أعادت للذاكرة اضطهاد مسيحيي العراق من مسلحين بعد الاجتياح الأمريكي
«الصنداي تايمز»: الإرهابيون المسلحون هجّروا آلاف المسيحيين من حمص استهدافاً للتنوع الديني في سورية
كشفت صحيفة (الصنداي تايمز) البريطانية في تقرير نشرته أمس عن جانب مظلم من ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وهو الاستهداف المتعمد للمواطنين المسيحيين أحد المكونات الرئيسية في المجتمع السوري والذي طالما تسترت عليه وسائل الإعلام العربية والأجنبية المغرضة التي سعت لتقديم هؤلاء الإرهابيين باعتبارهم تواقين للحرية والديمقراطية في حين أن كل ممارساتهم تثبت رؤية الحكومة السورية التي أكدت أنهم عصابات إرهابية إجرامية تقوم بسفك الدم السوري لمصلحة قوى خارجية وتستهدف حالة العيش المشترك النموذجية في سورية وتسعى لإضعاف الدولة السورية عبر محاولة تفتيت المجتمع السوري على أسس إثنية وطائفية ومذهبية.
واستهلت مراسلة الصحيفة من دمشق هالة جابر تقريرها بسرد تفصيلي لاستشهاد الطفل ساري سعود في حمص العام الماضي على يد عناصر مسلحة لم تكتف باقتراف جريمتها بل حاولت استغلالها لإدانة القوات السورية أمام الرأي العام الداخلي والدولي عبر ادعائها بأن ساري قتل على يد عناصر من الجيش السوري وسارعت بالفعل لتصوير شريط فيديو للطفل الشهيد وأمه الباكية الثكلى بثته قناة (الجزيرة) القطرية وحمّلت القوات السورية المسؤولية عن تلك الجريمة البشعة.
ونقلت جابر عن والدة الطفل ساري جورجينا جمال قولها: إن المسلحين هم من قتل ابنها واختطفوا بسرعة جسده وتركوها تركض وراءهم حتى انهارت ثم حاولوا إقناعها باتهام الجيش ولكنها رفضت لأنها كانت متأكدة من أنه لم يكن المسؤول عن فجيعتها مشيرة إلى أنه تم نهب وحرق منزل أسرتها في اليوم التالي لمقتل ابنها من إسلاميين متطرفين وذلك لكونها مسيحية.
كما نقلت المراسلة جابر عن الكنيسة الأرثوذكسية السورية قولها: إنه تم في الأشهر الأخيرة تهجير آلاف المسيحيين من حمص في عملية تطهير طائفي متواصلة من مسلحين أمثال كتيبة الفاروق المرتبطة بالقاعدة.
وأضافت: يتم استهداف المسيحيين الذين يبلغون نحو مليوني نسمة ويشكلون نسبة 10 بالمئة من سكان سورية لأن معظمهم يقفون مع قيادتهم ضد المتطرفين الإسلاميين.
وأشارت الصحيفة إلى أن جذور المسيحيين في سورية تعود إلى ألفي سنة أي منذ التحول الشهير للقديس بطرس على طريق دمشق.
كما أشارت الصحيفة إلى تقرير وكالة أنباء الفاتيكان (فيدس) الأسبوع الماضي الذي أكد أن المسلحين يذهبون من بيت إلى بيت في أحياء الحميدية وبستان الديوان في حمص لإجبار المسيحيين على مغادرة المدينة ودون إعطائهم فرصة لحمل أي شيء من ممتلكاتهم حيث يتم تحذيرهم بأنهم سيتعرضون لإطلاق الرصاص إن لم يغادروا فوراً وبعد ذلك تتم سرقة ممتلكاتهم وبيوتهم باعتبارها غنائم حرب.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن هذا الاضطهاد يعيد للذاكرة المعاملة الوحشية التي تعرض لها مسيحيو العراق أثناء الحرب عندما تم استهداف مئات الآلاف وتهجيرهم من المسلحين بعد الاجتياح الأمريكي.
واستعرضت مراسلة الصحيفة العديد من الأحداث والوقائع من بينها التحذيرات التي أطلقت في وقت سابق من الشهر الحالي من بعض المآذن في بلدة القصير السورية بأن على المسيحيين المغادرة خلال ستة أيام وأنه لم يبق في البلدة الآن سوى ألف مسيحي من أصل 10 آلاف فروا بالفعل بعد سلسلة من عمليات القتل والاختطاف.
وتحدثت مراسلة الصحيفة عن محنة أحد سكان القصير وهو حلاق يدعى داود كان تعرض للخطف قبل مدة ولكنه كان محظوظاً لأن عائلته كان لها نفوذ كاف لتتمكن من إجراء اتصالات أسفرت عن إعادته لمنزله.
ونقلت المراسلة عن داود قوله: إن بعض الأئمة في المساجد يتحدثون بشكل غير لائق عن المسيحيين وأنه تم تهديد المسيحيين بمذبحة شاملة وأنه شخصياً شهد إحراق30 بيتاً خلال خمس ساعات.
وفي هذا السياق أشارت المراسلة إلى قيام مجموعة مسلحة يوم الأربعاء الماضي باقتحام كنيسة القديس الياس الأرثوذكسية اليونانية في البلدة ودنستها مشيرة إلى أن الأثرياء المسيحيين يتعرضون للاختطاف من أجل الفدية.
وتابعت: في مدينة قارة قرب حمص اقتحم مسلحان ملثمان أبرشية القديس ميشيل وقاما بتقييد القسيس جورج لويس وضربه على رأسه ما تسبب له بجرح عميق وسرقا الآنية المقدسة التي يستخدمها في الطقوس الدينية وهددا بذبحه قبل أن يغادرا.
ونقلت الصحيفة عن القسيس قوله: إن مصاصي الدماء يقتلون باسم الدين وتتم التضحية بالناس باسم الدين.
وفي هذا السياق أيضاً أشارت الصحيفة إلى محاصرة الأم اغنيس ميريام مع 20 من موظفيها الدوليين في دير القديس جيمس غير بعيد عن منزل القسيس لويس وتهديدها بخطفهم ما لم تقم بإجراء مفاوضات لإطلاق بعض المعتقلين من قوات الأمن.
ونقلت الصحيفة عن الأم اغنيس قولها: لا يوجد هنا (جيش حر) وإنما عصابات وقطاع طرق مشيرة إلى أن التظاهرات التي بدأت من أجل الحرية والديمقراطية انتهت وانقلبت إلى إرهاب لا قضية له.
هكذا سيكون حال المسيحين مي كل البلدان الاسلامية قتل وتهجير لان المسلم لا يستطيع ان يعيش مع نفسه فكيف يغيش مع الغير ارجو من المسيحي السوري ان يصبر ولا يترك سوريا كما فعل مسيحي العراق عندما تركوا بيوتها وهاجرو وحل محلهم الرعاع والهمج بل اصبرو والفرج قادم ان شاء الله
هكذا سيكون حال المسيحين مي كل البلدان الاسلامية قتل وتهجير لان المسلم لا يستطيع ان يعيش مع نفسه فكيف يغيش مع الغير ارجو من المسيحي السوري ان يصبر ولا يترك سوريا كما فعل مسيحي العراق عندما تركوا بيوتها وهاجرو وحل محلهم الرعاع والهمج بل اصبرو والفرج قادم ان شاء الله