1. أن المتابع لما ينشر من مقالات وآراء ووجهات نظر وردود متبادلة للعديد من الأخوة الكتاب وأصحاب الرأي في بعض المواقع الألكترونية , وموقع عنكاوة على وجه التحديد اللذين يتناولون أحوال الكنيسة الكلدانية , ينتابه شعور باليأس والأحباط لما آلت أليه أحوال هذه الكنيسة في الوطن الأم وفي المهجر على حدّ سواء للوهلة الأولى, على أن درجة هذا الشعور تتباين بتباين الأشخاص ومدى ثقتهم بهذه الكنيسة العريقة ذات التقليد الرسولي, ليصل عند البعض بعد هنيهة الى شعور بالفرح للهمم التي تحاول أن تستنهض هذه الكنيسة حتى تمارس دورها السليم في مواصلة رسالتها الأيمانية داخل الوطن وتنشر خبرتها الروحية المستمدة من أيمانها وطقسها الجليل في المهجر, وهي تزيل بعض الصدأ الذي يعيق حركتها لمواكبة مسيرتها في زمن التحديات المعاصر هذا. وفي الوقت الذي لا ينتابنا الشك من أن غاية هذه المقالات هي محاولات جادّة لتقييم الأمور ووضعها في الأطار الصحيح والطريق السليم لما يخدم كنيستنا الكلدانية رعية ورعاة, فاننا من جانب آخر نناشد بعض الأخوة الكتّاب من أصحاب الرأي الآخر أن يترفعوا عن تسييس بعض الظواهر السلبية, وأستغلال حسن النية عند السواد الأعظم من أبناء كنيستهم من الكلدان في محاولة للقفز على الثوابت القومية والتاريخية التي تنادي بها كنيستنا ومن خلفها التنظيمات الثقافية الكلدانية , فلنصلّ لكيما يعضد الرب كل غيور أمين في هذه الكنيسة , ونقول…مارن اثرحمعلين.
2. أن الكنيسة الكلدانية التي كانت وما زالت وستبقى ترعى أبناءها أينما حلوا, تستحق اليوم منهم أن يولوها أهتمامهم ورعايتهم أيضا, ويتطلب ذلك نبذ الخلافات الداخلية, وأزالة الغبار من كل ما يعيق وضوح الرؤيا لتشخيص ومعالجة الأخطاء, والألتزام والتمسك بالمبادىء الأيمانية أولا, والقومية والوطنية ثانيا, متجنبين الوقوع في فخاخ الأرتكاز على قصبات مرضوضة, أو التأثر بأجواء سياسية لن تدوم البتّة, أو الأقتناع بأستحقاقات أنتخابية سابقة قابلة للتغيير في كل دورة أنتخابية . وذلك من خلال التشديد والتمسك بتنفيذ المقررات التاريخية لسنهودس أساقفة الكنيسة الكلدانية الذي أنعقد في عنكاوة من العام المنصرم, وعدم الأنصياع لقساوة الظروف المادية والسياسية التي تسعى لتركيع هذه الكنيسة بهدف تحريفها عن خطها الوطني والقومي الثابت, وفي هذا السياق نردد صدى بعض المقترحات التي تفضّل بها العديد من الأخوة الكتّاب الغيورين لحل المشكلات الماديّة التي تعاني منها كنيسة الوطن في كافة أنحاءه من الشمال الى الوسط والجنوب.حيث أن وضع خطّة عمل مالية بالتنسيق مع الكنيسة الكلدانية في المهجر, سوف تكون كفيلة بحلّ المشكلة المالية دون التنازل عن شموخ ورفعة هذه الكنيسة, مع أحتفاظ كنيسة العراق بحقها في مطالبة الحكومة العراقية للوفاء بألتزاماتها تجاه هذه الشريحة من أبناء العراق وعدم الأستكانة من اللجوء الى القضاء لو تطلّب الأمر.فلنصلّ من أجل رعاتنا وشعبنا لكيما يثبتوا أمام العاتيات, ونقول…مارن اثرحمعلين.
3. أن الكنيسة الكلدانية في العراق في ألتزامها جانب الحياد في خضمّ الأوضاع المحلية المضطربة وعدم وضوح الرؤيا السياسية داخل الوطن وتذبذب دعائم البنيان الديمقراطي الذي فرضته أمريكا ومن لفّ لفّها, نقول, أنها – أي الكنيسة الكلدانية – تعبّر وتعكس أقصى درجات الحكمة من خلال تأنّيها في التعامل مع الأحداث والمستجدات, وهي ما زالت تضع مصلحة العراق فوق كل مصلحة, بل أنها ما زالت على العكس من كافة التيّارات العاملة في العراق تضع المسألة الوطنية ووحدة العراق أرضا وشعبا في أولوية أهتماماتها وهذا ما سبّب لها الكثير من المشاكل داخل الوطن وجعلها عرضة لمؤامرات سياسية خبيثة تلطّخت أيدي الكثيرين بها, فعلى نيّة أن يبعد الرب الشرّ والأشرار عن هذه الكنيسة وأبناءها نصلي ونقول…مارن اثرحمعلين.
4. توحيد جهود كنيسة المهجر تجاه القضايا المصيرية التي تواجه كنيستنا الكلدانية ومحاولة حلّ الأشكالات داخل الكنيسة الواحدة أو بين الكنائس ضمن الأبرشيّة الواحدة, وبالتالي بين أبرشيات مختلفة في محاولة للسيطرة والتغلّب على بعثرة الجهود الغيورة التي تدافع عن الكنيسة كلّ حسب وجهة نظره, وذلك يتطلب الأرتقاء بالنفس الى المستوى المطلوب من المسؤولية ونكران الذات حتى يعمل الجميع من أجل الجميع. فلنصلّ من أجل الوحدة داخل الكنيسة الكلدانية , ونقول…مارن اثرحمعلين.
5. أن يزيل رجال كنيستنا الموقرون بمختلف درجاتهم الكهنوتية كل شك من قلوبنا وضمائرنا حتى تنجلي صورتهم الحقيقية لنا كرعاة غيورين على رعيّتهم وعلى كنيستهم غير مبالين بالأمور المادية والسلطوية, باذلين أنفسهم وحياتهم من أجل الأمانة التي في أعناقهم حبّا بالمسيح وبرسالتهم التي أعطوا لها حياتهم. وأن نرى فيهم المثل الصالح الذي نتوق للأقتداء به والأفتخار بسلوكه والتشبّث بمحبته, وأن يكونوا لنا موحّدين غير مفرّقين, جامعين غير مشتّتين , وناصحين غير لا مبالين, وأن يشعّوا فينا بذرة الأيمان, ونتتعلم منهم الغيرة على أيماننا وكنيستنا ولغتنا وطقسنا. فلنصلّ من أجل المحبة والوئام بين رجال الكنيسة ونقول…مارن اثرحمعلين.
6. ولأبناء كنيستنا الكلدانية في كل مكان نقول, عانيتم وقاسيتم, شرّدتم وطردتم , ظلمتم وأهنتم , قتلتم وذبحتم , أغتصبتم وأزدري بكم , هدّمت كنائسكم وسرقت بيوتكم مع أخوتكم الآثوريين والسريان لأنكم جميعا كنتم وما زلتم وستبقون ملحا لكل أرض تحلّون بها ولا سيّما أرض العراق. لقد آن الأوان وجاءت الساعة التي يجب علينا فيها أن نزيل كل ضعف , وعبودية , ولا مبالاة , لنرفع بدلها شعار قوّة المحبّة والتحرر من الخطيئة والظلوع بمسؤوليتنا تجاه أنفسنا وكنيستنا والآخرون, ونحن نستمد جذور ذلك من تعاليم ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح له المجد الذي قال (أن الله أحبّ العالم حتّى أنه جاد بأبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية . يوحنا 3:16 ) . أنها مسؤوليتنا نحن المؤمنين أن نكون لرعاتنا وآباءنا عونا وسندا , نمارس رسالتنا الأيمانية في ضوء تعليم الأنجيل المقدس من خلال الثوابت الأخلاقية والفضائل الأدبية , وأن يكون أنتقادنا لكنيستنا ورعاتنا بهدف بناء الكنيسة والرعيّة وأرتقاءها, لا بهدف تركيعها, وتحريفها لغاياتنا الشخصية ومصالحنا المادية , وبالتالي هدمها من حيث نعلم أو لا نعلم. علينا كمؤمنين أن لا نسعى الى أستمالة رعاتنا من خلال تعميق الخلافات بينهم أن وجدت, وأن نكون واسطة لنقل كلام السلام, لا أن نتخلّى عن خلقنا القويم وننقل كلام القيل والقال لمجرد أختلافنا بالرأي مع أحد الطرفين واقعين وموقّعين الآخرين في خطيئة مميتة, ولا بأس أن نتذكر في هذا السياق بأن الفتنة أشدّ من القتل. فلأجل مؤمنينا أينما كانوا نصلّي لكيما الرب ينوّر عقولنا جميعا, ونقول…مارن اثرحمعلين.
7. أن كنيستنا بكافة أعضاءها بحاجة ماسة الى السلام, ولن يتم السلام فيها الا بالمصالحة مع النفس أولا ومع القريب ثانيا ومع الله من ثمّ, فلا يستطيع أن يتصالح مع الله من أساء الى نفسه وقريبه, فلنصلّ من أجل الشجاعة في نفوسنا لمواجهة أخطاءنا , ونقول…مارن اثرحمعلين.
8. أن الوحدة بين الكنيسة الكلدانية وكنيسة روما والشراكة الروحية قد غدت أحدى دعائم عقيدتنا, وبهذه الوحدة قد أكتمل أيماننا الذي دعانا أليه المسيح في أنجيله المقدس (فليكونوا بأجمعهم واحدا: كما أنك فيّ, يا أبت, وأنا فيك , فليكونوا هم أيضا فينا , ليؤمن العالم بأنك أنت أرسلتني : يوحنا 17 : 21 ) وأمسى أيماننا لا ينقصه شيىء سوى أن نعلن ونكرز به بكل فخر وأعتزاز دون أن تراودنا الشكوك بسبب ما تتعرض له الكنيسة الكاثوليكية من محاولات لتذليلها والنيل من شموخ أيمانها. أن مواقف هذه الكنيسة من قضايا حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية والفقر والجوع والحفاظ على البيئة ورفض الحروب وأنتقاد الحكومات الظالمة ومناصرة الشعوب المظلومة والضعيفة, ناهيك عن كونها رائدة الدفاع عن العائلة والقيم الأخلاقية , جعل منها هدفا لقوى الشر العاملة والمتمثلة بالمال الحرام والسلطة المنحرفة. وها هي كنيستنا الكلدانية تتعرض الى ضغوط جمّة لا تختلف في جوهرها عمّا تتعرض له الكنيسة الكاثوليكية . فلنصلّ ونطلب من الرب أن يحمي الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الكلدانية وكل الكنائس الأخرى التي تخدم كلمته فحسب, ونقول…مارن اثرحمعلين.
9. أن كنيستنا الكلدانية تتمتع بكافة العوامل التي تجعلها كنيسة حيّة, متجددة , منفتحة ومواكبة لمتطلبات العصر, مع أحتفاظها بخصوصيتها وأرثها الثقافي والطقسي التاريخي, ففي كنيستنا أساقفة أجلاّء يقولون الحق بوجه الأقوياء دفاعا عن رعاياهم, ومنهم من سفك دمه من أجل ذلك, في كنيستنا كهنة غيورين , شبابا يخدمون دون كلل وتعب أينما كانوا , وشيوخا حكماء ( أطال الله بأعمارهم ) يشخصون الهفوات ويقترحون الحلول للنهوض بواقع الكنيسة وتصحيح مسارها , في كنيستنا شمامسة ناشطين منهم من يساهم في التعليم, وآخر في الحفاظ على الطقس, وآخر في ممارسة مختلف أنواع الخدمة, في كنيستنا شبابا وشابّات رهن أشارة الرعاة لتقديم أي خدمة يطلب منهم. في كنيستنا رجال ونساء قد أختبروا سنين طوال يصلّون من أجل كنيستهم على الدوام, وفي كنيستنا رجال ونساء يوظّفون علومهم ومهنهم وأمكانياتهم لخدمة الكنيسة والرعية, فلنسر الى الأمام دون خوف ولا قلق ونحن نناصر كنيستنا الكلدانية , متّكلين على الروح القدس , وعلى رجاءنا بالمسيح, فنصلي ونقول…مارن اثرحمعلين.
10. وختاما, تحيّة عراقية من القلب لجميع أخوتنا في الوطن الحبيب من شماله الى آخر جنوبه متضرعين الى العناية الألهية أن تزيل عنهم الحزن والألم والظروف القاسية, حتى يحلّ السلام والوئام بين كافة العراقيين. وتحيّة مسيحية صادقة لأخوتنا الآثوريين والسريان شركاء الوطن والأيمان لكيما نبقى متوحدين في المسيح وبذلك قوّتنا وهيبتنا. وتحية كلدانية من الأعماق لكل كلداني يفتخر بكنيسته وقوميته ويدافع عنها وعن أستحقاقاتها داخل الوطن وخارجه. لكل هؤلاء نتضرّع الى الرب القدير بشفاعة الأم العذراء ومار يوسف القديس وجميع القديسين أن يثبتوا في اليمان والمحبة لهذه الكنيسة الحية ونصلي ونقول…مارن اثرحمعلين.
وميض شمعون آدم
تورنتو- كندا
الرجاء معرفة معنى اسم مارن