أخلاقية الاغنياء رمضان كريم/ مجاعة القرن الافريقي
قرأنا مقالة الاخ رسمي العامل تحت عنوان “مسيحي يتمنى ان يصبح رمضان 12 شهرا” للمزيد را http://www.almahatta.net/read-2079.htm
ويعبر الكاتب عن خلجاته وما يجول في ضميره كمواطن عانى وما يزال يعاني من سلوكيات خاطئة وفساد وقتل وتهجير وتخوين وتآمر وقول بلا فعل والذين لا يرون العصا في عيونهم فيرون القذا في أعين غيرهم وهكذا ان شهر رمضان المبارك يمحي كل هذا فعلى الاقل يحد من معظم الاخلاقيات السلبية وخاصة التي تتكأ على الدين وتنفذ باسمه، اذن التمني في هذا الظرف الذاتي (على نطاق الوطن الام – العراق ) والموضوعي على نطاق الشرق الاوسط والادنى وافريقيا قد يرفع هذا التمني الى مستوى الفعل “قديكون” بحيث ننتقل من التمنيات الى الافعال الارادية الخيرة، ويتم ذلك بشكل عملي عندما تكون هناك نية صادقة عند الصوم، عليه لا يمكن ومن غير المعقول ان اتحاشى السرقة والفساد والنميمة والكبرياء صعوداً الى التخوين ولعبة المؤامرة ثم التهجير والقتل خلال شهر رمضان فقط! فهل يا ترى ان الشهور الـ 11 الباقية يكون فيها حلال قتل الاخ وابن العم والجيران والاخر الذي يعيش معي في السراء والضراء؟
نعتقد جازمين اننا امام مفارقة حقاً ان حدث ذلك؟ وربما سائل او مراقب يقول: اننا فعلاً امام هذا الواقع! بدليل ما يحدث في داخل العراق كنموذج قبل شهر رمضان وفي بعض الاحيان يكون الموت بالمرصاد خلال شهر رمضان نفسه مستندين على فتاوى اقل مايقال عنها سياسدينية، واصحاب هذه الفتاوى يكون افطارهم جسد الابرياء وسحورهم دم الفقراء ومابينما (الله اكبر) مع العلم ان الله هنا اصبح اصغر شيئ من الوجود! وهنا لسنا في صدد لاهوتية الموضوع وانما في اخلاقية الاغنياء! لنذهب اولاً الى:
مجاعة القرن الافريقي
انه اشهر جفاف منذ 60عاماً، يهدد حياة 12 مليون انسان من اطفال وشباب وشيوخ من الجنسين طبعاً، انها ازمة غذاء في الصومال واثيوبيا وكينيا وبعدها بدرجات جيبوتي والسودان وجنوبه واجزاء من اوغندا، واعلنت الامم التحدة رسمياً المجاعة في القرن الافريقي بتاريخ 20 تموز 2011 ، وبعد 5أيام فقط اي في 25 تموز 2011 كان هناك اجتماع طارئ في روما لمكافحة هذه المجاعة، حيث دعت الامم المتحدة الى جمع 1,6 مليار دولار بشكل طارئ لايقاف نزيف الموت الذي يحصد عشرات الالاف يومياً، وفي نفس السياق طلبت منظمة الفاو 120 مليون دولار اضافية 70 مليون منها للصومال والباقي لاثيوبيا والدول الافريقية المعنية الاخر بالكارثة، وقدمت امريكا 28 مليون دولار كاضافية للصومال بعد ان كانت قد قدمت 431 مليون دولار في بداية العام الجاري، وكذلك السعودية تبرعت بمبلغ 60 مليون دولار ايضاً، ونعتقد ان الدول الاخرى ستقوم بتقديم المساعدات العاجلة لان الموضوع انساني واخلاقي قبل ان يكون سياسي وديني
الشمال والجنوب
في بداية القرن الحالي ازدادت الهوة بين الشمال الغني والجنوب الفقير على الاصعدة الطبيعية – الاقتصادية – الديمغرافية – الاجتماعية! بسبب الحروب والصراعات المسلحة بين شعوب الجنوب المتمثلة بالقرة السمراء وامريكا الجنوبية وجنوب اسيا، ان كانت داخل الشعب الواحد او بين البلدان وشعوب المنطقة نفسها، بسبب سياسات الشمال المتمثل – اوربا وانكلترا واستراليا وامريكا وبعض البلدان الاخرى من شمال اسيا، وكذلك في الـ 10 سنين الاخيرة كان للارهاب دور اساسي في توسيع الهوة والمسافة بين الشمال والجنوب، وكمثال لا الحصر (منظمة شباب الصومال) التي اغتالت اعضاء من بعثة الامم المتحدة وطرد اعضائها من الصومال التي تعاني من الحروب الداخلية/الاهلية والهجرة والتهجير والجفاف والمجاعة وتهريب المخدرات والاتجار بالاطفال،،، واليوم هي نفسها الامم المتحدة التي شمرت عن ساعديها من اجل مساعدة شعب الصومال الميت/الحي وعلى الاراضي التي تسيطر عليها هذه المنظمة التي تعتبر ارهابية بنظر المجتمع الدولي، هذه المساعدات والماء والدواء والغذاء أليست من (الكفار) يا شباب الصومال؟؟ وانتم لحد هذه اللحظة وتحت موت آلاف الاطفال والشباب والنساء والشيوخ من شعبكم وانتم تتقاتلون من اجل السلطة الدينية! اين الله من كل هذا؟ نحن في القرن 21 أليس كذلك؟ هنا تكمن اخلاقنا الادبية وقيّمنا الدينية وشعورنا الانساني تجاه انسانيتنا! اليس هناك مصطلح في قاموسكم تحت عنوان – حقوق الانسان؟
انها اخلاق ادبية يا الامم المتحدة بالاسراع لانقاذ حياة هؤلاء البشر، انهم من اصل البشرية كلها، وواجب كل غني على نطاق الامم ان لا يتأخر لحظة في تقديم العون والمساعدة لامهات اللاتي يرمون اطفالهن على قارعة الطريق! وهذا يذكرنا في حكايات الاجداد حول المجاعة التي حصلت في العراق ابان الحربين العالميتين! انه شهر رمضان آت بعد أيام ولا تقبلوا صورة افريقي وهو يبكي على موائدكم العامرة
رمضان في العراق
داخل العراق كما في داخل كل بلد من بلدان الجنوب هناك (شمال وجنوب) نعم شمال العراق لا نقصد به اقليم كردستان والمنطقة الشمالية مطلقاً، بل اغنياءه وفقراءه في كل محافظة وكل عشيرة وكل طائفة وكل مذهب وكل دين وكل منطقة، انكم تستعدون لشهر رمضان، الذي من المفروض ان يكون شهر اعتراف بالاخطاء وطلب الغفران، التسامح والسماح، الصوم والصلاة،،،،، ولكن هذه (اللاكن) مصيبة البارحة واليوم وغداً!! مصيبتها تكمن في صراع الاضداد التالية
عندما ارجع الى بيتي وتستقبلني زوجتي بابتسامة وتأخذ مني – المسواق – مالذ وطاب
بالمقابل جيراني قد استشهد رب البيت بانفجار ملغومة وله 4أطفال تعيلهم ارملته
اجلس على المائدة العامرة كطفل قبل الفطور بين اهلي وخلاني
هناك من في الشارع 4ملايين يفرش مع زملائه ويفطرون
عندي اكثر من بيت وعمارة ومحلات كل يوم افطر في مكان
اعرف ان هناك مليون و750ألف نسمة كنسبة تقديرية يفطرون في بيوت القمامة
كنتُ فقيراً واصبحتُ غنياً بين ليلة وضحاها (خلال 8 سنوات فقط)
نسيتُ فقري وفقرائي الذين كانوا بنسبة 35% فاصبحوا 65%
وصلتُ قبل الفطور بنصف ساعة الى البيت وسمعتُ وشوشة في الحي
عندما دق مدفع الافطار دق الباب واذا باحدهم يسأل عن كوب ماء بارد يفطر به/لاماء ولا كهرباء ولا طعام
لم ارى ابني على مائدة السحور فبعد الاستفسار عنه
لم يرضى ان يتسحراحتجاجاً وزميله قد بيعَ للدعارة في دول الخليج
ذهبنا الى بيت عمي للفطور: كلنا بدأنا بالفطور عدا بنت عمي
لان زميلتها هربت من البيت والتحقت بزملاء وزميلات لها الى فنادق الاغنياء في الدول المجاورة
جاء ابي الى البيت ويده فارغة بعد ان قالت امي:اين المسواق يا هذا؟ ماذا نفطر اليوم؟
والله يا امرأة اعطيتُ نصف اجرتي لفقير شايب بعد ان عرفته وعرفت قصته ان ابنه الذي كان فقيراً واليوم اصبح يتكلم بمئات الدفاتر (ملايين الدولارات) طرده من البيت
قررتُ انا وعائلتي وبعض زملائي ان نصوم ثلاثة ايام متتالية دون اكل ولا شرب! استنكاراً على ضياع وطني وتقسيم حكومتي الى حصص لطوائف ومذاهب واحزاب، بحيث الفقراء ازدادوا فقراً والاغنياء ازدادوا غنى، واكثرية الشعب تأكل العجاج – اي التراب في هذا الحر – لنعمل جسر بين شمالنا العراقي -الاغنياء وجنوب عراقنا – الفقراء في هذا الشهر المبارك
اذن رمضان مبارك لأصحاب النخوة والكرامة من الفقراء والاغنياء فلا بد من تجمع للاصلاح وتغيير النفس والوجدان والقيم والاخلاق الادبية، انها ديمقراطية التعدد والتنوع وقبول الاخر، كل الاخر،والذي يقع على عاتقهم ردم الهوة ! وليس مد جسر! بين الاغنياء والفقراء وبين كافة مكونات شعبنا مهما كان دينه ولونه وشكله ومذهبه وطائفته
رمضان مبارك للجميع
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives