كتب الدكتور عبد الرحمن محمد الايوب
من عمان – الاردن
لماذا يصر علماء الأمة الاسلامية على اقحام أنفسهم
في أمور ثانوية لا تأثير لها في حياة المسلمين
بينما يبتعدون عن معالجة الأمور الهامة
التي تعصف بأمة المليار ونصف المليار؟
لماذايصر هؤلاء العلماء على العيش في زمن “الرويبضة” والتحول الى علماء السلاطين؟ كثيرةهي الفتاوي التي يطلقها هؤلاء العلماء، فتاوي لا أول لها ولا اخر، بل انه تضر ولا تنفع, فهذا الطنطاوي يحلل بناء الجدار الفولاذي المصري، وهذاالشيخ الجليل يفتي بجواز ارضاع زميلته في العمل لمنع الخلوة”المحرمة، وآخر يفتي بالسماح للشباب بالتدخين في نهار شهر رمضان، وغيرها الكثير من الفتاوي.
في أحد خطبه الأخيرة، دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي المسلمين إلى مقاطعة الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية الجديدة، وحرّم تقديم التهاني والتبريكات للمسيحيين بهذا العيد، ومنع الاتجار بشجرة الميلاد وطقوسها في البلاد الإسلامية، وكل ما يتعلق بها. وبدوري أسأل الشيخ الكريم: ما هو الضرر الذي تسببه لك شجرة الميلاد المزينة بالمصابيح، هذه الشجرة التي ترمز الى الحياة والبهجة والسرور؟..هل فيها ما يعيب الاسلام أو دينهم؟ ما الخطأ في أن يقوم المسلمون بتقديم التهاني لاخوانهم المسيحيين في أعيادهم؟ تماما كما يفعل المسيحيون للمسلمين بتقديم التهاني والتبريكات وارسال بطاقات التهنئة لاصدقائهم المسلمين.
والسؤال الذي يطرح نفسه، أليس هذا الأمر نوعا من التحريض على الكراهية والحقد الاعمى؟ وأكثر ما يدهشني أن تتوافق دعوة القرضاوي هذه مع دعوة كبير الحاخامية اليهودية التي تطالب اليهود بعدم الاحتفال بالأعياد المسيحية وبرموز هذه الاحتفالات مثل شجرة الميلاد وعطايا وهدايا “بابا نويل” التي تنشر الفرحة بين الأطفال.
الشيخ القرضاوي يرى في هذه الاحتفالات عملا من أعمال التبشير المسيحي, وأما الحاخامية الرئيسة اليهودية فهي ترفض الاحتفالات لأن هذه الحاخامية ترفض الميلاد وترفض العذراء والمسيح معاً. والسؤالالمطروح للشيخ القرضاوي المؤمن با لقران الكريم الذي كرم السيدة العذراء التي لم تحمل من مشيئة رجل، “معجزة ما سبقت وما تكررت”.. لقد بشرت الملائكة السيدة العذراء بميلاد سيدنا المسيح، ويوم ميلاده هللت ملائكة السماء وأطلت نجمة المشرق هادية إلي موقع الميلاد، وصوت الملائكة يطل على البشرية ويصدح المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، لقد كرم القرآن الكريم العذراء مريم وخصها بسورة منسوره لتمجيدها وتمجيد وليدها المسيح معجزة الميلاد الإلهية.. لقد بشرت الملائكة بالمولود كما ذكر القرآن الكريم.. فلماذا ترفض يا فضيلة الشيخ مشاركة من يرغب من المسلمين اخوانهم المسيحيين احتفالاتهم بعيد ميلاد رسول المحبة والسلام، بل لماذا تتوافق دعوتك هذه يا سيدي الشيخ وتتزامن مع دعوة كبير حاخامات اليهود؟
وبالعودة الى فتوى شيخنا الجليل القرضاوي، فلنطلب من كافة المسلمين باحترامها وتنفيذها فورا, لأن المسيحيين فعلا يشكلون خطرا على البشرية، وللانصاف فانني أطالبه بأن تكون فتواه شمولية والى أبعد الحدود, بمعنى أن نقاطع كل ما يتعلق بالمسيحيين وليس فقط بشجرة الميلاد البريئة وعيد الميلادالمجيد.. ومن هنا أقول للشيخ الجليل, عليك باصدار فتوى تمنع استخدام كل المنتوجات والمخترعات التي ابتكرها المسيحيون والبوذيون والهندوس واليهود لأنهم كفرة وأعداء لله. فضيلة الشيخ، فلنقاطع كافة الوسائل التكنولوجية المتطورة التي تتمتع بها أنت قبل غيرك, ويتمتع بها وينعم شيوخ الصحوة النفطية الذين أصبحوا من أغنى أغنياء المعمورة بدون أن يبذلوا أي جهد يذكر .
فلنقاطع الشبكة العنكبوتية”الانترنت” والتي أوصلها الى ما هي عليه اليوم هو ذلك النصراني “الماكر” الكافر وعدو الله “بيل غيتس” مؤسس وصاحب شركة المايكروسوفت والذي يعتبر من أغنى أغنياء العالم، ووصل الى ما وصل اليه بفضل عبقريته وليس بفضل سرقته لثروات أمم بأكملها، كما هو حال الملتحين شيوخ الصحراء والذين لولا بترول هذه الصحراء اللعينة لبقوا بدو رحل يسوقون الجمال. ويا صاحب موقع”اسلام أون لاين” على هذه الشبكة العنكبوتية الساحرة…..والذي هو أنت يا شيخنا الجليل، والذي من خلاله تصدر فتاويك وتطلب من الله أن يهلك الغربيين الذين دمروا الأمتين المسلمة والعربية، ألم يحن الوقت لاغلاق موقعك هذا لأنه لولا “بيل غيتس” وغيره من الكفار لما تمكنت من ملكه واستخدامه..هل شجرة الميلاد أصبحت في نظرك تشكل خطرا على الأمة؟ فاذا كان الجواب نعم, فعليك مقاطعة الشبكة العنكبوتية مقاطعة أزلية لأنها من ابتكار أعداء الله الكفرة.
لنأخذ الطائرة هذا “المخلوق” العجيب والذي يعود فضل اختراعها للأخوين رايت النصارى الكفرة..هذه الطائرة يا شيخنا الجليل جعلت بمقدورك الهروب من بلدك مصر، أكبر دولة عربية تدين بالاسلام وليس بمقدورها صنع بسكليت، ولولا هذه المركبة، لربما لما وصلت الى من تحتضنك اليوم، ومنها تطلق تصريحاتك النارية وفتاويك الغريبة ضد شجرة ميلاد مسكينة لا ذنب لها..اليوم أنت تقيم في قطر، وتسافر الى كافة بقاع المعمورة بفضل هذه المركبة التي هي من صنع النصارى الكفار، فلماذا لا تطالب بمقاطعتها والعودة الى ركوب الجمال والبغال والحمير؟ من قطر، حيث قناة الجزيرة الفضائية تتيح لك تقديم برنامجك الأسبوعي الشريعة والحياة، فعن أي شريعة تتحدث وعن أية حياة تتكلم؟ لقد ابتعدنا عن الواقع لدرجة يصعب بل يستحيل الرجوع اليه..الشريعة الاسلامية واضحة وضوح الشمس والحياة بسيطة جدا ولكن من يقوم بتعقيدها هو أنت وأمثالك وغيركم..السؤال المطروح يا فضيلة الشيخ: هل فعلا لانزال خير أمة أخرجت للناس, في وقت أرى فيه هذه الأمة تزداد تشرذما وانقساما يوما بعد يوم, ولا أرى أي حل لهذا الوضع لا في الأفق القريب ولا البعيد أيضا..وفي المقابل نرى الكفرة الصليبيين المسيحيين يقومون بغزو الفضاء الخارجي ليرحلوا اليه وبالتالي سيخلو لك وللأمتين العربية والاسلامية وباقي الشعوب المتخلفة الجو وستحتلوا الكرة الأرضية بأكملها..فهنيئا لكم..!.
الدول النفطية الخليجية تملك من الأموال والثروات ما لا يملكه العالم بأكمله، ولكن هذه الدول وغيرها من شقيقاتها أصابها الجنون عندما سمعت بمرض انفلونزا الخنازير فهبوا بتلهف لاقتناء اللقاح الواقي من هذا المرض والذي ابتكره العلماء النصارى الكفرة الذين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد ويزينون بيوتهم بشجرة الميلاد……ألا يستحق هؤلاء أن تقوم يا فضيلة الشيخ بتقديم التهاني لهم من خلال أجهزة التلفزة والفضائيات التي هي أيضا من صنعهم وتستخدمها أنت وكافة العرب والمسلمين؟ فلنقاطع يا شيخنا الجليل كافة المنتوجات التي ليس بمقدورنا صنعها…….فابرة البابور نحن نستوردها من الصين الكافرة الملحدة البوذية، وكذلك سجادة الصلاة التي تستخدمها أنت وأمة المليار ونصف المليار تستورد أيضا من هذا البلد”اللعين”.. ناهيك عن هذا الجهاز الشيطاني”الجوال” الذي يوصلنا بكافة بقاع المعمورة خلال ثوان معدودة، وأهم البلاد المنتجة له هي فنلندا، فعلينا مقاطعتها ومقاطعة جهازها حتى نكون منصفين، ولن نكون كذلك، لأنه لا يمكن أن تستمر الحياة اليوم بشكلها الحضاري التكنولوجي بدونه وبدون غيره من عناصر ومبتكرات التكنولوجيا التي تتطور يوما بعد يوم بفضل هؤلاء العلماء”الكفرة”. ونطالب أيضا جميع المحلات التجارية وبكافة أنواعها بعدم استيراد المنتوجات الغربية وبيعها لأنها من صنع الكفرة “الملاعين”
ولا أعرف كيف يتجرأ القرضاوي على اصدار فتوى أقل ما يمكن وصفها بأنها تافهة تطالب التجار بمنع بيع شجرة عيد الميلاد لأنها تؤذي مشاعر الـمسلـمين، في الوقت الذي يقوم فيه هو نفسه والملاييين من المسلمين باستنكار أقوال مسيحيي أوروبا بأن بناء المساجد والماذن في بلادهم يؤذي مشاعرهم الـمسيحية؟ ألم تقم الدنيا ولم تقعد وبحق عندما قام بعض ضعفاء النفوس بالتعدي والتطاول على الدين الاسلامي والمسلمين ونبيهم (ص)؟
ألايحتفل المسلمون في العالم الغربي بشهر رمضان والأعياد الاسلامية؟..ألا يمارس المسلمون طقوسهم الدينية بحرية في تلك البلاد، ولا أبالغ عندما أقول بأنهم يتمتعون بحرية عبادة فيها أكثر من بعض البلاد العربية والاسلامية…… ومن هنا أقول للقرضاوي وغيره اذا أردتم أن يقوم الغرب باحترام المسلمين فعليكم انصاف من لايدين بالاسلام في بلادكم العربية والاسلامية.
لماذا لا يقوم هؤلاء العلماء بالدعوة الصريحة لاسقاط أنظمة يقف على رأس هرمها حكام أقل مايمكن وصفهم بحكام عهر والقحط والهوان، فهم مصيبة هذه الأمة ولا أحد سواهم؟
وللقرضاوي أقول: يا فضيلة الشيخ، اذا كانت نهضة الأمتين العربية والاسلامية وكرامتهما وعزتهما ترتبط بمقاطعة هذه الشجرة “المسكينة” وعدم الاتجار بها فانني سأكون أول من سينفذ فتواك؟ وإذا تمكنت يا شيخ من مقاطعة شجرة الميلاد وأفلحت في إزالتها من المحال التجارية وحياتنا بشكل عام، فهل ستتمكن أن تمنع من حياتنا كل المنتوجات والرموز الصليبية، بدءا من الماكدونالد، مروراً بالنوكيا وانتهاءا بالطائرة البوينغ على سبيل المثال لا الحصر، وهي تعود بفوائد وعوائد خرافية على هؤلاء “الصليبيين”، وأكثر بكثير من مجرد شجرة ميلاد؟ وهل بمقاطعة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة والشجرة والمسيحيين ستحل كل مشاكل وأزمات المسلمين المستعصية؟ لماذا لا تقاطع يا قرضاوي وتتجاهل، فعلاً، لا قولاً، المسيحيين، وكل ما يتعلق بالمسيحيين، وتوقف كافة أشكال التعامل معهم، وهل تستطيع؟ …. لن يستطع, لأنه ليس بوسعك أن توقف عجلة الحياة..هذه العجلة التي تدور وباستمرار بفضل أولئك “الكفرة” أعداء الله وأعداء والمسلمين من المخترعين والمبدعين.
بدلامن اصدار فتاوي لا معنى لها، عليكم يا معشر الشيوخ الأجلاء المطالبة في خطبكم العرب والمسلمين منافسة الغرب والتفوق عليهم، ألم يأمرنا رسولنا الكريم (ص) أن نطلب العلم ولو في الصين..
عليكم بالمطالبة بمحو الأمية في بلادنا العربية والاسلامية، ومصر أكبر دولة عربية تعصف بها حالة من الأمية لا يمكن وصفها..لا تنسى اننا في القرن الحادي والعشرين، الغرب يغزو الفضاء الخارجي، ونحن نمنع النساء من قيادة السيارات……
نعم….اننا أمة ضحكت من جهلها الأمم……….فارحمنا يا فضيلة الشيخ، يرحمك الله
هذا حمار و كلب
هذا ليس عدلا
شـر البليـه مـا يُـضـحـك …