إفتراءات كلدان الجبال النساطرة
إن أفدح الإفتراءات التي يتناولها عـتاة الكلدان النساطرة كلدان الجبال ناكرو قوميتهم الكلدانية ومتبنو التسمية الأشورية الوثنية، هو قلبُ حقائق التاريخ، حيث يجعلون مِن أنفسهم (أسلاف بقايا فلول آشوريي التاريخ القدماء الذين حكم عليهم التاريخ بالفناء، وهذا أكبر غباء) وينكرون كونهم الشرذمة الإنعزالية التي تمرَّدت على إخوتها أبناء كنيسة امتها الكلدانية “الكنيسة الكلدانية النسطورية/ أو اختصاراً الكنيسة النسطورية”بإصرارها على البقاء في نطاق الهرطقة النسطورية نكاية ً وعناداً ليس إلا . إن إدعاءَهم هذا المنافي للحقيقة بكُل ما تعنيه الكلمة جعلهم أضحوكة ً أمام العالم أجمع، حيث أصبحوا سخرية ًعندما ينسبون الكلدان والسريان بشقيهم الى آشوريتهم المزيفة التي أنعم عليهم بها المبشر الأنكليكاني الداهية” وليم ويكرام” لكي يفصلهم عن جذرهم الكلداني انتقاما من الكلدان إخوتهم الذين استعادوا مذهب آبائهم وأجدادهم الأصيل مذهب الكنيسة الجامعة الذي كانت تعتنقه كنيستهم المشرقية حتى القرن الخامس الذي فيه ظهرت الهرطقتان النسطورية والمونوفيزية اللتين أدتا الى انشطارها الى شطرين نسطوري ومونوفيزي، وهو المذهب الكاثوليكي الذي تعاديه كنيسته الأنكليكانية. وهدف “وليم ويكرام” من تبديل تسميتهم الكلدانية النسطورية الى الآثورية كان لربط هؤلاء البؤساء بآشوريي التاريخ القدماء لينطلي عليهم وعد مملكته الكاذب بإقامة وطن لهم في الموقع الجغرافي الذي كان جزءاً من وطن الآشوريين القدماء في مرحلةٍ من مراحل التاريخ، والعامل الجغرافي هذا كان الوحيد الذي عَوَّلَ عليه في إقناعهم وهو أوهى العوامل الذي لا يُعتمد عليه وغير مقبول علمياً وعالمياً . ولقاء هذا الوعد الكاذب الذي كانت الغاية منه تسخيرهم لتنفيذ مآرب دولته الإنكليزية الإستعمارية رضخوا كلياً فيما بعد لكلِّ إملاءاتهم وأوامرهم . والأمر هذا تعـلمه كافة الأقوام الشرقية كالعرب والأكراد والتركمان والصابئة واليزيدية والأتراك والإيرانيين وحتى دول المحور المنتصرين في الحرب العالمية الأولى الذين رفضوا مطلبهم الآشوري المختلَق والمبني على الأكاذيب فرفضوه وخذلوهم على غرار خذلانهم من قبل أسيادهم الإنكليز .
ومن هذا المنطلق الخياني لأمتهم الكلدانية ، نرى من بين أبناء هذه الشرذمة الضائعة في المتاهات، المحرفة لوقائع التاريخ،المتخذة من إسطورة ويكرام الخِداعية حقيقة بالرغم من علمهم ببطلانها ، نرى بعضاً منهم منغمساً حتى أذنيه في وحل التزمت والتعنصر الكاذبين الكريهين يُطبِّل ويُزمِّر في المحافل والمؤتمرات متشدِّقاً بالفرضية الآشورية المُختلَقة،وكمثال للمئات من الأمثلة ما قاله أحد أشدِّ المتزمتين العنصريين وأكبر المشوهين للتاريخ في المؤتمر الدولي حول الإبادة الجماعية في السلطنة العثمانية / البرلمان اليوناني ــ 19 أيلول 2010 مُبدياً امتعاضه ومعلقاً على حديث بعض المؤتمرين :
1 – < نحن بكلِّ بساطة”آشوريون” لا “كلدان” ولا “سريان”لأن الكلدان هم آشوريون كاثوليك، والسريان هم آشوريون أرثوذكس، لذلك من الأفضل استعمال كلمة “آشوريون” لأنها تعبر عن هويتنا القومية بغض النظر عن الإنتماء الطائفي، فلا نستطيع أن نقول “العرب والسنة” لأن العرب هم شيعة وسنة . > انتهى الإقتباس
اليس ما قاله هذا الداعية السفسطائي الذي قد تربّى على الفكر التزويري مخالفاً لأبسط حقيقة تاريخية عندما يختزل الكلدان والسريان في بودقة الآشورية الوثنية التي رماها التاريخ في مزبلته قبل ما يزيد على خمسةٍ وعشرين قرناً! أليس هذا تجنياً على أعرق امةٍ عرفها تلريخ بلاد الرافدين “الامة الكلدانية” وسلباً لحقوقها ومآثرها وإنجازاتها الحضارية؟ أيَّ إنسان له ذرة من الإنصاف ويمتلك أقـل قدر من الإلمام بالتاريخ يصدق مثل هذا الهذيان؟
ويسترسل بالقول بأنه سمع بعض المتحدثين يقولون بأن الأكراد شعب مضطهَد، ولكن الأكراد كانوا جزءاً من القتلة، ويطلب مِما تُسمى بجمعية الإتحاد الآشوري في اليونان عدم المشاركة بأية مناسبة أو أي بيان مشترك يذكر “عبارة”كرد” لأن هذه إهانة للأمة الآشورية، ويدعو الأرمن واليونانيين الى التنبه لذلك، فالمسألة تمس المباديء والكرامة الأشورية التي لا تقبل المساومة، وعندما نقول باننا “آشوريون” فنعني بأننا من “آشور” . وإذا كانت جبال آشور وشمال العراق الحالي ” كرد” فأين آشور إذاً؟ هل نزلنا من القمر؟؟
لا يمكن لأحدٍ أن يُنكر ولا الأكراد أنفسهم ينكرون أنهم كانوا جزءاً من القتلة في فترة الإضطهادات العثمانية، ولكن لا يمكننا الإنكار بأن الشعب الكردي لم يكن مضطهَداً! وكلما نطلبه مِن الشعب الكردي أن لا ينسى الإضطهاد الذي تعرَّضَ له،فينقلبَ الى مُضطهِدٍ للآخرين! كما هو حاصل منهم بحقِّ الكلدان. إن جبال آشور وشمال العراق الحالي ورثها الأكراد من أسلافهم الميديين الذين تعاونوا مع الكلدان واجتثوا الآشوريين بالقضاء عليهم القضاء المبرم ما بين عامي 612 – 609 ق.م، فلم يَعُد هناك آشوريون في الوجود . فمَن يدعون أنفسهم اليوم بالآشوريين هم مزورون وتزويريون، فلا قاموا من لحودهم وعادوا، ولا نزلوا مِن القمر، إنهم حفنة متمردة على أمتهم الكلدانية تنكروا لها وباعوها بأبخس الأثمان! وعلى هذا المتزمت وأمثاله أن لا ينسوا بأن آشور هي شرقاط الحالية ومنها انطلقت بدايات الدولة الآشورية المنقرضة فلماذا لا يُطالبون بها إن كانوا يظنون أنهم حفنة مِن بقايا اؤلئك الذين لفظهم التاريخ مِن فمِه؟ هل لديهم الجرأة ليطالبوا بها على غِرار مطالبتهم بمناطق الأكراد والكلدان؟
إنك وأمثالك عنصريون وشوفينيون للباطل التزويري الذي تبنيتموه،لأنكم جهلة ومغفلون لذلك إستمرأ آباؤكم الخدعة الإنكليزية لتنتقموا عن طريقها من إخوتكم الكلدان أبناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية لنبذهم الهرطقة النسطورية. أين التناقض في تسمية “الإبادة الإثنية لمسيحيي السلطنة العثمانية” ولماذا لا تكون إثنية بل دينية؟ أليس لكُلٍّ من الأرمن واليونان والكلدان إثنية؟ فالتسمية تشمل الإثنيات الثلاث دون أن يعددوها، وأصحاب هذه الإثنيات الثلاث يعلمون أنكم كلدان نساطرة وتشملكم الإثنية الكلدانية الواحدة، وهذا ما أوقد نار الغيظ في قلوبكم لأنكم تمثلون الخوارج عن إجماع الأمة .
من العار والشنار أن تنعت الكلدان النساطرة كلدان الجبال بـ”الآشوريين” فالذين شملتهم مجازرالحرب العالمية الأولى هم الكلدان بشقيهم الكاثوليك والباقين على البدعة النسطورية الى جانب الأرمن واليونانيين، وكلُّ ذكر للتسمية الآشورية المسخ هي تـزوير وافـتراء على الحق . في كُل العصور التي حكم فيها العـديد من الأقـوام الأجنبية بلاد وادي ما بين النهرين وبقية بلدان الشرق الأوسط بدءاً من الفرس الفرثيين والساسانيين فالعرب المسلمين فالمغـول وأخيراً العثمانيين لم يرد ولو مرة ً واحدة ذكر اسم الآشوريين ضمن الشعب المسيحي المتعدد الإنتماءات كالكلدان واليعاقبة (السريان) والأرمن واليونانيين والأقباط والرومان، وذلك لسبب بسيط هو انعدام وجودهم لأنهم تعرضوا للفناء والإنقراض قبل ميلاد المسيح بأكثر من ستة قرون .
حجة الأتراك حقيقة واقعية فبعد تأشوركم أنتم الكلدان النساطرة كلدان الجبال، تحالفتم مع روسيا القيصرية ضدَّ الدولة العثمانية وأنتم رعاياها. أليس من حق الدولة العثمانية أن تعقد إتفاقات مع الدول الأخرى، فإذا استعملت هذا الحق بإتفاقيةٍ مع فرنسا عام 1535 هل يعني ذلك جلب الأجنبي الى بلادها؟ لست في صدد الدفاع عن الدولة العثمانية الباغية وإنما ضدَّ هذا التحليل الأهوج. وإذااستغلَّ الفرنسيون امتيازات الإتفاقية لصالح حماية المسيحيين الذين كانوا تحت حكم السلطنة، أليس ذلك من الأمور الجيدة!
من الأمور العجيبة أن يتأصل الحقد في قلوب أبناءٍ تنكروا لأمتهم وتبنوا تسمية دولةٍ منقرضة ومنبوذة كانت العدوَّ اللدود لهذه الأمة،وغدوا أشد عدواناً لها من غريمتها الغابرة! أيها الحاقدون،إن أبناء الكنيسة الكلدانية النسطورية الغـيارى هم الذين اجـتمعوا في الموصل عام 1551 وتـداولوا في أمور كنيستهم المتـدهورة نتيجة السلوك الإستبدادي لرئاستها المحتكرة من قبل عشيرة آل أبونا لقرون طويلة، مستعبدة ًإياهم سالبة ً كرامتهم وناهبة ًالقسم الأكبر من أرزاقهم، وقرَّروا التحرُّرَ من ظلمهم، وبعملهم هذا تفاجأ الفاتيكان ولم يصدِّق ما جرى للوهلة الأولى،إلا بعد وصول المنتخب للبطريركية يوحنان سولاقا رئيس دير الربان هرمزد من قبل النخبة المجتمعة في الموصل . إن اتهامكم لفرنسا والفاتيكان فيما جرى لهو نتيجة الخذلان الذي لاحقكم ولا زال يلاحقكم وسيبقى حتى انقراضكم على غرار مَن انتحلتم تسميتهم الكريهة .
لماذا تعمدون الى الكذب،إن إرسالية كنيسة كانتربري الأنكليكانية برئاسة الداهية وليم ويكرام باغتت مناطق مار شمعون البطريرك النسطوري في عام 1884 فما هذا الهراء! فإذا كانت الإرساليات هي التي حرَّضت الأكراد ضدَّ قبائلكم في تياري وتخوما وباز وجيلو وديز، في الفترة ما بين 1843 – 1847 لكسر استقلالها المزعوم، لماذا اصبحتم فيما بعدعبيداً مطيعين لمخابرات مملكتهم الإنكليزية التي حرضتكم على معاداة الدولة العثمانية؟ ولماذا لم تأخذوا عبرة ً من خيانات الإنكليز لكم إذا كنتم صادقين؟ وإذا كنتم امة فقيرة بالكاد تحصل على خبزها. . . كيف عاديتم الدولة العثمانية التي بدورها ولغرض الإنتقام منكم أوكلت الى القبائل الكردية المستقدَمة من أصفهان ـ ايران للقيام بالإنتقام منكم؟ أليس ذلك غباءً!
ومن كلامكم أدينكم، فحديث البطريرك روئيل شمعون في رسلته الإستنجادية الموجهة عام 1868 الى القيصر الروسي ميخائيل، حول قيام الأكراد بالإستيلاء على كنائسنا وأديرتنا، ألم يكن بذلك يُشير الى الكلدان، لأن النساطرة كلدان الجبال منذ انعزالهم في المناطق الجبلية انتهى عهدهم بالأديرة ولم يبق لـديهم عذارى،أما نسبكم ذلك الى الآشوريين فهو هُراء وافتراء منكم أنتم العلمانيون المتزمتون مشوهو الحقائق! ثـمَّ ما شأنكم بالقرى السهلية في شرق تركيا وفي منطقة طورعبدين ألم تكن هذه كلها تعود للكلدان والسريان، الغاصة بها أديرتهم وكنائسهم وهي التي هوجمت ودُمِّرَت بسببكم نتيجة إدعاءاتكم الفارغة التي لا تمت الى الحقيقة بأية صلة . لقد كان استنجادكم(تحالفكم)بالروس منذ عام 1868 وليس كما تدَّعون كذباً بعد آذار 1915 أما انضمامكم الفعلي الى جانب الروس فكان في أوائل حزيران عام 1915 ليس دفاعاً عن النفس بل للثأر ومساعدة المحتل الروسي لقاء وعود فارغة، وعندما خذلكم الروس إثر الثورة البلشفية عام 1917 توفرت الفرصة للعثمانيين للإنتقام منكم وبشراسة عام 1918 في منطقة جبال هيكاري . ولما ضاقت بكم السبل تذكرتم أسيادكم الأوائل الإنكليز وقصد الآلاف منكم هرباً سيراً على الأقدام قاطعين السهول والوديان للوصول الى همدان في ايران وهم مُلاحقون من الأتراك والأكراد، حيث قتلوا منهم ما يقرب من مِئة ألف نفس، وفي همدان ترحم الإنكليز على بقية الناجين منهم واضطرّوا لجلبهم الى العراق .
تلك كانت خسائر الكلدان النساطرة كلدان الجبال الذين زوروا لهم الهوية الآشورية الوثـنية، أما الخسائر الهائلة فكانت تلك التي اقـترفـتها الجـيـوش الـتركـية ما بين عامي 1914 – 1923 ضدَّ القــرى والبلــدات الكـلــدانية والسريانية والأرمنية واليونانية المسالمة، فكانت خسائر الكلدان والسريان بما يزيد عن نصف مليون نفس، أما خسائر الأرمن البشرية فتقدر بنحو مليون ونصف عدا الخسائر البشرية اليونانية،وعُرفت هذه المجازر بـ”الإبادة الجماعية”وفقاً للتعريف الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة عام 1948 .
والخلاصة، فإن الكلدان النساطرة كلدان الجبال بعد تأشورهم في نهايات القرن التاسع عشر وانخداعهم بالوعد الإنكليزي الكاذب الذي جعل منهم أداة ً طيعة بأيدي الإنكليز لتنفيذ مآربهم الإستعمارية، أصبحوا السبب الرئيس لتوالي النكبات عليهم أولاً ثمَّ اكتوى بنارها أبناء الكلدان والسريان والأرمن واليونانيين المسيحيين . لقد تمادى الإنعزاليون الكلدان النساطرة كلدان الجبال منذ تأشورهم ولا سيما بعد إتيان الإنكليز بهم الى العراق بإدخال المسيحيين من الكلدان والسريان في مآزق عويصة مع الأقوام العراقية الأخرى ولا سيما العرب والأكراد، بحيث جعلوا منهم من جراء تهورهم التعصبي هدفاً سهلاً لإنتقام المتزمتين المسلمين، وهذا ما نشهده اليوم! فهم نقمة مخيفة على الوجود المسيحي في العراق!
الشماس د. كوركيس مردو
عضو الهيئة التنفيذية
في الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان
في 9 / 11 / 2010
هل يتلطف الكاتب علينا و يفسر لنا تسمية السريان و هل هم من ابناء شعبنا الكلداني ام انهم هراطقة و انعزاليون و انبطاحيون كالاشوريين و عليهم الاهتداء الى المذهب الكاثوليكي و ترك مذهبهم الارثوذكسي و تعلم اللعب مع الاطفال و تقبيل يد السيد راسينغر الالماني الذي لا يمت لشعبنا المسيحي الشرقي بصلة. ارجو توضيح هذه النقطة لانارة الطريق علينا نحن ابناء الشعب المسيحي الشرقي العظيم. ملحوظة اخيرة: الاكراد ليسوا مديين مهما رددوا و قالوا هم و ابواقهم المستاجرة.