الرئيس جلال الطالباني , رئيس من ؟
خرج علينا الرئيس جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق وهو يخطب في مجموعة من أنصاره في مدينة السليمانية بتصريح غريب , يدعو فيه الى تشكيل تكتّل بين الأكراد والتركمان في كركوك لتحريرها مِن مَن وَصفهم ” الأرهابيين والمحتلّين الجدد ” وفٌهِمَ من تصريحه بأنه يقصد العرب في كركوك , ولعلّ الرئيس جلال الطالباني هو أوّل رئيس لدولة تضم قوميات متعددة , يدعو الى قيام تكتّل بين قوميتين من شعبه ضد قومية أخرى تمثّل أكثر من 80% من الشعب العراقي, وكان من المتوقع أن يكون رئيسا وأبا لجميع العراقيين , وليس مُفَرّقا بين أبنائه , فهل هناك رئيسا لدولة ما يؤمن بأن بوجود مواطنيه من قومية معيّنة في أية بقعة من داخل حدود بلادهم هو أحتلالهم لتلك المنطقة ؟
أدلى البعض من معاونيه ومناصريه الحزبيين بتصريحات محاولين التقليل من ردّة الفعل القويّة من مختلف أطياف الشعب العراقي والبعض من النواب في مجلس النواب بتبريرات مختلفة, تارة بأن الرئيس الطالباني حريص على الدستور , وهو يتصدّى لمن يحاول العودة بالعراق الى المربّع الأول !! والقضاء على المنجزات التي حققها شعبنا !!! وهنا تذكرت أستفسارا لأحد الكتاّب وهو يسأل , عجبا نحن في أيّ مربّع الآن ؟؟ وأين هي هذه المنجزات ونحن الآن في السنة الثامنة من الأحتلال ؟؟ وكل الأمور تسير من سيّىء الى أسوأ , والدليل المظاهرات التي أبتدأت في البصرة وسارت في معظم محافظات الجنوب وبغداد , وزحفت الى الشمال في نينوى وصلاح الدين وكركوك , وشملت حتى كردستان العراق في السليمانية , والله وحده يعلم أين وكيف ستنتهي .
أما الأستاذ محمود عثمان السياسي الكردي المعروف , فيصرّح بأن الرئيس جلال الطالباني عندما تكلّم عن كركوك , كان يتكلم بصفته رئيسا للحزب , وهو نفس التبرير الذي قدّمه حين صافح الرئيس الطالباني وزير الدفاع الأسرائيلي ( أيهود باراك ) .
في رواية للمؤلف البريطاني روبرت لويس ستيفنسون كتبها في القرن التاسع عشر بعنوان (( الحالة الغريبة للدكتور جيكل والسيد هايد عام 1886 )) وهي رواية شهيرة نقلت الى السينما العالمية , يتحدث بأختصار عن شخصية بحالتين , حالة الدكتور جيكل , المعروف في المجتمع وبين أصدقائه , شخصية محترمة علمية لها مركزها الأجتماعي , والحالة الثانية , شخصية مستر هايد الرجل القصير القامة , ذو الوجه القبيح , والقصة معروفة … خلاصتها أن في كل شخص وجه شرّير يسكن فيه في حدود سَمَحَتْ بها الطبيعة , دون محاولة التلاعب في تركيبتها تجنبا لتفاقم الأمور .
وهنا أيضا تذكّرت ترتيلة المجد في الصفحة ( 334 ) من كتاب الحوذرا في الكنيسة الكلدانية وهي تُرَتّلْ بمناسبة عيد الميلاد المجيد للرب يسوع المسيح الذي يتّفق الأسلام والمسيحية بأنه روح الله وكلمة الله , كما أن الأيمان المسيحي يعتبره الأله المتجسد ذو الطبيعتين , الطبيعة الألهية والطبيعة البشرية , وفي هذه الترتيلة سوف أنقل أحد أبياتها الذي ترجمته .
(( عندما مَجَّدَهُ الملائكة , كان ألاها ** وُضِعَ في المذود , كان أنسانا ** أدَلَّ عليه النجم , كان الاها ** رَضَعَ الحليب , كان أنسانا ** ملوك الكلدان (المجوس ) أتوا له بالهدايا , كان ألاها ** تَقَبَّلَ الطهور , قَدَّمَ الذبائح حسب الناموس في الهيكل المقدّس , أنسانا كان بالحقّ )) .
أنه المسيح , كلمة الله , روح الله , بأمكانه أن يكون بطبيعتين , أما الأنسان المخلوق , حتى لو كان رئيسا للجمهورية ويكون بوجهّيْن , فهو أمر غريب فعلا , وهنا أيضا أتسائل , عندما صرّح فخامته بأنه يؤيد أقامة محافظة مسيحية في سهل نينوى , بأية حالة كان ؟؟
بطرس آدم
آذار 11\ 2011
متى كان أبو الكرشين /صبي صدام يحب العراقيين؟!!، أو بالأحرى متى كان يحب أحداً غير نفسه؟؟!!، وأنا أشك أن كان يحب حتى عائلته والغريب ،كلَّ الغرابة، أن يكون رئيساً للعراق الذي كان ولا يزال أحد الأسباب الرئيسة في خرابه ولله في خلقه شؤون؟!!