تعقيب على مقالة السيد يوسف شكوانا/ طلال منصور يلدو

 يؤسفني جداً وأنا أطالع بعض مقالات الكتاب الذين يعتبرون أنفسهم ملمين بواقع شعبنا والتحديات التي يواجهها هذا الشعب وهم لا يعلمون لب القضية، ويوجهون النقد لكل إنسان قال (يا عالم عوفوني بحريتي أختار قوميتي) فإذا أراد الكلداني أن يفتح فمه ليقول أنا كلداني أصبح مشرذماً ومشتتاً وانقسامياً وقاتلاً للوحدة وهو السبب في ما وصل إليه شعبنا من التشرذم والتشتت والانشقاق والخذلان والهزيمة والعار كلها سوف تلاحقه.

يا سيد يوسف شكوانا، لم تذكر السبب الحقيقي لانسحاب الحزب الديمقراطي الكلداني من تجمع الأحزاب، هذا التجمع الذي ينفخ له من الجميع وإلى الآن لم يعمل شيء سوى اللف والدوران..

     يا سيد شكوانا.. كنت ممثلاً للحزب الديمقراطي الكلداني في الاجتماع الأخير قبل انسحاب الحزب من التجمع، حيث قدمت مذكرة للمجتمعين والتي كانت سبب انسحاب الحزب من التجمع.

المذكرة معنونة إلى السيد أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي، تطالبه فيها بتغيير التسمية القومية (الكـلدان والأشوريين) من دستور الدولة.. هل تحققت جميع مطالب أبناء شعبنا المسيحي ولم تبقى غير التسمية حتى نتلاعب بها؟!! أم إن التجمع أسس من أجل تغيير التسمية القومية الكلدانية؟!!

قدمت لنا هذه المذكرة للتوقيع عليها وليس لمناقشتها، وعندما طلبت من الحضور مناقشة هذه المسألة قالوا لا يجوز ذلك فقد نوقشت وصيغت من قبل المكتب التنفيذي للتجمع وصادق عليها، علماً إن الحزب الديمقراطي الكلداني ليس له عضو في المكتب التنفيذي للتجمع (هل هذه ديمقراطية؟) وعندما ذكرتهم بأن التغييرات الدستورية لا تزال بعيدة ولا حاجة لمثل هذه المذكرة الاستفزازية في الوقت الحاضر فنحن أحوج ما نكون إلى الوحدة والتواصل فيما بيننا ويوجد ملفات شائكة كثيرة لشعبنا المسيحي يجب علينا أن ندرجها في المرتبة الأولى وعلينا توحيد خطابنا من أجل هذه خدمة شعبنا بكل تسمياته الجميلة.

والجدير بالذكر أن الاجتماع الأول لتجمع الأحزاب قد ذكر إن التسمية القومية سوف تترك في الوقت الحاضر لحين حصولنا على حقوقنا كاملةً.. فعندما طلبت منهم تأجيل هذه المذكرة رفضوا الاستماع إلى ما قلته، علماً إن الاجتماع كان لرئاسات التجمع.

أخي السيد يوسف شكوانا، لا يجوز لكل من هب ودب أن يكيل التهم للأخرين دون أن يقرأ او يطلع على واقع الحال، فقط من أجل عيون البعض سواء كانت عيوناً مادية أو معنوية، حتى لو كانت هذه الكتابات مخالفة صريحة للأخلاق، فأتهام أي انسان يقول أنا كلداني بالتشتيت والتفريق والتشرذم والانقسام هو سابقة خطيرة جداً في اسلوب محاربة الكلدان الذين باتوا لا يريدون منصباً أو مالاً سوى قوميتهم والحفاظ عليها.
وهنا أريد أن أذكرك بأن السيد نيجرفان البرزاني حينما حث السيد بلحد أفرام على الانضمام إلى التجمع لم يكن يعرف سبب انسحاب حزبه من التجمع وهو إلغاء القومية الكلدانية واعتبارها مذهب كنسي، وهو ما لم ولن نقبل به مهما كانت التضحيات، وأزيدك علماً اذا كان هناك مشتتين فإن هناك أيضاً متآمرين، فالذين تدافع عنهم يتآمرون على القومية الكلدانية وكل متآمر مصيره الخزي والعار والخسران، وأذكرك أيضاً بأن النظام السابق تمكن من تحييد الكثير من الأكراد، بعضهم تبعه من أجل المادة والبعض الآخر بالتهميش والإقصاء ولكن بقت هناك القلة التي لم تتجاوز العشرة بالمئة، هؤلاء هم المناضلين الأكراد الأصلاء الذين حافظوا على قوميتهم ودافعوا عنها مضحين بالغالي والنفيس من أجل قوميتهم الأصيلة ولكن سماهم النظام السابق (بالعصاة) وكان هناك الكثير من المتآمرين عليهم ولكن التاريخ يمهل ولا يهمل ومن له حق فسيأتي اليوم الذي يحصل عليه، وأذكرك أيضاً بأن للتاريخ مزبلةٌ ستكون من حصة كل متآمر خوان.

وإلــى الأمــام

طلال منصور يلدو
عضو المكتب السياسي
مسؤول فرع نينوى للحزب الديمقراطي الكلداني