بعث الصحفي اميل حبش، مدير تحرير مجلة “السنا” و احد مراسلي موقع “عنكاوا كوم” في فرنسا، شهادته الى الموقع حول ما جرى في المذبحة التي ارتكبها الارهابييون في كنيسة سيدة النجاة، اذ كان احد الموجودين فيها، ادناه نصها:
“كنت هناك امام سيدتي الحنون. وقفت اتاملها كما افعل كل مرة كنت اذهب اليها. ورغم سموها وارتفاعها فانا احسها قريبة امامي، اكلمها واطلب منها دائما. لم تخذلني يوما في سنوات ربيع حياتي ولم تفعل كذلك في شتاءها. تاخذني في خلوة اتوق لها، وتبرز دعوتها دافئة من كنف يديها المنبسطة المملوءة حياة وحب تنساب مع الانفاس وتدخل مملكة نفوسنا لتريحها وتعطرها بنفحات قدسها السحري.
قبل عام، في يوم الاحد 31\10\2011 ذهبت الى كنيستي “سيدة النجاة” مع ابي الشماس واخي سلمنا على الاب وسيم الذي كان واقفا في باحة الكنيسة ودخلنا الكنيسة وجلست وكعادتي متأملا صورة معبودتي وسيدتي ..سيدة النجاة، حتى دخل الاب ثائر معلنا بدء القداس واخذنا في رحلة هادئة تتغلغل في اعماقنا الجرداء اليابسة لتحرثها داعية قطرات المطر لتطرق نافذتها المحكمة بقيود الماضي والامس، محفزا لنا لكيما نزرع ارضنا من جديد او نمسح غبار الزمن الراكد على قطعة اثاث متروكة في دواخلنا.
وبعد بداية القداس وسماع الانجيل، بدأ ابونا ثائر يعطينا مفاتيح لتلك الابواب الموصدة في دواخل بعضنا من خلال كلمة بدأها بالدعوة الى المحبة ثم فجأة تغير الحال واستبدل الجو الهادئ الساكن بصخب واطلاق نار وصياح. لقد دخل الشياطين الجنة. ارهابيون يقتلون كل من يروه. لحظات سريعة تمر علينا فتحت فيها فوهات البنادق معلنة قرارات الاعدام على جميع من هم بالكنيسة. هلعت النساء وبكى وتعالت صيحات الاطفال مع الكم الهائل من الحمم الملقاة علينا من اطلاقات نارية وها هي اطلاقة حاقدة تلتمس من جسد الاب وسيم مستقرا لها فيسقط على وجهه.
رأيته يتلو صلاة، دنوت منه، محاولا المساعدة وانحنيت اليه اصيح” ابونا شبيك؟” اجابتني رصاصة مزقت بطني وسقطت الى جانبه وقدماي تمس جسد ابونا الطاهر. تحسست جنبي اليسار واذ بدمي الحار يفيض منه، عبثا حاولت اسكات جرحي النازف، وخانتني ولم تستطع كفاي اخماد بركانه. زحفت الى مكان قرب الجدار لاسمع من تقول لي لا تتحرك سيأتوك ويقتلوك ، استلقيت على ظهري لأمنع الدماء من الخروج من جسمي ولم اكن اعلم ان الرصاصة قد احدثت ثقبا اخر في ظهري وشعرت بقشعريرة وبرد شديد وضغط في احشائي لا يحتمل فعرفت انها بداية النهاية، فسألت المرأة التي خاطبتني ان تبلغ اهلي وصيتي باولادي فلا املك في الدنيا اغلى منهما.
وجال نظري في فضاء كنيستي ارقب من ياتي لياخذني ورحت افتش عن ملائكة او ربما اشباح او شياطين فسقط بصري على صورة سيدة النجاة، لاجدها ما تزال تنظرني بنفس نظرتها الحنون وهي محتوية ابنها جريح القلب بين جوانحها ورغم المي الشديد ارتويت سعادة بها دفعتني ان انسى جرحي واصلي لها السهرانة وبعدها بدأت اردد مع صوت الانفجارات والطلقات اذكرني يارب متى ما جئت في ملكوتك.
ولم اعلم كم مر من الدقائق او الساعات فالزمن خرج من قاموس حياتي، حينها طلبت من سيدتي بعد ان احسست ان لهب الحياة بدأ ينطفئ في داخلي وقلت لها يا سيدتي اترك اولادي امانة بين يديك وافلتت دمعة من عيني. لم احس بعدها بشئ حتى بالمرأة التي بجانبي التي تحسستني واعتقدت موتي فغمست اصبعها بدمي المسكوب على الارض ووضعت اشارة الصليب على جبهتي، وهذا ما نقلته لي عنها والدتي.
لا اعلم ما جرى كنت نائما هل حلمت ام لا. لا اعرف، ولكني لا انسى صورة لأم تحمل ابنها كانت تضع تاجا على راسها وكنت احدق بها. وفجأة دوى انفجار قريب مصحوب برائحة كريهة واشياء تناثرت علينا. لحظة ضائعة من عمر الزمن تلتها انوار مصابيح يدوية تتفحص وتفتش واشخاص يحملونني، واحدهم يقول لي لا تخف فنحن من الجيش.. وتتوالى احداث اخرى غريبة تبدل بها كل شئ نحوي فمن مصاب مقتول الى حي مشكوك بامره يمكن ان يكون ارهابي.
أخذتني سيارة اسعاف خاصة وهي تطير بي كي لا اموت ومباشرة الى حجرة العمليات التي اخليت لاجلي، لم اكن اشعر بما يحدث حولي الجميع يلتمس لي الحياة، احسن جراح يجري لي العملية، ضابط من الجيش يتولى اموري والاجراءات التي لم اعرفها حتى اليوم الرابع عندما ابلغت بما حدث.
فيا للسخرية فبعد ما تركنا لاكثر من اربعة ساعات نتجرع فيها كل اصناف الرعب والالم والهوان ها هو المجنى عليه يتحول ليصبح متهما والضحية تتهم بكونها هي الجلاد!!
فتحت عيني للحظات بعد العملية لاجد احد الاصدقاء وابي قربي ودموع الفرح تنبع من عينيه التي تكاد ان تحتضنني حتى انه لم يحس بجروحه والشظايا الثلاث في جسمه فطلب مني النوم لارتاح. استسلمت سريعا لطلبه فكنت اريد ان انام وارتاح من هول ما عانيت. نمت لتعود صورة المرأة ذات التاج وابنها تترآئ امامي. وأفقت من نومي في اليوم الثاني على واقع مرير واخبار مأساة وموت. عالم مصدوم وهائج، زيارات مسؤولين ونواب ووفود سياسية ودينية. لجان تقصي ولجان حقوق ووعود وعهود قطعت كلها ذهبت في ادراج الرياح، فبعد مرور عام كامل لم يزل المسيحي يقتل ويخطف ويضطهد وما زالت العوائل المسيحية تترك كل شئ وتهاجر لتطرق ابواب السفارات والمنظمات الدولية لعلها تجد مآوى يقيها مآرب وشرور الاخرين المتربصة بهم.
فأين ذهبت وعود اولئك السياسيين والنواب والوفود؟ فهل بيعت وهمشت المجزرة واخذت الاثمان كحال كل شئ؟ لماذا لا ننتفض ونتمسك بحقنا ونرفض الرشى ونفتش عن كنزنا المدفون فينا؟ فلربما نجده ونغدو اغنياء بعدما فقدنا كل شئ حتى الوطن.”
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives