إفتتح سيادة المطران مار جبرائيل كساب السامي الإحترام راعي أبرشية مار توما الرسول الكلدانية في استراليا ونيوزيلندا مدرسة جديدة للتعليم المسيحي والتناول الأول في الأبرشية Sacred Heart Cathalic School وذلك صباح يوم السبت الموافق 5/3/2011 والواقعة في مدينة South Mount Druit كما ألتقى صاحب السيادة بمعلمي ومعلمات التعليم المسيحي وإستمع إلى حاجاتهم وأمنياتهم ومشاريعهم ثم تفقد التلاميذ ومنحهم بركته الأبوية.
رسالة راعوية
بمناسبة الصوم الكبير
أصدرها سيادة المطران مار جبرائيل كساب
راعي أبرشية أستراليا ونيوزيلندا للكلدان
سيدني2011
الصوم زمن ترويض النفس واللقاء بالرب
• الآباء الكهنة الأفاضل
• الأخوة الشمامسة الأعزاء
• الشعب المؤمن المبارك
نعمة ربّنا يسوع المسيح معنا جميعًا
يطيبُ لنا أن نتوجه اليكم مع بداية حلول زمن الصوم الكبير ونضع بين أيديكم هذه الرسالة الرعائية لتكون ومضات نور وعلامات دالة تقودنا للسير معًا في طريق ترويض النفس لملاقات الرب القائم من بين الأموات.
أيها الأبناء الأعزاء….
أقبل علينا الصوم الكبير، كما تقول الصلاة الطقسية:ىا ؤومى دمرن اخيْ عل وشرا بجٌو سخرةن: نفوق لاورعى فؤيخاية ونقبليوىي قديشايٌة “أخوتي ها قد حلَّ صوم الرب بيننا: لنلاقيه بفرح ونستقبله بقداسة”.
هذا الصوم الذي مارسته الكنيسة منذ بداياتها، إستعدادًا للدخول إلى إسبوع ألآم ربّنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه كاسرًا جسده المُقدس وسافكًا دمه الكريم على الصليب من أجل خلاصنا وليقودنا إلى فرح القيامة.
الصوم فترة مُختارة يشعر فيها الإنسان بضعفه وبعمق حاجته للتوبة والتغيير لإتباع السيّد المسيح له المجد على طريق الجلجلة، فيصير الصوم دربًا نحو إنتصار القيامة لنمتليء من فرحها الروحي.
نصوم ونتوب ونروض أنفسنا وأجسادنا لنصير قادرين على العبور من موت الخطيئة إلى قيامة الحياة ونكسب الشجاعة لمواجهة تحديات الحياة.
الصوم فترة مختارة وزمن مقبول لمراجعة النفس وأخذ القرارات التي تنعش الحياة الروحية والإلتزام المسيحي، فنزداد بها قوة وقدرة على تجاوز ما يعيق تقدمنا الروحي والتحرر من العادات الذميمة والمظاهر الخداعة والتقاليد الغريبة والحفلات الصاخبة واللبس الغير المُحتشم والدينونة الباطلة واللجوء إلى العنف والكلام البذيء وغيرها. إنها عادات تُدمر فينا حياة الروح والجسد معًا، علينا أن نُزيلها من بيننا.
• الصوم فترة صلاة:
زمن الصوم ليس الامتناع عن بعض الأطعمة وحسب، بل هو زمن للصلاة أيضًا. كما قال الرب يسوع له المجد:”اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في التجربة”. (متّى26/41).
الصلاة عنصر أساسي ومكمل للصوم. لانه من خلال الصلاة نجعل أنفسنا في حضرة الله، نضع أمامه صعوباتنا -مشاكلنا، ضيقاتنا- أفراحنا، احزاننا، لا بل خطايانا ودموعنا، فنستغفر ونطلب أن يملأنا من روحه القدّوس، ويقبل توبتنا ويترحم علينا ويبدل كل ما فينا إلى فرح روحي يعضدنا ويقوينا في مواجهة صعوبات الحياة وتحدي المعوقات.
الصوم زمن توبة ورجوع إلى الله. لنسمع صوته وأرشاداته ونصغي إلى الهاماته ونعمل بتعاليمه ونلتزم بوصاياه ونتفاعل معه في بواطن ضمائرنا ولاسيما في كرسي الإعتراف.
• الصوم زمن الصدقة:
الصوم أيضًا زمن العطاء لما نوفره بصيامنا للذين هم أكثر فقرًا وحاجة منا، بل أكثر من ذلك محبتنا لله وللقريب تُلزمُنا أن نُزيد على هذا العطاء: ليصير مُشاركة في الخيرات، مُشاركة في حمل أثقال بعضنا بعضًا. فنجعل تحصيل رزقنا سعيًا مُشترَكًا تقوده وتنيره المحبة المسيحية، والشعور بالآخر، فيكون إيماننا مُقترنًا بالاعمال لئلا يكون باطلاً ومميتًا.”لأن الإيمان بدون أعمال باطل كما يقول يعقوب الرسول”(2/17).
إننا من خلال الصوم والصلاة والصدقة وندامة القلب والمسامحة وقبول الآخر، يمكننا أن نواجه جميع القضايا التي تعترضنا، الخاصة منها في داخل بيوتنا فنعرف كيف نرافق أبناءنا وبناتنا في التحدّيات التي يواجهونها، وكيف نواجه معًا قضايا كنيستنا وهي أيضًا تعاني من جرح قديم(الإنفصال) ولم نتوصل حتّى الآن إلى تضميده في الوحدة والأخوة والمصالحة.
إنَّنا من خلال الصوم والصلاة والتزود بالأسرار المُقدّسة وغيرها من المُمارسات الروحيّة التي يفرضها علينا الصوم نعيد لإنسانيتنا حلتها الأولى “صورة أبناء الله”:”خلق الله الإنسان على صورته ومثاله”(تكوين:1/26).
الصوم هو زمن للتجدد الروحي: فيه ننقي ونطهر أرواحنا ونتعمق بمعنى وقيمة حياتنا المسيحية وندرك اهدافها السامية ونكتشف رحمة الله، فنصير رحومين تجاه أخواننا في الإنسانية ولاسيما المتضايقين والمعوزين والمهمشين مركزين على أعمال الرحمة السبعة التي هي تمرين على نكران الذات والتحرر من الإنانية والتجرد عن الخيرات المادية.
ففي كل مرة نتقاسم خيراتنا مع قريبنا، نكتشف بأن ملء الحياة يأتي من المحبة المنزهة الصافية الصادقة….لأن محبة القريب هي مقياس لمحبتنا لله.كما يقول الرسول يوحنّا(1 يو 4-20):”إذا قال أحد أني أحب الله وهو يبغض أخاه كان كاذبًا لأن الذي لا يحب أخاه وهو يراه لا يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه”.
أعزاءنا….
إنطلاقًا من مسؤوليتنا ورسالتنا نرى من الضروري أن نُذكركم بهذه الأمور لأننا نشعر بقلق كبير أن الصوم فقد الكثير من قيمته الروحية وغاياته الأساسية، وصار البعض مع كل الاسف يعتبره حملاُ ثقيلاً، وآخرون يظنون أن الصومَ هو من حصة كبار السنّ والنساء فقط!
ولكن أملنا أن صومَ هذه السنة يكون فرصة لتصحيح مسيرة حياتنا ونبذ ما تسلط علينا من عادات ذميمة غير مقبولة والعودة إلى مفاهيم الصوم الحقيقي كما يذكرها أشعيا النبي في الفصل الثامن والخمسين العدد السادس والسابع بقوله:الصوم الذي أُريده:
(1)أن تكسر خبزك للجائع(2) أن تحلَّ قيود الظلم(3)تفكَّ مرابط النير(4)تطلق المستحقين أحرارًا(5) تفرش للجائع خبزك(6) تدخل المسكين بيتك(7) ترى العريان فتكسوه( لا تتهرب من مساعدة قريبك.
الصوم واخوتنا في العراق
الصوم فرصة لنتذكر حالة الفقر التي يعيشها ملايين البشر في العوز والحاجة، لاسيما في بلدنا الأم-العراق، فنشاركهم جوعهم وعوزهم ونساهم ونعمل على تخفيف بؤسهم وشقاءهم، هم أخوة لنا في المسيح والإنسانية.
كما يجب أن لا تسهو عن بالنا الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهلنا في الوطن الأم العراق العزيز في العوز والضيق والأضطهاد والتهجير فنشركهم في صلواتنا ونصوم على نياتهم ونساعدهم من خيراتنا، ونذكرهم في أدعيتنا، لكيما الرب يعينهم ويحفظهم ويقويهم ويعيد الأمن والأمان إلى هذا الوطن الغالي.
الدعوات الكهنوتية والرهبانية:
وفي هذه الأيام المُباركة والمقبولة عند الرب نود أن نُجدد ما طلبناه منكم مرات عدة وهو أن تُصلوا من أجل الدعوات الكنسية وأن تشجعوا أولادكم وبناتكم للإنخراط في السلك الكهنوتي والرهباني. مُتمنيًا أن تبذلوا قُصارى جهدكم لإنماء روح الخدمة والتضحية والعطاء في نفوسهم لخدمة كنيسة المسيح.
إنها مسؤولية مٌلقاة أيضًا على عاتقكم لتساهموا في عمل الكنيسة وتعزيز رسالتها في العالم.
كما أدعوكم ايها الأعزاء للمُشاركة والتضامن والإتحاد معي بالصلاة والشكر للرب والإحتفال خلال هذه السنة بمناسبة “يوبيلنا الذهبي” الذكرى الخمسين لرسامتنا الكهنوتية(9/6/1961)، والذكرى الخامسة عشر لرسامتنا الأسقفية 5/5/1996.
ختامًا:
نود أن نلفت أنتباهكم أيضًا أن هدف الصوم الأسمى هو تكريس ذاتنا لله مع المواظبة والإلتزام بما ينعش فينا روح التقوى المسيحية والمسامحة ومحبة القريب، وقريبنا هو كل إنسان حتّى عدونا. كما يدعونا الصوم إلى قراءة الكتاب المُقدّس والتأمل في معانيه السامية والعودة إلى مُمارسة سر المُصالحة (الإعتراف الفردي)، والمشاركة الفعلية في قداس يوم الأحد والإقتراب من سرِّ الأوخارستيا (القربان المُقدس) بقلوب نقية طاهرة….مع التمسك بعبادات تقوية أُخرى.
كما إنَّ الصوم يدعونا جميعنا لان “نُدّرِب انفسنا” روحيًا، من خلال المُمارسات الدينية والتقوية، إلى النمو في المحبة والتعرف على المسيح نفسه من خلال الفقير الذي نساعده لأننا بأعطاء الصدقة فأننا نقدم شيئًا ماديًا، هو كعلامة لهدية أعظم. بأمكاننا ان نهبها للأخرين والتي هي الاعلان والشهادة للمسيح، الذي بأسمه توجد الحياة الحقيقية. فليكن هذا الزمن إذًا موسمًا للتأمُّل والصلاة والتوبة وللقاء بالرب يسوع القائم من بين الأموات لكي ننطلق شهودًا لقيامته ومبشرين بتعاليمه.
مريم العذراء أُمّ وخادمة الرب
عسى أمُّنا وشفيعتنا مريم العذراء، أُمّ وخادمة الرب الامينة، أن تُعيننا لأن نعيش جميعنا الزهد الروحي،مُتسلحين بالصلاة والصوم ومُثابرين على قراءة الإنجيل المُقدس والإشتراك في الذبيحة الإلهية والصلوات الكنسية مُكللة بأعمال الرحمة، حتّى عندما نصل الى إحتفالات عيد الفصح، نكون مُتجددين بالروح ومُتحدين برباط المحبة.
بهذا الدعاء، أختم كلمتي مع بركة الرب لجميعكم
صوم مقبول وقيامة مجيدة وعيد مُبارك.
بؤوما وؤلوةا وةبةا دنثشا
نرعيوه لمشيخا ولابوه ولروخى
بالصوم والصَّلاة والتوبة، نرضي المسيح وأباه وروحه القدوس.
مُحبكم
+ المطران مار جبرائيل كساب
مطران أستراليا ونيوزيلندا للكلدان
دار المطرانية /سيدني- آذار 2011
الذكرى الخمسون لرسامتنا الكهنوتية9/6/1961
والخامسة عشر لرسامتنا الأسقفية5/5/1996
صومكم مُباركٌ مليءٌ بالثمار الروحية
وبركة الرب يسوع القائم من بين الأموات تكون مع جميعكم.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives