كان هناك سبب كاف بالنسبة لخميس أن يهجر هو وزوجته وأولاده الستة قرية دلجا في مدينة المنيا، التي تبعد بـ 350 كيلومترا إلى الجنوب من القاهرة.
فهو لم يتردد باتخاذ القرار بعد أن أحرق مجهولون منزل ابن عمه المجاور وقتلوا قريبة له في هجمات متفرقة استهدفت منازل مسيحيين في القرية. حدث ذلك بعد أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، إثر تظاهرات شعبية عارمة مناوئة له في الثالث من يوليو/ تموز.
“كانت ليلة دامية” يقول خميس، الذي وافق على الحديث إلينا شريطة عدم الكشف عن هويته، واستخدمنا اسما مستعارا حرصا على سلامته.
أخبرنا خميس عما حدث في تلك الليلة.
“أعداد كبيرة من البلطجية هاجموا منازلنا، بدأو بمنزل ابن عمي، ونهبوا كل محتوياته قبل أن يشعلوا النيران فيه. لم نغامر بحياتنا وقررنا الاختباء لدى أقاربنا إلى أن تهدأ الأمور. وبالفعل كان قرارا صائبا، فقد هاجموا منزلي لاحقا.”
منذ عزل الرئيس السابق، وقعت سلسلة من الهجمات ضد مسيحيين وممتلكاتهم في أماكن متفرقة من البلاد، خاصة في جنوبها.
ففي يوم السادس من يوليو/ تموز، أطلق مجهولون النار شمال سيناء على قس في وضح النهار فأردوه قتيلا وذلك أثناء مغادرته أحد المحال التجارية.
وبعد الحادث بخمسة أيام، عثر على جثة رجل مسيحي مقطوعة الرأس في نفس المنطقة.
بعض المسيحيين يتهم إسلاميين متشددين بإذكاء نار الفتنة والتحريض على قتلهم بسبب معارضتهم للرئيس السابق، كما هاجم مجهولون عددا محدودا من الكنائس في بعض القرى.
ثمن المعارضة
كانت إحدى الكنائس في دلجا من بين الكنائس التي استهدفت. ذهبنا إليها لنجدها وقد تحولت إلى أطلال بعد أن نهبها مجهولون وأشعلوا النيران فيها.
أتت النيران على الكنيسة بالكامل. مشاهد الدمار في كل مكان، اللون الأسود الذي تخلفه ألسنة اللهب غطى جدران الكنيسة. تمثال لمريم العذراء مهشم تماما، فيما اقتلعت رسومات دينية من على أحد الأسوار، وانتشر رماد مئات الكتب المحروقة على أرضية إحدى الغرف الملحقة بها.
راعي الكنيسة الأب أيوب يوسف استقبلنا في موقع الحادث الذي تحقق فيه السلطات. وكان بنفسه شاهدا على ما حدث.
“في الليلة التي القى وزير الدفاع بيان عزل الرئيس مرسي، هاجم ما يقرب من ٥٠٠ شخص الكنيسة، ولم يستطع أفراد الشرطة الخمسة مقاومتهم. نهبوا كل شيء قبل أن يشعلوا النيران فيها. وكانوا يرددون شعارات من قبيل “إسلامية، إسلامية” و “يادي الخزي ويادي العار..النصارى عاملين ثوار.”
كاد المهاجمون – الذين وصفهم رجل الدين المسيحي بالبلطجية – يفتكون بحياته لولا تدخل جيرانه المسلمين.
“أنقذتني عائلة مسلمة تسكن في جوار الكنيسة، كنت وقتها في استراحتي بالدور العلوي، وكدت اختنق من الدخان، فاستنجدت بهذه العائلة، التي ساعدتني على الهرب من سطح الكنيسة إلى داخل بيتهم، ولم أغادر المكان إلا بعد أن تأكدنا من رحيل كل المهاجمين.”
لم تخف الأقلية المسيحية في مصر، والتي تقدر بنحو ١٠ بالمئة من تعداد السكان البالغ عددهم ٨٥ مليون نسمة، مخاوفها بعد أن جاءت جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم العام الماضي إثر انتخاب مرشحها رئيسا للجمهورية.
ولطالما نأت الأقلية المسيحية بنفسها عن السياسة طيلة العقود الماضية، إلا أن قادتها خرجوا عن صمتهم السياسي مؤخرا.
فقد أعرب البابا الجديد، تواضروس الثاني، صراحة عن استيائه من سياسات الرئيس السابق وانتقده بسبب ما وصفه بتقسيم المجتمع المصري. كما أنه كان حاضرا أثناء إلقاء وزير الدفاع بيان عزل محمد مرسي.
يقول الأب أيوب إن المسيحيين يدفعون “ثمن معارضتهم لمرسي”، ويضيف “لا يوجد مبرر لاستهداف مواطنين مصريين أبرياء بسبب آراءهم السياسية. مسيحيون كثيرون يخشون أن يقعوا ضحية هجمات عشوائية من متشددين أو بلطجية، ولا يعلمون ما تخبئه لهم الأيام.”
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives