وريثة مار شمعون الثمن يوحنا سولاقا 1552-1555، ومن ثم هي الاخرى تحولت الى كنيسة وراثية بعد سنة 1713 تحت لقب “مار شمعون”ومن عائلة واحدة هي عائلة “مار شمعون” الى مقتل اخر بطريرك في سنة 1975.
البطريرك مار بنيامين شمعون يستشهد في إيران:
تمّت رسامة البطريرك مار بنيامين شمعون في أحد السعانين 30 آذار 1903 على يد مار إسحق خنانيشوع مطران إقليم “سمِّزدِن”، ومار إسطفانوس أسقف إقليم “غاور”. وخلال توليه كرسي البطريركية مارس البطريرك سياسية أسلافه من حيث تعيين رؤساء العشائر، وتحصيل الضرائب التي لم يكن باستطاعة الأتراك تحصيلها من القبائل الآثورية (الكلدان النساطرة) المستقلة التي لم تكن تعترف بالسلطان العثماني وهي عشائر تياري، تخوما، جيلو، ديز وباز، وكان البطريرك بمثابة قاضي العشائر كونه الوحيد من يفضّ الخلافات بين العشائر الآشورية. إشتهر البطريرك بأنه كان صديقاً مُخلِصاً لروسيا من حيث نشاطه الديني والسياسي (روسيا الأرثودوكسية) مما أثار الشكوك لدى بريطانية حول إمكانية تعاونه مع بريطانية ومع مُبَشّريها البروتستانت.
في عهد البطريرك مار بنيامين شمعون 1903 ـ 1918 بدأ إضطهاد المسيحيين في بداية الحرب العالمية الأولى في تركيا، ومع بداية مقاومة الآثوريون لحملات الإضطهاد من قبل الترك والكرد، حاولت روسيا إستغلال سلطة البطريرك على شعبه حيث نالت موافقة البطريرك لتستدرج شعبه إلى أطراف مدينة أورميا حتى يقاتلوا الجيش التركي (في عمليات الحرب العالمية الأولى) على الجبهة الغربية بين شمال إيران والقوقاز. في أورْميا بلى الكلدان النساطرة (الآثوريون) بلاءاً حسناً في قتالهم ضد الجيش التركي وضد قبائل البرادوست والشيكاك الكردية الكبيرة العدد وثم ضد القوات الإيرانية بقيادة مجيد السلطاني. وبعد انسحاب الجيش الرّوسي من الجبهة بسبب اندلاع الثورة البولشيفية عام 1917، جاء دور الإنكليز لاستغلال الآثوريين فتدخلوا لدى البطريرك كي يسحبوا البساط من تحت أقدام الروس حيث عُقد اجتماعٌ بين الآثوريين والدوَل الحليفة في أورميا في شباط 1918 برئاسة البطريرك ونقيب المُخابرات أالأنكليزي”غرايسي”، وحضَر الإجتماع أيضاً القنصل الروسي “نيكيتين”، والقنصل الأمريكي “شيد” والضابط الفرنسي “آوجول”. في ذلك الإجتماع تم الإتفاق بين روسيا وبريطانيا على تسليم مستقبل الآثوريون الى الأنكليز.
من جهته نقيب المُخابرات أالأنكليزي”غرايسي”، وعد بطريرك النساطرة بإسم الحكومة البريطانية بدولة مستقلة تمتد من أورفا في تركيا إلى شرق بحيرة أورميّا في إيران وجنوباً حتى مدينة الموصل في العراق، ولكنه بالمقابل طالب “غرايسي” الآثوريين بوجوب التخلي تماماً عن الروس بسبب خروجهم من الحرب إثر الثورة البولشيفية، والإنضمام إلى بريطانيا التي ستؤمّن لهم الدولة المستقلّة بعد انتهاء الحرب.
بناءاً على ذلك الوعد، الآثوريون (الكلدان النساطرة) من هكاري بقيادة مار شمعون والمجاميع الأخرى بقيادة رؤساء العشائر قرروا العمل مع دول الحلفاء. بعدها أصبح هناك عشرون ألف مقاتل أثوري أللذين أصبحوا في مجموعتين، ألأولى بقيادة أغا بطرس إيليا من عشيرة الباز والمجموعة الثانية بقيادة ملّك خوشابا من عشيرة تيارى.
بعد ثورة روسيا عام 1917 وإنسحاب الجيش الروسي من الحرب، إستفحل الجيش التركي ضد الآثوريين وهاجمهم في أطراف أوروميا في إيران. في أوائل عام 1918 البطريرك مار شمعون بنيامين رتّب إستقبال ثلاثة آلاف وخمسمائة لاجئ آثوري من تركيا إلى مدينة خوي في إيران شمال بحيرة أورْميا. لكن بعد وصول الآثورين الى مدينة خوي، باغتتهم قوات الجيش العثماني ومعهم الأكراد المحليون وقتلَت مُعضمُهم، الآثوريون أيضاً هاجموا قائد كردي من الشِكاك في أطراف أورْميا إسمه سيمكو (اللذي سبق وإن قَتَل البطريرك مار شمعون التاسع عشر بنيامين)، في هذا الهجوم نجا سيمكو من القتل وهرب من إلى خارج قريته.
الآثوريين بقيادة أغا بطرس صمدوا في القتال الى حزيران 1918 حيث حاصرهم الجيش التركي وإضطروا الى مغادرة إيران والدخول الى العراق لطلب الحماية من الجيش البريطاني الذي كان قد دخل العراق من البصرة. كان عدد الآثوريين من أصل تركي وإيراني اللذين دخلوا الى العراق من إيران يقدر بمئة الف لكن حوالي نصفهم مات إما قتلاً او بسبب الأمراض والمجاعة.
في إيران قامت بريطانيا بتشجيع البطريرك للذهاب والإجتماع مع الآغا الكردي اسماعيل (ملقب سيمكو) من عشيرة الشِكاك للإتفاق على عقد صلح بين الكرد والآثوريين وإيقاف سفك الدماء، وفعلاً وافق البطريرك على الذهاب بنفسه إلى سيمكو واتجه يوم السبت في 3\3\1918 إلى معقل الزعيم الكردي مدينة آويناشهر في إيران، سمكو إنتهز الفرصة وخطّطَ لإغتيال البطريرك حيث تم تنفيذ الجريمة من قبل حُرّاس سِمكو عندما خرج البطريرك من الإجتماع.
يقول البعض بأن بريطانيا كانت تعرف جيداً طبيعة سِمكو الجبانة والخبيثة، لكن كانت بريطانيا تريد التخلّص من البطريرك أولاً بسبب صداقته القوية مع الروس وثانياً كي تتخلّص منه بإعتباره قائداً سياسياً ودينياً مُحَنّكاً يصعب تمرير مُخطتاتها عليه. وهكذا غياب البطريرك جعل النساطرة محاصرين بين أعدائهم المسلمين وأصبح إستسلامهم المُطلَقْ لبريطانيا هو خيارهم الوحيد.
فعمّ الغضب وتشكّلت قوّة من الآلاف من رجال العشائر تحت أمرة الملك اسماعيل من عشيرة تياري العليا، الملك خوشابا من عشيرة تياري السفلى، الملك أوشانا من عشيرة تخوما واقتحمت هذه القوّة مدينة آويناشهر في 18\3\1918 وسيطرت على المدينة بعد معارك دامية عنيفة، لكن سيمكو استطاع الفرار إلى قلعة “تشارا” في وادي “سلاماس” فلحق به الآثوريون واحتلوا القلعة ثمّ استطاع سمكوا الفرار متنكّراً إلى مدينة”خوي”، هناك تم قتل الكثير من الآثوريين العزّل (البعض قدّرهم بأكثر من ثلاثة ألاف) على يد أنصار سمكو.
وبعد سنتين اختلف سيمكو مع الإيرانيين فهرب إلى العراق بحماية صهره “الشيخ سيّد طه”، قائمقام منطقة”راوندوز”، وهنالك لاحقه الزعيم الآثوري “ياقو ملك اسماعيل” ومقاتليه بشكلٍ سرّي حيث تسللوا إلى منطقة “ديانا” في شمال العراق الحالي بهدف الثأر لمقتل البطريرك ومعرفة من كان وراء مخطط اغتياله (بريطانيا؟)، الإنكليز أخبروا سيمكو بخطّة “ياقو ملك اسماعيل” فهرب قبل أن ينال منه الآثوريون. وفي النهاية دُعي سيمكو من قبل الأمير الإيراني إلى الصلح بعد خلاف غيرمعروف، فكانت نهايته بنفس الطريقة التي قتل بها البطريرك الشهيد، حيث قتله مضيفه الأمير الإيراني.
المخطط البريطاني: من مدينة هكاري التركية و أورْميا الأيرانية ألى بعقوبة العراقية:
في 29 أيار 1918 تمّت رسامة بولس مار شمعون، شقيق البطريرك الشهيد وفي عهده قامت بريطانيا في استدراج الآثوريين إلى سهول نينوى شمال العراق الحالي من أجل تسليحهم لمقاتلة الجيش التركي في الجبال بين العراق وتركيا. لكن لدى وصول المقاتلين الآثوريون بقيادة الجنرال بطرس إيليّا (المعروف بآغا بطرس) لم يجدوا أحداً فاضطرّوا للعودة إلى أورمية حيث كانت هناك فرقة “سالامس” بقيادة الجنرال داوود مار شمعون (شقيق البطريرك الشهيد) تقوم بإلهاء الجيش التركي السادس والقبائل الكرديّة على جبهة جبل”سيرا” للحؤول دون دخولهم إلى سهول مدينة سالامس و أورمية. بعد وصول فرقة آغا بطرس إلى أورمية، إتفق كل الآثوريون (مئتي ألف) على التوجه جنوباً إلى مدينة همدان الإيرانية حيث كانت هناك قاعدة بريطانية، وذلك سيراً على الأقدام مسافة ثمانمائة كم لأكثر من مدّة شهر حيث فقدوا عشرات الإلوف على قارعة الطريق أثناء الهجومات المتكررة من الأكراد والأتراك والإيرانيين، وأخرون ماتوا بسبب الجوع والتعب والمرض قبل وصولهم إلى مخيّمات اللاجئين التي أعدًّت خصّيصاً لهم في “همدان” و”كرمنشاه”في إيران، ثم “بعقوبة” في العراق، ومن ضحايا الأمراض أيضاً البطريرك مار بولس شمعون نفسه، وذلك بعد سنتين على تنصيبه حيث انتخب بعده عام 1920 البطريرك مار إيشاي شمعون إبن الجنرال داوود مار شمعون، وكان آخر البطاركة الشمعونيين.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives