دعوني أبدأ من عالم الكتابة الذي دخلته مع إطلالة التطور التكنولوجي الهائل, الذي غزى كل شبر من عالمنا, والذي سهل عملية نشر الأفكار المستحدثة, وإيصال الكلمة الصادقة والصورة المؤثرة في لحظات محدودة إلى أقصى أقاصي الكوكب الدوار. وأنا كأحد أبناء الشعب الكوردي, بحثت خلال سنوات النضال ودققت كثيراً في بواطن كتب التاريخ والأدب والسياسة والدين الخ, لذا استقر في داخلي خزيناً لا بأس به من المعلومات المعرفية في شتى نواحي الحياة, وخاصة تلك التي تخص حياة الشعب الكوردي ووطنه كوردستان وكذلك المنطقة والعالم. ومع الانعطافة التاريخية الكبيرة التي تجتازها البشرية في عالم ما بعد الحداثة, وإطلالة الانترنت والستلايت والموبايل على عالمنا المادي, ودخول البشرية في عصر السماوات المفتوحة, بدأت أضع ما عندي من معلومات معرفية مفيدة للمواطن الكوردي, وتحليلات وتحقيقات متواضعة تتعلق لما يجري في عموم كوردستان والمنطقة على الورق خدمة للقارئ الذي يريد أن يفهم حقيقة الكورد وكوردستان دون رتوش ونفاق. لكي لا يتصور البعض أني أضخم نفسي في هذا المضمار وأرفعه إلى مستوى الذي لا أستحقه, أقول لهم بكل صراحة وشفافية, أنا أعرف حجمي جيداً, أصغر واحد على هذا الكوكب في عالم الكتابة, حتى إذا مجازاً سميت كاتباً فأني كاتب بسيط جدا, يمارس هواية الكتابة بين أمواج هذا البحر المتلاطم لإيصال الكلمة السليمة النابعة من قلب الحقيقة إلى شاطئ الأمان كي يضعها كما هي عذرية بين يدي القارئ بصورة عامة والقارئ الكوردي الكوردستاني بصورة خاصة. إن غالبية متتبعي كتاباتي يعلموا جيداً أني كوردستاني الانتماء في كل ما أكتب, لا أميل في كتاباتي إلى أية جهة سياسية, ومتأثر جداً بالديمقراطية السويدية, أو بالأحرى بالحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي, الذي يسمح لأعضائه داخل الحزب أو في البرلمان أن يصوتوا في مواقف كثيرة حتى ضد حزبهم, ويقولوا كلاماً خلاف توجهات وتوجيهات الحزب, وهذا قمة العمل الديمقراطي.أرجو أن يستوعب حزب الاتحاد الوطني الذي يعتبر نفسه اشتراكياً ديمقراطياً هذا النوع من الديمقراطية الحقيقية وليست المزيفة؟؟. بناءاً على تأثري بالحياة السياسية السويدية, أضع كلمتي بصدق وشفافية على الورق, وانتقد كائن من كان إذا أخطأ بحق الشعب الكوردي الجريح, وأثمنه إذا أنصف هذا الشعب المسالم. على سبيل المثال, تراني في مقال ما أثني على سكرتير الحزب جلال طالباني – عندما كان في أتم الصحة- وأشيد به وأذكر مزايا تصريحاته الإيجابية, لأنه أدلى فيها بكلام سليم و صادق يخدم القضية الكوردية والشعب الكوردي. وفي مقال آخر, تراني أنتقده وأظهر الشطحات التي في كلامه, حسب مقدرتي على التحليل والاستنتاج لمضمون تصريحه, الذي أرى أنه لا يخدم الشعب الكوردي ولا قضيتهم على الساحة الإقليمية والدولية, ولذا أشير إلى تلك الهفوة أو زلة اللسان بقلمي وأكشف شوائبه أمام القراء. وهكذا أنا في جميع كتاباتي المتواضعة وفي حياتي اليومية, متحرر من انتمائي الحزبي, وكوردستاني الانتماء 100% وما الحزب عندي سوى أداة لتسهيل الوصول إلى الهدف الأسمى , أما إذا انحرف عن الهدف, حينها أتخلى عنه واتركه لمن يقبل لنفسه أن يسير مغمض العينين خلف حزب.. لا يؤمن بسياساته في قرارة نفسه. وهكذا كما كنت مع سكرتي حزبي الاتحاد الوطني, كنت مع مسعود البارزاني رئيس الإقليم والآخرون من القيادات الكوردية وغيرهم, أقول الذي عندي, ولا أخاف في قول الحق لومة لائم, والذي لا يعجبه كلامي فليضرب رأسه بجبل (أزمر). للحق والتاريخ أقول, أن البارتي رغم انتقاداتي الشديدة والعديدة له ألا أنه كرمني, بينما الحزب الذي انتمي إليه منذ عقود عدة لم يقييم ما فعلته له بالمال والحال الذي صرفت له من جيبي الخاص آلاف الكرونات السويدية والدنانير العراقية والتومان الإيراني, أضف له كتابتي لـ(2000) صفحة عن مجمل القضية الكوردية ونشرها في المواقع الكوردية والعربية والمسيحية وفي المطبوعات الورقية في كوردستان والعراق!!. للأسف, هناك بعضاً من الأميين والجهلة من أعضاء حزب الاتحاد الوطني وهم كثر في هذه الأيام العجاف لم يفهموني, لذا لم يستطيعوا هضم ما أقول, والبعض الآخر ناصبني العداء حسداً كما أخبرني أحد الإخوة في الحزب: أنهم يحسدوك لأنك أفضل منهم, ولأنك تنشر مقالات ودراسات في مواقع عديد وصار عندك متابعين في إقليم كوردستان وخارجه الخ!!. أنا أرى أن تصورهم المشين هذا هو تصور طفيلي وغواية صبيانية محضة ليس ألا, في الوقت الذي يعمل بعض أعضاء الحزب في بعض المحلات التجارية بالأسود لكسب مال السُحت, أنا أقضي يومياً سبع إلى ثمان ساعات أمام جهاز الكومبيوتر في القراءة والكتابة والبحث والتدقيق. لقد وصلت بهم الخسة والدناءة والتفاهة حتى اتهموني بأني منتمي للبارتي, أقول لكل من روج و يروج لهذا الاتهام الباطل السخيف, أنه عديم الشرف والناموس وليس ابن أبيه؟؟. إن هذه الإشاعة الكيدية يذكرني بابتعادي عن الحزب في إيران, حينها اتهموني ومنهم (صديق) قريب مني جداً, بأني صرت شيوعياً, مع أني لم أكن شيوعياً في حياتي أبداً. في الواقع أنا لا أستغرب منهم هذا التكالب المسعور والإساءة اللفظية لنا, ليس هؤلاء الأراذل فقط يعادونني, هناك الكثير من أعداء الشعب الكوردي الجريح يكنوا لي العداء, لأني واجهتهم بقلمي وفضحت أكاذيبهم وادعاءاتهم واتهاماتهم الباطلة ضد الشعب الكوردي, كالتركمان والأتراك والمسيحيين والعرب الخ, هذا ليس ادعاءاً أدعيه, أن مواقع الانترنيت تشهد لي ولجولات المناظرات الكتابية وردودي القاصمة والحاسمة التي واجهة بها أعداء الشعب الكوردي, أولئك الذين حجمتهم ووضعتهم في المكان الذي يستحقونه, ولم يكن أمامهم في جميع المواجهات التي حدثت بيننا غير ترك المناظرة و الهروب من المواجهة والاختفاء نهائياً. باختصار شديد كان هذا جانب من حياتي في عالم الكتابة وما واجهني من مطبات عشوائية دست على جميعها بحذائي وواصلت المسير نحو الهدف الأسمى, ألا وهو إيصال الكلمة الصادقة إلى القارئ الكريم, وخدمة شعبي الكوردي ووطني كوردستان بقلمي المتواضع والبسيط جداً والصادق كل الصدق فيما يقول.
دعونا الآن نتناول الأمر المهم وخلاصة الموضوع, الذي له علاقة مباشرة بشخصي كـ(محمد مندلاوي) داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني في السويد. ذات يوم مشمس من العقد التاسع في قرن العشرين هبطت بنا الطائرة في مطار (أرلاندا – Arlanda) في استوكهولم, واستقبلنا من قبل الموظف المختص بالترحاب وبابتسامة عريضة وتعامل إنساني راقي لم نعهده في الدول العربية والإسلامية. بعد استكمال بعض الاستفسارات الروتينية عن أسمائنا وانتمائنا القومي ومن أي بلد جئنا الخ, نقلونا إلى مخيم مؤقت للاجئين قرب العاصمة استوكهولم, وبعد يومين أو ثلاثة نقلونا مجدداً إلى مخيم في شمال السويد, – في هذا المخيم اتصلت بالأستاذ (رزاق عزيز) أحد مؤسسي الاتحاد الوطني كي أقوم بعملي التنظيمي في السويد, أن الرجل رحب بي وكان ظاهر كلامه لطيفاً, ألا أن مضمون كلامه معي عن التنظيم لم يعجبني- وبعد مكوث شهر أو شهرين هناك انتقلنا إلى مخيم آخر قرب مدينة (فيستيروس- Västerås) حيث حصلنا فيه على الإقامة الدائمة وانتقلنا بعده إلى إحدى المدن السويدية, وبعد الاستقرار بدأنا بدراسة اللغة السويدية, التي لم استمر فيها سوى ثلاثة شهور فقط, ومن ثم حصلت على العمل في إحدى الشركات السويدية. باختصار شديد جداً كانت هذه بدايات حياتي الجديدة في مملكة السويد. وبعد استقراري في هذا البلد بفترة وجيزة انطلقت عام (1991) شرارة الانتفاضة الجماهيرية في جنوب كوردستان, وعلى أثره تم طرد النظام البعثي العفن ودوائره الأمنية وجيشه المجرم من غالبية مدن وقرى جنوب كوردستان, وجرت بعد فترة وجيزة انتخابات برلمانية كان على وشك أن يتقاتلا الحزبان “الاتحاد والبارتي” على النتائج التي زورها الطرفان علناً ودون حياء, ألا أنهما اتفقا في النهاية على تقاسم السلطة وكفى.. الكورد شر القتال إلى حين. عزيزي القارئ الكريم,لا شك إن تحرر جنوب كوردستان من نير الاحتلال العراقي كان له التأثير المباشر على سائر الوطنيين الكورد داخل الوطن وخارجه, وبناء عليه نحن أيضاً في بلاد المهجر قمنا بالتحرك من أجل لم شمل أعضائنا وتكوين الخلايا الحزبية لكي نواكب التغييرات التي حصلت على الساحة الكوردستانية والعالم بعد انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا ومعها الدول الغربية وانتصارهم فيها بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وعليه, قمنا في بداية التسعينات من القرن الماضي بعقد اجتماع موسع في مدينة (اسكلستونا- Eskilstuna) حيث أنشأنا اللجنة التنظيمية (کۆميتە) والقواطع التنظيمية (کەرت). لمن لا يعلم, أن اللجنة التنظيمية تشرف على سائر القواطع التنظيمية في السويد. وسمي حينه قاطع مدينة (أوربرو) بالقاطع الثالث, ولا يزال يحمل هذا الاسم, وأصبحت أنا (محمد مندلاوي) أول مسئول لهذا القاطع. وصرت أتردد شهرياً وأحياناً أسبوعياً على مقر اللجنة الكائن حينه في منطقة (شيستا- Kista) في استوكهولم ويشهد على هذا الأستاذ (قادر حاج علي) عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني في حينه, والأستاذ (رزاق عزيز) وآخرون كثر. لقد عقد ذات يوم اجتماع موسع حضره عدد من قياديي الحزب, وكنت حينه حاضر في المقر المذكور فطلب الأستاذ (قادر حاج علي) من الأخ (رسول) مسئول اللجة التنظيمية أن يخبرني بأن الأخ (قادر حاج علي) يود أني أشارك في هذا الاجتماع الخاص ببعض المسئولين الكبار في الحزب, وذلك بسبب نشاطي الكبير الذي كنت أقوم به في محافظة (أوربرو – Örebro) فوافقت وشاركت في الاجتماع المذكور وأبديت برأيي فيه حول المواضيع التي أثيرت حينها. ويشهد على نشاطي السياسي والحزبي في حينه الأستاذ (جمال) المعروف بـ(جماله سوور) الذي أصبح وكيلاً لإحدى الوزارات في إقليم كوردستان (حكومة السليمانية), أنه شهد جانباً كبيراً مما قمت به من نشاطات في الفترة التي أقام في مدينة (أوربرو – Örebro) وكذلك الأستاذ (رزاق عزيز) إذا يقول الحق وآخرون في اللجنة التنظيمية. وأيضاً الأخ (شمال) ذلك الشاب المثقف النبيل, الذي زارني في بداية التسعينات في مدينة (أوربرو – Örebro) وشهد الأعمال الجمة التي قمت بها بمفردي. قبل عامان من الآن حضرت اجتماعاً في استوكهولم وكان كاك (شمال) حاضراً فيه, قال لمسئول اللجنة التنظيمية “صالح قَيتولي” انتبهوا وراعوا كاك محمد أنه عمل الكثير للاتحاد الوطني الكوردستاني, لكن للأسف الشديد, كأنه قال لهم ناصبوه العداء, لأنه بعد كلام كاك شمال عني إيجابياً, وقف صالح قيتولي ضدي في كل الاجتماعات, والسبب لا أعلمه. أتذكر حين كنت مستشاراً للجنة التنظيمية (کۆمیتە) زار مدينة (أوربرو) للإشراف على إحدى اجتماعات القاطع في المدينة التي أقيم فيها لكنه قفز على الأصول التنظيمية ولم يستشرني قبل مجيئه إلى المدينة في أمور القاطع حتى أطلعه على حيثيات التنظيم, رغم أنه شخصياً نصبني مستشاراً للجنة التنظيمية!, لم أدع هذا التهور من قبل صالح قيتولي يمر مر الكرام, لقد قمت في الاجتماع وقلت له: ألست أنا مستشار اللجنة التنظيمية قال: نعم قلت له: إذاً كيف تأتي إلى مدينتي ولا تستشيرني حتى أضع أمامك كل صغير وكبيرة موجودة في القاطع التنظيمي لتكون على بينة من جميع أمور التنظيم!. يتبع…
1- كلمة “کەر” بالغة الكوردية تعني الحمار. وكلمة “دز” تعني السارق “حرامي” مثل.
ملاحظة: بالأمس اتصلت بنا سيدة نعزها كثيراً, وهي شقيقة لعدد من الأشخاص, قالت أن اثنين من أشقائها يعتقدا أني قصدتهما في عنوان المقال, مع أن اسميهما ليس عبه ولا عمر!!. الذي ذكرته في عنوان مقالي, هو مثل كان شائعاً في إحدى أحياء مندلي قديماً, وأنا كتبت في أسفل المقال, أنه مثل لمن يجحد حقه ويُفضلوا عليه الآخر.. ويتنكروا لجهوده التي بذلها. لذا اقتضى التنويه مجدداً.
محمد مندلاوي
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives