لابد من فصل تام بين الدين والعمل السياسي المنظم أياً كان نوعه وشكله ، لأن ذلك يدخلهم في أشكالية كبيرة وفساد لا يطاق ، حيث يتسيس الدين وتتدين السياسة ، لذا وجوب فصل الدين عن السياسة كما حدث في أوروبا وعموم الغرب في القرون القريبة الماضية ، الدين والأنسان في منطقة الشرق الأوسط يعيشان وضعاً معقداً وعسيراً لا يحسدان عليه ، من خلال تسييس الدين وتأثيراته على الأنسان سلباً أجتماعياُ وسياسياً وأقتصادياً ، ليس بسبب الدين بل بأدلجتة وتسييسه من جهة ، وتديين السياسة من جهة أخرى.
الدين بشكل عام له عمله الروحي والتزاماته وقوانينه ومشاريعه الخاصة به ، يفترض توظيف عمله في خدمة الانسان ، بعد زرع ثقافة المحبة والتسامح والتعائش السلمي الوطني ، بين القوميات والأثنيات والأديان المختلفة والمتنوعة المتعددة ، وما على رجل الدين سوى مباركة العمل الوطني والأنساني والسياسي بعيداً عن تدخله المباشر بالسياسة ، حفاظاً على طريقه الروحي والأنساني وبعكسه سيتحمل وزر ذلك ليحصل على نتائج سلبية لخطه العام ، كما وعلى رجال الدين الأبتعاد عن العمل الوظيفي في أجهزة السلطة والدولة أياً كان موقعه ، وعدم الانسياق لأغراءاتهما ومكاسبهما المادية ، لانه يعكس سلباً على عملهم الروحي والأنساني ، كونه يحدث خلل في توازنهم العملي الديني والوظيفي معاً ، ومن الضروري والواجب فسح المجال واسعاً أمام أبناء شعبهم من العلمانيين ، كما وعلى الدولة قطع دوابر ونوايا هذه التوجهات المؤذية بأنسياق رجال الدين للسلطة والمواقع المعينة حباً بالكراسي ، لأنه أثبت التاريخ عملياً ما نقوله – أوروبا وأمريكا وأستراليا وكندا مثالاً حياً لذلك ، لأن الحياة تلكأت وبقيت عاجزة أمام المد الديني طيلة قرون من الزمن الغابر ، وعند أزاحة هذا الغم والهم الديني المؤثر ، لاحظنا التغييرات الكبيرة في حياة الشعوب وتطورها وتلك الدول عموماً نحو الافضل والاحسن ، لكنه وللأسف لازالت منطقة الشرق الأوسط بعيدة عن هذه الدروس والأستنتاجات العملية الواقعية.
العمل الفردي القومي مطلوب لرجل الدين:
العمل الفردي لأي رجل دين أضافة لألتزاماته الدينية وأحتراماً لخصوصيته الفردية القومية مطلوب وواجب ممارسته على الارض ، لأبراز هويته القومية الحقيقية التي لا مفر منها ، دون التنازل عنها من جهة والأعتزاز بها من جهة أخرى ، كونها حق من حقوقه المشروعة يجب أحترامها والمحافظة عليها ، بشرط عدم المزج والخلط بين مهامه الدينية والسياسة.. نراه مقبولاً ولا شائبة عليه وتعتبر غيرة مقيّمة ومحترمة ، حاله كحال أي شخص مهتم بالشأن القومي ، كما ومن حقه أن يكون له رأيه السياسي المناسب والخادم لشعبه محترماً خصوصيته القومية تاريخياً بعيداً عن التعنصر ، كي لا يجني على تاريخه وقوميته وفكره ووجوده وعلى الدين كذلك ، وهذا بطبيعة الحال بحاجة الى الجرأة والشجاعة والتحدي والتضحية وأزالة الخوف ، وكسر جليده بنكران الذات من أجل الشعب. نحن بحاجة الى رجال دين مضحين كالمسيح وكالشهداء مار فرج رحو والقساوسة ، وبحاجة الى علمانيين من طراز خاص يعملون أكثر مما يتكلمون.
قضيتنا الكلدانية:
لا اعتقد هناك توفيق لقضيتنا القومية الكلدانية في الأعتماد على رجال الدين كلياً ، ومن الخطأ الكبير ربط قضية شعبنا الكلداني بالدين وحده ، لذا يفترض التعاون والتنسيق والشراكة في العمل البناء لقضية شعبنا في هذا الزمن العسير والمعقد ، لأن المشتركات بين رجال الدين والعلمانيين كثيرة ومتعددة ، بغية تقديم خدماتهم لشعبهم من النواحي الأجتماعية والأقتصادية والثقافية والأدبية والحياتية ، في الدفاع عن حقوق الأنسان للأمة وللوطن مقبولة ومطلوبة وضرورية من الطرفين.. لابد من الأحترام المتبادل والشراكة الحيّة المتفاعلة روحياً كنسياً وقومياً وطنياً أنسانياً ، أحتراماً للهوية القومية والوجود الكلداني والوطن ، لأن الكنيسة بشعبها المؤمن يتطلب منها الحفاظ عليه لديمومة بقائه وبقائها ، لتستمد قوتها منه لديمومة وجودها وتماسكها واحترام مشاعره القومية والانسانية.
مطلوب منا كنيسة وشعب معرفة العلوم التاريخية والأنحدار العائلي والتراث القومي ، لتوعية ذاتنا وشعبنا جماعياً لبناء أسس سليمة وحكيمة ، لتنشأة جيل جديد يتولى مسؤوليته التاريخية لخدمة قوميته وأمته وشعبه ووطنه وانسانيته ، علينا تقبل الوضع المتردي القائم على علته بروح رياضية عالية ، والتعامل معه ببديل متجدد متطور متقدم ، بالتعاون البناء الدائم بين الكنيسة الكلدانية وشعبها العلماني الكلداني.
وكما قال الزميل عامر فتوحي في رسالته الداخلية:(أن وضع بيضنا في سلة البطريركية أو الخلط بين القومية والدين هيّ مسألة معيبة وخطأ لا يغتفر، نعم هنالك رجال دين غيارى على قوميتهم، لنا نحوهم كل مشاعر الحب والإمتنان والتقدير، وهنالك رجال دين لا يستطيعون أن يصرحوا علانية بسبب الظروف الموضوعية والسياسات المتشابكة والمعقدة في العراق، رغم أنهم يصرحون بإنتمائهم القومي، وهؤلاء يتحركون ودمهم على كفهم).
قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك الكنيسة الآشورية ، يعمل بكل قدوة وجرأة من أجل شعبه الآشوري بقناعة وأصرار، وغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى ماداً يده للوحدة الكنسية المنشودة وبتجدد دائم ، كما ساعياً جاداً لأشراك شعبه الكلداني نحو العمل الموحد لخدمة الأنسان وعافيته وديمومة بقائه في وطنه الأم ، لا بل داعياً رجوع مغادريه بالتعاون لأيجاد أرضية صالحة وممهدات عملية لذلك ، ومنها تعزيز الأمن وتوفيرالسكن والعمل والتعليم والصحة والخ من مستلزمات الحياة ، أنها دعوة وطنية وقومية وروحية أنسانية مخلصة ، ورأي حر من غبطته مطلوب أحترامه من قبل شعبنا المسيحي عامة والكلداني خاصة ، وهذه هي الحرية المطلوبة في طرح الآراء الجريئة ، كما لابد أن يكون للمطارنة والكهنة الكلدان الأجلاء ، رأيهم القومي والوطني السديد والصريح والشجاع ليكونوا الى جانب شعبهم الكلداني وطموحاته القومية بمسؤولية ودراية أنسانية ، متعاونين ومؤازرين شعبهم في الضراء قبل السراء للعبور سوية الى ضفة الأمان والأستقرار.
ورسائل البابا فرنسيس واضحة في هذا الأتجاه:(أطلب منكم أن تثوروا وتسيروا عكس التيار ولا تخافوا).كلمته في قصر المؤتمرات
ونوه البابا:((الشباب يفقدون الأيمان بسبب وجود كهنة سيئين)) في 17\تموز\2013
لذا يتطلب الأقتداء بهذه الطروحات الموضوعية لقداسة البابا ، لمراجعة الذات من الوجهتين الروحية والمدنية ، للأستفادة من أخطائنا لتجاوزها دون الخوف منها ، بل مراجعة النفس والذات بأستمرار لسد الثغرات والنواقص الناشئة ، دون الخوف من الأخطاء (كل من يعمل يخطأ ، ومن لا يعمل لا يخطأ)
العمل المضاد مرده سلبي:
من يتخذ الأسم القومي على مؤسسته أياً كانت يفترض صيانته ، ليعمل مع تطلعات شعبه قومياً وسياسياً وأجتماعياً وأقتصادياً ، وبعكسه هي حالة مقززة ومؤلمة وظالمة وجائرة ، كونها تمس مشاعر وتطلعات شعبه وأمته ، حيث يعتبر هذا دق أسفين في نعش امته ووجودها وديمومة بقائها وهدم كيانها ومعتقداتها التاريخية ، وهذه حالة خطرة جداً تمتد تأثيراتها السلبية ليس على الأمة فحسب ، بل حتى على الكنيسة وروحانياتها وتقلل من شأن رجال الدين أنفسهم ، لأنهم سيفقدون مصداقيتهم أمام شعب الأمة والوطن ، كونه مربوط بنواياه الخاصة الذاتية حباً بأنانيته المادية البحتة ، حباً بكرسيه الدوار بلا منافس لا يتزعزع حتى الموت المحتوم الذي لابد منه بلا مفر.
على هؤلاء وأمثالهم أن يعوا ويفطنوا جيداً ، ان زمن اللامبالاة وضعف الوعي لشعبنا وأمتنا قد ولى من غير رجعة ، بل الأنسان في تطور وتقدم وتغير نحو الأفضل عبر الزمن الغابر ، خصوصاً ونحن في القرن الحادي والعشرين ، قرن المعرفة العلمية والتكنولوجية والثورة المعلوماتية ، فضاقت الهوة في الأرض واتسعت المعرفة والثورة المادية للعلم الحديث ، ونظرية التطور الأجتماعي والفكري والسياسي والثقافي والأعلامي والأدبي والأقتصادي ، خصوصاً وأمتنا الكلدانية وبقية مكونات العراق المهاجرة ، باتت أممية التواجد في الكون الأرضي وغير محصورة في بقعة معينة ، بالتاكيد هي حالة فريدة ومستجدة ترادفها تعقيدات جمة وعسيرة جداً ، فزمن الأستبداد والعنف والدكتاتورية والقبول بالكرسي الا ما لانهاية مدنياً قد ولى من غير رجعة ، وعصر الفطرية وتقبل اللاوعي والقبول بالعلّة ومضغه عنوة للأمة الكلدانية أنتهى.
حكمتنا(لا تسييس للدين وأدلجته ، ولا تديين للسياسة وأجنداتها)
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives