كلدانيتنا قدر إلهي لا تنفيه مناف أو محطات! بقلم عامر حنا فتوحي
كلدان حد النخاع… رافديون منذ نشأة الرافدين
عاهدت نفسي منذ سنوات على أن لا أدخل في جدالات عقيمة، مثلما عاهدت نفسي على أن أتحاشى الوقوع في مطب المهاترات التي تنتقص من الطرفين (المحق والمخطيء) على حد سواء، لا سيما وأن معلومات الغالب الأعم من أبناء شعبنا العراقي عامة والكلدان بشكل خاص في مجال التاريخ الرافدي هيّ نتاج عزلة ومناهج دراسية تقليدية لم تعرف تحسيناً وتطويراً يذكر منذ عهد ساطع الحصري صاحب القراءة الخلدونية، مما حدا بالكثيرين لأن يخلطوا حتى اليوم بين مفاهيم ومصطلحات لا يستوعب جُلهم عمقها أو يميز بين تفاصيلها، وهذا للأسف ينطبق على معظم المتعلمين والمثقفين.
قبل أيام ألتقيت بكاتبة كلدانية معروفة بكتاباتها المتميزة في الصحف الأمريكية، وذلك للتحدث عن الطبعة الإنكليزية من كتاب (القصة غير المروية عن سكان العراق الأصليين / الكلدان)، وقد حضر اللقاء أحد الفنانين العراقيين المبدعين الذي أكن له محبة وأحترام صادقين.
المفاجيء في الأمر هو أنني ما إن أبتدأت بالحديث عن الكتاب الذي أرغب من خلاله بالتعريف بالكلدان (سكان العراق الأصليين) بين الأمريكيين وبقية الشعوب الناطقة باللغة الأنكليزية حتى أنبرى صديقنا الفنان المبدع للشكوى من مبالغة كلدان المهجر في تأكيد هويتهم وبأن كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان) ينسف النظريات التي يعرفها هو، ثم أضاف بثقة كبيرة لا يمتلكها العديد من المؤرخين بأن الكلدان ديانة أستبدلت الوثنية بالمسيحية (لاحظ التقاطع والتناقض بين التسميات).
أستطرد بعدها قائلاً (ربما بتأثير من زوجته الآثورية): بأن الكلدان في الشمال هم آشوريون، بينما سكان وسط وجنوب العراق سومريون. ثم أضاف، أن الآشوريين مهاجرون من جزيرة العرب (بمعنى عرب)، وخلُص قائلاً: بأننا كعراقيين يجب أن نتجاوز النعرات الطائفية ونؤكد على هويتنا العراقية؟!
الحق لم يكن أمامي إزاء هذا الموج المتلاطم من المعلومات غير الدقيقة التي طرحت من خلال بضع جمل متشابكة غير خيار الإبتسام، ذلك أنني لم أسمع في حياتي كلها مثل هذا الخلط الكبير بين المصطلحات ومثل هذا القفز الواسع بين تفاصيل لا يجمعها جامع علمي أو يدعمها دليل مادي واحد. مع ذلك كان صديقي متحمساً ومقتنعاً تماماً إستناداً إلى قراءاته لمصادر عربية، التي لا يقرأ صديقي بلغة بغيرها!!
ولأنني أحترم هذا الفنان المبدع وأعرف مدى أعتزازه بالهوية العراقية أردت أن أختصر الحوار الذي كان أصلاً بيني وبين الكاتبة العراقية، وذلك من خلال توضيح مسألة لا تقبل الجدال، وهيّ أن سكان الأقليمين البابلي والآشوري هم شعب واحد، تؤكد المصادر (المادية والكتابية) على أنهم كلدان، مثلما تؤكد هذه المصادر الأكاديمية بأن تسميتي البابليين والآشوريين هما تسميتان إقليميتان لا علاقة لهما بالتصنيفات القومية من قريب أو بعيد، ثم بينت له أن العديد من المؤرخين من عراقيين وأجانب، قدماء ومحدثين يؤكدون بأن سكان العراق القديم (على تنوع المسميات التي أسبغت عليهم) كانوا من الكلدان الأوائل في وسط وجنوب العراق القديم مع أقلية شمالية وبالمقابل كانت الأغلبية في الشمال الرافدي سومرية مع مجاميع صغيرة عاشت في الجنوب بين الكلدان الأوائل لأسباب أقتصادية، وهيّ طبيعة معروفة بين العراقيين حتى يومنا هذا.
وقد أستمر حال السومريين على هذا المنوال حتى عهد الغزو الشوباري الذي دفع بهم للهجرة جنوباً هرباً من طغيان القبائل الجبلية السوبارتية المتوحشة، لا سيما وإن الجنوب آنذاك وفر لهم فرصة العيش بسلام بين الكلدان الأوائل دونما عوائق أو منازعات، تؤكد ذلك ألواح التحالفات المعقودة بين المدن ذات الأغلبية البروتوكلدية وبين المدن ذات الأغلبية السومرية التي نشأت بعد هجرتهم الواسعة إلى جنوب العراق، وبخاصة في عهد الملك الكلدي ميشالم 2550 ق.م، غير أن جموع السومريين ما لبث أن ذابت في تركيبة الأغلبية البروتوكلدية، مع نشأة الأمبراطورية الأكدية (الكلدية العرق)، وقد بينت لصديقي بأن تلك ليست تخمينات أو نظريات أخترعها ثقاة المؤرخين، وإنما هيّ اليوم ثوابت تؤكدها بحوث عديدة تدعمها المكتشفات الآثارية المنشورة في الجورنالات الأكاديمية، التي لم تجد معظمها طريقها إلى صفحات الكتب العربية المبسطة المعنية بإعطاء تصورات عامة عن تسلسل تاريخ المنطقة بما يخدم التوجهات العروبية، علماً أن المترجم من هذه البحوث الأكاديمية إلى العربية قد لا يتعدى مجموعة محدودة جداً يرجع معظمها إلى مكتشفات النصف الثاني من القرن المنصرم.
صديقي هذا الذي أحترمه ويعرف مدى تخصصي في حقل التاريخ الرافدي ومساهماتي فيه منذ مطلع ثمانينات القرن المنصرم، أنتفض ثانية وقال بأن ذلك نسف للتاريخ فالسومريين هم سكان جنوب العراق ونحن أحفادهم، عندئذ أستشهدت بأمثلة ومنجزات عدد من ثقاة المؤرخين العراقيين والأجانب، فكان جوابه بأنه لم يقرأ لهم. عندئذ بينت له وبشكل صادق ومخلص بأن عدم قراءته لبحوثهم لا ينال من مصداقية أو أهمية بحوثهم وإنما يؤشر قطع في معلوماته حسب، وبأنه من أجل إستيعاب أفضل للصورة عليه أن ينوع مصادره وأن يتابع المستجدات في حقلي التاريخ والآثار.
الغريب في الأمر، أن صديقي هذا رغم محدوية قراءاته للمصادر التاريخية باللغة العربية التي لا تتجاوز مطبوعات مترجمة عن كتب أجنبية صدر معظمها قبل أكثر من خمسين عاماً، فأنه لم يتراجع عن موقفه، بل بقى مصراً على وجهة نظره!
فقلت له يا أخي أتمنى أن تعيد قراءة مصادرك وعندئذ ستكتشف بأن معظمها تجير السومريين دون وجه حق لعروق أجنبية، كما أن معظم باحثي القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين يدعون دون سند علمي بأن السومريين هم مجاميع أجنبية جبلية أجتاحت العراق في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد، وهو ما تم نقضه في البحوث اللاحقة. السؤال هنا، أيهما (من وجهة نظرك) أكثر إنصافاً للعراق والعراقيين وأصدق من الناحية الأكاديمية: من يؤكد (مثلي) بالدليل العلمي بأن السومريين رافديين شمالي الأصل أم تلك المصادر (الغربية) التي أكل عليها الدهر وشرب، والتي تقترح دون سند علمي بأنهم غزاة أجانب؟
أما سؤالي الآخر فهو: ما المشكلة في أن يعتز الكلداني بهويته القومية في مواجهة تاريخ طويل من الدم والإضطهادات والتصفيات والمحاولات الدائبة لذبح هويته وتجييرها لأقوام وشعوب غازية ومستوردة؟!
أعتذر الصديق لأرتباطه بموعد على وعد أن يعيد قراءة مصادره. أتمنى أن يفعل ذلك ليكتشف أن الكلدان على تنوع مسمياتهم من (كلدان أوائل وفراتيون أوائل وساميون قدامى وأكديون قدامى) هم المكون الرافدي الوحيد الذي لا حاجة لأن نضع مع أسمهم كلمة عراقيين لأن المعنى واحد سواء قلنا كلداني أو رافدي/ عراقي، أما بقية المكونات الأخرى من الأقوام المقيمة في العراق والذين أحترمهم وأودهم، كالعرب والكورد-الفيلية والتركمان والأرمن والشبك، فينبغي علينا إن أردنا أن نميزهم (وطنياً) عن بقية العرب والكورد-الفيلية والتركمان والأرمن والشبك (الذين يعيشون في بلدانهم الأصلية) أن نرفق مع أسمهم مفردة العراقيين للتعريف بهم كمواطنين عراقيين، ومن له رأي غير الذي أذكره فليتفضل بإبدائه مشكوراً!
أتمنى على صديقي وغيره من العراقيين أن يفهموا بأن لا أحد يستطيع أن يزاود مع الكلدان على الإنتماء الرافدي، وسواء قلنا كلدان أو عراقيين فأن المعنى واحد لأن قدرنا إلهي ومرتبط بالرافدين، وإلا لما خص ألله الكلدان بإبراهيم أبو الأنبياء، ولما خصنا بالرب يسوع المسيح بالجسد الأرضي.
نحن الكلدان نفتخر بأصالة أنتمائنا الرافدي هذا، لكننا لم ولن نستخدمه يوماً للإنتقاص من الآخرين، إلا عندما يحاول البعض أن يتزاود معنا على الوطنية والمواطنة. من يريد أن يفهم هذا فأن مكانه في حدقات عيوننا ومن لا يريد فهذه مشكلته!
تهنئة وتقدير: بمناسبة الذكرى (44) للرسامة الكهنوتية لسيادة المطران شليمون وردوني المعاون البطريركي الجزيل الأحترام، أتقدم بأسمي شخصياً ونيابة عن عائلتي، زوجتي إيمان إلياس ككا عيسى وأبنائي (إنليل) و(ننار) و(سومر) وأبنتي (أوروك) لسيادة المطران وردوني بأحر وأصدق الأمنيات لهذا المطران الغيور الذي رأيت شجاعته على أرض الواقع عندما تلم المحن بالكلدان فينتفض مدافعاً لا تأخذه في الحق لومة لائم.
ومع أنني تحدثت مع سيادة المطران وردوني في يوم الجمعة الموافق 29 حزيران 2012م أثناء الأحتفاء به بهذه المناسبة العزيزة، إلا أنني أنتهز هذه المناسبة لأهنيء شعبنا الكلداني الكاثوليكي بثروتنا التي لا تنضب ولاسيما غبطة أبينا الكاردينال دلي والسادة المطارنة وأخص بالذكر هنا المطران سرهد جمو والمطران أبراهيم أبراهيم والمطران بشار وردة والمطران أميل نونا والمطران جاك أسحق والمطران رمزي كرمو والمطران أنطوان أودو الجزيلي الأحترام علاوة على المدبر البطريركي في جنوب العراق المونسنيور عماد البنّا والمونسنيور عمانوئيل شليطا والآباء الأفاضل ولاسيما الجيل الشاب من الآباء الذين هم ذخر الكنيسة والأمة الكلدانية المُخلّصة بالرب.
الوقف الكاثوليكي… بديل موضوعي
في موضوعي الموسوم (الوقف المسيحي والديانات الأخرى… معركة جانبية أم قضية وجود؟)، طرحت عدد من المقترحات لحللة موضوع الوقف المسيحي والديانات الأخرى الذي هو اليوم ليس بأكثر دمية يحركها كنّا بالريموت كنترول من أجل ضرب الكلدان بأدوات محسوبة على الكلدان، والنتيجة ترسيخ وجوده وتحسين مصالحه وزيادة أرصدته المصرفية على حساب معاناة المسيحيين عامة والكلدان بشكل خاص.
من أجل قراءة كامل المقترحات التي أوردتها في موضوع (الوقف المسيحي والديانات الأخرى …) يرجى زيارة الرابط التالي:
http://www.kaldaya.net/2012/Articles/04/48_Apr23_AmirFatouhi.html
لسِعةِ وتعدد المقترحات التي ذكرتها في موضوعي المنشور على الرابط أعلاه، وبسبب كثرة الأحمال التي تثقل كاهل نيافة الكاردينال غبطة أبينا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى، الذي ما عاد تقدمه في العمر (العمر الطويل له) أو وضعه الصحي اليوم يسمح له بتحمل أعباء قيادة الأعتصامات وتحمل أعباء التفرغ لوسائل الأعلام التي تتطلب الكثير من الجهد، فأنني أرتأي الأكتفاء بتوجيه كتاب فوري إلى رئاسة أمانة مجلس الوزراء، يبن فيه غبطته نفاذ صبر الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بعد ستة أشهر من المماطلات والتسويف وإنعدام النية الصادقة لإصلاح الخرق القانوني والأخلاقي المتمثل في الإستبدال التعسفي لرئيس الوقف المسيحي والديانات الأخرى، وعليه قررت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية:
1- الأنسحاب الفوري من الوقف المسيحي والديانات الأخرى وأعتماد (الوقف كلداني) في تعاملها الرسمي مع الحكومة المركزية، مع تحويل حصة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية (80%) من ميزانية الوقف المسيحي والديانات الأخرى إلى ميزانية الوقف الكلداني الكاثوليكي وفق الأصول القانونية وبقرار من مكتب رئيس الوزراء، وذلك لتمشية متطلبات الوقف الكلداني دون تدحل من كنّا أو منة من أحد، وحسماً للنزاع ما بين الرئاسة الكنسية ونواب زوعة (قائمة الرافدين) في البرلمان العراقي.
2- التنسيق مع السفير الفاتيكاني سيادة المطران جورجيو لينكوا الجزيل الأحترام للتنسيق ما بين الكنائس الكاثوليكية العراقية وقطع الطريق على المتعاونين مع كنّا. والتنسيق مع رئيس المجمع الشرقي نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري للضغط بهذا الأتجاه وبخاصة مع سيادة المطران جان سليمان وسيادة المطران أفرام يوسف عبّا الجزيلي الأحترام.
3- بمباركة فاتيكانية تباشر الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية (قبل أرسال مذكرة أنسحاب الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية من الوقف المسيحي والديانات الأخرى) إلى عقد أجتماع عام لرؤساء الكنائس الكاثوليكية العراقية بحضور ممثل قداسة الحبر الأعظم المطران جورجيو لينكوا من أجل تأسيس (وقف كاثوليكي) يكون مظلة أمينة على مصالح المسيحيين الكاثوليك وفقاً لصلاحيات الدستور العراقي وأسوة بالوقفين الشيعي والسني كما بينت آنفاً.
علماً أن رعية الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وبقية الكنائس الكاثوليكية في العراق وفي مقدمتها الكنيسة السريانية الكاثوليكية وكنيسة اللاتين الكاثوليك والأرمن الكاثوليك وبقية الكنائس الكاثوليكية تشكل نسبة تزيد على 90% من نسبة مسيحي العراق.
أن تأسيس مثل هذا الوقف هو حق دستوري، كما أنه سيمنحنا الفرصة لسحب البساط من تحت أقدام المتأشورين المتحكمين بالوقف وعلى رأسهم حزب زوعة ورئاسات الكنائس المتواطئة مع كنّا، مما سيضعف من شأنهم ويعزز من سطوة الكلدان ويؤدي إلى التعامل معهم بطريقة تليق بقوة الكاثوليك العددية ومكانة الكلدان كسكان أصليين للعراق، ولا سيما في الأنتخابات البرلمانية القادمة.
وفي حالة رفض الحكومة العراقية (للأنصياع إلى العقل والضمير)، فأن رئاسة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ستعمل كل ما في وسعها من أجل أيصال مظلومية المسيحيين العراقيين والكلدان بشكل خاص إلى العالم بأكمله بطريقة (حضارية مسالمة ومشروعة). لا سيما وأن كلدان العراق كما أشرت في موضوع سابق هم القومية الثالثة بعد العرب والكورد، رغم التلاعب بالأرقام ورغم تواصل ممارسة أساليب الترهيب والترغيب ومؤمرات التغيير الديموغرافي اللاأخلاقية واللادستورية في مناطقهم التاريخية، وبرغم التهجير القسري والإستيلاء التعسفي على عقاراتهم وأملاكهم في بغداد والموصل وبقية المدن الكبرى في العراق، ناهيكم عن سياسة قطع الأعناق والأرزاق (المخططة والمدروسة)، الذي تغض حكومتا المركز والإقليم الطرف عنه؟!!
فيا أيها الآباء الأجلاء، هذا وقتكم للتحرك فلا تترددوا أو تتماهلوا عن حماية حقوق أبنائكم ومستقبل شعبكم، لقد وصلت سكينة الظلم إلى العظم فماذا تنتظرون؟
أنه وقتكم أيها الأجلاء، فإما أن نكون أو لا نكون!
أذناب زوعة يرقصون على جثثهم!
قبل أيام وصلني إيميل آخر من (نكرة) من أذناب زوعة (كاكا آزاد) الذي يجبن عن إستخدام أسمه الحقيقي أما خجلاً من تاريخه الشخصي أو لأن معرفة أسمه ستؤدي إلى أحتقاره من قبل من يتعامل معهم، عموماً أستخدم كاكا آزاد هذا عبارة لا تليق إلا بمستوى أمثاله من الكائنات التي تدب على الأرض دبيباً وذلك للسخرية من الكلدان أثر نشر (ما يسمى ببيان فصل) القصد منه الإساءة إلى شخصيات كلدانية معروفة.
وفي الوقت الذي أدى نشر هذا الذي أطلق عليه ناشره عبارة (بيان) حالة من النكوص والإحباط لدى عدد من الناشطين الكلدان إلا أنه أيضاً حفز جيل من الشباب الكلدان لأن ينتفضوا ويقرروا أن ينزلوا إلى ساحة المنازلة بثقة وحرص على أن لا يقعوا في ذات المنزلقات التي وقع بها من سبقهم. لذلك فأنني أرى رغم عتومة الصورة على السطح، بأن ما حدث هو حالة صحية، ذلك أن نختلف ونتصادم بين حين وآخر وهذا شيء متوقع، إلا أن الأهم من هذا وذاك هو أن نتائج مثل هذه الصدامات التقليدية ستؤدي بالحتم إلى غربلة العاملين في ساحة العمل القومي وتفرز (القمح عن الزوان)، مثلما ستحفز مثل هذه الصدامات مجاميع كلدانية جديدة تسعى لتجاوز أحباطات الماضي لتكون أكثر تهيؤ لمواجهة تحديات المستقبل.
ولعل خير دليل على ذلك، ما مر به المجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني، اللذين هما اليوم برغم تنوع الرؤى التي قد تصل حد التقاطع، أكثر قوة وتأثيراً.
لهؤلاء الزوعويون الشامتون الذين يسخرون من حالات كهذه ويعيبون على الكلدان الحديثي العهد بالعمل السياسي القومي جراء الوقوع في أخطاء تكتيكية من هذا النوع، أقول: راجعوا تاريخ تأسيس منظماتكم منذ تأسيس الأتحاد الآشوري العالمي عام 1968م (في باريس) وليس العراق، وراجعوا تجربة الحزب الوطني الآشوري وفصله للعديد من كوادره بين أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات ولاسيما حركة وليم شاؤول وجماعته. راجعوا أيضاً تاريخ الصراع الطويل والمرير بين حركة زوعة والمجلس القومي الآشوري والأتحاد الآشوري العالمي، وكيف أن أساس الصراع (حتى هذه اللحظة) لم ينطلق من حرص على المباديء وإنما الإستقتال على الزعامة والرئاسة، التي وصلت حد الوشاية والتآمر والتصفيات الجسدية ومحاولات الأغتيال التي تركت عدد من المشوهين والمعوقين. فأين هذا من خطأ تكتيكي لحزب كلداني حديث العهد تنقصه التجربة المعملية وتراكم الخبرات، وما يزال أمامه الكثير من التجارب والتحديات؟
أن الحقيقة الساطعة كالشمس التي لا يستطيع غربال الحاقدين أن يحجبها هيّ أن المنظمات الكلدانية التي لا يتجاوز عمرها عقدين من الزمان قد حققت خلال هذين العقدين ما أستحال على المتأشورين تحقيقه طوال نصف قرن، ويكفي مراجعة بسيطة لمعرفة مدى الأزمة الخانقة التي يعاني منها هؤلاء المتأشورون مع كل نهضة كلدانية ومع كل محاولة لإشاعة الثقافة القومية الكلدانية وإعادة ترتيب البيت الكلداني.
هنا لا يسعني إلا أن أعيد التذكير بمقترحي إلى دعوة جميع المنظمات الكلدانية (العلمانية/ المدنية) ذات الطابع السياسي القومي والإجتماعي والثقافي والخدمي لحوار تفاهم ومصالحة لتجاوز أشكالات الماضي، وتوقيع (ميثاق شرف) بين جميع المكونات الكلدانية يتضمن الإتفاق على (ورقة عمل سنوية) مشتركة وتحديد مسؤولية كل جهة للتحدث ضمن مجال إختصاصها فيما يخص الشأن الكلداني، مع تبني القرارات التي يتم الإتفاق عليها بالأغلبية وتعميمها على جميع المنظمات الكلدانية والشارع الكلداني.
من أجل تحقيق هذا الهدف أقترح أن يتم أختيار شخصية أو شخصيتين من كل منظمة كلدانية (تقرر كل منظمة من يمثلها) وذلك في إجتماع يتم في ولاية كاليفورنيا برعاية أبوية من لدن سيادة المطران سرهد جمو الجزيل الأحترام، ويتم رفع مذكرة حول نتيجة الأجتماع إلى المؤتمر الكلداني المزمع عقده في ولاية ميشيغان في شهر أيلول لعام 2012م برعاية المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد، وذلك من أجل المصادقة النهائية وتفعيل نتائج أجتماع سان دييكو وأقراره رسمياً.
لكاكا آزاد ذيل زوعة وغيره من النكرات أقول: الكلدان ماضون في مسيرتهم ولن يتمكن كائن من يكون (معرفة كان أم نكرة) على أيقافهم.
لقد نهض أسد بابل وعريضة هيّ خطواته، وأستقام عود (موشخوششو) تنين بابل وأشرأب بعنقه فحاذروا من لهيب أنفاسه الحارقة المهلكة.
أيها الراقصون على أوهامكم، إنما أنتم ترقصون على جثث أفكاركم البالية، ولآت ساعة مندم!
عامر حنا فتوحي
مختص في مجال (التاريخ الرافدي)
مستشار أول في حقل (المجاميع الدينية في العراق والشرق الأوسط)
www.amerfatuhiart.com
مقترح شعارات للحملات الإنتخابية القادمة… ساهموا معنا في إبتكار شعارات أخرى
من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان
من يتعاون مع كنّا وآغجان فكأنه يطلق النار على الكلدان
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives