الأحزاب الآشورية وهاجس تعديل الدستور والتعداد السكاني
يقال ان الكتاب يقرأ من عنوانه ، كيف لا وخاصة إذا كان العنوان والمحتوى صادر من أعلى الجهات الرسمية في الدولة ، فمثلآ المجلس البرلماني العراقي والمفوضية العليا للانتخابات و ديوان رئاسة الجمهورية شرعوا وصادقوا على قانون منح خمسة مقاعد للمسيحيين في البرلمان العراقي وفق نظام الكوتا ، وكثير من ابناء شعبنا وخاصة الاحزاب والتنظيمات السياسية والقومية رأت في استخدام تسمية المسيحيين في الكوتا التي تدل على التسمية الدينية بدل التسمية او التسميات القومية هي مؤامرة لطمس الهوية القومية ، لذلك استنكرتها ورفضتها بل وصل الأمر عند البعض أن طالب بمقاطعة الانتخابات ما لم يتم احلال التسميات القومية بدل تسمية المسيحيين ( الدينية ) ، ولكن تلك المحاولات لم تؤدي الى نتيجة إذ بقيت الكوتا تحمل التسمية المسيحية أي الدينية ، وبعد ان تمكن السيد سركيس آغاجان من استغلال منصبه الحزبي كعضو قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالاضافة الى منصبه كوزير للمالية في حكومة الاقليم السابقة من تغيير التسمية الكلدانية في مسودة دستور الاقليم من الصيغة المنفردة التي كانت عليه بناءآ على طلب واختيار المرجعيات الكلدانية الى تسمية مركبة ركيكة المبنى وثقيلة اللفظ ولا مثيل لها في كل تسميات الأمم ، والغريب ان اصحابها الذين فرضوها على البرلمانيين في برلمان اقليم كوردستان هم انفسهم لا يعترفون بها كتسمية قومية ولكن السيد القائد آغاجان أرادها تسمية قطارية مركبة وإلا كما قال في حينها ما معناه لو لم يكن البرلمان الكوردستاني قد وافق على مطلبه بتغيير التسمية وفق ارادته لا وفق ارادة اصحابها الشرعيين فإنه كان قدم استقالته ، وبالطبع ان البرلمانيين وربما قيادة الحزب الذي ينتمي اليه رأى بقاء السيد آغاجان في منصبه كوزير للمالية وكعضو قيادي فيه اهم من الهوية القومية الكلدانية بل واهم من الكلدانيين انفسهم الذين لا سلطة لهم ولا مال ولا سند يحميهم ويحمي خصوصياتهم القومية ، فكان له ما اراد ولكننا سنبقى الى يوم القيامة نرفضها ونتذكر الوقفة المخجلة للبرلمان الكوردستاني تجاه الكلدانيين وتجاه هويتهم القومية .
اليوم ونحن على ابواب حدثين هامين وهما الاستعدادات الجارية لاجراء الاحصاء السكاني في العراق في أكتوبر/تشرين الأول 2010، والثاني محاولات اجراء تعديلات على مسودة الدستور العراقي الدائم ، ومن اجل الاستمرار في التآمر على الكلدانيين وعلى هويتهم القومية الكلدانية فقد بدأت الأحزاب الاشورية وخاصة الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بتحريك اتباعهم من المتأشورين ( وليس من حق احد بعد اليوم ان يعترض على تسمية المتأشورين لأن السيد يوسف شكوانا وهو احد المتأشورين ويعمل لحساب زوعا قال بأن التأشور ليس عارآ بل وانه يفتخر بذلك …) للعمل في اتجاهين وهما :-
1- تهيئة الرأي العام الكلداني والسرياني للخضوع لإرادة النواب المسيحيين الاشوريين واظهارهم كأوصياء عليهم ليس فقط في امورهم السياسية والاقتصادية والحياتية الاخرى بل وحتى في معتقداتهم القومية وربما حتى الدينية والمذهبية ، كأن فوزهم بمقاعد البرلمان قد اعطاهم حق التلاعب بمقدرات الناس ، فكما السيد سركيس آغاجان قد اعطى الحق لنفسه لتغيير التسمية الكلدانية في مسودة دستور اقليم كوردستان كذلك اليوم النواب الاشوريين التابعين للحركة الديمقراطية الاشورية المتحالفين معه ضمنآ قرروا الاستمرار بذات النهج التآمري على الكلدانيين وعلى هويتهم القومية الواردة في الدستور العراقي الدائم ، وهذا ما اكده البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر السادس للحركة الديمقراطية الاشورية واكرر الاشورية والذي جاء فيه ( …وتدارس المؤتمر الخطوات الرامية لتعزيز وحدة شعبنا القومية ومنها تثبيت تسمية موحدة لشعبنا في الدستور العراقي ..) . فليس مستغربآ بعد تدخلهم في الشأن الكلداني والتلاعب بالخصوصيات الكلدانية رغمآ عن الكلدانيين أن يصرحوا الكتّاب الاشوريين ومن يتبعهم من المتأشورين بالقول ان اولئك النواب الاشوريين يمثلون كل شعبنا قوميآ ويحق لهم وبالمطلق كل شيء ولا أحد يتفاجأ او يستغرب إذا صرحوا اولئك الكتّاب او المسؤولين في الاحزاب الاشورية انه من حق اولئك النواب ان يتدخلوا ايضآ في المذهب الكاثوليكي الذي يدين به الكلدانيين ، باعتبارهم ممثلي المسيحيين وبالتالي يحق لهم كل شيء وبالمطلق ايضآ حتى تغيير دينهم ومذهبهم لو أراد السيد آغاجان والسيد يونادم كنا ، خاصة وان الساحة العراقية فارغة من أي وجود قومي كلداني سواء في البرلمانين العراقي او الكوردستاني او في حكومة اقليم كوردستان .
2- أما الاتجاه الثاني الذي بدأوا الاشوريين التفكير فيه هو اتجاه احترازي احتياطي ، فمن اجل مواجهة احتمال عدم تمكنهم من تغيير التسمية الكلدانية الواردة بصورة منفردة في الدستور العراقي الدائم او في استمارة التعداد العام الخاصة بالاحصاء السكاني فقد بدأوا بدفع اتباعهم من الناكرين لهويتهم القومية الكلدانية او السريانية للترويج بأن التأشور ليس عار !!! ، وكأنهم يريدون ان يقولوا للكلدانيين والسريان ، ليس مهمآ ان تكتبوا في حقل القومية في ورقة الاحصاء التي ربما سيعتمد عليها في اخراج هوية الاحوال المدنية او الجنسية العراقية او جوازات السفر أو أية اثباتات شخصية مستقبلآ انتماءكم الكلداني او السرياني ، فتحولوا الى الاشورية لأن التأشور ليس عار ، وقد رأينا حالة الهياج والغضب التي انتابت البعض بل وقد حذفت مقالتي من موقعين وللأسف احدها موقع قومي كلداني لأنني كتبت ان التأشور يعني نكران الأصل وبالتالي هو عار ،علمآ بأنه لا علاقة لللتأشور بالآشورية والاشوريين ، فالاشوريين الحقيقيين والكلدانيين والسريان والأكراد والعرب وغيرهم ، هؤلاء جميعآ ينتمون الى تلك التسميات انتماء جيني موروث ، فهؤلاء اصلاء ولا يمكن لأحد ان يقول عنهم بكلمة سوء ، أما التأشور والتكلدن والتسرين والاستكراد والاستعراب ، فهنا يكون الانتماء مكتسب أي غير فطري او موروث وهذا يعني الكثير لمن يعي ما تعنيه عبارة غير موروث ، وبالتالي هو غير أصيل أويدخل في باب بيع الذات وتسخير النفس لمصلحة الاخرين ، ولا اعرف لماذا تحسس البعض كثيرآ عندما كتبت ان نكران الأصل هو عار هل لشعورهم بالذنب أم لسوء فهم غير مقصود علمآ بأن عبارة نكران الأصل التي تأخذ الصفة العمومية سواء كان التأشور او الاستكراد او التكلدن او الاستعراب او مهما يكن فهو عار ؟! ، هل يستطيع احد من اولئك الذين غضبوا وثاروا أن يعطوا لقراءنا الأعزاء مبرر واحد به يمكن للانسان ان يتخلى عن نسبه او أصله ، أليس وكما لمحت سابقآ ، اللهم إلا من اجل مال او من اجل منصب او من اجل منفعة أو لعلة نفسية او غيرها ؟ ، هل هناك تفسير آخر ، السادة زعلوا وغضبوا لأننا لم نسكت على دعوة المتأشور للحذو حذوه وننكر اصولنا من اجل ان يزيد عدد الاشوريين في ورقة الاحصاء .
يجب ان نعترف امام الملأ ونقولها صراحة ، ان الكلدانيين لم يكونوا قد وصلوا الى هذه الدرجة بحيث يستطيع كل من هب ودب ان يمسخ هويتهم القومية بل ويتمادوا اكثر في اهانتهم للكلدانيين عندما يطالبوهم بالتخلي عن ذواتهم وعن اصولهم وانتسابهم الموروث الذي لا يمكن لأي كان ومن أية ملة او قومية كانت ان يفعلها إلا اللهم للأسباب التي ذكرتها في اعلاه ، نعم لم يكن بمقدور هؤلاء الاستخفاف بالوجود الكلداني ومحاولاتهم المستمرة للنيل منهم ومن معتقداتهم لو استطاعوا قادة الكلدان ان يتجاوزوا خلافاتهم وان يتخلوا عن كبرياءهم وانانيتهم وان يتخلوا عن الاسباب التي تفرقهم من بعضهم البعض والتي تكرس قلة حيلتهم وهوانهم بل واظهارهم بمظهرالضعيف العاجزعن ادارة شؤونه والمحتاج دائمآ الى عكازة الاخرين لكي يستند عليها ، فجميع الكلدانيين، الصغير والكبير ، العلماني ورجل الدين جميعهم مستهدفون ومعنيون بتلك الاهانات التي تطالبنا بنكران اصولنا وبتلك السموم المغلفة بالكلمات والشعارات الزائفة والمخادعة ، ويكن في علم الجميع ان قيمة الانسان تنبع من ذاته اولآ ، ابتداءآ من احترام النفس مرورآ باعتبارات أخرى مثل قوة الشخصية التي لا يمكن لأحد ان يخرجها من دائرة الانتماء الجيني الموروث مثل الانتماء القومي ، فمثلآ ان انتمائي القومي هو كلداني ، وانا لا استطيع ان اتجرد من هذا الانتماء الى تسمية اخرى لأنني لم اقتنيها بمال او عن رغبة أوعن طريق التلقين او التأثر بها ، بل انها مزروعة فيَّ وراثيآ أي من اصول كلدانية ، وإذا تنكرت لهذا الأصل عندها لا عتب أن اتنكر لكل شيء ، ولا عتب ان اطالب الاخرين أن يحذوا حذوي لفعل نفس الشيء ، فالبعض اطلق دعوة لنكران الأصل ، فهل من ممسوخ يلبي الدعوة ؟.
منصور توما ياقو
29 آب 2010
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives