مستقبل العلاقة بين العراق وسوريا.. وقضايا ذات صلة/ بقلم عبدالغني علي يحيى
حمل إلى بريدي الالكتروني (3) أسئلة وجيهة من الصحفي المعروف (عدنان ابو زيد) تستطلع رؤيتي لمستقبل العلاقة بين العراق وسوريا، في حال سقوط نظام بشار الاسد ، وفيما اذا كانت مخاوف العراق جدية من احتمال استيلاء عناصر معادية للعراق على مقاليد السلطة في سوريا، وعن رأي بعضهم من أن يناصب النظام السني المقبل في سوريا، النظام الشيعي في العراق، العداء، أدناه ردي عليها:
س: رؤيتك لمستقبل العلاقة بين العراق وسوريا إذا سقط نظام بشار الاسد.
ج: للوقوف على مستقبل العلاقة بين العراق وسوريا في حال سقوط نظام بشار الاسد، لا مناص لنا من التفاتة الى ماضي العلاقات بين الدولتين والثوابت المتحكمة بها (العلاقات) بدءاً من العهد الملكي وأنتهاءً بالعهد الحالي، والذي لايخفى على أحد ان العلاقات بينهما تميزت على طول الخط بالتوتر والجفاء والخصومة، تخللتها فترات ضيقة سادها تطبيع أقرب ما يكون الى الهدنة منه الى التطبيع بالمعنى الحقيقي للكلمة، ففي العهد الملكي في العراق ثمة أكثر من دليل على علاقة غير ودية بين الدولتين كادت ان ترتقي في السنوات الاخيرة للنظام الملكي، سيما بعد دخول سوريا في وحدة اندماجية مع مصر، الى مرتبة التآمر والاحتكام الى القوة للأطاحة ببعضهما بعضاً، ومن علامات الخصومة الشديدة وقتذاك بين الجانبين اعلان الدولتين العراق والأردن لأتحاد شبه فيدرالي بينهما، وبعد إسقاط الملكية في 14-7-1958 وقيام النظام الجمهوري في العراق، فان التوتر والتأزم عادا ليتحكما بالعلاقات بين الطرفين، بعد أن خيل لكثيرين، انها (العلاقات) ستدخل في التحسن إلى حد التحاق العراق بتلك الوحدة الاندماجية. ولم يفلح انفصال سوريا عن مصر عام 1961 في تحسين العلاقات بين البلدين وظلت سوريا حاضنة للعناصر القومية والبعثية العراقية وضد نظام عبدالكريم قاسم.
بعد انقلاب حزب البعث في العراق وسوريا عام 1963 فأن العلاقة بين البعثين تحسنت لفترة قصيرة والتي بلغت مرتبة أرسال البعث السوري قوات عسكرية له بقيادة فهد الشاعر للمشاركة في قتال الكرد في العراق، لكن انقلاب عبدالسلام عارف على البعث، حال دون ظهور الجفاء بين الحزبين والذي كان متوقعاً، ونتيجة للأنقلاب ذاك، فأن الخصام استفحل بين الدولتين ودام نحو (5) سنوات الى أن أنهاه انقلاب البعث العراقي على حكومة عبدالرحمن عارف في 17-7-1968 ومع ذلك فان الجفاء لم ينته بسقوط نظام عارف واستمر بين الحكومتين البعثيتين ولسنين طويلة ساند خلالها نظام البعث السوري المعارضين للنظام العراقي على اختلاف توجهاتهم. وبعد يوم 9-4-2003 يوم سقوط البعث في العراق، فأن الصراع بين النظام البعثي العلوي في سوريا والحكومة الشيعية في العراق أشتد بشكل ملحوظ تميز بأرسال سوريا للأرهابيين إلى العراق للقيام بأعمال إرهاب وتخريب. والملاحظ ان الحكم البعثي للبلدين في السابق، وحكم (الشيعة والعلويين) المتجانسين في المذهب بعد سقوط نظام صدام حسين، لم ينجح في التقريب بين الجانبين وإزالة الخلافات بينهما. أما ما نجده اليوم من علاقة تضامنية بين النظامين، فلا ننسى انها أمليت عليهما من قبل أيران، وستزول بزوال السبب. عليه ووفقاً لهذه الخلفية والثوابت في العلاقات بين العراق وسوريا، فأن تحسنها (العلاقات) بعد سقوط نظام بشار الأسد، يبدو ضرباً من المستحيل وهو كذلك، سيما بعد أن تورط العراقي في دعم الأسد ضد الثورة السورية، والذي من شأنه أن يؤزم العلاقة بين عراق اليوم و سوريا المستقبل، ويؤزم العلاقة أكثر في حال وصول السنة الى الحكم في سوريا.
س: هل أن مخاوف العراق جدية من إحتمال سيطرة عناصر راديكالية معادية للنظام في العراق على زمام الأمور في سوريا؟.
ج: بوسعي القول، ان العلاقة الحالية والطارئة المفروضة على الحكومتين العراقية والسورية من جانب ايران هي بمثابة (ابغض الحلال) لكلتا الحكومتين وتجعل المخاوف العراقية جدية من احتمال سيطرة عناصر راديكالية معادية للنظام في العراق على زمام الأمور في سوريا. وهنا لا يسعنا إلا تحميل النظام العراقي مسؤولية التوتر المرتقب بينه وبين النظام الذي سيحل محل نظام بشار الأسد في المستقبل، بعد ان وضع العراق نفسه، خلافاً لجميع الدول العربية في خندق الدفاع عن النظام السوري وضد ارادة الاكثرية الساحقة من الشعب السوري، لقد كان اي العراق، في غنى من النزول الى موقع المدافع عن نظام مرفوض داخلياً وأقليمياً وعالمياً، ولقد كان حرياً به عدم الخروج عن الأجماع العربي أو يلتزم جانب الحياد وهو (أضعف الأيمان) هنا لا يمكنني إلا القول، ان الثوابت التي أشرت اليها والمتحكمة بالعلاقات بين البلدين، العراق وسوريا، ستترك بصماتها على مستقبل العلاقات بينهما.
س: ثمة من يرى نظاماً (سنياً) قادماً يقف موقف الند لنفوذ (شيعي) في العراق..
ج: هذه الرؤية صحيحية، وأرى أن الخصومة بين البلدين ستقوى وتشتد في المستقبل، وذلك في أجواء الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة أينما كانوا ووجدوا، واحيطكم علماً أنه في ظل تلك الأجواء، وتحكم القوى الأقليمية الطائفية ويدها الطولي في توجيه سياسة البلدين وادارة الصراعات، حتى لو أسقط النظام القائم في العراق ايضاً، فأن العلاقات لن تتحسن بين البلدين الجارين للأسباب التي ذكرتها.
ونحن نتحدث عن مستقبل العلاقات بين الدولتين: العراق وسوريا، علينا أن لا نغفل نظرية الاحتمالات وما تستجد من أحدث، فكلتا الدولتين معرضتان للتقسيم والتفتت في المستقبل، بل أن شروط التقسيم تبدوا واضحة في الدولتين، فالعراق مقسم على ارض الواقع منذ عام 2003 بين الشيعة والكرد والسنة، ويجري الحديث الآن عن ظهور حالة مماثلة في سوريا، كأن تقوم فيها كيانات عدة: علوية وسنية وكردية وربما اكثر، وعندي أن الثوابت تظل ذات فعالية، ولن ينهيها سوى التقسيم سواء في العراق أو سوريا.
عبدالغني علي يحيى
رئيس تحرير صحيفة راية الموصل – العراق
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives