لما أعتلى غبطة الݒَطِرْيَرْك السدّة الݒاطريَركية، رفع شعاراً لهذه المرحلة يتكون من ثلاث كلمات ( اصالة ، وحدة، تجدد) وقد كتبنا عن الأصالة واليوم نكتب عن الوحدة، هذا الهدف الحيوي، فما هي الوحدة؟ وأية وحدة ينشد غبطته ؟ وحدة سياسية ؟ وحدة شعبية ؟ وحدة كنسية ؟ وحدة دينية ؟ وحدة قومية ؟
لا توجد وحدة بدون تعددية، ولا وحدة بدون إختلاف، ولا وحدة بدون تكامل، هكذا درسنا الوحدة وعرفناها في مفهومها السياسي، وقد تم تشبيه الوحدة في كل المجالات بجسم الإنسان، حيث أن أعضاء جسم الإنسان تختلف في ما بينها، فاليد لا تشبه القدم ولا تستطيع أن تقوم بواجب القدم، كذلك القلب، ومن ناحية الحاجة والإحتياج فإن القلب لولا الشرايين لا يستطيع أن يرسل الدم إلى باقي أنحاء الجسم، وإن كانت كل أعضاء الجسم متشابهة فلا داعِ لوجودها، هناك إختلاف ولكن بإنسجام، أي أن الأعضاء تختلف ولكن تنسجم في عملها،
الوحدة لها مقومات، وإن لم تلتقِ هذه المقومات مع بعضها البعض وتتقارب لا يمكن لأية وحدة أن تتم، وبما أن الوحدة المنشودة، أو أن الداعي للوحدة هو رجل دين ( غبطة الݒاطريرك ) فإننا نفهم من ذلك أن الوحدة هي وحدة كنسية ، ومن الممكن أن نسميها وحدة المفاهيم الدينية، أو وحدة المناسبات الدينية.
أية وحدة ننشد مع الكنائس الأخرى ؟
هل ننشد وحدة الإحتفالات بأعيادنا الدينية؟ برأيي ليست بذات أهمية، فوحدة التاريخ لا تعني شيئاً، فأنا لا يهمني متى نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح بقدر ما يهمني الإحتفال بالمناسبة ذاتها، فلا يهمني أن أحتفل يوم 25 كانون الأول أو في بداية السنة أو حتى يوم 6 أو 7 كانون الثاني من كل عام، وماذا يعني ؟ وهل التاريخ له أهمية أم المناسبة ذاتها؟ هذه المناسبة التي نستذكر فيها صاحب المناسبة وهو السيد المسيح له المجد، فنكون جميعنا معه في هذا اليوم، نحتفل بعيد ميلاده سويةً، أو بموته على الصليب وقيامته، وكذلك بعيد ختانته، وعيد تقديمه للهيكل وما إلى ذلك من المناسبات، وأعتقد التوحيد في مثل هذه الأمور بسيط جداً ولا يحتاج إلى جهود جبارة، والتأريخ لم يفرض نفسه على المناسبة، بل العكس فالمناسبة ذاتها فرضت نفسها على التأريخ ودخلته رغماً عنه.
السينودس الكلداني ومفهوم الوحدة
نعم لقد أشَّر السينودس الݒطريركي الكلداني المنعقد في بغداد 2013 هذه الأمور ، فقد جاء في البيان الختامي وفي النقطة الأولى منها ما يلي : ــ
ورأى الآباء الأساقفة أن الكنيسة الكلدانية بتنوّع أعضائها أينما وجدت في الوطن وفي الشرق أم في بلاد الشتات، تمثل جسدًا واحدًا، وهي مدعوّة لأن تعكس حقيقة هذا الإيمان الواحد. )
من هذا المفهوم فإن كنيستنا الكلدانية مع أعضائها تمثل جسداً واحداً، هذه هي الوحدة الحقيقية التي يجب على الكنيسة البحث عنها، أو أن تنشدها الكنيسة، السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو مَنْ هم اعضاء الكنيسة المتنوعون، ( بتنوّع أعضائها ) لكي يمثلوا جميعهم جسداً واحداً ؟ أعضاء الكنيسة الكلدانية هم غبطة الݒاطريرك وهو رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، ويعاونه في المسؤولية السادة الأساقفة المحترمون أع . 20 : اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.
وكذلك الكهنة هم مدعووين أيضاً لأن يرعوا المؤمنين والشمامسة وكذلك العلمانيون ، إذن الكنيسة وكل كنيسة هي جماعة المؤمنين الذين لهم شركة الروح القدس ، وبما أن الكنيسة هي جسد السيد المسيح ، لذلك يكون جميع الأعضاء المعمذين بأسم السيد المسيح هم أعضاء في هذا الجسد، ولهم واجبات ومهام ومسؤوليات، ولا يختلط واجب عضو بواجب عضو آخر، وهكذا فالعين ترى والفم يتكلم والقلب يضخ الدم وينبض بالحياة وهكذا ، وكما جاء في رسالة الرسول بولس إلى أهل كورنثوس 12
هذه هي الوحدة التي تعنيها الكنيسة ويحاول مسؤولوها تطبيقها، إذن ليست وحدة قومية، ولا وحدة سياسية، ولا وحدة أحزاب وقوائم وتكتلات، بل وحدة مؤمنين وبين ابناء الكنيسة الواحدة.
إن تَجَسُّدْ السيد المسيح أدخله تاريخنا البشري، وخلق لنفسه تاريخاً شخصياً يبتدئ كما أبتدأ متى بإنجيله بالنسب البشري للسيد المسيح له المجد وولادته من مريم العذراء وتنسيبها إلى أبيها إبراهيم الكلداني أبو الأنبياء، وبهذا أنتسب السيد المسيح تاريخياً للكلدان.
تدثنا كثيراً ونتحدث دائماً عن جسد المسيح، وأن الكنيسة هي جسد المسيح، ولكننا نسينا أن الجسد لا يعيش بدون روح، فأين هي روح المسيح من هذا الجسد ؟ أين هي روح المسيح في كنيستنا ؟ في كهنتنا ؟ في مؤمنينا ؟ ها نحن جميعاً جسد المسيح فأين روحه فينا ؟
سؤال مطلوب الإجابة عليه من قبل جميع المؤمنين كهنة وشمامسة وعلمانيين . وكما أوردنا فلا يمكن أن نكون جميعاً رجال دين، ولا يمكن أن نكون جميعاً معلمين، هذا التنوع وهذا الإختلاف بحاجة إلى وحدة، بحاجة إلى توحيد جهود الكنيسة مع العلمانيين مع السياسيين مع القوميين ليتكامل عملهم جميعاً، إذن متى ما وجد التنوع والإختلاف أقتضت الحاجة إلى الوحدة،
هل الوحدة الكنسية ضرورية اليوم ؟
لا أعتقد أنه هناك حاجة ماسة لأن يتم التباحث في شؤون وحدة كنيسة المشرق عقائدياً، نعم قبل عدة مئات من السنين كنا كنيسة واحدة، ولكن بعد أن أنحرف نسطورس عن خط السير وأجتهد وعمل لنفسه مدرسة واتباع أصبح من الصعوبة جداً أن ننشد تلك الوحدة، فلا الكاثوليك يستطيعون أن يتركوا معتقدهم ولا النساطرة بإمكانهم مغادرة تلك المدرسة التي أسسها لهم نسطوريوس، نقاط الإختلاف عقائدية، الشركة مع روما، وأقصد مع الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية لا يمكننا أن نتركها، وإخوتنا النساطرة ( كلدان الجبال ) يرفضوا أي لقاء قبل إعلان الثورة والإنفصال عن ݒاݒا روما، وهذا ما جاء برسائل بطاركة الكنيسة ( الشرقية القديمة والأخرى ) النساطرة يؤمنون بطبيعتين للمسيح منفصلتين، والنساطرة لا يؤمنون بمريم العذراء أم الإله، وفي الختام فإن هذه النقاط من الصعوبة بمكان مناقشتها بتلك السهولة التي يتوقعها البعض، والوحدة التي يقصدها بعض الذين غالوا فيها لا يمكنها أن تتم وفق هذه العقليات السائدة اليوم، وغيرها الكثير.ولندع هذه الأمور لمن بيدهم الأمر واصحاب القرار في هذا الموضوع .
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives