لن ارشح نفسي لرئاسة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان وعميق شكري وامتناني
بعد حوالي اربع سنوات من رئاسة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان العزيز على قلبي ، قررت ان لا ارشح نفسي لرئاسة الأتحاد ، ولتحقيق هذا القرار كان علي ان لا ارشح نفسي للهيئة التنفيذية للاتحاد ايضاً ، لكي لا يصار الى ترشيحي ثانية ، إنه قرار عن قناعتي وكامل إرادتي وإيماناً مني بتطبيق مبدأ اليدمقراطية ، فلا يجوز احتكار المنصب الى اجل غير مسمى ، بحجة الديمقراطية ، ولهذا ارتأيت ان اسلم الأمانة الى غيري من الزملاء في الأتحاد ، انا مقتنع وسعيد بقرار الترجل بنفسي وعن قراري الخاص ، لقد سجلت اسمي من المؤسسين للاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، كما سجلت اسمي كأول رئيس لهذا الأتحاد وهذا يزيدني شرفاً وفخراً .
لقد مرت السنون الصعبة امام الأتحاد ، إذ كانت مرحلة التكوين والتأسيس ، فقد عكفت نخبة من مثقفي وكتاب شعبنا الكلداني على تأسيس اتحاد يجمعهم ويضمهم لتنسيق العمل بينهم ، فالبداية شهدت مخاضاً عسيراً . بعد سلسلة الأتصالات والمشاورات والمقترحات والمناقشات والأختلافات في وجهات النظر والتوافقات على الأسم وعلى الترجمة الى الأنكليزية والكلدانية ، وحول فقرات ومواد النظام الداخلي وعن التعديلات والى شروط الأنتماء والى الأشتراكات…الخ هكذا بعد سلسلة مارثونية من المناقشات المستفيضة نجم عن تلك الإرهاصات الولادة الطبيعية لكيان ثقافي اتفقنا ان يكون اسمه :
” الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ” وحمل من حيث المبدأ ثقافة تطبيق مبادئ الحداثة والحرية والديمقراطية ، والنأي عن الفكر الأديولوجي مهما كان نوعه .
لقد كان المؤسسون ، من مختلف دول العالم التي استقر بها ابناء شعبنا الكلداني ، يقودون مسيرة مركب الأتحاد .. وسط الأمواج العاتية ، لكنهم كانوا سعداء ومتعاونون لأن بوصلتهم واحدة تتجه دوماً نحو قطب القومية الكلدانية ، وهذه البؤرة كانت تجمع الأتجاهات السياسية والدينية والأجتماعية والثقافية لكل من يحترم ويفتخر بقوميته الكلدانية ، ويسعى الى استحصال حقوق هذا الشعب في وطنه العراقي .
لقد حدثت اثناء مسيرة الأتحاد خلال هذه السنين الصعبة ، اختلافات في وجهات النظر ، ورؤى مختلفة لقضية واحدة لكن المودة والتآلف والأنسجام ووحدة الهدف كان سيد الموقف ، في هذه السنين اثناء العمل وجدت كرئيس للاتحاد دعماً كاملاً ، ربما لا اكون مغالياً إن قلت من جميع اعضاء الأتحاد ، لكن سأكتفي بالقول بأن الدعم كان من معظم اعضاء الأتحاد إن كانوا في الهيئة التنفيذية او في الهيئة العامة ، ولا احبذ ان اشخص او اذكر اسم واحد او اكثر من الزملاء الأوفياء في الأتحاد ، لكي لا يشكل ذلك غبن بحق الآخرين ، فانا على العموم مدين لهم شخصياً جميعاً في تمشية مركب الأتحاد وفق البوصلة التي اخترناها لأنفسنا متطوعين . وكما قلت نسترشد بالمنارة المضيئة التي تمثل حقوق ومصلحة شعبنا الكلداني . لقد كان عملنا جماعياً وبقلب واحد ، وهذا سر الديمومة والأستمرارية رغم الحملات الظالمة على هذا الأتحاد ووضع العصي بين عجلاته لإقاف مسيرته فكان الهجوم على الأتحاد ككيان او على رئيسه او على اعضائه بشكل فردي .
وفي هذا المقال المختصر لابد من الإشارة والإشادة بالهيئة التأسيسية التي كانت النواة الأولى لتشكيل هذا الأتحاد وتغرس الشتلة وتعتني بها وتسقيها الى ان اينعت وأثمرت ، فكانت بعد ذلك الطلبات للانضمام الى الأتحاد بعد وضوح اهدافه وتبيان استقلاليته ، فلم يقبل وصاية من اية جهة او حزب ، وكان تمويله من اشتراكات وتبرعات اعضاء الأتحاد انفسهم ، إن كانوا في الهيئة العامة او في الهيئة التنفيذية .
حوالي اربع سنوات مليئة بالأحداث والتقلبات السياسية ، من فترة تخمر فكرة تأسيس الأتحاد الى المراسلات والمشاورات الى مرحلة الولادة وبعد ذلك الأعتناء بالوليد الى ان شب واصبح يافعاً يستطيع الصمود امام المحن ، في هذه السنين كان زملائي الكتاب في الأتحاد يقفون خلف كل عمل ناجح للاتحاد ، وثمة بعض الأعمال كانت موجهة ومبرمجة على سبيل المثال الحملة التي كتبنا فيها بشكل جماعي وبوقت واحد عن مذبحة صوريا ، ووضعنا تلك المذبحة المروعة المنسية امام الإعلام وأمام المسؤولين بعد ان ظلت مدفونة في غياهب النسيان قرابة 40 سنة من وقوعها .
وبعض هذه الحملات كانت عفوية وكمثل غير حصري مجموعة المقالات حول انتخاب بطريرك جديد للكنيسة الكاثوليكية للشعب الكلداني ، حيث اغنينا الموضوع كتابة وتحليلاً إن كان عن طريق المقالات او الردود والتعليقات والمناقشات على المواقع الألكتورنية .
هذه وسيلتنا الوحيدة في النشر حيث لا تفتح امامنا قنوات الإعلام المخصص للمكون المسيحي ، إذ ان الإعلام المهم للمكون المسيحي كالفضائيات والصحف والإذاعات تقع جميع هذه الوسائل تحت هيمنة الأحزاب القومية الآشورية التي تصادر كل وسائل الإعلام لحساب دعايتها وأجندتها الحزبية القومية المتسمة بالمغالاة وإقصاء الآخر .
إن هذا النمط الإعلامي الأديولوجي المتعصب قد خلق مناخ طائفي ذو صبغة مذهبية ملؤه الضغينة والكراهية والحقد ، وكأننا اعداء وليس ابناء شعب مسيحي واحد ، ويصار الى تشجيع هذا الحقد والكراهية بين ابناء الشعب الواحد رغم ما يطال هذا الشعب من ظلم وجور وتشريد ، وهكذا اصبح هذا الشعب مقسم نتيجة ذلك النهج الأقصائي السيئ الصيت لتلك الأحزاب القومية ذات التوجهات الأديولوجية الإقصائية وهي معروفة .
إن موقف زملائي المشّرف في الأتحاد لم يكن شخصياً إنما كان موقف مبدأي ، وانا اعتبر نفسي مدين لهم بالكثير ، وإزاء هذا الموقف المبدأي بدأت حملة للنيل من الأتحاد من قبل الذين يحدقون بالسماء الواسعة ولا يجدون سوى صفحة محدودة السماء حينما ينظرون بمنظار الفكر الأديولوجي المتحجر ، فبدأت التعامل بسياسة الجزرة والعصا مع الأتحاد كمجموع او مع اعضائه فرادى إن كان بسياسة تكميم الأفواه او نشر حملات ظالمة تحت اسماء وهمية او بكيل سيل التهم والتخوين بحق رئيس الأتحاد او الأخوة الآخرين في الأتحاد . ولما لم تثمر هذه الوسيلة عكفوا على استخدام سياسة الجزرة ، والتي افلحت في استمالة بعض الأخوة ، لكن في كل الأحوال بقي الأتحاد مواكباً يشق طريقه ، نحو هدفه بتوجيه البوصلة نحو قطب القومية الكلدانية وحقوق الشعب الكلداني بشكل ثابت .
اليوم وأنا اترجل وأقف جانباً ، اعرب عن تمنياتي ان يحافظ الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان على نفس النهج وبنفس الإرادة والعزيمة واستقلالية القرار وان لا يتسربل بجلباب المجلس الشعبي او غيره ، وأنا واثق بأن المغريات لا يمكن ان تحيده عن نهجه الذي وضعناه نحن المؤسسون بحيث لم يكن اي وثيقة شرف مكتوبة بيننا إنما كان بيننا كلام شرف وهذا يعادل كل الوثائق المكتوبة .
وانا اترجل ايضاً امنيتي ان يصار الى انتخاب رئيس للاتحاد من داخل الوطن ليكون لنا وجود فعلي وواقعي داخل الوطن العراقي بلاد ما بين النهرين بلاد الكلدان البينهرينيين الأصلاء .
لقد وجدت الدعم من عائلتي حيث كان الأجتماع احياناً بعد منتصف الليل ويستمر لساعات متأخرة من الليل ، وانا سالب لراحتهم وابني يريد في اليوم التالي النهوض مبكراً للالتحاق بعمله ، وأقدم لهم جزيل شكري ، ولا شك ان زملائي في الأتحاد كانوا يتحملوون ما شابه ذلك وفي الأقل التضحية بوقتهم . وأقدم شكري للجميع وسأبقى معهم وانا مرتاح لأن الأتحاد اصبحت جذوره راسخة وهويته معلومة ، وارى انني مترجل في الوقت المناسب ، حيث ان قافلة الأتحاد دؤوبة ومثابرة في الديمومة والسيرورة نحو هدف تحقيق حقوق الشعب الكلداني في وطنه العراقي وفي اقليم كوردستان .
د. حبيب تومي / اوسلو في 28 / 01 / 13
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives