بلزاك.. يستضيف صوت الآخر
احتفل عشاق الكاتب والروائي الفرنسي الكبير اونوري دو بلزاك يوم 20 من أياربذكرى ميلاده الخامسة عشرة بعد المئتين ، هذا الكاتب الذي كان ومازال يؤثر على الادب الفرنسي والعالمي الى يومنا هذا بل وترك بصماته الرائعة من خلال نتاجاته العديدة التي تقدر بحوالي 96 رواية وقصة ألفها ما بين أعوام 1829 و1850خلال عمره القصيرالذي لم يتجاوز51 عاما.
احتفاء بهذا الحدث أرتأت (صوت الاخر) زيارة منزله الباريسي الصغير الذي تحول الى متحف رمزي اثر اقامته فيه لمدة 7 أعوام عاش باسم مستعار بل ولجأ اليه خوفا من الدائنين، يقع البيت في الدائرة 16 بباريس، وكانت انذاك قرية صغيرة تدعى (باسيو) ولازالت تحتفظ بهذا الاسم، وفي موقع بعيد عن الأنظار في حديقة صغيرة يتم الوصول اليه من خلال درج نزولا الى الأسفل. ورغم مساحة المنزل الصغيرة الا انه يعطي فكرة عن الجو الذي كان يعيش فيه، فالدخول إليه يتم من خلال صالون نكتشف فيه مسودات أعماله المعلقة ورسائله المتعددة الى حبيبته الكونتيسه هانسكا التي راسلها لمدة 17 عاما ، واحبها حبا اسطوريا فكانت ملهمة اجمل اعماله واشهرها، سنحت لي الفرصة أن اقرأ في رسالته اليها ما يلي : ” أنا أعمل 18 ساعة في اليوم وأنام 6 ساعات، وحتى عندما آكل أعمل، ولا أعتقد أنني سأنقطع عن العمل فمازالت هنالك تحديات أدبية يجب علي ان اواجهها حتى في نومي، لاني وحال استيقاظي اجد حلولا لها، اترين انني اعمل حتى عند نومي ؟!…” تلي الصالون، صالة أخرى كبيرة سمية بصالة ” الشجرة العائلية للكوميديا الإنسانية” وفيها عرضت منحوتات صغيرة لألف شخصية من شخصيات الكوميديا الإنسانية بطول14 مترا على جدرانها ، يذكر ان الكاتب جمع اعماله الأدبية والبالغة 96 في عمل واحد اطلق عليه الكوميديا الإنسانية التي تعتبر في غاية التعقيد لا يستطع أي مشاهد لها ان يربط شخصياتها في شجرة عائلة واحدة وبشكل متسلسل كون الصالة لا تحتوي الا على 1000 شخصية من مجموع 6000 من أبطال رواياته وقصصه . تتبعها صالة العائلة التي تحتوي على لوحات لصورأسرته ومن ثم مكتبه الصغيرالذي يضم منضدة وكرسين صغيرين ، كان يكتب عليها أعماله الادبية مرتديا ثوبه الأسطوري الأبيض،وهناك صالة اخرى فيها كتبه وبعض التماثيل الصغيرة صنعت من قبل اشهر النحاتين بينهم (رودان) وللمنزل أيضا حديقة صغيرة كان بلزاك مولع بجوها الهادئ حيث كانت تزخربالورود الجميلة وكانت الكتب تنمو كالازهارفي هذه الحديقة إيضا والتي شجعت بلزاك على العمل المتواصل لإنجاز أعماله ألأدبية الخالدة .
في هذا المكان كتب بلزاك اجمل مؤلفاته وفي مقدمتها ” الخروف الأسود و أبن العم يونس و ابنة العــم بيت”حيث وصف بلزاك بتقمص حالة رجلين، في تلك الفترة عندما كان يعيش في ذلك المنزل “رجل بدين يعيش في عالم انساني، مثقل بالديون ويخاف من طرق الباب ، ورجل آخر يخلق عالما مرهف بالإحساس والإبداع بعيدا كل البعد عن مشاكله المادية أو القلق بشأنها ..” هذا المنزل واحد من عدة منازل كان يختبئ فيها بلزاك خوفا من الدائنين إذ كان مستثمرا في مشاريع محفوفة بالمخاطروالخسائر والانفاق الباذخ على النساء الكثيرات في حياته، وربما كان بسبب شعوره بالنقص لأن والدته كانت تفضل أخاه عليه، ومع انه كان قصير القامةغيروسيم الا انه كان يمتلك جاذبية خاصة تلقى قبولا لدي الجنس الاخر. توفي بلزاك تاركا وراءه الكثير من الديون لزوجته هانسكا التي قبلت عن طيب خاطر تسديدها من خلال طلبها من بعض الكتاب تكملة الروايات التي لم يستطع زوجها إنهائها بسبب مرضه ومن ثم وفاته، .
قرأ ألاوربيون لبلزاك واعجبوا به في ذلك الوقت، واثراسلوب كتابة رواياته على عصره وعلى العصر الذي يليه وانتهج الكثير من الكتاب العالمين نهجه مثل ايميل زولا ومارسيل بروست، ويمكن ان نجد مؤلفاته في المكتبات الفرنسية ومحلات بيع الكتب في كل الاوقات. فهذه المؤلفات يعاد طبعها سنويا وخصوصا الكتب التي ألفها في شبابه، كما ويتهافت العاملون في مجال فن السينما وصناعته على إقتباس أحداث رواياته وتضمينها في افلامهم ليس في فرنسا فحسب بل وفي العالم اجمع .
د.تارا إبراهيم – باريس
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives