تطرقنا في حلقتنا الماضية ، حول الوحدة وسبلها وما لها وما عليها ، وما يحيط بها من ظروف موضوعية وقدرات ذاتية ، بالتأكيد الجميع مع الوحدة والتوحيد والاتحاد وهلم جرا ، بالامنيات والتمنيات فقط ، اما حقيقة الامر شيء آخر .
الانانية الفردية والمصالح الخاصة والتحزب البارز للمصالح بعيدا عن المصالح العليا للوطن والشعب، والمواقع الحالمة بنظرة احادية الجانبب، كلها تجري في اتجاهات مختلفة ومتباينة ، عن المصالح العامة لعموم المجتمع ، غير متفقين ومقتنعين أطلاقا ، ان مصالحهم الذاتية تكمن وتحقق لهم مآربهم الفردية ضمن مصلحة المجموع .
ورثنا واقع عقيم ومتخلف ، بسبب دكتاتوريات وحكومات متعاقبة استبدادية فاشية ، ذات ثقافة احادية الجانب بخصوصياتها الفردية ، مبنية على الاثنية والوجاهية والعشائرية والقومية واللون (الاسود والابيض) وهذا لك وهذا لي ، بعيدا عن المصالح المشتركة ، والمصير الواحد وتوأمة الحياة ذكرا وانثى ، والاهم على المهم ، ومفردات وثنائيان وجمعيات ، بحسب المشتهى للمصالح الذاتية الانانية الفردية ، بمنطلق بائد قاتل للنفس البشرية ، دون وازع ديني ولا ضميري متحسس ، (ليعيش هو ويموت الجميع).
من يريد الوحدة والتوحيد ، عليه بالاعتراف الكامل بالآخرين ، دون الأملاء عليهم او الانتقاص منهم ، على الجميع الحوار البناء والحوار الدائم ومن ثم مزيد من الحوار والاقناع بنوايا صادقة ومكشوفة ، (من دون لف ولا دوران )، ضمن حلقات دائرية لا يمكن للجميع أختراقها ، كما لا يمكننا بقاء الحلقة تدور وتدور ومن ثم تدور ، من دون حساب دورانها ، وما هو الفعل المعني من الدوران ؟ ومتى وكيف ولماذا؟؟؟
جميع الاسئلة مشروعة وواردة وواقعية ، علينا اختصار الزمن وقلع الوهن بالتدبير والعمل ، لخلق ظروف موضوعية واقعية ، نلتقي على قواسم مشتركة تخدم شعبنا ، بعيدا عن الاملاءات لأحدنا الآخر ، من دون نتيجة ولا فعل مؤثر ، وهذا مؤلم حقا يتحمله الجميع بلا استثناء ، علينا جمع قوتنا رغم تفرقها ، ولحمتها رغم تمزقها ، وبنائها رغم دمارها ، علينا ان نكون مع العام المنتج الناتج ، ضد الخاص الجامد الجاحض ، كل يغني على ليلاه وناياه ونوافعه ومصالحه الخاصة الانانية ، لايعنيه ما آل اليه شعبنا ، ولا خراب وطننا ، الغالبية تعبد الدولار والذهب والارض والمال ، من دون الاهتمام بمستقبل الاجيال الحالية واللاحقة ومصيرها المنتظر ، من اجل الارصدة دون قناعة في الداخل والخارج ، تلك هي حقائق مؤلمة على ارض الواقع المؤلم .
أحزابنا ومؤسساتنا الاجتماعية الثقافية والمدنية غالبيتها مسيّرة ، من جهات داخلية وخارجية ، والقرار ليس بيدها ، بل من الجهات الداعمة لها ، والمال يلعب لعبته القذرة ، في تغيير مساراتها عبر برامجها المعدة سلفا ، لتبقى حبر على ورق ، والبرامج تعبث بها الفئران والقوارض ، ومن اجل الدعاية والكسب الرخيص ، بلا وازع ضمير انساني حي يتحرك ليبذر نبتة خير ليسقيها ويسمدها ، بأتجاه خدمة الناس جميعا وهو منهم ، المفروض ياكل ما تأكله الناس ، ويشرب ما تشربه الناس ، ويجوع مثلما يجوع الآخرين ، وبهذا سنصل الى المآرب السليمة ، وقيم البناء بصدقية الحياة ، وليس الكذب والكذب ثم الكذب حتى يصّدقك الآخرون ،علينا ان نؤمن بمقولة (لا يصح الا الصح). كما ليتصارح الجميع فيما بينهم ، لكي يضعوا برامج عملية ، لتغيير واقع مؤلم لشعبنا ، من بطالة وعوز ومعاناة جمة خدماتية ودراسية وثقافية وامنية واستقرارية ، تحديدا للهجرة ومنع تفريغ البلد من خيرة ابنائه ، ومعالجة اوضاعه الصحية والنفسية ، وتامين شبكة الضمان الاجتماعي الفاعلة ، مع توفير مؤسسات انتاجية وتشجيع الاستثمار الوطني والخارجي ، للوصول الى الاهداف المثلى في خدمة كل الناس دون تمييز ، لايجاد بديل معاكس للهجرة المستفحلة لشعبنا عموما وواقعنا المتردي خصوصا ، للوصول الى قناعة تامة لابناء شعبنا للهجرة المعاكسة من الخارج الى بلدنا العزيز ، الذي لنا تاريخ موضوعي بكل سلبياته وايجابياته التي تحمّلها شعبنا من اجل الوطن والمواطن معا.
عليه نكون مع الصراحة التامة فيما بيننا ونقول ( الصراحة راحة)
هناك حكمة تقول ( لاتخاف من مثقف واعي يدرك مايفعله ، عليك الخوف من أمي جاهل لا يفهم ما لا يعلم ويعمل ما لا يفهم) ، واقعنا اليوم خليط بين هذا وذاك ، دون قيم ولا مباديء ولا برامج تنفذ ، واقل تقدير برامج التثقيف غائبة حقا ، والى متى يبقى (المفترس ينهش بلحمنا ويسكب دمنا) ، ونحن منتظرين لواحدنا بعد الآخر (سوءأ ونتفا ونبشا وافتراسا ؟ يا ترى ؟؟)
اسئلة اضعها امام القاريء الكريم لعلنا نحصل على الاجابة الوافية. شكر خاص للقاريء الكريم.
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا nassersadiq@hotmail.com
يتبع
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives