تتباهى الامم والدول والشعوب والاقوام في هذا العصر بإنجازات ابنائها الفكرية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية، وتنظم مهرجانات لتكريم ابنائها المتفوقين في الدراسة او في ابداعاتهم او اختراعاتهم او انجازاتهم الرياضية، واصبح الخجل عندهم يقاس بالعجز عن الالتزام باخلاقيات المهنة او المواطنة او قيم الانسانية. وحينما تفتح القنوات التلفزيونية او برامج الاذاعات لابداء ارائهم او التعليق على قضية ما (مهما تكون صغيرة او كبيرة ) تكون مخالفة للقيم ذلك المجتمع، لا يملك مقدمي البرامج الوقت الكافي لاستلام الردود عن طريق التلفونات او قراءة البرقيات الالكترونية عن هذه القضية الاتية من المواطنيين العاديين.
وحينما تكون فضيحة سياسية، اوقضية اختلاس (Corruption ) يتحمل ذلك الحزب او رئيس المؤسسة مسؤولية ذلك الموظف ومخالفته الاخلاقية او القانونية.
اما في عراقنا العزيز حيث ولدت شعوب وقوميات واديان كثيرة، لا زال قانون الغابة يسود، والمجرمين و اللصوص يسرحون ويمرحون كما يشاؤون، والسياسيين يتقاسمون الفريسة مع اعداء الوطن. ويتباهى الارهابيون او الميليشيات في عالم السفلي (Under ground) بعملياتهم الاجرامية ضد الابرياء بالاخص ضد الاقليات الذين لم يكونوا طرفا في حصد الغنائم وفي الصراع الطائفي.
عندما يتأمل الانسان بعد ثمانية سنوات من التغير وحلول الديمقراطية في العراق (كما يحلو لقادة الحاليين للبلد او مسؤولي الحكومة الادعاء بها) ويقارنها بمواقفهم واعمالهم يعرف مدى بعد الحقيقة من الكذب، ومدى الفساد الساري امام انظار اعضاء البرلمان وانظار ابناء الوطن وهم ساكتون.
لا اعرف متى يحل الخجل على وجه المسؤوليين عندما تحصل مثل هذه الجرائم امام انظارهم وهم ساكتون ، او لا يستطيعون القيام بواجبهم المطلوب، لا يعتذرون عن تقصيرهم كما هو متعود في الدول المعترف بها دولاً في امم المتحدة، ولا يستطيعون جلب المجرمين امام القانون ، ولا يقدمون استقالتهم ليأتي غيرهم اكثر كفاءة ووطنية للقيام بذلك الواجب.
امام هذا المشهد لا يبقى تفسير لنا الا وان نشك بأن هناك جهات حكومية مشتركة في الجريمة، فجريمة مقتل الشهيد الاب رغيد والمثلث الرحمة رحو وتفجير كنيسة سيدة النجاة وقتل شهدائها وتفجير باص الطلبة سهل نينوى او خطفهم وتفجير الكنائس في بغداد في 2 اب 2006 وخطف اكثر من 17 كاهن ومئات جرائم اخرى ولا واحدة منها كشف عن المجرم الحقيقي تماما، بحيث وصل عدد الشهداء في هذه الجرائم الموثقة الى الف فقط من المسيحيين ، ولازالت الحكومة الحالية تدعي بصلاحها للبقاء على قيد الحياة. وتدعي انها تقوم بالواجب الوطني كمل يلزم .
حقيقة شتان بين القول والفعل اعتقد لو كانت مقاييس جميع الدول مثل مقياسهم كانت تكون البشرية لا زالت تعيش في عصر الغابة والقوي يفترس بالضعيف والحكومات تتهاوى امام قادة الحروب والغزوات.
وكما قلنا سابقا الوطن بحاجة الى قوة تقوم بتطهيره، وهذه ليست مهمة امريكا الملعونة التي كذب عليها وهي ايضا لازالت تكذب علينا، ولا ايران العدو الخبيث التي منذ زمن الملك قورش الذي اسقط حكم الكلدان الاخير في بابل سنة 538 ق م حتى اليوم حيث تقوم بقصف وحرق حدودنا الشرقية في هذه الايام ولا مهمة الخليجي او العربي السكران بأفكار وهمية او طموحه للقيام بعملية جهادية بتفجير ذاته بحزام ناسف من اجل الوصول الى الجنة والحصول على استحقاقاتها او غنائمها.
الخلاص يأتي عن طريق سواعد وحناجر واقلام ابناء هذا الوطن المخلصين والوطنيين الذي يضعون وحدة الوطن وحياة ابناء محل القداسة . هؤلاء طبعا مهمشين او مكتوم صوتهم اليوم بسبب عدم وجود تنظيم بينهم او عدم امتلاكهم قادة من امثال مانديلا وتيتو وغاندي وبسمارك ومارتن لوثر كينك وغيرهم.
هؤلاء ليس المطلوب منهم تغير الواقع بالسلاح كما حصل في الماضي او كما يحصل اليوم ، وانما بالحناجر التي تطالب بحقوقهم وسواعد الشباب في حمل رايات وشعارات الوطنية التي تبنيه واقلام المفكرين والكتاب والصحفين والعلماء لابداء ارائهم لاخراج موقفهم، ورفض السكوت او ورفض قبولهم قتل الابرياء وسرقة اموال الشعب.
حقيقة كنت اتمنى ان تأخذ قضية هذه الجرائم الى محكمة العدل الدولية في لاهاي في قضية جرائم انسانية، ضد كل المسؤولين الحاليين من اولهم الى اخرهم، وبعد التحقيق كنا سنعرف من منهم بريء ومخلص للوطن ومن منهم مذنب وعميل لص ومجرم بل صديق ذلك الذي فجر نفسه؟
كما قال كنفوشيوس معلم الامة الصينية الاول قبل 26 قرنا:
“لا اعرف مصير الانسان الذي يعرف الحق و لا يتخذ جانبه”
كذلك انا لا اعرف مصير الحكومة الحالية، حينها ربما كنا نرى اغلبهم في قفص الاتهام مع المجرمين الحقيقيين الباقيين من النظام السابق.
املنا ان لايسكت اخوتنا الوطنيين عن هذه الجرائم وان لا يضحك عليهم باسم الدين . ومن يشك في تضحيتنا وعطائنا ليبحث في تاريخ العراق القديم والحديث من كان اكثر اخلاصاً له، فبعد يوم واحد من تبرع مطرانية الكلدان في كركوك 20 الف دولار لمستشفيات المحافظة معاملة وطنية واخلاقية من مجتمعنا، رد المجرمين بهيبة مختلفة وباخلاق وقيم مختلفة تماما، ردوا بتفجير كنيسة السريان في المحافظة وبمحاولة فاشلة لكنيسة البروتستانت هناك ايضا. حقا شتان بين الهبتين . وهنا لا بد ان نتذكر قول الشاعر:
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives