القيادات الميدانية وقيمتها في الحزب اليساري الديمقراطي
أنطلق من هذه المقالة لأجل تسليط الاضواء على القيادات الميدانية ودورها في النفوذ الجماهيري والتأثير السياسي للحزب اليساري الديمقراطي في المجتمع , وإنها أي القيادات الميدانية واحدة من العوامل الذاتية التي تسهم في إستمرار أزمة اليسار أو نهوضة , فأن فتح باب الحوار حول هذه الموضوعة إنطلاقاَ من المهامات والاهداف التي يناضل من أجلها اليسار الديمقراطي في المجتمع العراقي تكون واحدة من أهم العقد التنظيمية التي تحظى بأولوية في البحث والدراسة المكثفة والدقيقة العملية للوصول لاستنتاجات تخدم اليسار الديمقراطي بكل قواه . لانه لا يمكن الحديث عن إنجاز خطط وبرامج وتوجهات بدون آهلية وقدرة هذه القيادات ولا يمكن الحديث عن فهم الواقع الاجتماعي والعلاقة مع الجماهير وتوسيع التنظيمات وفهم حاجات الجماهير وبلورتها في مطاليب وقيادة النضالات الجماهيرية بدون فاعلية ومبادرة هذه القيادات , ولا يمكن الحديث عن وضوح الخط السياسي والفكري ووضع التاكتيكات السليمة في المنعطفات الحادة بدون نضوج وتطور وإنفتاح وديناميكية هذه القيادات , ولا يمكن الحديث عن كسر حالات الاحباط واليأس وتبيان الآفاق المستقبلية المشرقة لمستقبل اليسار بدون إستيعاب فكر الحزب من قبل هذه القيادات ولا يمكن تحقيق نجاحات بدون فاعلية ونشاط وتأثير وتفاني هذه القيادات الميدانية .
من هو القائد الميداني ومن هي القيادة :
أن الاعضاء في صفوف الحزب يفترض هم ليسوا أرقام مجردة وإنما مناضلون إنتموا إلى الحزب بعد أن إستوعبوا فكرالحزب وسياسته ومواقفة وتأريخة ومهامة وأهدافة وإستوعبوا حاجات الجماهير وطموحاتها وأتقنوا حسن العلاقة الصادقة معها , فالعضو المتميز من هؤلاء الاعضاء الناشطون بغض النظر عن موقعة في السلم التنظيمي للحزب يؤشر علية الواقع وتؤكده الممارسة إنه قائد ميداني في محيط عمله لما يجسده من عنفوان النشاط وما يحمله من فكرالحزب وسياسته وهذه هي واحدة من قيم القائد الميداني في مدى ترجمته لسياسة الحزب وفكره في نشاطات ملموسة وسلوك ونموذج يحتذى به في المجتمع, وبما يملكة من جرأة وشجاعة وإرادة صلبة وطاقات وإمكانيات متنوعة والممارسات العملية هي الاختبار الحقيقي لاي قائد ميداني الذي لا يعرف اليأس و الموسمية في النضال ( والأنا ذات النزعة البورجوازية) ولا التعالي على رفاقة وعلى الجماهير متواضع ودائم البذل والعطاء . ديمقراطي في السلوك والممارسة ولا تطنفئ عنده جذوة الحماس ولا يعرف التردد في النضال .
من هي القيادة : من البديهي إنه لايمكن الحديث عن حزب بدون قيادة فالقيادة شرط أساسي وأولي في تاسيس أي حزب أو تنظيم وقيادة الاحزاب والتنظيمات تمنح لتنظيماتها القوة والمقدرة عندما تكون قوية ومقتدرة وتسبب لها أحياناَ الاحراجات والضعف حين تكون القيادة متخاذلة وضعيفة . والقيادات هي التي ترفع من ثقة الجماهير بالحزب . وفن القيادة هي مؤهلات يمتلكها المتميزون الذين يوطدوا التنظيم ويفعلوا دوره ويطوروا العمل والنشاط ويبعدوا الفوضى عن الحزب والتنظيم من خلال مبادراتهم ومن خلال الخطط الاستراتيجية التي ترسم في المجالات السياسية والفكرية والتنظيمية والقيادة يفترض أن لايصيبها العجز والوهن والارباك والجزع والتعالي ومرض البيروقراية وهي دائماَ لا بد أن تكون في مستوى المسؤليات الملقاة على عاتقها بحكم موقعها لان موقع القيادة ليس واجهه إجتماعية أو منصباَ وظيفياَ إنما هو مسؤولية نضالية .
جواباَ على سؤالي من هي القيادة . في هذه المقالة لا أعني بالقيادة المكتب السياسي وسكرتير الحزب واللجنة المركزية فقط وإنما أعني كل القيادات الحزبية وعلى كافة المستويات سواء التي إنتخبت في مؤتمرات الحزب أو في كونفرنسات المنظمات المحلية والاساسية واللجان وسواء كانت هذه المنظمات في الداخل أم في الخارج هذا ما أعنية بالقيادات الميدانية , أن دور اي حزب في الحياة السياسية وفي المجتمع يتوقف على نوعية هذه القيادة الميدانية .
أن قوة الحزب هي مقدارما يضخه إلى المجتمع من قياديين ناجحين تتقبلهم الجماهير وهذا مؤشر كبير لقدرات الحزب وحين يعجز أي حزب بالاتيان بقادة ناجحين فهذا مؤشر على ضعف وعقم الحزب .
بعض الامراض الخطيرة التي تضعف الحزب وتعرقل نهوضه :
1-تسلل الانتهازيين إلى صفوف الحزب وقياداته إنها كارثة ووباء قاتل وظاهرة غير طبيعية يمكن القول إنها ظاهرة سوداء في حياة أي حزب لا سيما الحزب اليساري , الانتهازيون والنفعيون يتركون آثاراَ مربكة للحزب وهم لا يهمهم إذا تقدم الحزب أم تراجع بقدر ما يهمهم وضعهم الخاص تقدموا أم تراجعوا . والانتهازية تشوه نضال الحزب وتخلق له المتاعب من خلال خلق أوضاع غير طبيعية في التنظيم لان النضال والانتهازية يصعب جمعهما فالنضال نكران ذات والانتهازية مصلحة وأنانية وفردية , من هذا فأن الانتهازيون يضعفون نضال الحزب ويضعفون علاقته بالجماهير ولا تتجلى فيهم صفات النضال لانهم مترددون ومصلحيون ويتركون الحزب مبكراَ عندما تنفقد المزايا والمصالح الذاتية أو عندما تحصل نكسه سياسية للحزب , والانتهازي أول من يهاجم عندما يضعف الحزب , لانه لا يرمي سلاحه الكاسد بسهولة لقد شهد الحزب الشيوعي العراقي هذا النوع من الانتهازيين خلال مراحل تأريخه بعضهم تساقط كأوراق الخريف في المواقف الصعبه والبعض الآخر غادر النضال في وقت مبكر ( مع الاشارة هناك البعض من غادروا صفوف الحزب لاسباب ) , ولكن ما أعنيه هنا بالانتهازي . ويبقى حب الشعب والوطن والايمان بمستقبل مشرق لليسار وإنتصاره والانحياز للعدالة الاجتماعية والاشتراكية هي التي تدفع باليساري الديمقراطي الحقيقي بتجديد نضاله والعودة لصفوف حزبه لان أمثال هؤلاء إنهم أصحاب ضمائر حية .
هنا أطرح سؤال هل أن الانتهازي يعتبر كسباَ للحزب أم ضعفا له ؟
2- القيادات عادتاَ تخطأ لانها أنشط الاعضاء وهذا أمر وارد في الممارسة ولكن الغير وارد هو السكوت عن الخطأ وعدم معالجته والاكتفاء بتبرير الخطأ أو التقصير .
3- غياب العمل الجماعي وسيادة الفردية في التنظيم هذا يعني إضغاف لدور المؤسسات الحزبية وسيادة الدكتاتورية الحزبية ومصادرة الديمقراطية وهذا يؤشر إلى عجز الحزب عن إداء دوره لانه في هذه الحالة بؤكد وجود أزمة تنظيمية خانقه تشده إلى الخلف .
4- في الازمات أوالمنعطفات السياسية الحادة التي يمر بها البلد والحزب تتطلب السرعة في تغيير التاكتيكات والمواقف السياسية , وهذا يشترط بأن يكون القائد الميداني مستوعباَ لفكر الحزب بشكل واضح وخطه السياسي لكي يتمكن من تجسد أفكار الحزب وسياسته في مواقف عملية ملموسه وعكس هذا تصبح القيادة الميدانية عاجزة عن تلبية متطلبات الحزب .
الخلاصة والاستنتاجات :
1-القيادات الميدانية هي القادرة على إستنهاض الحزب وتوطيد مواقعه في المجتمع وتفعيل دوره السياسي وتأثيره في صنع الاحداث , فأن المدخل لاستنهاض الحزب وتوسيع قاعدته التنظيمية وتوطيد علاقاته مع أوسع الجماهير الشعبية يتم من خلال إستنهاض القيادات الميدانية وتفعيل دورعضو الحزب .
2- بلاشك أن القيادات العليا لوحدها لا تستطيع تحقيق اي نصر للحزب لانها لا تستطيع القيام بأصعب المهام مالم ترتكز على القاعدة الحزبية المتينة الواسعة وهذا هو المدخل السليم لتحريك كل جسد الحزب لا أجزاءَ منه .ولتحقيق ذلك في حياة الاحزاب لابد من أن تكون القيادة العليا في الحزب موجوده ومتواصلة مع بقية القيادات الميدانية وكوادرالحزب وقاعدته لأجل أن تبقى جذوة النضال متقدة في نفوس كل الاعضاء ويتضاعف نشاطهم حين يتلمسون أن قيادتهم تمارس النشاط معهم مثال قريب إلى الاذهان مسيرة الاول من آيار في بغداد بمناسبة يوم العمال العالمي ظهور سكرتير الحزب الشيوعي العراقي مع بعض من قيادية في المسيرة لها دلالات كبيرة على نفوس أعضاء الحزب سواء في بغداد أو محافظات البلد الاخرى هذه ممارسات نضالية تحسب لقيادة الحزب الشيوعي وستكون لها تراكمات قادمة ولكن الحاجة إلى تطويرها في نشاطات قادمة ذات طابع جماهيري سيكون لها تأثير أكبر وأعمق في صفوف أعضاء الحزب والجماهير في آن واحد .
3- أهم شرط في القيادات الميدانية الناجحة أن تكون جماهيرية وتعيش مع الجماهير في أعمق أعماقها وتكسب ثقتها وتمتاز بنضج وعيها وعطائها وسمو أخلاقها وحين تفقد صفاتها الثورية تتلاشى مكانتها بين أعضاء الحزب وبين الجماهير وتلجأ إلى العزلة والتعالي وتصبح عالة على الحزب .
4-أكثرما يضفي على القائد الميداني قوة وتأثيرهو عندما يمتاز بقوة المبادرة والشجاعة والاقدام والوضوح والتعامل بشفافية وصراحة وهذا مؤشر على قوة الشخصية ولابد أن يكون ذو ذهن وقاد قادر على التركيزوقادرعلى الاستذكار والقادرعلى تقديم الجواب الصحيح على الآراء في المواقف المختلفة وهذا بخلاف القائد الميداني الذي يمتاز بكثرة النسيان والغفلة وضعف التركيز فيصبح في أقصى حالات الضعف وتجعل الاعضاء متذمرون وكذاالجمهور الذين من حوله فيفقد قدرته في التأثيرلان القيادي الذي لم يأخذ صفة القدوة يضعف موقعه أمام رفاقة وبين صفوف الجماهير ويصبح إنتقاده أمراَ طبيعياَ حتى من قبل الجمهور وهذا يؤثر سلباَ على الحزب .
5- لابد من وضع القيادي المناسب في المكان المناسب وأن أي خلل في ذلك يجرد الحزب من دوره في النشاط المطلوب ويتراجع العمل والنشاط وتتخلخل العلاقات وتضعف الثقة لاسيما عندما تكون بقية الكوادر أو الاعضاء أكثر كفائة من هذا القيادي في الحقل الذي ينشطون فيه .
6- القائد الميداني يكون ضرراَ على الحزب إذا لم يملك فن الاصغاء وعدم إجادة الحوار وضعف قدرته في توفيرالقناعات وعدم تقديم الاجابات الصحيحة وإذا أصابه الجزع وذاق ذرعاَ من النقد وعدم قدرته في تلقي الملاحظات القادمة من القواعد وعدم التفاعل معها لان رأي القواعد يعبر عن رأي أعضاء التنظيم ورأي الجماهير وملاحظاتها . حيوية الحزب وتأثيره في صنع الاحداث عندما تنتفض وتنتصر هذه القيادات الميدانية على نفسها لصالح الحزب بالوعي والتواضع والانفتاح على القواعد وخلق الثقة والتفاعل معها وتوطيد علاقاتها مع الجماهير وأن تتحرر من كل أمراض وترسبات المجتمع وعقده وبهذا تكون لها المقدرة على تطوير أساليب نضالها .
7- المجتمع العراقي اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى فكر وتنظيمات اليسار الديمقراطي العراقي من هذا فأن هذه الاحزاب أمامها مسؤوليات كبرى فلا بد من إستنهاض قواها الذاتية والمدخل لذلك هو تنشأة وضخ المزيد من القيادات الميدانية لتلتحم مع جماهير الشعب . للحزب الشيوعي العراقي تجربة غنية ونادرة في قدرته على التنشأة العملية لقيادات ميدانية ثورية صادقة لن تثنيها عن أهداف النضال أي مصلحة ذاتية أو أي إرهاب للسلطات خلال مراحل النضال التي مروا بها فجبلوا على نكران الذات وتجاوزوا بنضالاتهم ضراوة الحكام وإرهابهم وشراستهم وسخروا من كل وسائلهم وتحدوهم بكبرياء مؤكدين أن الايمان بفكر الحزب أقوى من الجبروت والطغيان وأقوى من الملاحقات والاختفاء ومن السجون والتعذيب وأقوى من الموت إني على ثقة إنه كان إختيار الاعضاء يخضع للمزيد من الأناة , لهذا كان القادة الميدانيون في صفوف الحزب الشيوعي العراقي متميزون في صلابتهم وفي جماهيريتهم و رغم قلتهم بسبب ظروف النضال السرية فأنهم قادرون على تحريك جماهير واسعه وتعبأتها في نضالات جماهيرية وصلت لحد الانتفاضات وفي مدن بعضها تسيطرعليها قوى رجعية وبعضها دينية , لابد من إعادة دراسة هذه التجربة ولا بد من أن تكون أيامنا هذه أكثر أناة من أيام خلت في كسب الاعضاء الجدد وإختيار النوعية للقيادات الميدانية ديمقراطياَ .
8- هناك درس لابد من أخذه بنظر الاعتبار وهو أن اليساري الديمقراطي الحقيقي لا يدخل في صراع مع اليساري الديمقراطي في تنظيم آخر إنطلاقاَ من المهام المشتركة والقائد الميداني اليساري الديمقراطي هو من يفتش عن قواسم مشتركة للعمل والتنسيق المشترك الميداني لحزبه مع القوى اليسارية الديمقراطية الاخرى المتواجدة في الساحة .
9- هذه مساهمة تصب في إتجاه هدف نضالي وهو إستنهاض قوى اليسار الديمقراطي ولكن يلاحظ أن هذه المساهمة إتخذت أبعاد تنظيمية من منطلق التوقف عند بعض العوامل الذاتية فجرى تناول موضوعة القيادات الميدانية لانها بنوعيتها وفاعليتها ووعيها وعلاقاتها مع الجماهير تكون عاملاَ مهماَ لاستنهاض الحزب ودوره في الحياة السياسية لاسيما وتنتظر اليسار الديمقراطي مهام كثيرة واحدة منها على سبيل المثال قرب الانتخابات البلدية في المدن والاقضية والنواحي .
11-6-2010 .
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives