الكلدان و حقيقة انتساب عيلام وارام واشور/ بقلم حسيب العم بولص
من خلال القاء نظرة عامة على التاريخ الكلداني وعلى ضوء ما تم ذكره ونشره من معلومات وحقائق وتفاصيل تخص الكلدان في صفحات التاريخ من قبل المؤرخين و الكتاب والباحثيىن العرب والاجانب فأنه يتحتم علينا التوقف عند بعض النقاط المهمة والجوهرية ليتسنى لنا معرفة معظم الجوانب الاساسية المتعلقة بحياتهم العامة و تفرعاتهم ضمن اطار امبراطوريتهم العظيمة ومن ثم الوصول الى الحقيقة التي يحاول البعض تشويهها وتحريفها والغائها وتأليف تاريخ جديد لهم ومن خلال اتباع قاعدة اكذب فأكذب تصدقك الناس وبأسناد ودعم من قوى متعددة لا هم لها سوى تحقيق مصالحها واهدافها .
1- لقد تباينت اشكال تصنيف الامم و الشعوب القديمة من قبل المؤرخين, فمنهم من يصنفها على انها تتكون من الكلدان ,الفرس,الهند,الصين,القبط,الترك,اليونان, ومنهم من يصنفها على أنها تتكون من الكلدان,الصين,الهند, ان هذا التصنيف هو اثبات وتأكيد على ان الكلدان هم الشعب الوحيد الذي ظهر وبرز في بلاد الرافدين والجزيرة (الجزيرة العربية حاليا) وضفاف الخليج الكلداني بدون ان تكون هناك تسمية عرقية اخرى في هذه المناطق التي يتواجدون فيها.
2- ما ذكره الكاتب الكلداني بيرسوس عن تاريخ الكلدان والذي قام الكتاب اليونانيين بنقل فقرات منه ,فأن هناك ذكر لعشرة ملوك كلدان حكموا بلاد الرافدين قبل الطوفان وان نوح (الذي بنى السفينة ) كان اخرهم,وهذا يؤكد بأن الكلدانية كانت قائمة قبل حدوث الطوفان وبنفس الوقت يؤكد بان نوح هو من الجنس الكلداني.
3- لقد ولد نوح الكلداني الأصل كلا من سام وحام ويافت وعليه يكون انتساب اولاده الثلاثة الى الجنس الكلداني, ثم ولد سام الكلداني كلا من ارام ,اشور,علام,ارفكشاد,لود.ان نمرود الجبار بن كوش بن حام ( ابن عمومتهم ) تولى الحكم على اول دولة كلدانية بعد الطوفان سميت بالدولة الكلدانية و التي شملت بابل, ارك,اكد,كلتة في ارض شنعار, وهذا تاكيد اخر على ان الكلدانية كانت قائمة قبل الطوفان,وان انتشار الكلدان في هذه المناطق هو ايضا تاكيد على كونها ذات خصوصية كلدانية.
4- توسعت الدولة الكلدانية وانتشر الكلدان في المناطق المجاورة لبلاد وادي الرافدين وأصبحت الأمبراطورية الكلدانية تمتد من اليمن جنوبا و ضفاف الخليج الكلداني ( الخليج العربي حاليا ) الى اواسط اسيا الصغرى شمالا ومن عيلام شرقا حتى البحر الابيض المتوسط غربا. و على ضوء هذه الخريطة السياسية للكلدان نستنتج بأن العيلاميين الكلدان كانوا قد انسلخوا عن وطنهم وادي الرافدين و انتقلوا الى المنطقة الشرقية المحاذية لارض الرافدين ( في ايران الحالية ) و أقاموا دولة قوية سميت عيلام. اما بخصوص الاشوريين الكلدان فقد تبنوا الها اخر غير الاله الذي يعبده اخوتهم الكلدان في وادي الرافدين ثم انتقلوا شمالا حيث بنوا دولة قوية سميت اشور. أما فيما يخص الاراميين الكلدان فقد انتقلوا الى بلاد الشام وكونوا بلاد ارام. بالأضافة الى ذالك فأن العرب هم من
الاصل الكلداني وقد لقبوا بالعرب نتيجة البداوة و التنقل من مكان الى اخر بحثا عن العشب والماء. فلقد كان الكلدان قد انتشروا على ضفاف الخليج العربي واليمن وعمان. كما انه يعود نسب العرب الى اسماعيل ابن النبي ابراهيم الكلداني . علاوة على ذالك,يقول الباحث و المؤرخ جواد علي ان مدينة الجرها ( الاحساء حاليا ) في السعودية هي موطن الكلدان الاصلي و كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع بلاد بابل. ان وقوع الجزيرة ( العربية حاليا ) ضمن اطار الخارطة السياسية الكلدانية هو دليل اخر على انتمائهم الى الكلدانية. اما فيما يتعلق باليهود فانهم قد لقبوا بهذا الاسم نسبة الى يهوذا من ابناء يعقوب, ثم ان نسبهم يعود الى اسحق ابن النبي ابراهيم الكلداني حيث استقروا في فلسطين و سموا دولتهم بمملكة يهوذا, وان مملكتهم هذه كانت ضمن اطار الامبراطورية الكلدانية, وعليه فان اليهود هم ايضا من الجنس الكلداني.
5- لقد كان الاله مردوخ هو الاله الاعظم للكلدان في بلاد الرافدين, وكان الاله اشور هو الاله الذي تبنته قبيلة كلدانية وأقامت دولة سميت بأسمه في شمال وادي الرافدين كذالك سموا انفسهم بأسمه. وكان الاله سن هو الذي تبناه الاراميين الكلدان في بلاد الشام. وكان الاله غرورجة او قررجة الذي يرمز الى اله القمر هو الذي تبناه العيلاميين. قد يكون هذا الاختلاف في عبادة الالهة هو سبب من اسباب الانفصال والعداء الذي كان العيلاميون والاشوريون والاراميين يضمرونه ضد اخوتهم الكلدان في بلاد وادي الرافدين وضد بعضهم الاخر, بالاضافة الى ذالك فان كل فئة منهم كانت تحاول ضم كل المناطق المتواجد فيها الكلدان الى امبراطوريتها اي بسط نفوذها وسيطرتها عليها بالقوة.
باستثناء ذالك ان العلاقة بين الكلدان في وادي الرافدين و الاراميين الكلدان كانت جيدة حيث يخبرنا التاريخ بعودة قبائل عديدة من الاراميين الى بلاد الرافدين وهذا يؤكد كونهم من اصل واحد و عرق واحد وايضا ما اكده الباحثين من ان الكلدان والاراميين هم من قبيلة واحدة او من منبع واحد.
6- اما فيما يخص التسميات التي برزت داخل بلاد الرافدين وعلى سبيل المثال التسمية الاكدية فأن اكد وكما ذكرنا كانت من ضمن المناطق التي بدأ فيها التواجد الكلداني مع بداية تأسيس الدولة الكلدانية على يد نمرود الجبار وانها برزت على الساحة اثناء انتقال الحكم والعاصمة من بابل الى اكد و بروز سرجون الاكدي الذي استطاع ان يفرض سيطرته على كل بلاد الكلدان ويسمي امبرطوريته بامبراطورية الكلدان العظيمة. ان هذه التسمية كانت قد اختفت بعد انتهاء حكم سرجون لكن التسمية الكلدانية بقيت مستمرة وحتى بعد سقوط الدولة الكلدانية و لا تزال مستمرة و ستبقى مستمرة.
حسيب العم بولص
مقال علمي وموضوعي رصين والآصل أن كل الشعوب والقبائل أصلها من بابل حسب الكتاب المقدس وأثنياً فالعرب واليهود هم كلدان قلباً وقالباً لأن أبونا إبراهيم(ابن أور الكلدانية) كان لولديه أسحاق من زوجته سارة النسل اليهودي وإسماعيل من زوجته هاجر النسل العربي فكلا النسلين هما نسل كلداني حقيقي والمنصفون من كلاهما يقر بهذه الحقيقة…شكراً لهذا الطرح والى المزيد من هذه الحقائق التأريخية الناصعة