العشاء الاخير وحديث يسوع / الجزء الاول / بقلم الشماس سمير كاكوز

يسوع قبل القبض عليه اراد الاحتفال بالفصح بحسب الطقس والشريعة الموسوية . 

 يسوع احتفل بالعشاء الاخير مع تلاميذه ليقدس الخبز والخمر والحديث معهم ويعطيهم وصاياه الاخيرة قبل صلبه .

عشاء الرب هو بمثابة ذكرى التي فعلها النبي موسى لما رش الدم على الشعب وقال لهم هوذا الدم الذي قطعه الرب معكم بناء على جميع هذه الاقوال كما ورد في سفر الخروج 24 / 8 .

العهد القديم الشريعة الموسوية كانت توصي بذبح حيوان من أجل أنسان خطايا الشعب وعليه عمل وفعل يسوع من العشاء الاخير من أن ساعته قد جاءت وحياته الارضية انتهت . 

الفصح كان عند اليهود يشمل أكلأ الخروف الفصحي مع أفراد العائلة الواحدة وأن وجد عائلة فقيرة لا يمكنها شراء الخروف في هذه الحالة تجتمع عائلتين وتشترك سوية بذبح خروف واحد مع بعض الاشياء الاخرى فيقوم رب الاسرة بكسر الخبز وتقديمه للجميع ويقول هذا هو خبز المحن والهموم الذي أكله أباءنا في أرض مصر .  

يسوع ناول الخبز الذي يمثل جسده والخمر الذي يمثل دمهِ لتلاميذه قالاً لهم هذه هو دمي دم العهد الجديد الذي يراق من اجل جميع الناس لغفران الخطايا . 

العهد الجديد هو انتهاء سفك دم الحيوانات بسفك دم يسوع على الصليب . 

يسوع المسيح دفع حساب نفقاتنا بسفك دمع على الصليب لغفران خطايانا . 

يسوع أحبنا ونحن خطاة ومات من أجلنا على خشبة الصليب . 

يسوع في هذه الليلة الحزينة عرفة مسلمهِ فتالم كثيراً وتعذب وتحمل ألالام من أجل أن يكمل مسيرته التي جاء من اجلها وهي موته على الصليب وغفران خطايانا وخطايا البشرية جمعاء .  

يسوع المسيح أصبح الحمل الوديع والخروف المذبوح على الصليب بسببنا نحن الخطاة . 

يسوع هو الراحة والامان والسعادة والفرح والهناء وشافي أمراضنا وياخذ أتعابنا ومشاكلنا . يسوع هو الايمان الحقيقي والمحبة والفادي والمحلص . 

يوحنا الحبيب يقول في رسالته الاولى أذا كنتم تعرفون أن المسيح بار فاعرفوا أن كل من يعمل الحق كان مولوداً من الله . 

الايمان بالله وبابنه يسوع ننال الخلاص ونكون عائلة واحدة لا عيب فيها في الملكوت السماوي . من يثبت بالمسيح ويؤمن بها أيماناً حقيقياً لا يخطىء . يسوع هو رجاءنا وهو الطاهر والقدوس .

يسوع هو الطريق والحق والحياة الذي يمهد ويعد لنا بيوتً في السماء . بني اسرائيل والشعب اليهودي في ظل شريعة العهد القديم شريعة موسى كان لا يمكنه الاقتراب الى الله ألا عن طريق كاهن وذبيحة تكون بلا عيب لغفران خطاياهم . يسوع الفادي أتى الى هذه الارض ليرفع عنا كل هذه الاشياء وهذه الصعوبات ليقدم نفسه ذبيحة مرة واحدة لكي يغفر خطايا البشرية جمعاء والى الابد . 

يسوع أعطانا دمه وحياته من أجلنا . هذا الدم أرتبط بدم العهد الذي عقده الله مع موسى في سيناء ومن أجل جميع البشر وليس لجماعة محدودة . 

يسوع له المجد بذل دمه من أجل أناس كثيرين كل أنسان يؤمن بيسوع ينال الخلاص وتغفر خطاياه وفي النهاية يحصل على الملكوت السماوي الذي أعده لنا يسوع والجلوس معه على مائدة واحدة . النبي أرميا يكتب في سفر عن العهد الجديد الاصحاح 31 / 31 من ان الله سوف يكتب شريعته في قلوب الناس المؤمنين لا كما كتبها على الواح من حجر واعطها الى النبي موسى وبمعنى أخر علينا من الان فصاعداً أن نقيم ونبدأ علاقة جديدة مع الله ولا نبقى أن نعيش في العهد القديم وبشريعة موسى بل بولادة روحية جديدة في حلول الروح القدس من خلال العماذ . 

أرميا كان يتطلع الى اليوم الذي يقيم فيه العهد لكن نحن المؤمنين بيسوع العهد قائم فينا . يسوع أكل وشرب الخبز والخمر مع تلاميذه وعند خروجهم من غرفة العشاء رتلوا التراتيل والمزامير الجميع رنموا ترنيمة من سفر المزامير 115 و 118 والتي كانت ترنم خاصة في وليمة عشاء الفصح . 

عشاء الفصح الطقسي هو كان تذكار تحرير بني أسرائيل من ارض مصر وخروجهم منها لما أمر الله بني أسرائيل أن يذبحأ الحمل ويرشأ دمه على العتبة العليا فينجوا من ملاك الموت عندما يمر من بيوتهم كما ورد في سفر الخروج الاصحاح 12 وكانت الضربة العاشرة ضد فرعون ففي الحال خرجأ بني أسرائيل من عبودية المصريين واصبحوا أحرار . هذا العشاء وهذا الفصح أشارة الى موت المسيح على الصليب وأراقة دمه كحمل مذبوح لا عيب فيه ليخلص شعبه من الموت الاكيد التي سببته الخطيئة والدينونة . 

يسوع في هذه الليلة يؤسس لنا سر الافخارستيا ونفعلها من بعده نحن خلال القداس واقامة الذبيحة الالهية ولكن بشكل فعال أيمانياً وروحياً وجسدياً وفكرياً وقلبياً مع باقي الناس المؤمني. هذا هو التذكار الحقيقي الذي يوصينا به يسوع أن نعمل به من وصايا وافخارستيا وعمل عجائب وتبشير الناس ببشارته . كانت العادة عند اليهود وقبل أكل الخبز عليهم غسل أيديهم وأرجلهم بعدها يكون عمل الفصح وهكذا يسوع عمل بحسب الطقوس غسل ارجل تلاميذه وبعدها أسس لنا الافخارستيا . 

يسوع ختم عهده بدمه لغفران الخطايا والغى جميع الذبائح التي كانت تقدم عن طريق الحيوانات . علينا أذن أن ناكل جسد المسيح ونشرب دمه لننال الحياة الابدية ونكون مشتركين مع المسيح سوية . 

الاعتراف بيسوع انه أبن الله ننال الخلاص .  

يسوع وهب الحياة الابدية وصالحنا مع الله بموته على الصليب وسفك دمه الكريم . المسيح فتح لنا باب الدخول للملكوت السماوي بعد أن كان مغلقاً أمام جميع البشر بسبب خطئية أدم وحواء . أكل جسد يسوع وشرب دمه بمثابة من أن يسوع أصبح يملك على حياتنا ويسكن فينا . جسد يسوع وشرب دمه ما معناه قتل الخطئية الموجودة في داخلنا فنصبح أنساناً جديداً بالمسيح ربنا . أكل جسد يسوع وشرب دمه معناه أننا أتحدناً مع يسوع وبدون أنفصال نهائياً . أكل جسد يسوع وشرب دمه نصير نحن المؤمنين بيسوع جسداً واحداً وروحاً واحدة وفكراً واحداً . يسوع في هذه الليلة كانت له أخر جلسة مع تلاميذه فاعطاهم تعاليم ووصايا وأرشادات تتعلق بالمحبة والتواضع والتضحية والغفران مع الاضطهادات والمشقات التي سوف تقع عليهم من الاعداء . يسوع كان خلاصهِ فرح وسلام ومحبة ومصالحة مع الله . أكل جسد وشرب دم يسوع معناه القوة والسيطرة على فكرنا وروحنا وطرد الشياطين من جسدنا .  

قال له المجد الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد

والمجد لله امين 

الشماس سمير كاكوز