بناء الديمقراطية بحاجة الى وطنيين ديمقراطيين!!

من خلال متابعتنا للاحداث في العراق ، وسبل تطور العملية السياسية العراقية منذ التغيير ، على أيدي الغرب الأحتلالي المقيت ، بالتعاون والاتفاق المسبق مع القوى السياسية العراقية القومية والطائفية ، البعيدة عن روح الوطن والمواطنة ، التي أنتُهِكَت من قبل النظام الشمولي البائد لغاية التاسع من نيسان عام 2003 ، لثلاثة عقود ونيف ، بممارسة الاستبداد الجائر ضد الشعب العراقي عموماّ ، وقواه السياسية المناضلة الوطنية الديمقراطية النظيفة خصوصاّ ، ورغم قبول شعبنا العراقي بجميع مكوناته القومية والسياسية ، الوضع كأمر واقع ومفروض من جهة ، والخلاص من العنف والقتل والحروب والسجون والاعتقال ، وغياب الفكر والثقافة والمفكرين والفن والمسرح والكتابة والهجر والتهجير والعمل لأسلمة المجتمع ووالخ من جهة أخرى ، وهي بحق صدمة كبيرة ومؤلمة ومؤذية ومرّة لشعبنا العراقي ، وواصل النظام الأحتلالي الجديد وفوضته الخلاقة ، أضافات سلبية قاتلة ومدمرة ومهجرة ومهاجرة شعبنا العراقي ، وخراباّ متزايدا للبنى التحتية للوطن.

الوطنية والديمقراطية متكاملتان متكافئتان:

الوطنية بحاجة الى وطنيين نزيهين مخلصين عفيفين شفافين ، يضعون مصلحة الوطن والمواطن فوق جميع الاعتبارات الأخرى ، كما وبناء الديمقراطية الوريثة للأستبداد والتسلط ، ودكترة الحزب الشمولي الفاشي الأرعن ، نتيجة ممارسة العنف والقهر والجوع والدمار والحروب الخاسرة الطائشة المتتالية ، داخلية ضد شعبنا في كردستان بجميع مكوناته القومية والاثنية ، وخارجية مع الجيران بدون مبرر ، هدمت الروح الشعبية الوطنية ، وأسس وقواعد البناء الوطني العراقي ، وتمزق نسيجه الأزلي المتراكم في حضارة وادي الرافدين ، لآلاف السنين المتواصلة ، في البناء الفكري والثقافي والأدبي والفني والموسيقي والعلمي والقانوني ، وخصوصاّ حضارتي بابل وآشور في العهد القديم ، وتواصلهما اللاحق في بناء العراق خصوصاّ والمنطقة المجاورة عموماّ ، والتي تميزت وسبقت العالم أجمع حضارياّ تقدمياّ في كافة مجالات الحياة ، وخصوصاّ الجانب الوطني الأنساني ، كما وتواصلً عطاء شعب العراق لاحقاّ في العهود الجديدة اللاحقة ، بأستثناء فترات الأحتلال العثماني والأنكليزي والملكي العميل ، قبل ثورة الشعب العراقي التقدمية ، في الرابع عشر من تموز عام 58 من القرن العشرين بقيادة الوطني الغيور النزيه العفيف عبد الكريم قاسم.

واصلت حكومة قاسم بعد تموز عام 1958 ، لبناء مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ، فأصدر قانون الاصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958 ، وقانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 ، وقانون تأميم النفط رقم 80 لسنة 1960 ، وقانون الخدمة المدنية ، وقوانين عديدة لصالح الشعب العراقي وبناءه الجديد ، وتطورت بغداد العاصمة بشكل واضح ، مركزاّ جهوده على الفقراء والضعفاء والمحتاجين ، بصمته بازغة في بناء مدينة الثورة ، وبناء 1000 دار في النعيرية بجانب بغداد الجديدة ، ويتابع أحوال الشعب بنفسه عن كثب ، ساهراّ على راحة الشعب ، مسامح حتى لقاتليه ، لم يفكر يوماّ بنفسه ولا بمقربيه ، قُتٍل ظلماّ دون محاكمة ، مات بلا قبر يحفظ جسده وعظامه ، عاش وطنياّ وقتل وطنياّ ، لكنه لم يكن ديمقراطياّ ، ذلك كان خطأه ، والسبب غياب الروح الديمقراطية في المنطقة آن ذاك.

قادة اليوم يحملون برامج وطنية وديمقراطية قولاّ فقط ، بعيداّ كل البعد عن الفعل ، يعملون ويمارسون عكس البرامج والمناهج ، بديماغوجية فاقت أفعال وممارساة الطاغية المباد ، متغذون بأفيون الطائفية ومستنشقين هواء ملوث في المحاصصة الطائفية والقومية ، والشعب يتحمل نتائج سلبية ودمار محدق على الارض ، والوطنية والديمقراطية أصبحت سلاح فتاك لتخدير العقول ، وافيون قاتل بنتائج سلبية مدمرة لروح العصر الوطني الانساني ، والضمير قاب قوسين وأدنى ، حتى القانون والنظام سُيسً من قبل الحكام الجدد ، وحتى التوافق والمحاصصة بات لا يروق حتى لحلفائهم الطائفيين والقوميين ، بات العراق يمزق من قبل قادته ، وكانه وليمة لقادة ذئاب ومنهم أسود كاسرة ، كما كان الناس تعيش في زمن الصيد بلا حضارة وتمدن ، والشعب لا حول له ولا قوة ولا كلمة تذكر، ومن يتكلم ليقول الحقيقة التي يراها بأم عينيه ، يتلاقى التهديد والوعيد بأسم القضاء وتشويهه وتسييسه ، من قبل سلطة محاصصة طائفية قومية مدمرة ومتقيتة ، وهنالك مثالاّ وليس حصراّ: ضابط عراقي برتبة ملازم اول ، يرتكب جريمة أغتصاب ضد قاصرة ، القضاء عاجز عن أحضاره للمسائلة تحقيقاّ للعدالة ، بحجة المالكي منح حصانة للضباط .. شعبنا يعيش اليوم شريعة الغاب ، في ظل حكومة توافقية عميلة للأحتلال الأمريكي الأيراني وملاطفة للجانب التركي ومغازلة للنظام السعودي ، حكومة فاقدة ولائها الوطني الأنساني ، محافظة وحاضنة ومقدسة لمصالحها الذاتية الأنانية ، لبناء طبقة المليارديرية على حساب الشعب العراقي وخراب البنية التحتية للوطن ، من سلب ونهب المليارات الدولارات بلا حسيب ولا رقيب ، والعلة في تراجعها عن الدستور وتكمن بما يلي:

1.أخماد وقمع التظاهرات الشعبية بالقوة الامنية والجيش ، وهذا مخالف ومنافي للدستور العراقي المقر عام 2005 مثالاّ تظاهرات شباط 2011 والتي راح ضحيتها الاعلامي هادي مهدي الذي أغتيل في وضح النهار ، ولم يكشف الفاعل لحد اللحظة .

2.الأعلام مغيب ومتابع من قبل السلطة المالكية وأجهزتها القمية ، أبتداءاّ من أغلاق قناة الفضائية الشرقية وأخيراّ القناة البغدادية الفضائية ، ومحاربة الكتاب والمفكرين والصحفيين والاعلاميين.

3. غادر نائب رئيس الجمهورية الهاشمي مطار بغداد علناّ ، مع العلم كان المفروض حجزه والتحقيق معه ، لمعرفة ملابسات الواقع والقضايا المعروضة للقضاء ، والتي رادفت التحقيقات القضائية ، علماّ السلطة مارست ، اساليب مدانة وغير أنسانية أدت الى ضحايا من جراء التحقيق ، وهو عمل منافي للحرية الفردية وبناء الديمقراطية.

4.التهديد المستمر للشيخ صباح الساعدي من قبل المالكي نفسه رغم حصانته البرلمانية ، بمثوله للقضاء بعد رفع الأخير الدعوة ضده ، مع العلم الساعدي يحمل حصانة برلمانية وعضو في لجنة النزاهة ، وهذا يعني كم الافواه وانتهاك لحرية التعبير وقمع حرية الراي ، وضرباّ للسلطة الاعلامية الرابعة في العراق الجديد المدمر والمنتهك ، من قبل سلطة جائرة لا تفقه العمل الوطني الديمقراطي عملياّ ، بل قولا ديماغوجياّ مزيفا رذيلاّ مخادعاّ لشعبنا بعد ان أذلوه وسرقوا أصواته.

5.أدعاءات وتصريحات مستمرة لرئيس الوزراء بالتهديد والوعيد ، لحلفائه المقربين وشركائه السياسيين ، بوجود ملفات فساد وغيرها بين الحين والآخر ، مع خلق أزمات مستمرة وعديدة مع حلفائه الصدريين ، والمجلس الاسلامي الاعلى ، والفضيلة ومنظمة بدر الايرانية ، والحزب الاسلامي العراقي ، ومع رئيس البرلمان ، وعلاوي وآخرها مع حلفائه الكرد وبشخص البرزاني نفسه.

6.أزاء الواقع المر ، وصل العدوى لعضو البرلمان العراقي يونادم يوسف كنّا ، ليرفع هو الآخر دعوة ضد مناضلي حركته ، لمجرد الأخلاف معه وطرحه اعلامياّ ما يراه مفيداّ للحركة ، ليطلب عضو البرلمان كنّا مقاضاة عضو المكتب السياسي السابق خوشابا سولاقا ، بمبغ قدره مائة مليون دينار عراقي تعويضاّ لكنّا ، ثمن نضاله الطويل في الحركة!! فهل المال يعوض الضرر لفساد كنّا وأمثاله؟؟؟!!!

7.بلد يحتل المرتبة الثالثة في الفساد والوساخة وغياب حقوق الانسان ، والذي يعتبر الدرجة الاولى فساداّ ، كون موازنته المالية اكثر من مائة مليار دولار من واردات النفط فقط ، وبلد بلا كهرباء بعد صرف أكثر من 30 مليار دولار بدون حساب ولا رقابة ، بل فساد وعمولات وشركات وهمية ، بتواصل مستمر ونهب أموال الشعب واضح للعيان.

8.غياب الخدمات وحضور السرقات والنهب والسلب للمال العام العراقي.

9.حجب قوت الشعب الفقير ، بأنهاء العمل بالبطاقة التمونية.

10.عسكرة الشعب العراقي بدون مبرر، استهلاكي غير منتج ، يعتبر تعزيزاّ للبطالة المقنعة ، بعدد منتسبي القوات الأمنية والجيش الذي تجاوز الرقم الخيالي مليون وستمائة منتسب ، ومع هذا الأمن هش والامان لا وجود له ، والارهاب مستمر والامن مخترق.

11.تجاوزات السلطة قائم على النوادي الأجتماعية ، حتى وصلت وقاحتهم ، الى نادي اتحاد الكتاب والادباء العراقي ، علماّ ان نظام صدام نفسه لم يتجرأ لهذا الفعل المشين والمدان ، بحجة محاربة المشروبات الكحولية ، في الوقت أصبحت تجارة المخدرات رائدة وكما الرقيق واضحة.

12.هل تعلم السلطة ان عدد الارامل والعوانس في العراق قد تجاوز 3 مليون ، والاطفال المشردين بلا دراسة تجاوز 5 مليون ، فمن يتحمل هذه الكوارث الانسانية؟!!!

13.لماذا لايتم تفعيل قانون الخدمة المدنية رغم أصداره من قبل البرلمان العراقي؟!

14.لماذا لا يتم الاخذ بقرارات المحكمة الدستورية الاتحادية ، حول التعديل الكامل وغير النافص من قبل البرلمان العراقي؟ ولماذا قاطعت دولة القانون لتعرقل أصدار تعديل القانون الانتخابي ، بموجب توصية المحكمة الاتحادية؟؟!! لان الجماعة يريدون تفصيل كل شيء على مقامهم ومشتهاهم وملذاتهم.

15. اين حقوق المواطنين الذين اريقت دمائهم؟ اليس من واجب السلطة الكشف عن الجناة؟ اين هي الملفاة ومتابعتها؟اليس واجب قانوني وأخلاقي مطلوب من رئيس السلطة تنفيذ ما هو مطلوب منه؟!أين هي دماء الشهداء ، المطران فرج رحو والاب رغيد والاب أسكندر والكثيرون في الموصل ، وضحايا كنيسة سيدة النجاة ، وضحايا نكبة مدينة تللسقف في الانفجارين المتتاليين ، نيسان وتشرين الثاني من عام 2007 والتي كانت عدد الشهداء اكثر من عشرة ، وجرح 188 من اطفال الروضة في تللسقف ، وضحايا باصات مدينة قرقوش ، شهيدة وشهيد وجرح المئات منهم ؟؟، أين هو دم المستشار الثقافي لوزارة الثقافة الشهيد كامل شياع؟ والمئات من رفاقه الوطنيين؟؟أين هي السلطة المالكية من الاحد الدامي والاثنين الدامي والثلاثاء الدامي والاربعاء الدامي وهلم جرا على كل ايام الاسبوع ؟؟، وتفجيرات وزارة الخارجية والمالية والخ؟؟

16.من 2006 ولغاية 2012 واردات العراق النفطية تجاوزت 615 مليار دولار، وثلاثة مليون عائلة عراقية بلا سكن ، وخمسة آلاف مدرسة طينية بالعراق ، البطالة قاربت 35% والبطالة المقنعة تجاوزت 30% ، اين هو الأيمان الديني للحكومة ؟، واين هي قرائتكم ودراستكم لكتب المرحوم الشهيد محمد باقر الصدر ، (أقتصادنا ، وفلسفتنا)؟!ألم يكن لكم ضمير يتحرك ولو ذرة قليلة منه ، دعوا عنكم الدين والله والخالق؟ أين هي أنسانية الانسان تجاه صفته من أجل شعبه؟أين هو الضمير الحي المطلوب؟

17.أين انتم من أصدار قانون للاحزاب الوطنية العراقية ، لتنظيم العلاقة بين الشعب والأحزاب؟

18.أين دور السلطة من الأحصاء السكاني المطلوب ، ولماذا لا يتم العمل به لأنجازه؟

19.ماهي أجراءاتكم الصحية ، لمعالجة الوضع الصحي المتردي في العراق الجديد؟

20.أين هي حصة الشعب العراقي من أمواه النفطية والكبريتية والخ ؟

21.أين انتم من ضمان أجتماعي ودراسي للمواطن العراقي؟

22.الى متى ينتهي الفساد المالي والاداري في أجهزة السلطة ، لبناء دولة مؤسساتية مدنية فاعلة لخدمة الوطن والمواطن؟؟

23.أين انتم من الاعلام الحر المتابع للأداء الحكومي ، كي يقول كلمته المحقة خدمة للوطن والمواطن والحكومة ذاتها؟

24. الى متى يتم معالجة الوضع السكني والسكاني والازمة الخانقة؟

25.أين انتم من الاقتصاد وتطوره المستقبلي المطلوب ، لبناء دولة تسودها العدالة والمساواة ففي الجانب المالي؟

26.أين انتم من معالجة وتفعيل ، أنتاج لأكثر من 200 معمل حكومي عاطل عن العمل منذ 1990 ولحد الآن؟

27. ماذا عن الزراعة وتطورها اللاحق ، المطلوب لمعالجة وتامين الخلل لتوفير الغذاء والغلة للانسان؟

28.ما هو دور الحكومة في المجال السياحة الترفيهية والدينية ، التي تجلب الاستثمار والتطور والخير لشعبنا وبلدنا؟

29.أين انتم من شبكات المواصلات العامة والطرق والاتصالات المختلفة ، لتحسينها وتطورها بموجب تقنيات العصر الحديث؟

30.أين انتم من الثقافة والمثقفين والادباء والكتاب والشعراء والفنيين والموسيقيين والمسرح والفن والرسم والتمثيل والخ من المجلات العديدة الاكاديمية والعلمية؟

31. اين انتم من المغتربين وكفاءاتهم المتنوعة ، وسبل معالجة امورهم لأرجاعهم للبلد للاستفادة من أمكانياتهم وخبراتهم المتراكمة؟

لا تفيدكم كم الافواه ، ولا محاربة الآراء ولا قتل ودمار الابرياء ولا تغييب الفقراء ، والشعب العراقي منكم ومن تصرفاتكم وممارساتكم وفسادكم براء ، عليكم بحرية الرأي والرأي الآخر ، وحرية وتقديس التعبير وممارساته ونقده الخلاق ، عليكم بكرامة وحياة جديدة للفقراء ، وحفظ وصون كرامة العراقيات والعراقيين على حد سواء ، وتذكروا دائماّ للظالم نهاية وللظلم نهاية ، وللصبر جبروت وحدود ، وأذا الشعب أراد الحياة فهو يستجيب القدر ، ولابد منه عاجلاّ ام آجلاّ ، وأذا الظلم دام دمر ، فلابد للكلمة ان تنطق ، صرخةّ وعدلاّ ، والأقلام الحرة تستجيب للمظلوم والمقهور، ولا تتكسر ولا تتقاعس ، والشعب يثور بوجه ظلامه ، مهما ملكوا من قوة وعنف وجبروت ، والايتام يكبرون وتكبر معهم معاناتهم ولا يرضخون لما هم عليه ، فالحقوق تنتزع بالصبر والمثابرة والنضال ، بوجه اللاوطنيين العملاء الفاقدين للبصر الانساني رغم امتلاكهم ، انها كارثة انسانية تستحق الوقوف بوجهها ومحاربتها بأي ثمن ، بدون الهروب من الواقع المؤلم ، والهجرة ليس حلاّ ، بل الصمود في ارض الآباء والاجداد ومقاومة سارقي وناهبي قوت الشعب هو الحل ولا بديل له ، من اجل الانسان والوطن ، من اجل الحقوق الكاملة لجميع مكونات شعبنا العراقي ، من اجل بناء وطن ديمقراطي معافى سليم لا غالب ولا مغلوب ، من اجل كرامة الانسان شبيبة وشيب وطفولة وامومة.

المجد والخلود لشهداء العراق

المجد والخلود لشهداء الانسانية

الصمود والنصر لشعب العراق

الخير والتقدم للوطن والمواطن

(لاحقوق قومية ولا أثنية ولا دينية ، في غياب الحرية الوطنية الديمقراطية لدولة مدنية)

ناصر عجمايا

ملبورن \ استراليا

21\12\12

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *