حانت الساعة ليقدم المسيح ذبيحة نفسه علنا أمام التلاميذ والعالم : ” وقال يسوع هذا ، وخرج مع تلاميذه الى عبر وادي قدرون ، حيث كان بستان ، دخله هو وتلاميذه “. ( يوحنا 18 :1) يبدو ان الانجيلي يوحنا اعتنى أن يقدم لنا الوصف للرحلة الحزينة للمسيح ، وهو خارج من المدينة صوب جبل الزيتون ، مطاردا من التلميذ الخائن والشعب الاحمق ، ليعطينا نفس الصورة النبوية لداود ، ملك اسرائيل ، وهو خارج باكيا حافي القدمين ، هاربا من وجه ابنه أبشالوم الطامع في ملكِ ابيه ، متسلحا بمشورة أخيتوفل ، وبجيش من الشعب الأحمق الذي أغواه ضد أبيه :” وكانت جميع الارض تبكي بصوت عظيم وجميع الشعب يعبرون ، وعَبَر الملك في وادي قدرون ، وعبر جميع الشعب نحو طريق البرية .” (2صموئيل23:15) ، ” وأما داود فصعد في مصعد جبل الزيتون ، كان يصعد باكيا ، ورأسه مغطى ، ويمشي حافيا ، وجميع الشعب الذين معه غطوا كل واحد رأسه ، وكانوا يصعدون وهم يبكون .”(2صموئبل30:15)
أما أبشالوم الابن الجاهل ، فأصابه سهم في ظهره وعُلق على شجرة ميتا ، وأما أخيتوفل ، صاحب المشورة ، فذهب وخنق نفسه .(2صموئيل23:17)
ألانجيلي يوحنا ، في سرده لحادث البستان ، ليتخذ منها معناً :” حيث كان بستان ، دخله هو وتلاميذه” ، هذا هو بستان ( جشسيماني ) ، الاسم الذي اطلقه كل من الانجيلي متى والانجيلي مرقس ، ويحكى لنا المؤرخ يوسيفوس اليهودي ، ان مثل هذه البساتين الصغيرة كانت منتشرة على جبل الزيتون ، وكانت تدعى بالبراديسوي اي الجنات . كلمة (جثسيماني) من مقطعين (جاث- شماي) ، وتعني ( معصرة الزيت ) “: من ذا الآتي من ادوم بثياب حُمر ٍ من بُصرَة ، هذا البهي بملابسه ، المتعظم بكثرة قوته ؟ انا المتكلم بالبر العظيم للخلاص . ما بال لباسُك مُحمر وثيابك كدائس المعصرة ؟ قد دُسْتُ المعصرة وحدي ، ومن الشعوب لم يكن معي احد . فدستهم بغضبي ، ووطئتُهم بغيظي ، فرُشَّ عصيرهم على ثيابي ، فلطخت كل ملابسي ، لأن يوم النقمة في قلبي ، وسنة مفديي قد أتت .” (إشعيا63 : 1-4 )
مغزى من ذكر الانجيلي يوحنا (البستان) ليبين لنا انها مقابل جنة عدن ، فكما الإنسان الاول فيها هويته ، إذ طغى عليه الشيطان وأغواه وأحدره الى الارض عريانا ، مفضوحا ، ميتا بجهله ، جاء ابن الانسان ودخلها مصليا ، وانتقم للإنسان ، بأن أسقط الشيطان من السماء كالبرق المنطفيء ، وأحدره الى الهاوية مكبلا بقيود الظلام واعاد آدم الى رتبته الاولى حيا ،غالبا الموت ، لميراث نعيم الحياة الابدي . وربما يكون الانجيلي يوحنا قد وضع موضوع المقابلة في أمر جنة عدن والبستان ضمن اعتباره ، إذ يكرر مرة اخرى ان موت المسيح وقيامته كانا في بستان ( جنة ) ايضا :” وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان ، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه أحد قط” (يوحنا41:19) . بل وأمعن في أمر البستان ، أن مريم توهمت ان المسيح القائم من الموت انه هو البستاني :” فظنت تلك انه البستاني ، فقالت له : ياسيد إن كنت أنت قد حملته ، فقل لي اين وضعته وأنا آخذه “(يوحنا15:20). ولم تعلم مريم أنه ( البستاني ) الحقيقي الذي فلح لنا الفردوس الجديد ، عوض آدم الذي أفقدَنا الفردوس الأول . أن موضوع المعاناة صبها الانجيلي يوحنا في موضوع تعليمي يليق بموت الذات الإرادي في موضوع موت حبة الحنطة وضمها الى ساعة الصليب : ” وأما يسوع فأجابهما قائلا : قد أتت الساعة ، ليتمجد ابن الانسان . الحق الحق أقول لكم : إن لم تقع حبة الحنطة في الارض وتمت ، فهي تبقى وحدها ، ولكن إن ماتت ، تأتي بثمر كثير . من يحب نفسه يهلكها ، ومن يبغض نفسه في هذا العالم ، يحفظها الى حياة أبدية … الآن نفسي قد اضطربت وماذا اقول ؟ أيها الاب ، نجني من هذه الساعة ، ولكن لأجل هذا أتيت الى هذه الساعة . أيها الآب ، مجد اسمك … الآن دينونة هذا العالم . الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا . وانا إن ارتفعت عن الارض ، اجذب إلي الجميع ، قال هذا ، مشيرا الى اية ميته كان مزمعا ان يموت .” (يوحنا12 : 23-33 )
هكذا استوفى الانجيلي يوحنا كل تعبيرات جثسيماني وكل انينها وكل تنهداتها ، بل وكل رِعْدَتِها وجَزعِها ، ولكنه صبها في قالب تعليمي .
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives