بلا شك إنها معركة قلم بين أنصار الانتماء إلى حضن الشعب والوطن، وزمرة الرذيلة مروجي الخيانة، وأقصد بها ثلة اللا انتماء للشعب والوطن، أولئك الذين خانوا شعبهم ووطنهم حين ارتضوا لأنفسهم أن يرتموا بأحضان ذلك الغريب المجرم المضطهد لشعبهم والمحتل لوطنهم مقابل بعض الامتيازات الدنيوية الفانية.
للأسف الشديد أن وجود زمرة اللا انتماء للوطن بين تلك المجموعة العاقة من أبناء الشعب الكوردي صارت بعد احتلال كوردستان إبان الحرب العالمية الأولى وإلى يومنا هذا ظاهرة لا يمكن إخفائها – تحقيراً لهم يطلق عليهم الشعب الكوردي اسم “جاش” أي صغير الحمار، ولد الحمار – الذي يحز في النفس ويوجع القلب ويترك أثراً مؤلماً في صدر المواطن الكوردستاني المحصن بقيم الکوردایەتی خيانة بعض أشباه المثقفين الكورد في عواصم مربع الشر وأعني به: 1- عراق 2- إيران 3- سوريا 4- تركيا الطورانية، حين تخلوا عن واجب المواطنة، وتناسوا أن الوطن يحتاج في هذه السنين العجاف إلى تفاني وإخلاص جميع مواطنيه للذود عنه في محنته التي يمر بها في هذا التاريخ العصيب. إلا أن الذي يحزنني ويحزن غيري من مواطني كوردستان الأصلاء من الكورد الفيليين والسوران والبهدينان الخ، أن هذه الشرذمة الكريهة لم تقف عند هذا الحد المشين في خيانتها للشعب والوطن، بل تمادت فيها كثيراً وقامت ولازالت تقوم بكتابة ونشر كل شيء مقرف يسيء إلى الوطن الغالي ويثبط من عزيمة شعبه المسالم، الذي يرزح تحت نير الاحتلال البغيض، لقد وصلت بها الوقاحة والدناءة أنها تصف الانتماء للشعب والوطن في ظل الاحتلال الغاشم بالوهم!! بينما الانتماء للشعب والوطن أكبر وأجل من أي عنوان آخر.
عزيزي الكوردي الفيلي والكوردي الشيعي في بغداد والمناطق الكوردستانية التي لازالت محتلة من قبل سلطة الأعاجم في بغداد، حذاري أن تنخدعوا بكلام هؤلاء.. الذي باعوا أنفسهم بثمن بخس لسلطة الاحتلال العربي الأعجمي. يجب أن تعلموا جيداً، إن مصيركم وعزتكم وكرامتكم مرتبطة ارتباطاً أبدياً بمصير وعزة وكرامة أبناء جلدتكم في كوردستان،أية محاولة للابتعاد أو الأنفصال عن الجسد الكوردي والكوردستاني سيكشف ظهركم للعدو المجرم، الذي لم ولن يرحمك قط، وهو الذي يعدكم من دون البشر؟؟أليس في أذهانكم وأمام أعينكم تاريخ طويل من جرائم بشعة نفذتها الحكومات المتعاقبة على دست السلطة في بغداد ضدكم وضد غيركم بمباركة ومشاركة العرب، بدءاً من اللعين فيصل الأول ومروراُ بالأخوين عارف وبعدهما الثنائيان البعثيان المجرمان بكر و صدام ومن ثم حكم الطائفيون جعفري وبعده مالكي والآن القزم عبادي. من هذه الجرائم التي نفذت بقرار حكومي وشعبي عربي هي تعريب المدن والقرى الكوردية واستيطان العرب فيها ومنحهم مبالغ مالية من قبل السلطة العروبية العنصرية، وقتل الآلاف من سكانها الكورد وتشريد من سلم من القتل إلى جنوب وغرب العراق، وتهجير البعض الآخر إلى إيران. إن هذه الطريقة الوحشية متبعة ضد الكورد المسالمين منذ تأسيس الكيان العراقي من قبل بريطانيا وإلى يومنا هذا. الشيء الآخر الذي جاء به الأشياع حتى يعرفوا من هو المواطن الكوردي الفيلي في بغداد والمدن التي لا زالت تخضع لحكمهم البغيض أنهم يؤشروا في وثائقهم العراقية بأنهم من التبعية الإيرانية أو من المبعدين إلى إيران كي يسهل على السلطات الجائرة حين تسنح الفرصة لإلقاء القبض عليهم وتصفيتهم جسدياً، تماماً كما فعل المجرم اللعين صدام حسين في ثمانينات القرن الماضي!!. من الجرائم البشعة التي قام بها العرب المسلمون ضد الأبرياء هي الفرهود التي هجموا فيها على العوائل اليهودية في بغداد وبعض المدن الأخرى وقتلوهم دون رحمة وذلك بقرار من الملك والحكومة والشعب العربي وبناءاً عليه قاموا بنهب أموالهم وممتلكاتهم. بالمناسبة أن وجود اليهود في العراق يسبق وجود العرب فيه بمئات السنين. لم يقف هؤلاء.. عند هذا الحد بل استولوا حتى على أماكنهم المقدسة وحولوا مباني عباداتهم ومراقد أنبيائهم إلى مساجد وحسينيات ومسجد النخيب في محافظة كربلاء مثالاً، يؤدون صلاتهم فيه وهي أرض مغتصبة!! وهكذا فعلوا مع الكورد عندما اغتصبوا بيوتهم وأراضيهم عنوة ويؤدون صلاتهم فيها وعليها!! ومراجعهم وشيوخهم ساكتون لا ينطقون ببنت ضفة، والإسلام يقول: لا يجوز الصلاة على الأرض المغتصبة ويقول الإسلام أيضاً: الساكت عن الحق شيطان أخرس. وذات الشيء فعله العرب مع المسيحيين عندما قاموا بتهجيرهم وقتل الكثير منهم بدم بارد ومن ثم استولوا على بيوتهم ومحلاتهم ودور عباداتهم في بغداد والبصرة والموصل الخ!!. وبعد عام 2003 فعل الأشياع العرب الشيء نفسه مع الصابئة في العمارة والبصرة وبغداد حين قاموا بقتلهم واستحوذوا فيما بعد على ممتلكاتهم، ولم يكن أمام هؤلاء المغضوب عليهم سوى اللجوء إلى إقليم كوردستان. لا بد أنكم سمعتم إلى رئيس الطائفة المندائية (الصابئة) (ستار جبار الحلو) حين صرح في وسائل الإعلام بأنهم يقتلون في العراق. وقال ذات الشيء رؤساء الطوائف المسيحية بأنهم يقتلون في العراق بلا رحمة. وهكذا الكورد الإيزديين منذ مئات السنين يقتلون بالجملة من قبل العرب المسلمون وتهتك أعراضهم الخ الخ الخ. بعد كل هذا الإجرام السادي يظهر لنا نفر عاق من كورد الجنسية يزور تاريخ والحقائق بلا خجل ويزعم أن لا علاقة بالعرب العراق بهذه الجرائم!! كأن أيادي سحرية لا ترى بالعين المجردة جاءت من الفضاء الخارجي وقتلت الكورد واليهود والصابئة والطوائف المسيحية من السريان والآثوريين والكلدان ونهبت كل ما يملكون من أموال وممتلكات!!. للعلم، أن هؤلاء أشباه البشر حين تسنح الفرصة لهم لن يرحموا حتى الكيان المصطنع الذي يديرون دفته إلا وهو العراق. ربما الكثير لا زالوا على قيد الحياة ويتذكرون عام 1958 إبان انقلاب عبد الكريم قاسم حين فرهدت الجموع البشرية العربية القصور الملكية ودوائر الدولة، وتكرر ذات الشيء عام 2003 عندما رأى العالم من خلال وسائل الإعلام كيف أن العرب نهبوا كل ما وقع تحت أياديهم، ولم يسلم منهم حتى المتحف العراقي، أتعرفون لماذا استهدفوا المتحف العراقي، لأنهم أغراب عن أرض الرافدين وآثارها لا تمت إليهم بصلة فلذا لا اعتبار له عندهم؟. نقول لذلك الكوردي..إذا العرب لا يعادون الكورد لماذا يقولون إذا أراد السياسي العربي سنياً كان أم شيعياً أم لا دينياً أن يرفع رصيده السياسي في الشارع العراقي ما عليه إلا أن يسب ويشتم الكورد؟؟ أليس هذا يدل على أن لا فرق بين الشارع العربي وقادته العنصريون بمعاداة الشعب الكوردي المسالم؟؟. بينما في دول العالم المتحضر وتحديداً في أوروبا وأمريكا (الكافرة) يعرفوا المرشح لمنصب الرئاسة أو لعضوية البرلمان في شتى وسائل الإعلام بأنه صديق الشعب الكوردي، كي يكسب ود شعبه الذي يناصر الشعب الكوردي الجريح، لكن الشعب الذي يعيش بقرب الشعب الكوردي ويعتنق نفس الدين لم يتوانى في طول تاريخه من معاداة الشعب الكوردي المسالم، كأن معاداة الآخر عنده بالفطرة. لكن شتان بين هذا العربي المسلم الذي يهضم حقوق الغير وذاك (الكافر) الذي يستصرخ الحق أينما كان. عزيزي القارئ، في الشهور الماضية نقلت لنا وسائل الإعلام تهديدات العرب.. للكورد في بغداد حين أخبروهم بقصاصات الورق، عليهم أن يرحلوا إلى كوردستان؟؟ لا شك هذا هو أسلوبهم الهمجي منذ أن غزوا هذه البلاد ووطئت حوافر خيولهم هذه الأرض. إبان إجراء الاستفتاء الكوردي أخبرني صديق لي أن جار وصديق شقيقه العربي قال له: يلا روح لكوردستان حتى استولي على بيتك!! لا يستغرب من اطلع على التاريخ العربي أن الغزو و النهب والقتل جزء لا يتجزأ من ثقافتهم.. متأصلة فيهم لا يستطيعوا أن يتحرروا منها، أو بالأحرى أنهم لا يريدوا يتحرروا منها لأنها تخدم توجهاتهم العدوانية الشريرة ضد غير العربي. بلا شك علمياً هناك دائماً استثناء في القاعدة، لكن ما عدا هذه القاعدة، لقد أثبتت فشلها في هذا الحقل..؟، هناك شواهد كثيرة أمامنا، أن نفر من العرب يناصر اليوم الشعب الكوردي في محنته وينقلب عليهم غداً ويصبح معادياً لهم ولعدالة قضيتهم الوطنية والقومية. أنا أعرف أن التعميم غير صحيح، لكن إلا في هذه الحالة الشاذة عن القاعدة.
يجب على كل كوردي أن لم يستطع يكون ورداً في طريق “الكوردایەتی= AL–kurdayeti” فلا يكن شوكاً، وأعني، أن لم يستطع يكون كوردياً وكوردستانياً في العلن، فلا يلبس ثوب العروبة ويصبح عربياً وعراقياً مزوراً ويرفع بيده.. علم العراق الملطخ بدماء أشقائه الكورد، هذا عار عليه وسيظل إلى الأبد ولا يمحى وسيسود جبينه وجبين أنجاله وأحفاده من بعده.
في الختام هذا المقال، أقول لكل كوردي شريف، وتحديداً الكورد الفيلية والكورد الشيعة، الذين لا زالوا يخضعون لسلطة حكومة بغداد الغاشمة، بلا شك أن قساوة وظروف الاحتلال العربي لوطنهم كوردستان قد أنسا بعضهم في السنين العجاف بأنهم مواطنون كورد وكرودستانيون وستنتهي علاقتهم الشكلية مع الكيان العراقي بمجرد أن يفك هذا الكيان الغاصب ارتباطه مع جنوب كوردستان.
” الوطنية تأتي من القلب. الوطنية أمر اختياري. إنها شعور بالولاء والإخلاص الذي ينتج عن المعرفة والإيمان” (جيسي فينتورا)
تنويه: لا علاقة لهذا المقال بما دار بيني وبين أحد الإخوة الكورد قبل عدة أيام في الفيس.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives