في مثل الفريسي والعشّار، أراد الرب يسوع توضيحَ نوعَين نقيضين من الصلاة، فقد كان الفريسيُّ يبدو أمام الناس تقياً وحتى في داخل ذاته، على العكس تماماً من العشار. حاول الفريسيُّ بترَفُّعٍ تبرير نفسه بأعمالِه، بينما العشّار تنهَّدَ بخشوع طالباً الرحمة من الله ليُبرِّرَه. الإستعلاء الفريسي مرضٌ سرطاني فتّاك في العبادة، أما التواضع الروحي العشّاري، فتتجلّى فيه العافية والحياة والتقوى الحقيقية.
إذاً ما هو السبيل الى اقتناء البِر؟ وما هو سِرُّ التقوى؟ لم تكن مقارنة الرب يسوع بين إنسانَين عبثية على مقياس المعبد! إذ إنَّ الصلاة تكشف داخل الإنسان وتعكسه على حقيقته! أما سِرُّ التقوى فهو اتحاد الإنسان بالله وجَعلِه عرساً دائماً، كما حدَّدَه رسول الأمم بولس بتجسُّد يسوع < ما أعظم سِرُّ التقوى، الله صار بشراً > حيث يقول بولس < فإذا شهِدتَ بفمِكَ أنَّ يسوع رَبٌّ، وآمنتَ بقلبكَ أنَّ الله أقامَه من بين الأموات، نِلتَ الخلاص. فالإيمان بالقلب يؤدي الى البِر، والشهادة بالفم تؤدي الى الخلاص > ر 10: 9 – 10.
إنَّ حسابات الله غير معروفة، < ما أبعد غورَ غِنى الله وحِكمتِه وعِلمِه! وما أعسرَ إدراكَ أحكامِه وتَبَيُّنَ طُرقِه > ر33:11 وعند بذلنالتقدماتنا من اجل الإتحاد بالله تغدو فضائل! ولكنَّ هذه الفضائل ليست لنا وإنما تعود للروح القدس الذي يعمل فينا، فهو المحرِّك لحياتنا الروحية. مَن أخضعَ جسدَه لروحه يُصبحُ إنساناً روحياً. ومَن أخضع روحَه لروح الله الآب القدوس تكون أعمالُه بارة. برارة الإنسان في هذه الحياة هي بعلاقته الحية مع الله وباتحاده به. ويتم ذلك عن طريق انسحاق القلب الحقيقي، ويُكمِل الله الباقي وبحسب مِقدار اتصالنا بالمسيح الرب. والمثال على ذلك ما جناه لِصُّ اليمين. فالبِرُّ يعني القداسة، والقداسة تعني التألُّه، والتألُّه هو الإتحاد بالله ولا يتم إلا لأنقياء القلوب!
لذلك، فإنَّ أفضل طريقةٍ فعّالة للتبرير،هي أن تلوم ذاتك مع الإنسحاق “كالعشّار” وليس تبريرها والإعجاب بها”كالفريسي” فالعشار، كان مُعجَباً برحمة الله ومحبته، أما الفريسي، فكان مُعجَباً بذاته. تبرير الذات سرطان خفي يُلاقي المُبَرِّر بذاته ويفصله عن يسوع مصدر الحياة. أما لوم الذات فهو لقاء بيسوع في خشوع تكمن فيه العافية بشكل سِرّي! فما أربحَ أن نصلّيَ عشّارياً < يا إلهي اغفر لي أنا لبخاطيء > هذه هي طريق التوبة الموصلة الى السماء، ومَن سلك غيرها يضيع!
( المقالة مستوحاة من كتاب < السائحان بين الأرض والسماء > _ الله والإنسان – ج 2 )
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives