حكمت شخصية وطنية عراقية مناضلة ، وأممية صادقة وبخصوصية كلدانية معروفة ، للجميع ، محبا لكل الناس ، ومحترما لكل الآراء ، كنت قريبا منه فكريا ، لابل ملتصقا بآرائه وأفاره قوميا وأمميا . جمعنا نضال مشترك في حزب وطني عتيد ، كنا قريبين جدا رغم بعد المسافة بيننا ، وقربها احيانا اخرى ، الاتصالات مستمرة هاتفيا حتى فراقه الأخير والى الأبد. لتنوب عنه الكلام والحوار ، قرينته ورفيقة حياته في السراء والذراء ، حتى توقف النبض للفقيد حكمت حكيم .
شاء القدر ان نلتقي سوية في القوش صيف عام 2008 ، بفقدان مناضل آخرسبقه ، ابن القوش البار المرحوم ابو عامل ، اشتركنا معا لأستقبال جثمان المناضل سليمان بوكا حتى اداء مراسيم الدفن وتقديم التعازي ، لأهل الفقيد كما لقيادة الحزب الشيوعي العراقي ، بحضور الرفاق محمد جاسم اللبان وجاسم الحلفي وابو تارة من الشيوعي الكردستان ، والرفيق النصير آشتي ، كما الرفيق الفقيد درمان سلو (ابو حربي) من الشيوعي الكردستاني ، بالاضافة الى جمع كبير من رفاق واصدقاء الحزب من مختلف المناطق ، كانت مناسبة مؤلمة حقا ، فشاء القدر ان يغيب عنا مناضل آخر من طراز خاص ، حضن الاممية الانسانية ، رافعا راية الوطنية العراقية العليا ، محتفظا بخصوصيته القومية ، خدم شعبه وحزبه في مواقف صعبة ، في البصرة وبغداد وتلكيف وجبال كردستان ، كما محطات متنوعة في الدراسة والتدريس ، في موسكو واليمن الديمقراطية وليبيا ، وبعد التغيير في 2003 ، كان من الرفاق القادمين الى العراق ، للمشاركة في البناء السياسي للدولة ، ومشاركته في البرلمان العراقي وسكرتاريته ، كما عمل مستشارا قانونيا لرئاسة الجمهورية العراقية ، والقانوني من خلال عضويته في لجنة صياغة الدستور العراقي .
كان ذات حضور مميز على الأرض قادر على مواجهة المستجدات ومعالجة الامور بحكمة وحنكة ،لم تنحني قامته ، امام المحن وتقلبات الزمن الغابرالعاصف ، لم يهتم في نهايته الانسانية المحتومة ، بقدر خدماته الجليلة لشعبه ، الذي ينتظر منه ومن الآخرين ، مزيدا من العمل والجهد والمثابرة الحقة ، من اجل قومه وشعبه ووطنه وانسانيته ، كونه يعلم يقينا الموت لابد منه ان آجلا أم عاجلا . .
الراحل حكمت حكيم سياسيا مثقفا ، واكاديميا محترفا ، مناضلا يافعا ، صبورا فذا ، مستفادا من الظروف الصعبة في النضال الطلابي في الداخل والخارج ، كما في سوح المواجهة مع الفاشست ، من خلال فاعليته ، في العمل الأنصاري في كردستان العراق ، منذ بداية الثمانينات وحتى حملة الانفال القذرة على الشعب في كردستان العراق عام 88 من القرن الماضي.
كان مع وحدة شعبنا بكل تسمياته المختلفة ، ومع احقاق الحقوق المغيبة لأية قومية كانت ، وخصوصا قوميته الكلدانية ، المغيبة في كردستان دستوريا ،ومع بناء الانسان السليم المعافى ، في وطن مزقته الحروب والويلات والمآسي والمحن والقتل والتشريد والالغاء والتهميش والتسلط والاستبداد وفقدان الحقوق ، للشعب العراقي ، كما السلب والنهب والفساد المالي والاداري ، للسلطات المتعاقبة طيلة اكثر من خمسون عاما ، وخصوصا للقوى القومية المهمشة والمسلوبة لكل ما هو حق ، بلا عدالة ولا أنصاف ، بل تنفيذ الواجبات عنوة بلا ثمن.
كانت للفقيد صلات واسعة مع كثير من الشخصيات العراقية ، إضافة الى علاقاته الودية مع القيادة الكوردية ، خصوصاً مع الأستاذ مسعود البارزاني .
كان احد اعضاء الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ، له مساهمات عديدة فكرية وثقافية ، ودراسات متعددة ، وعليه الاتحاد فقد عضواً مثابراً نشطاً خسرناه ، كما خسرته القوى الكلدانية والعلمانية العراقية ، وخسارة للوطن العراقي برمته . إننا نقدم لعائلته الكريمة تعازينا ومواساتنا ، سائلينا الرب ان يلهمها مزيدا من الصبر والسلوان وللمرحوم واسع الرحمته والخلود ، سيبقى في الذكرة الا الأبد..
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا
28\06\2010
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives