منذ سنة 2003 زمن السقوط وشعبنا المسيحي المُبتلى لأكثر من 1400 عام، يتألم ويحمل صليبه مقتولاً مذبوحاً مُفجراً مُهَجولاً مطروداً من أرضه التأريخية التي تمتد جذورها الى بداية التأريخ ولا (حْسْ) ولا (حركة) من هؤلاء النواب (المُنتخبين) لشعبهم البائس، لم نسمع من نوابنا الآكارم أو من وزرائنا الأفذاذ أي حركة أو بركة في هذه الوضع المأساوي فوق الخطير الذي يواجهه من تبقى من أبناء شعبنا خاصة من الكلدان والسريان الذين إنتخبوا أولئك النواب لتمثيلهم في قبة البرلمان العراقي (دفاعاً) عن هويتنا التي مُحِيّتْ أو قاب قوسين أو أدنى من الزوال من أرض الرافدين… لقد خَذَل هؤلاء النواب شعبنا خذلاناً لم يشهد له التأريخ مثيلا…
في أحداث سُميل العام 1933 لم يَكن لدينا نواب في البرلمان أو وزراء وكانت الحكومة العراقية قد جهزت جيشها مع العشائر العربية والكردية في محاصرة القوش القلعة الكلدانية المنيعة لغرض الإنتقام من الإخوة الآثوريين الذين هربوا من مذبحة سميل وإحتوتهم وحمتهم القوش الأبية بهمم رجالها وبإيمانها الراسخ وبأسلحتها البسيطة العتيقة كانت مؤمنة بانها قادرة على مقاومة ذلك المد الشوفيني العنصري والحقد الديني، فإما الفناء أو البقاء، وقفت القوش كالأسد الشجاع ووقف معها مثلث الرحمات مار عمانوئيل الثاني متوكا باطريرك بابل على الكلدان، تلك الوقفة المشرفة التي سجلها التأريخ بأحرف ذهبية في وقت كانت وسائل الإتصال شبه معدومة ومتأخرة جداً حيث ضغط ذلكم الباطريرك الشجاع على الحكومة العراقية وعلى الدول الكبرى آنئذٍ وهي إنكلترا وفرنسا وإتصل بالملك فيصل الآول المريض في سويسرا لإنقاذ شعبه من الكلدان والآثوريين… لقد كان المنادي يقول لأهالي القوش أنتم كلدان لن يمسكم أحد بشيء!، فقط سَلِمّوا لنا الآثوريين!… ولكن هيهات فإما الموت معاً أو الحياة معاً، يا له من موقف رهيب وشجاع لايمكن تصوره الإ من أبناء الكلدان الغيارى الذين وضعوا دمائهم على أكفهم… وهكذا اثمرت تلك الجهود وتكللت بالنجاح وفُك الحصار عن القوش وسَلم اهلها وأهلنا الكلدان والآثوريون وأنتصرت إرادة الحق والتصميم في معالجة تلك المحنة، أين نحن الآن وأين نوابنا الآكارم من ذلك الزمن (الجميل) الذي إنتصرت فيه الإرادة النقية الصافية الخالية من الأردان والمساويء، في الوقت الذي لم نرى ولم نلمس تحرك أي نائب (منتخب) في زيارة ابناء شعبنا المهجرين أو تفقد أحوالهم ومشاكلهم ومعاناتهم الإنسانية… لقد أقامت النائبة الإيزدية فيان الدخيل بمداخلتها الإنسانية الصادقة الدنيا ولم تقعدها دفاعاً عن مواطنيها الأزيديين وكان موقفها الصامد قد هز العالم وحرك الأسرة الدولية وقد قالت بأعلى صوتها أن اليزيديين والمسيحيين يذبحون ويقتلون ويهجرون تحت راية (لا إله إلا الله) وتحت إسم الإسلام محاطة بزميلاتها وزملائها النواب وكان الرفيق كنا واقفاً كأنه يشاهد ُمشادة لا تعنيه مطلقاً بين أحد النواب مع رئيس المجلس النيابي الذي أراد مقاطعتها عدة مرات ولكن اللبوءة الإيزيدية أصرت على المواصلة الى النهاية في عرض مظالم شعبها، ولم يغمض لها جفن الا بعد أن تفقدت أحوال شعبها ومعاناتهم في جبل سنجار وسقطت بها الطائرة وجرحت وكتبت لها السلامة من العناية الإلهية، وهذا مثل قل نظيره بين النواب سنة كانوا أو شيعة،كرد أم عرب،مسيحيين أم مسلمين.
ايها النواب البواسل!، إن شعبكم الذي (إنتخبكم) قُتل وهُجر من أرض آبائه وأجداد أجداده، وسرقت مساكنه من قبل جيرانه المسلمون الذين أمضى العمر معهم وسلبت مدخراتهم وحتى أوراقهم الثبوتية أنتزعت منهم والبعض خطف أبنائهم وبناتهم أمام أعينهم والفتيات بيعوا في سوق النخاسة الموصلية!، ونوابنا نائمون وأرجلهم في الشمس وكأنهم نواب في جزيرة أخرى والحياة ماشاء الله ماشية عال العال!، إن نوابنا يتقاتلون ويتعاركون (ويجاهدون) لا من أجل تضميد الجراح ولا من أجل مسح عيون الأطفال والشيوخ والعجائز بل من أجل تثبيت مواقعهم في السلطة والتعارك من أجل المنصب الوزاري اللعين ومن يأخذه الزوعا أم المجلس الشعبي؟!… مافائدة الكرسي اللعين الى من يذهب ومن سيجلس عليه من أصحاب العقول الصغيرة والكروش الكبيرة المملوءة من السحت الحرام!.. أي خير فعلتم لشعبكم وأنتم على كراسيكم الوثيرة لاكثر من عشر سنوات عجاف حُرِق فيها الزرع والضرع وخاصة في الموصل من قتل وذبح للكهنة والأساقفة الكلدان والسريان والشمامسة والشعب يَمسي ويَصحو على القتل والتفجير والتهجير!… أين حمرة الخجل وأين المُستحى من آنات وآهات أبناء شعبنا الذين يفترشون الأرض والشوارع ويلتحفون السماء العارية، من منكم يستطيع أن ينام يوماً واحداً في غير فراشه الوثير وغطائه السميك؟!، ومن منكم يستطيع أن يبقى على قيد الحياة لأيام معدودة بدون تكييف وتبريد وماء زُلال وزجاجة مشروب فاخرمستورد وغيرها؟!، مافائدة الوزارة وشعبكم سينتهي أو على وشك أن يُقلع قلعاً من أرضه التأريخية؟!.. صدقاً إنكم لا تستاهلون مناصبكم ومسؤولياتكم التي أُتمنتم عليها ألا وهي الحفاظ على ابناء شعبنا وخدمته بأقصى ماتسطيعون حسب برامجكم الإنتخابية التي ظهر زيّفها وانجلت حقيقتها السوداء القاتمة أمام أعين أبناء شعبنا… لقد سقطتم في الإمتحان وكان سقوطكم عظيماً.. أين غيرتكم وأين شرف المسؤولية التي تحملونها،لقد خدعتم شعبكم وخدعتم رجال الدين الذين ساندوكم ورفعوا معكم أصابعهم تأييداً وإستحساناً وأعتقدوا أنكم الأمل ومشروع الحل والإنقاذ لمعاناة المتبقي من شعبنا ولكن خذلتموهم أيضا وأحترقت أوراقكم عندهم … وللحقيقة والتأريخ أن هؤلاء (النواب) غير المؤهلين لقيادة شعبنا، أثبتوا للقاصي والداني أنهم إقصائيون إنقساميون بكل معنى الكلمة في تفكيرهم وفيما يضمرونه لهذا الشعب المظلوم ((الكلداني السرياني الآشوري!)) وإنجلى وبان للعيان (تخندقكم المحايد!) وبصراحة شديدة لطالما أن الغالبية العظمى من المهجرين أو كلها هي من الكلدان والسريان ولم تمس الأحداث بالإخوة الآثوريين بعد (وإنشاء الله) لن تمس بهم أبدا، فلا يَهُمْ النواب البواسل مايحدث لشعبنا ما دامت كراسيهم مضمونة وموائدهم عامرة ورواتبهم أرقام فلكية وليذهب الشعب الى حيث،لذا لم نرى ولو بادرة بسيطة منهم ترفع العتب عنهم وتداوي خجلاً صمتهم المُريب وكأن الذي حدث هو لبشر آخر لا تربطهم بهم صلة ولا هم يحزنون.
أين المدافعين عن الأمة (الآشورية) والتي يحسبون الكلدان والسريان فيها مذاهب كنسية وهم آشوريون وإن لم ينتموا؟!، لقد ضاعت أمتهم (الآشورية) وحتى القيادة الكنسية الآشورية لم تجتمع مع بطاركة الشرق الذين هبوا كرجل واحد وحدتهم المحنة والألم الى اللقاء والإجتماع مع بعضهم في أربيل وتفقدوا على الطبيعة أحوال ومظالم شعبهم الذبيح من الوريد الى الوريد… هل حضر الباطريرك مار دنخا إجتماع بطاركة الشرق وهو رأس كنيسة المشرق الآشورية؟!، إنشاء الله المانع يكون خيراً، أما إرسال المطران ميلس زيا بعد أكثر من ثلاثة أشهر فيظهر أن الجماعة في وادٍ آخر مثلهم مثل الإخوة نواب شعبنا الذي على الورق… إن الإيجابية الوحيدة التي أظهرتها الأحداث المؤلمة القاسية هي كشف القناع عن الوجوه الكالحة التي تمثل أبناء شعبنا المسيحي زوراً وبهتاناً وتَعَّرَفَ الجميع على مُدعي وحدة شعبنا المزيفون وشعاراتهم المُقَنَعة المُستهلكة، وحتماً يشعر الآن بالألم والحسرة والغصة من أبناء شعبنا من إنتخب هؤلاء (النواب)، وصدق القول… ولات ساعة مندمِ.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives