المرحوم جورجيس فتح الله والشاعر انور المائي ذاكرة لاتنسى
اسوة بالاقوام والاجناس البشرية الاخرى من حقنا نحن الكوردستانيين ان نفتخر بمن صنعوا لنا التاريخ واناروا لنا المستقبل ودونوه بحروف من دم ، وهم كثيرون ولايمكن تعدادهم في هذه السطور القليلة من مقالنا لكننا سوف نختص بمن كان لهم تاثيرا ايجابيا كبيرا في مسيرة نضال كوردستان ومنهم الشهيد قاضي محمد الذي اعلن عن جمهورية مهاباد في 22 شباط 1946، والتي استمرت احد عشر شهرا ووضعت اللبنة الاساسية لحدود ادارية حقيقية قومية لدى الكورد في جميع مناطق تواجدهم ، والتي اعدم رئيسها الشهيد قاضي محمد في ساحة علنية في ايران ، وبعده الخالد مصطفى البارزاني مؤسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وباني مجد كوردستان والاب الروحي للكورد والكوردستانيين والذي بدأ يضع الخطوط العريضة لمسيرة نضال طويلة منذ نعومة اضافره،حيث استطاع ان يضع تعاليمه الثورية والانسانية من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتعايش الانساني الحقيقي ضمن مناهج تعلمها ابنائه واحفاده ومريديه في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، واعتبرت تلك المناهج القويمة مدرسة تخرج منها الكثيرين من طالبي الحرية في العالم ، ومنهم من نفتخر بهم حاليا، بالاضافة الى فخرنا الشديد بباني تلك المدرسة ومؤسسها البارزاني الخالد، المسيحي الكلداني المحامي المرحوم جورجيس فتح الله والملا الشهيد انور المائي واللذان ناضلا معا في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني وفي ثورة ايلول المباركة واسسا جريدة الحقيقة راستي التي صدرت في مدينة الموصل وانتصبت امام قرائها لتزرع الاخوة والتسامح والتعايش بين مكونات الموصل وكانت احدى انجازات المحامي الكلداني جورجيس فتح الله والشهيد الملا انور المائي ، اللذان يعتبران اول من زرع بذرة الاعلام الكوردي في محافظة نينوى ودمجا بين اللغتين العربية والكوردية في صحيفة واحدة .
فالمحامي جورجيس فتح الله أكتسب ثقافة تعليمية من خلال التعليم في مدارس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في مدينة الموصل ، مع ما استطاع ان يتعلمه من ثقافات جعلت له قاعدة فكرية ومعلومات ثرية وسلاحاً يتمكن من خلاله الولوج الى عالم الصحافة والثقافة والتأريخ ، وخاض غمار العمل السياسي والثقافي مبكراً في أول سنوات شبابه ، وكتب العديد من الكتب التي أغنت المكتبة العربية والكوردية ، ووثق العديد من الأحداث والشخصيات المهمة في التأريخ العراقي والكوردستاني الحديث ، شارك نضالات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في ثوراته وخصوصا ثورة ايلول المباركة وقد عين المرحوم فتح الله قاضيا للثورة بالرغم من ان مجال القضاء في الدول الاسلامية يخص المسلمين فقطلكن بالرغم من ذلك اصبح المحامي الكلداني المسيحي جورجيس فتح الله قاضيا لثورة ايلول المباركة وهذا مايدل بان ثورة ايلول الوطنية كانت ثورة الشعب اشترك فيها الكوردي الى جانب العربي والمسيحي والايزيدي والصابئي والتركماني والكاكئي والبهائي والزردشتي .
كما كان المثقف الكبير الملا انور المائي الذي استشهد في احدى المعارك اثناء ثورة ايلول المباركة ، والذي ولد سنة 1913 في قرية (مايى) التابعة لقضاء العمادية بمحافظة دهوك ، وكان الأديب والمؤرخ والصحفي أنور بن الشيخ محمد طاهر المايى مثقفا كورديا مناضلا ، توفى والده وهو طفل في السنة الثانية من عمره ، فلما بلغ السادسة من عمره دخل الكتاتيب ليتعلم القرآن الكريم وأصول الدين الأسلامي، ثم دخل المدرسة الرسمية في بامرني وبعد أن أكمل دراسته حصل على الاجازة العلمية واصبح تربويا دخل المعترك السياسي مع تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني حيث إنتمى الى هذا التنظيم القومي التقدمي فأبدى نشاطاً وطنياً ملحوظاً في منطقة بهدينان مما أدى الى اعتقاله من قبل السلطات الحكومية وبعد اطلاق سراحه، وضع تحت المراقبة، لكن هذه الملاحقات لم تثنه عن اكمال مسيرته في درب النضال القومي، فعاش خلال العهد الملكي مطارداً أو مبعداً عن منطقته حتى قيام ثورة 14 تموز 1958، فتنفس الصعداء مع ابناء شعبه المناضل وعاش ردحاً من الزمن بحرية، فرفد الصحافة الكوردية والعربية التقدمية بمقالات ودراسات تأريخية عن الكورد وكوردستان وحقوق شعبه القومية، ثم أصدر في مدينة الموصل مع المحامي جرجيس فتح الله جريدة (الحقيقة راستي) باللغتين العربية والكوردية، حيث تمكنا من اصدار 24 عدداً زاخراً بمقالات سياسية قيمة حول القضية الكوردية وتطلعات الشعب العراقي بعربه وكورده ومختلف مكوناته الى مستقبل أفضل ، وقد عانى الشاعر والمؤرخ أنور المايي وتضمنت مراحل حياته بين دخوله في دورات المعلمين التربوية في عام 1938م وتخرج منها معلماً وتم تعيينه في قرية ” شيروان ” عام 1939م وبين الدراسة الدينية والتربوية ثم موظفاً للتموين في قضاء شيخان والعمادية وبسبب انخراطه في النشاطات السياسية عام 1945م أودع السجن لمدة سنتين وبعد خروجه عاود مرة أخرى العمل الثقافي والسياسي عام 1959م واصدر مع الأستاذ ” جرجيس فتح الله المحامي ” جريدة ” راستى – الحقيقة ” في الموصل وتعددت نشاطاته الأدبية والسياسية وبعد تأزم الظروف السياسية في العراق في عام 1960م أتهم بممارسة النشاط السياسي ونفي إلى بلدة ” قلعة صالح ” في جنوب العراق ،يعتبر الشاعر أنور المايي شاعراً كلاسيكياً توزعت قصائده على عدة أغراض ومنها قصائد دينية ووطنية وغزلية واجتماعية وغيرها ومن قصائده الغزلية الرقيقة وبمعاناة الحياة .
في الختام تفتخر جميع الاقوام والاجناس البشرية بعظمائها وتضع دول العالم اسماء روادها ومثقفيها ورساميها وقادتها الثوريين والاجتماعيين في صدر مناهجها الدراسية وفي عليات متاحفها، وفي مقررات تاريخها ، حيث يفتخر العرب برواد الخلافات الاموية والعباسية وبقادة ثوراتهم والمصلحين الاجتماعيين والخلفاء الراشدين والصحابة رضي الله عنهم، وهكذا الايطاليون والرومان والفرنسيون والانكليز. والصينيون الذين يفتخرون بكونفوشيوس الذي هو أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي والذي كانت فلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقية سامية ، والهنود بغاندي ، وهكذا جميع دول العالم ونحن منهم علينا ان نزيد افتخارنا بروادنا ومناضلينا ومصلحينا والله الموفق .
الرحمة والخلود للبارزاني الخالد وللفقيد الراحل جرجيس فتح الله ، والشهيد انور المائي .. والرحمة لجميع شهداء الحركة التحررية الكوردستانية .. وشهداء الكلمة الحرة في كوردستان والعراق والعالم .
لؤي فرنسيس
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives