تبقى خالداّ مخلداّ مدى الدهر يا ابا منير
تعرفت على المرحوم ابو منير (عيسى بولص جبرائيل) ، وانا طفل صغير بحكم الروابط العائلية والجيرة والسياسة ، كان والده أحد مختاري تللسقف في العهد الملكي ، كما روى لنا أهالينا وكبار محلتنا ، والمرحوم من مواليد 1929 درس وتعلم حتى تخرج معلم ، يذكره كل من تعلم ودرس على يده ، ذو الخصال الفريدة بأمتلاكه قدرات كبيرة ، في تدريس اصول التعليم ، وايصال العلم والمعرفة لتلاميذه ، وخصوصاّ تعليم اللغة العربية وقواعدها ، الذي كان يتقنها بشكل جيد ، حيث أثبت جدارته الفائقة ، في التدريس في مدينته تللسقف حتى 1959 ، بعدها تم نفيّه الى قضاء الشورة ، لا لسبب سوى أنه شيوعي في بلدته ، التي نشأ وترعرع بها عبر التاريخ . انه ملقب بالأستاذ عسكو ، ذلك الأنسان ذو البياض الناصع ، و الخلق الخلاب الخالد بخصال حميدة لا توصف ، والوجه اللامع الساطع والبرائة الفذه ، والأبتسامة البشوشة التي لم تفارقه قط ، والتواضع الجم الذي يحمله في فكره قبل قلبه ، وصوته الخافت ، وفي تعامله الأجتماعي الفريد قبل التزامه السياسي ، ومهما قيل عنه من ومن ومن ، فهو قليل بحق هذا الانسان الكلداني الوطني الديمقراطي ، الغيور على شعبه العراقي ، ومنطقته ومدينته ومحلته ، التي رادفها وأحبها في حياته ، بآلآم ومعانات وتشرد من دياره العامرة ، ورغم قساوة الطبيعة والانسان معاّ ، لم يحمل الضغينة ولا الحقد أطلاقاّ ، كان مسامحاّ وحيوياّ ، من أجل تغيرالطبيعة والانسان نحو الافضل بتفائله الجم ، كان حلمه حيوياّ كرفاقه المناضلين الصادقين المبدأيين ، أصحاب الضمائر الموجبة والعقل النير ، لتحقيق الهدف السامي وطنياّ وأنسانياّ ، وصولاّ لوطن حر وشعب سعيد. بعد نفيّه الى قضاء الشورة العربية ، أحبها كمدينته التي غادرها كتللسقف الكلدانية ، تأقلم مع شعبها وخدم ابنائها بأخلاص وتفاني ونكران الذات ، محافظاّ على التزامه الوطني والسياسي والاجتماعي ، من دون خلل ولا ملل ، بل مواضباّ ومناضلاّ ومجاهداّ ، من أجل الكلمة الحرة ومستقبل أفضل لعموم الناس ، هو وعائلته جزء من الكل ، خصوصيته ومصلحته الشخصية ، ضمن عموميات الشعب وتطور الوطن والمواطن معاّ ، حتى حدوث الأنقلاب الفاشي عام 1963 ، لم يتجرأ البعث وحرسه القومي من أعتقاله ، بسبب طماثة خلقه وبناءه الفذ ، لعلاقاته الأجتماعية وخدماته المدرسية مع شعب الشورة ، أحبهم وأحبوه ووقف الى جانب ابنائهم ، وخدمهم بالتفاني والاخلاص ، وبهذا كسب ودّهم وأحترامهم ، فحموه من ايدي الجلادين وقتلة الشعب ومدمري الوطن ، وبعد سنوات غادر مدينة الشورة ، متوجهاّ الى العاصمة بغداد للأستمرار في العمل التعليمي ، مبدياّ النجاح في عمله وخدماته بأخلاص تام ، لحين أحالته على التقاعد. الأستاذ والرفيق عيسى بولص ، هو رفيق المرحوم والدي منذ خمسينيات القرن الماضي ، ورفيقي فيما بعد في نهاية الستينات ، كانت تجمعنا واياه علاقات لاتوصف ، ليس لوحده وحسب بل ، ولجميع افراد أسرته كاملة ، كنت التقي معه عند زيارتي لبغداد ، حافظنا على العلاقة بأمتياز ، كنا نتبادل الرسائل بأستمرار ، وكان يصحح لي بعض الأخطاء اللغوية والاملائية ، وحتى قواعد اللغة العربية ، واستفاديت منه كثيراّ في هذا المجال ، ومن غير الممكن ان ننسى ، خصاله ونزاهته وصدقه وخدماته وأخلاقه الفريدة والتزاماته المشخصة ، وضبطه الصارم في تنفيذ الواجبات الملقاة على عاتق الجميع ، شاهدته بأم عيني وهو بعمر ناهز 75 عاماّ ، يوزع جريدة طريق الشعب في تللسقف ، لجميع المشتركين من الرفاق والاصدقاء والمثقفين والقراء ، عند زيارتي الأولى الى تللسقف في ربيع عام 2005 ، بعد ان غادرتها قسراّ لأكثر من عشرة سنوات ، نتيجة حدوث التغيير من قبل الأحتلال الامريكي وشرعنته لاحقاّ ، وفق قرارات الامم المتحدة. وللأمانة كان يشكي همومه ومعاناته من قسم من رفاقه ، بسبب الأخطاء والممارساة الغير المسؤولة ، يمارس النقد البناء بتحسر واضح ، حيث حافظ على الامانة التي كانت بحوزته ، ولم يسلمها لأحد كان ، ودعها عند أيادي أمينة في منظمة الحزب الأساسية ، وبقيت الامانة لحين زيارتي الثانية عام 2007 ، أستلمت لبناء مقر للحزب الشيوعي العراقي في تللسقف ، حيث تم تنفيذ المشروع الحزبي (المقر) بأمانة ، الى ان تم أفتتاحه بشكل رسمي في 13 تموز عام 2008 ، مساهماّ في الأفتتاحية مع الرفاق وجماهير الحزب ، وللاسف الرفيق المرحوم عسكو ، لم يحضر أفتتاحية المقر الحزبي بسبب مرضه في تلك الفترة. كنت أزوره بأستمرار ، كلما سنحت لي الفرصة عند تواجدي وزياراتي المتكررة ، المشار اليها أعلاه للأطمئنان عليه من جهة ، والتواصل وأزاحة الهموم التي ترادفه ، وخصوصاّ أولاده وبناته في الغربة ، لهجرتهم الى ثلاثة بلدان متفرقة ، وبقائه وحيداّ مع شريكة حياته ، وهو يعاني مرض المفاصل وأمور أخرى. نم قرير العينين يا رفيق المرحوم والدي ورفيقي ، انت بحق وحقيقة لم تمت أبداّ ، لأنك رسمت الدرب الذي لا ينتهي ، والفكر الذي لا يمل ، والجسد الذي لا يتعب ، والعقل الذي يتطور ويبدع ، من أجل الحق والحقيقة وتحقيق العدالة الاجتماعية ، ومن أجل النزاهة والأخلاص والمحبة والتسامح والعمل الصالح والصدق الدائم ، وحب الناس وأحترامها وانهاء أستغلالها ، ومعافاتها وديمومة عملها الانساني ، من اجل خير البشرية جمعاء ، ومن اجل بناء الوطن العراقي العزيز المميز ، ومن أجل حقوق جميع القوميات صغيرها قبل كبيرها ، دون الغاء او تهميش او تغييب او مصادرة حقوق ، اي مكون من مكونات الشعب. لا يسعنا الا ان ننعي انفسنا ، ورفاقنا المخلصين النزيهين الصادقين اينما كانوا ويكونون ، وزوجتك الغالية ام منير والرفيق الدكتور منير والاخ فائز والرفيقة فائزة والاخت ماجدة والاخ ماجد ، والى عائلة ماريكا ، نتمنى لك الخلود الدائم في الراحة الأبدية ، وستبقى ذكراك مدى الدهر غالية عالية ، يا رفيقي وأستاذي العزيز عسكو. ناصر عجمايا |
|
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives