رفع غبطة البطريرك الجليل مار لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الإحترام شعاراً يتكون من ثلاث مصطلحات وهي الأصالة / الوحدة / التجدد، إنه شعار صغير بكلماته كبير بمعانيه وضخم بمسؤولياته، ولا أعتقد يمكن لأحد أن يطبق هذا الشعار بمفرده، لذا يجب على الشعب والكنيسة التعاون معاً في سبيل الوصول إلى غايى سيادته في تطجبيق هذا الشعار، إنها مسؤولية كبيرة، مسؤولية إنقاذ أمة وشعب وكنيسة، أحاول اليوم أن أسلط بعض الضوء على الهدف الأول من الشعار ،” الأصالة “
الأصالة أفق واسع، إمتداد بحجم الكون، والأصالة متشعبة المعاني، فهناك الأصالة في النَّسَب، أي عَراقة ذلك النسب، اي بمعنى من أصل معروف لا غبار عليه ،وهذا يعني أصيل وكريم، وهناك الأصالة في الأسلوب أي إبتكاره والإبداع فيه ، وكذلك التفرد، والتمييز، وفي الكتابة هناك تعبير ( أصالة عن نفسي ونيابة عن … ) أي بإسمي الشخصي، وبصفتي الشخصية، ويقول الأستاذ الزيات حول ذلك ” أن الأصالة : أن يكون أسلوب الرجل خاصاً به , لا ينهج فيه نهج غيره , وأن تكون فى عباراته طرافة وجدة مع حلاوة ملموسة تحمل من يأتى بعده على اقتباسها واستعمالها . ويراد بالأصالة فى الأسلوب بناؤه على ركنين أساسيين : من خصوصية اللفظ , وطرافة العبارة . وتلك هى الصفة الجوهرية للأسلوب البليغ . وملاك الأصالة أن لا تكتب كما يكتب الناس , وأن تكون أصيلاً فى نظرتك وكلمتك وفكرتك وصورتك ولهجتك , فلا تستعمل لفظاً عاماً , ولا تعبيراً محفوظاً , ولا استعارة مشاعة . أما خصوصية اللفظ فهى دلالته التامة على المعنى المراد , ووقوعه الموفق فى الموقع المناسب .الأَصالة “
كما أن هناك أصالة في الرأي، اي تأخذ أو تعطي أحسن الآراء وأجودها، ولكن كيف نحقق أصالتنا بين ترسبات الماضي ومخلفات الحاضر الذي نعيشه بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات ، قبل كل شئ نقول بأن أصل الولد هو الأب اي الوالد، وأصل الجبل قاعدته، ولتحقيق الأصالة يجب أن نتعرف على تراثنا القومي والإنساني والوطني، وتاريخنا ولغتنا (إن حفظ اللغة هو الأصل في كل العصور، وعند كل الأمم، وهذا هو هدف كل مفكر وأديب وناقد، مهما اختلفت الآراء وتباينت المذاهب، ذلك لأن اللغة تمثل الفكر القومي في حقيقة الأمة، وحفظ لغتها، إنما هو التقديس لتراثها،) وهذا لا يجوز أن ينفصل عن واقعنا كأمة وشعب ( بالرغم من المعاني الواسعة لهذين المصطلحين ) ويجب أن نكون على تواصل مع كل مجريات الأحداث والمتغيرات.
الأصالة في معناها الآخر هي أن نكون متواصلين مع العالم ، مع التقدم والتطور بكافة صوره وأشكاله، سواء كان تطوراً فكرياً آيديولوجياً أو علمياً أو تكنولوجيا، ولا يقتصر التواصل مع هذا النمط فقط بل يتعداه ليكون تواصلاً بين ابناء الأمة والشعب بما فيها من تنظيمات قومية وسياسية وأجتماعية، وأدبية وفنية ووو الخ .
الأصالة تعني في ما تعنيه، أن نعيش واقعنا الحقيقي، وأن يبتعد المرء من بناء بيوت الأحلام والأوهام، أو أن يعيش التمنيات المستحيلة أو أن يجلس ويضع يده على خده ويستذكر ويبكي على الأطلال، والأصالة تعني بأني لستُ ملماً بالحقيقة كلها أو العلم كله، وإنني بحاجة ماسة إلى قُدرات وخبرات وتجارب الآخرين فهي جداً مهمة لنا، مَنْ يكون الآخرين أو ماذا يكونوا، ليس ذلك بذات أهمية بقدر ما هي إستخلاص نتائج تجاربهم وإبتكاراتهم وجهودهم، وأخ العِبَرْ من تجاربهم وحتى من أخطائهم ونستفيد منها لكي نتجنبها،
والأصالة تعني أننا بإمكاننا أن نميز الصالح من الطالح، والأصالة هي مجموعة الصفات التي تميزنا عن غيرنا.
يقول أ.د. يوسف سلامة” فالأصالة هي منظور ذاتي يعبر بصورة أو بأخرى عن نظرة الشعب إلى ذاته ” . إذن هي مراقبة نفسية للذات، تقويم إعوجاج إن وجد، ونقيض الأصالة هو الإنحراف .
وسنحاول في الحلقة القادمة من تسليط الضوء على الهدف الثاني من الشعار ( الوحدة ) ما هي الوحدة، مقوماتها، اساسها، مع مَنْ، هل هي وحدة شعب، وحدة مصير، وحدة فكر، وحدة تسمية، وحدة وطن، وحدة هدف، أم وحدة عقيدة .
” كنتُ أعرف دائماً أن في هذه السفينة يوجد الرب، وعرفتُ دائماً أن سفينة الكنيسة ليست لي ، وليست لنا، ولكنها له، فالرب لن يتركها تغرق، وهو الذي يقودها ” البابا بندكتس السادس عشر.
ملاحظة مهمة : ــ هي أَصالة بفتح الألف وليس إَصالة بالكسرة كما يلفظها البعض .
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives