يُخيَل للبعض من الذين أنكروا أصلهم وفصلهم ومن الذين لم يبقى للحياء اية بُقعة على وجوههم الصفراء ان يهمشوا ويطعنوا ويَحْطوا من قدر الكلدان كلما سنحت لهم سانحة بدون خَجَلْ! مفتخرين بذلك أي إفتخار ليرتفع رصيدهم عند أسيادهم ومن يوالونَهم وليقبضوا ثمن مقالاتهم أضعاف مضاعفة كلما زاد آولئك في حقدهم وغيهم على الكلدان وبأيادي كلدانية متأشورة!
وبصريح العبارة، نحن الكلدان مع اعتزازنا وافتخارنا بقوميتنا الكلدانية كل إعتزاز وافتخار، نحترم ونقدر ونُحِبْ كل قوميات شعبنا المسيحي الأخرى كالآشوريين والسريان، وهم بمثابة الأخ والشقيق. ولم نشعر يوماً بغير ذلك تجاهَهُما لما يجمعنا معهما من أواصرالتأريخ والأرض واللغة والدين. فلكل من قومياتنا الثلاث خصائصه وملبسه ولهجته وإسلوبه في الحياة وهذا غنىً وتنوع وثراء تُرحب به كل شعوب ودول العالم إلا الآشوريين القوميين المتعصبين وذيولهم من المتأشورين الكلدان!
وما هو الضَيّرْ أن نكون ثلاث قوميات (الكلدان والسريان والآشوريين كما نؤمن بالآب والإبن والروح القدس!)ولماذا يراد صهرنا ومَحو إسمنا وهويتنا وكيانُنا من أجل أسم واحد هو الأسم الآشوري؟! ولمصلحة من ذلك؟؟.. الإخوان المتأشورين أنتم أحرار بما رَضيتموه لأنفسكم، ولكن بأي حق تُبخِسون حَقنا المشروع في حمل أسمنا القومي الكلداني وهويتنا كما تحملون أنتم الأسم والهوية اللتين إخترتموهما؟!…
لنبدأ منذ دخول المسيحية الى العراق في القرن الأول الميلادي،لقد إعتنق الدين الجديد كل سكان بين النهرين وهم الكلدان الأغلبية، الذين تمركزوا في الفرات الأوسط وفي الجنوب كما في شمال العراق مع بقايا من الآشورين الذين نَجَوا بعد سقوط إمبراطوريتهم على يد الأسد الكلداني الأشهر نبوخذنصر وكذلك بعض القبائل العربية كالمناذرة والغساسنة وغيرهم. وكان الكُل يتبع الدين الجديد الذي أتى مبشراً به مار أدي ومار ماري الرسولين. أي كان المسيحيون جميعاً وبكل قومياتهم يوحدهم مذهب كنسي واحد هو المذهب الكاثوليكي الجامع بين الشرق والغرب. وبعد ظهور البطريرك نسطورس في القسطنطينية وما أدت اليه طروحاته اللاهوتية من إنقسام كنسي أدت الامور الى إعتناق الشرق القديم مذهبه النسطوري، وإنتهى به الأمر منفياً. ثم لاحقا بعد أن تخلى الكلدان عن المذهب النسطوري في القرن السادس عشر إستعادوا كاثوليكيتهم المفقودة، وأعلنوا أسمهم القومي العريق، علماً أن البطاركة النساطرة كذلك كانوا يذيلون رسائلهم ب(محيلا كلذايا) إعترافاً منهم بقوميتهم الكلدانية!!!..يرجى (مراجعة كتاب الكلدان منذ بدء الزمان للكاتب عامر فتوحي لتجدوا صورة الختم وتوقيع البطريرك النسطوري عليه)!..
ولننتقل الى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين عندما خدع الداهية الإنكليزي (القس ويكرام) البطريرك النسطوري مار شمعون والقبائل التيارية بإطلاق التسمية الآشورية عليهم ودَغدَغ مشاعرهم بإحياء الدولة الآشورية، بإقتطاع قسم من جنوب تركيا الحالية من جسد الإمبراطورية العثمانية التي كانت تلقب ب(الرجل المريض). وهذا الإنكليزي المخادع بالحقيقة كان يعمل من أجل كسب الحرب لبلاده بريطانيا العظمى بوقود (الأثنيات المسيحية!)، وهكذا تمرد الآثوريون ضد الدولة العثمانية (دون أدنى حساب لموازين القوى الرهيب بين الجانبين!) والتي إستشعرت بخطر خسارتها للحرب ضد الحلفاء، فإتجهت الى الحلقة الأضعف وهم رعاياها من الآثوريين الذي حملوا السلاح ضدها فكانت الجرائم الرهيبة بحق جميع مسييحي تركيا من الآثوريين والكلدان والسريان والأرمن دون تمييز، وقد مُحيت إبريشيات كلدانية وآثورية بالكامل على الأرض التركية وَهُجِرَ المتبقى من الآثوريين الى سوريا ولبنان والعراق. والحق يقال أن الكلدان في العراق لم يمسهم ما جرى لإخوانهم الكلدان في تركيا بسبب حكمة القيادة الدينية متمثلةً بالبطريرك الجليل السعيد الذكر مار عمانوئيل الثاني، الذي نأى عن الكلدان في العراق ويلات الحرب ومآسيها الفظيعة.
وعند إنتهاء الحرب وإنبثاق الحكم الوطني في العراق، وبعد إستقرار الإخوة الآثورين المهجرين من تركيا بين ظهرانيّ أخوانهم الأثوريين والكلدان العراقيين، أحتدت نزعة التمرد بين الآثوريين مرة أخرى تعويضاً عن الأراضي التي فقدوها في تركيا، ولأسباب عديدة أخرى، فكان الهاجس الإنفصالي لايفارقهم. وحدثت مأساة سُميل الشهيرة على يد الجيش العراقي بقيادة بكر صدقي، فبسببها وأيضاً بسبب إصرار البطريرك النسطوري مار شمعون أن يكون في حينها رئيساً دينياً ومدنياً على الآثوريين، رفضت بشكل قاطع كل طروحات البطل الكاثوليكي الشهم أغا بطرس الذي قال للبطريرك مقولته المشهورة( دَعْ السيف لي والصَليب لَكْ!!). وأدى حُب السلطة في عائلة البطريرك شمعون وخاصةً بسبب أخته (سُرمي)، التي قالت بالحرف الواحد لأخيها مار شمعون (أن أغا بطرس يريد سلب السلطة الدينية والدنيوية من آل شمعون)، أن البطريرك لم يتخلى عن أفكاره وطروحاته، التي أدت الى مقتله غيلةً على يد أحد روؤساء العشائر الكردية المدعو(سمكو) بمؤامرة دنيئة راح ضحيتها البطريرك المغدور مار شمعون ورهطٌ من المسلحين الآثوريين كانوا بمعيته!!..
وهنا يَبرز مرة أخرى دور القيادة الدينية الكلدانية الحكيمة في تجنيب الكلدان والآثوريين ما نتج من آثار لمذابح سميل، حيث هرب الإخوة الآثوريون من البطش والقتل الى القوش القلعة الكلدانية الصامدة على مَرْ التأريخ، عندما أحاط بها الجيش العراقي والعشائر العربية والعشائر الكردية من جميع الجهات وأخذ المرتزقة يقسموا لأنفسهم الغنائم من المال والنساء قبل بدء القتال وحاصروا القوش حصاراً شديداً طالبين من أهلها تسليمهم الآثوريين فقط وانتم لن يمسكم سوء لأنكم كلدان!!
ولكن هيهات فإن أهالي القوش لم يخنعوا ولم يركعوا بل صمدوا بوجه تلك الريح الصفراء العاتية ولم يُسَلِموا الآثوريين كما سَلَم يهوذا السيد المسيح! وبحكمة البطريرك عمانوئيل وبمنصبه كأحد أعضاء مجلس الأعيان العراقي مُمثلاً للمسيحيين ولمنصبه الديني السامي كبطريرك للكلدان، ونتيجة تأثيره وإتصالاته وفكره الثاقب، تمكن البطريرك الراحل عمانوئيل من فك الحصار عن القوش وبذلك سَلِمَ أهلها الكلدان وضيوفهم الآثوريون من مذبحة رهيبة كانت لو حصلت لإقتلعت المسيحية من جذورها، نتيجة التهور وعدم إحتساب ميزان القوى مرة أخرى، غير مستفيدين من المأساة القريبة التي حدثت لهم في تركيا في الماضي القريب جداً!!
وتحضرني بهذه المناسبة مقولة وأكثر أهالي القوش يعرفونها جَرت أثناء الحصار على المدينة الباسلة أن سَمِعَ بعض الألاقشة من بعض ضيوفهم الآثوريين وهم في السراديب ليلا يُحَدِث أحدهما الآخر ويقول له ((أتعرفون لماذا يدافع عنا ويحمينا الألقوشيون؟! ويجيب لأنهم يريدون أن نصبح باباي مثلهم أي (كاثوليك!!!))، لاحظ عدم الإعتراف بالجميل ولانقول الحقد الدفين في القلوب تجاه الكلدان وهم في تلك المحنة العصيبة مع حماتهم اهل النخوة والشهامة أهل القوش الكلدانيين!!!..
ألم تتغلب الحكمة والعقلانية وبعد النظرعلى التعصب والتهور مرةً أُخرى؟؟!!. هل من مُجيب؟؟!!..
والآن ما الافضل، هل الوقوف في أسفل السلم وإتقاء العواصف الهوجاء والتصرف بحكمة ؟ ام الوقوف أعلى السلم والتطبيل والتهريج، اي هو الطريق لنيل المطالب التعجيزية التي لم ولن تتحقق مع كل القرابين والشهداء من أبناء شعبنا المسيحي المضطهد المحدود العدد والعدة؟
ماذا إستفدنا من الحركة الديمقراطية الآشورية ومن قائدها الأوحد كنا؟،لم نستفد غير التهميش والإقصاء من إخوتنا في المواطنة، أعقبه الإعتداء والقتل والتهجير والإغتصاب وخاصة للكلدان والسريان في الموصل، فقتل من قتل من الأساقفة والقساوسة والشمامسة وعموم الشعب، والإرهاب لايُمَيّزْ بين المرأة والطفل والشيخ.
ألا بئس ذلك التحقيق الاعرج وبئس ذلك التعالي الفارغ الذي أوصل أكثر من نصف شعبنا مُهجراً بين دول العالم والنصف الثاني يترقب مصيره المجهول الذي يرسمه له أعضاء الزوعا والمجلس الشعبي،الأول مُتحالفاً مع قائمة الحدباء(النجيفي) العربية!ّ والثاني مُتحالفاً مع قائمة نينوى المتآخية الكردية!،فتصور عزيزي القاريء أي مطحنة يُطحن بها مسيحيو الموصل وسهل نينوى؟؟! وكل هذا ببركات وأفعال زوعا ومايقابلها بالمجلس الشعبي وكلاهما آشوريان بإمتياز.
مرة أخرى لم يتعلم الدرس البليغ من الأمس القريب أنصار وأبواق كلا الحزبين العظيمين ألزوعا والمجلس الشعبي!! وسَقطا في فخ طروحاتهما وأسقطوا معهم المسيحيين قاطبةً في نفس الحُفرة السابقة. وتباً للتأريخ الذي لايَتعِضْ ولايتعلم منه أحداٌ شيئا!!..
وأخيرا تلطفت علينا زوعا بعبارة الكلدوآشوري تمويهاً وتلفيقاً على البعض من المخدوعين بشعاراتهم الرنانة الفارغة!! ولكن لايوجد في قاموسهم الإ الآشورية ونتحداهم أن ينشروا نظامهم الداخلي على عموم شعبنا، وما الكلدان عندهم إلا طائفة مذهبية وفي دستورهم كل المسيحيين آشوريين غصباً على الكل والذي لايقبل فليشرب من البحر!!.
وفي نفس السياق الآشوري تلطف الإخوان وتنازلوا في المجلس الشعبي بإختراع قومية أخرى قطارية هي الكلداني السرياني الآشوري!!،هل سمعتم وقرأتم عن هكذا صيغة في أي بقعة من بقاع العالم؟!وهؤلاء أيضاً دغدغوا مشاعر البعض بالجاه والسلطة والمناصب وبالحكم الذاتي العقيم الذي يرفضه العقل والمنطق! فهو حِبرٌ فقط وليس على الورق بَعْدْ!،وكانت النتيجة أيضاً وبالاً على مسيحيي الموصل المنكوبين حيث يريدها الإسلام المُنفلت حُجةً للقضاء المُبرم على المسيحيين وخاصة في الموصل وسهل نينوى الذي يسيل له لعاب إخوتنا العرب والكرد معاً!.
لقد تساءلت في مقال سابق، كيف يتعرض رجال ديننا وشعبنا المسيحي يومياً للقتل والتهجير والتفجير بينما مقرات الزوعا في الموصل( بدون حسد) لايمسها أي ضير من قبل عُتاة الإسلامين؟؟!!،وكذلك أين حضور السيد سعد طانيوس المحترم ممثل المجلس الشعبي في محافظة نينوى؟!ولماذا انتُخب أصلاً إذا لايستطيع أو لا يُسمح له بالتواجد في مقر عمله في الموصل؟؟!!أليس المجلس الشعبي لايستطيع إلا أن يخدم الذين يُمَولوه وحضراتكم تعرفون من هم ايضا؟؟!!وأليس الزوعا متحالفاً ومتفاهماً مع الجهة الأخرى وانتم تعرفونها أيضا؟؟!!
نحن الكلدانيين لم ولن نفرق أبداً بين المسيحيين ولم نهمش أحداً بل هم المتأشورون الذين يُهمش الكلدان في أقوالهم وأفعالهم وما قنواتهم الفضائية إلا ذلك الصوت الإقصائي بفعل عوامل معروفة وأهمها الأموال المخصصة لكافة المسيحيين وإغداقها لكل من هَبَ ودَبَ من الذين ينكرون اصلهم وقوميتهم من الكلدان المتأشورين!.
نحن لايهمنا من يتبوأ من الكلدان منصباً رسمياً من مناصب الدولة صغيرها وكبيرها بترشيح من الحزب الآشوري، فكل له حريته ورأيه الخاص به وهو غير ملزمٌ لنا، فنحن لدينا قناعاتنا التي لن يغيرها الجاه والمنصب والنفوذ مُطلقاً!،ونحن لانريد إلا أن يكون إسمنا الكلداني على قدم المساواة بين باقي أبناء شعبنا دون إنتقاص من حقوقنا وتطلعاتنا الوطنية،.. ولكنه الدجل في أعلى مراحله، أما نافخوالسموم فلا بأس عليهم فسيأتي اليوم الذي ستزول به الغشاوة عن عيونهم وتصحواعقولهم ولكن بعد خراب البصرة!!!!.
ما أشبه اليوم بالبارحة فالإخوان حتى لو لدغوا من حُجرٍ الف مرة سيركبوا رؤوسهم الفارغة الخاوية إلا من التعصب المقيت
ونكرر أن البقاء أسفل السلم بأمان لشعبنا الجريح خيراً من إرتقائه والسقوط الذي تلوح بوادره وعلاماته ذلك السقوط العظيم الذي حدثنا به السيد المسيح!..
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives