الصراع السياسي لأقليم كردستان الى أين؟؟
القضية الكردية بدأت منذ التغاضي عن معاهدة سيفر 1920، وإبرام معاهدة لوزان 1923 التي أجحفت حقوق الكرد في المنطقة ، لتوزعهم على اربع دول ، حتى غدت مصدر قلقٍ وتوتر ، وزاد الوضع تعقيداً مع الأيام بآثار سلبية على الانسانية ، من جميع الأوجه الحياتية.
بعدها أستعادت الحركة الكردستانية وجودها المؤثر ، بعد لجوء الشبيبة المتمثلة بأنصار الحزب الشيوعي العراقي الى كردستان ، لمقارعة اعتى دكتاتورية صدامية بعثية من جهة ، وتجميع قوى الكرد من الاتحاد الوطني الكردستاني ، والحزب الديمقراطي الكردستاني ، ليتحد الجميع بهدف واحد ، للتخلص من النظام الدكتاتوري وأقامة الديمقراطية في العراق ، ومنح الحقوق لجميع القوميات العراقية بما فيه حق تقرير المصير لكوردستان.
تلك العلاقة لم تستمر طويلاّ بين القوى الكردستانية ، حتى ظهر الصراع والاحتراب بينها نتيجة التدخلات الخارجية ، حدك تعاون مع أيران وتحالف مع (حشع ) في جبهة (جود) و(اوك) مع صدام بالضد من الشيوعيين وتنصل من جبهة (جوقد)، فاعلاّ مجزرة بشتاشان عام 83 لم تغادر الذاكرة مجداّ لشهدائها ، وحتى بعد تحرير كردستان عام 1991 ، أشتد القتال الكردي – الكردي بين حدك وأوك عام 1996 ، فتعاون حدك مع صدام لأستعادة أربيل من أوك نتيجة تعاون الاخير مع ايران ، وهو ما يؤكد التدخل الدولي والأقليمي المباشر في أدارة الأحتراب والصراع ، في الأقليم والمنطقة الملتهبة بشكل دائم ومستمر ، والأنسان الفقير المحتاج دوماّ للقمة العيش يدفع الثمن الغالي بشرياّ ومادياّ ، بالأضافة الى القوميات الأخرى المغلوبة على أمرها ، المتواجدة في كردستان العراق.
للأسف الشديد لم تستفد القيادات الكردية من الأخطاء المستمرة ، كونهم أستغِلوا من القوى الدولية والاقليمية بشكل متواصل ، خصوصا حكومات المنطقة ، في أعوام متعددة ومتلاحقة ، ومنها عام 61-70 ، و74-75 ، و79 – 96 والجميع مستفادين من القضية.
أما في تركيا فحدث ولا حرج من القضية الكردية رغم التطورات التي حصلت عالمياّ ، يعانى الكرد سياسة التتريك والحرمان لأبسط حقوقهم ، وكما في إيران حول الحقوق القومية المغيبة للجميع ، عدا الفرس والأسلام المؤدلج ، وكما الحال في سوريا هو الأسوء للكرد فيه ، والولايات المتحدة والغرب دخلوا ويدخلون بأستمرار على الخط ، بأتجاه أستغلال القضية لمصالحهم الدولية.
الدروس المستنبطة:
1.القيادة الكردية مهما بلغت من فطنة وذكاء خارق ، وقدرات فردية وعلاقات دولية ، لايمكنها ان تتقدم خطوة واحدة الى الأمام ، بعيداّ عن جماهيرها صاحبة القضية الأساسية ، في تحررها وأنتزاع حقوقها ، وانعتاقها من سيل الدماء وغزر الدموع ، والظلم والضيم والقهر وتعثر الحياة في جميع النواحي ، ولم يجنوا المناضلون الفقراء المضحين بالغالي والنفيس غير خيبة أمل ، ليتقدم عليهم المنتفعين والانتهازيين والوصوليين والتوفيقيين ، لما آلت اليها الامور حالياّ ، من أخفاقات بسبب علاقات القيادة الغير المدروسة ولا المتوازنة مع جماهيرها المناضلة المضحية ، وضعف برامجها ومناهجها التطبيقية لخدمة الشعب الكردستاني ، في النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، دون مراعاة الحقوق الانسانية للكرد والمكونات الاخرى ، خصوصاّ الكلدان الذين كانوا دوماّ ، الظهير المضحي والمساند للثورة الكردستانية ، عملوا ولا زالوا يعملون مع القوى الوطنية الديمقراطية ، والأحزاب القومية الكردية ، فلم تراعى الوجود القومي الكلداني ، عملت بخلاف ما جاء وفق المادة 125 من الدستور العراقي ، لتتبنى التسمية الهجينية المبتكرة في مسودة دستور الأقليم (كلدان سريان آشوريين) ، متجاوزين على الواقع وحضارات وتاريخ العراق.
2. للأسف الشديد رغم مرور أكثر من 21 عاماّ ، على تحرير جنوب كردستان ،(شمال العراق) لم يتحسس المواطن العادي البسيط ، بعدالة أنصافه ومنح حقوقه وتقييم جهوده ونضاله وتضحياته الجسيمة ، عبر الأجيال المتعاقبة التي رفدت الثورة الكردستانية بالغالي والنفيس ، وخصوصاّ الشعب الكلداني والانصار الشيوعييين ، ايماناّ بالقضيه العادلة لأنتزاع الحقوق المهضومة والمسلوبة لجميع مكونات الشعب الكردستاني ، ولم تتمكن حكومة كردستان ، من معالجة البطالة بأقامة مشاريع زراعية وصناعية وتقنية ، وتحسين الوضع الأجتماعي والسياسي والاقتصادي والصحي والتعليمي ، بالرغم من الواردات الاقتصادية المختلفة الداخلة للأقليم زائداّ الحصة البالغة 17% من ميزانية العراق.
3.لم يتم تفعيل القانون والنظام تطبيقاّ بالمستوى العادل والمنصف ، بل هناك مزيداّ من المحسوبية والمنسوبية والعشائرية والحزبية والوجاهية والمصالح الشخصية الذاتية ، ناهيك عن النزاعات الطائفية والعنصرية القومية بفساد مالي وأداري ، والواسطة والتحزب والرشوة ، هو السيد العامل والفاعل على حساب النظام والقانون ، أن ذلك يحسب سلباّ على سلطة الاقليم ، وعليها معالجة هذه الآفة الخطرة ، ضمن برنامج ومنهاج عملي جذري.
4.اما المناطق المختلف عليها ، او ما تسمى المستقطعة ، فحدث ولا حرج ، فهي من المناطق المهملة جداّ ، ومن أكثر المناطق المتضررة تاريخياّ ، وحالياّ من جميع مناحي الحياة ، بسبب ممارساة جائرة وقامعة ومبتزة لشعبنا العراقي بجميع مكوناته القومية ، من قبل جميع السلطات المتعاقبة ، كونها واقعة بين المطرقة والسندان ولحد اللحظة ، تعاني انعدام الخدمات والبطالة والبطالة المقنعة ، وما يلحق بهما من أبتزاز ، وهجر وتهجير مستمر ، بالأضافة للقتل المتعمد من قبل الارهاب المنظم والمنفرد وهلم جرا.
5. ما نراه ونشخصه يقيناّ في هذه اللحظة الحرجة ، هو تنامي الفكر الأسلامي المؤدلج والمسيس ، بالضد من التطور العلمي والتقني والسياحي ، الذي يفرض وجوده على سلطة الأقليم ، لمسايرة التطورات العلمية والتقنية ومتطلبات تكنولوجيا العصر الحديث ، واللحاق بثورة التقدم العلمي بسلاسة ، وعصر الثورة المعلوماتية للآسترشاد بها ومواكبتها بأستمرار ، وليس القفز عليها وتغييبها وقمع والغاء المفيد منها ، ليجعل المنطقة تعم في الظلام والجهل ، مسايرة مع التخلف والانجماد الفكري ، في ظل الجمود العقائدي الديني ، وبالضد من الرقي الى مجتمع مدني متمدن حضاري تقدمي ثقافي ادبي وفني ، وبهذا يحدث شرخ كبير في المجتمع الكردستاني .
6.اننا نلاحظ اخفاقات هنا وتراجع هناك ، لبناء وتطور العلمانية والمدنية والثقافة العامة من حرية التفكير والرأي والرأي الآخر ، واهمالاّ للفن وتقنياته ، من مسرح ورسم وسياحة ، وتغييب واضح لدور المرأة الفاعل ، مجاملة للاسلام السياسي المؤدلج القامع للحريات وتطور المجتمع عموماّ ، كونه فكر جامد بقالب جاهز ، يفرض الشعائر الدينية كالصوم على الجميع ليصل للمناطق الغير المسلمة ، أنه عمل منافي للحريات الشخصية ، لان التدين من عدمه مربوط بين الخالق والانسان نفسه ، فليس من حق العباد فرضه على الآخرين عنوة ، فما دخل العباد بأمور الخالق؟.
الصراع والعلاج:
1.هناك تخبط سياسي وأزدواجي ، في طريقة بناء كيان مستقل عن العراق ، وهذا بالطبع مناقض للدستور الذي تم أقراره والأستفتاء عليه من قبل الجميع بما فيهم الكرد ، الذي ولد صراعاّ بين الكرد أنفسهم في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة ، عليه مطلوب من القوى الكردية بمختلف أتجاهاتها السياسية والفكرية ، الحوار والتشاور مع المكونات الأخرى المتواجدة ضمن كردستان ، مزيداّ من الحوار والتفاهم على القاسم المشترك والعمل وفقه ، دون القفز على المرحلة الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة عموماّ ، بالتنسيق والتفاهم مع حكومة المركز وليس العكس.
2.العمل بنفس طويل ومستمر لجميع القوى الكردستانية ، والاهتمام بالشارع الكردستاني بالوقوف الى أحتياجاته ومتطلباته ، والاستماع الجدي لآراءه وأفكاره وصحافته واعلامه ، بما فيه طروحات المعارضة ، والاستفادة منها لوضع الحلول والمعالجات الجذرية لفائدة وخدمة الانسان وصيانة حقوقه وفق المواثيق الدولية بروح ديمقراطية ، مع تفعيل الشعار العملي الموضوعي(المواطن له حقوق ، كما عليه واجبات).
3.تحالفات الحزبان الكرديان مع القوى الشيعية تارة ، والسنية تارة أخرى وفق رؤية المصالح الذاتية للقوى الثلاثة ، والابتعاد عن تحالفهم مع الوطنيين الديمقراطيين ، أضر كثيراّ بالوطن وبالشعب العراقي عموما والكردستاني خصوصاّ ، لابد من مراجعة الذات بالابتعاد عن التزمت القومي وحق تقرير المصير حالياّ ، في هذه المرحلة المعقدة والدقيقة حباّ بالعراق وشعبه.
4.الصراع داخل الأقليم نفسه ومع المركز ، مهّد للتدخل الأقليمي والدولي في الشأن العراقي ، وهو أضعاف للاقليم وللمركز معاّ ، ومشاكل البيت الواحد تعالج داخلياّ ، بعيدا عن تدخلات الجيران والأقارب ، وهذا ما يؤجج الوضع تعقيداّ ودماراّ.
5.لم يتم انصاف بقية المكونات المتواجدة في كردستان ، وخصوصاّ الكلدان الذين يشكلون ثاني قومية بعد الكرد ، بل تم تهميشهم لابل تغييبهم والالتفاف عليهم ، كمكون طائفي ضمن القومية الآشورية ، تماشياّ مع طروحات زوعا والمجلس الشعبي ، بأستحداث تسمية مركبة على أساس الوحدة القسرية ، وما يؤسفنا حقاّ انزلاق الحزب الشيوعي العراقي في مؤتمره التاسع المنعقد في الشهر الخامس من عام 2012 بتبني التسمية القطارية الهجينية ، مناقضاّ للواقع الموضوعي والتاريخي ، كما هو مثبت في أدبياته ومؤتمراته السابقة.
6. أزاء هذا الواقع المرير ، بدأت القوى السلفية الاسلامية بدعم ومساندة الأمبريالية العالمية ، بالانتعاش والتحرك لزرع بؤرة التخلف وزيادة الجهل بين مكونات الشعب العراقي ، وهذا ما تعمل به أمريكا وحلفائها في المنطقة والعالم لأسباب معروفة سلفاّ ، لذا يتطلب الحيطة والحذر ومعالجة الامر بحكمة ودراية موضوعية.
حكمتنا:
محاضرة القيت في البالتوك \غرفة الينابيع للانصار الشيوعيين وأصدقائهم في تمام الساعة السادسة صباحاّ بتوقيت ملبورن \ استراليا
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives