مقولة تقول:” إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء لهُ قيمة، وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يقدر بقيمة، وإذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء”. أي شيء تفقده في الحياة لهُ قيمة، فالمال قيمة مادية، والشرف قيمة أخلاقية، والأمل لهُ قيمة روحية.. فالأمل موجود في داخل كل إنسان، ولكن بإرادته هو وإقناع نفسهِ بأنهُ فقدهُ، بالفعل سيفقده حتماً.
أملنا هو الدافع الذي يعطي للحياة الاستمرارية، وهو البصيص الذي يُضيء دربنا لحياة أجمل وأرقى، يسكن قلوبنا ويُحرك السعادة فيها، وينفض غبار الحزن والألم والكآبة واليأس التي تركها الزمن في نفس كل فرد ظن إن الأمل يمكن إن يظل مفقود إلى الأبد. أملٌ يُعطي التفاؤل الذي يدفع بالفرد نحو التمسك بالحياة من جديد، راسمًا بسمةٍ على شفاه، نسيت معناه في وقت اليأس والإحباط والغدر.
ولكن الأمل واليأس لا يلتقيان أبداّ، لأن اليأس هو فقدان الأمل. فعندما نصل إلى حدّ اليأس ينكسر الأمل الذي بداخلنا ويتلاشى تدريجيًا، فلا نشعر بروعة وطعم الحياة وتفقد المعاني روعتها ورونقها. ويسكن الألم والحيرة قلوبنا، وتغيب الابتسامة وتذبل أوراق حياتنا بمرور الوقت. ولو تأملت في معنى كلمة الأمل لوجدت بأن الأمل هو الذات نفسهُ (ذاتي أنا، ذاتك أنتَ)، ذاتٌ تعبر عن وجودها في الحياة والوعي بها، وأننا لسنا مُجرد كائنات خُلقتْ للسعّي بتلقائية والاعتماد على الغير.
في لحظة من لحظات حياتنا، نتمنى، نحلم بأن أحقق مشروع أو حلم داخل ذاتي أو إن أحقق ذاتي نفسها، ولكن فجأة وبدون مُقدمات، نفقده ويضيع! فنتألم ونحزن، ونشعر بإحباط ويأس قاتلين ووحدة مع الذات. كيف إن حلم حياتي لم يتحقق؟! كيف إن الذي رسمتهُ وخططتهُ ذهب مع مهب الريح؟!
نعم، تشعر بإحباط وخوف من الفشل في تكرار المُحاولة، والاصطدام بواقع يمكن إن يسبب صدمة لك. ولكن أنت على خطأ إذا فكرت بسلبية قبل بدء رحلتك إلى هدفك ثانية، وتدرك الأخطاء التي كانت السبب في فشلك الأول، وتحاول إن تتجنبها في مُحاولتك الثانية. فالإنسان يملك عقل، وقدرات وطاقات كبيرة وقوى خفية، ولكنهُ بحاجة إلى إن يزيل عنها غبار الكسل والإحباط. فأنت أقدر وأقوى مما تتصور في اجتياز المحنة والصعاب، لأن الإنسان بنفسهُ هو من يخلق الصعاب وبإرادته يستطيع إن يجتازها ويتخطاها إلى نجاح آخر في مجال آخر.
جددّ الأمل داخلك وأحييه وأجعلهُ دومًا ربيعًا دائمًا ولا تدعْ اليأس يعشش في داخلك، لأنك ستتعب كثيراً وتفقد قواك. فكل ما عليك أن تفعلهُ هو أن تطرد وتشطب كل الكلمات السلبية والمُحبطة من داخلك مثل:” أخاف المُحاولة، تكرار الفشل، لا أستطيع، أنا مُتردد، أنا متشائم”، وضع مكانها:” أنا أصنع المُستحيل، أنا مُبدع، أنا ناجح وطموح”. فالإنسان لا يهنئ بحياة سعيدة بدون أمل وهدف وأحلام ومشروعات كثيرة مُتزاحمة في الأذهان، يحلم ويؤمن بتحقيقها والوصول إليها في حاضره ومستقبلهِ المجهول، رغم كل المصاعب التي من المُمكن إن تعترض طريقهُ، وتحدهُ عن دربهِ.
كما أنهُ لا وجود لأمل ضائع، ولكن اليأس الذي يُسيطر على فكر وعقل وداخل الإنسان هو من يشعره بضياعهِ وبإحباطهِ ويقنع نفسهُ بهذا. نعم، قد تشعر بالوحدة، وقد يطول المشوار، وقد تنزلق في بعض المطبات، ولكن رغم ذلك تبقى تعيش وتتنفس وتحس بمْن حولك، وتطرب للألحان، وتتألم للأحزان، ولكن يبقى الأمل مُوجود مادامتْ الحياة موجودة ومستمرة، وما دمت أنتَ مُوجود. فقط في حالة واحدة نفقد الأمل حينما يسرق الموت أعز ما في نفسنا ويرحل! ولكن رغم كل شيء وعن أي شيء فلابدّ من تحدي اللاشيء والوقوف لهُ وضدهُ لاجتيازه وعبورهُ إلى الشيء.
فكل الأشياء التي من حولنا ليست سيئة وليست جيدة، وليست إيجابية ولا سلبية، لكن نحن الذين نصبغها بهذه الصبغة، ونشكل لون حياتنا وطعمها بحلوها ومرها، فلا تلقي اللوم على الحياة فيما تشكو منهُ. وإذا كان الأمس قد ضاع من بين يديك، فلكَ اليوم، وإذا كان اليوم سيجمع أوراقهُ ونسماتهِ ويرحل، فلديك الغد! فلا تحزن على أمس ذهب لأنهُ لن يعود، ولا تتأسف على اليوم لأنهُ راحل، ولكن أحلم وأسعد بنور مُشرق في غدٍ بهي وجميل. وكن مُتفائلا، ولا تستسلم مهما كانت مُحاولاتك فاشلة للوصول إلى هدفك وآمالك، الذي تجلب لك الآلام قبل الفرح كجزء من مُتطلبات الحياة.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives