أثار عنوان الكتاب التالي فضولي، وقد يثير فضول القارىء الباحث عن إجابات لأسئلة تتعلق بالتسمية الكلدانية، هذا العنوان الذي أترجمه إلى: “الوجيز في اللغة الكلدانية”، المنشور سنة 1832 وأعيد نشره ثلاث مرات لاحقا:
Riggs, Elias (1858 [1832]). A Manual of the Chaldee Language, 4th edition. New York: Anson D. F. Randolph & Co.
أرسلت رسالة إلى صديق له باع طويل في الدراسات السريانية قلت له فيها:
” استغربت من الخط الذي يسميه المؤلف كلدانيا (آرامي شرقي). ألا تعتقد بأنه آرامي قديم؟ إنه يشبه الخط العبري، أليس كذلك؟ مع شديد الأسف، لا أعرف أقرأ (أو أكتب) بأي من اللهجات. ومثلما قلت لك، يقارن بين السريانية والكلدانية والعبرية بشكل لا لبس فيه. والعجيب الغريب في هذا الكتاب أيضا أنه يعتمد مصادر عديدة كلها تتكلم عن الكلدانية والآرامية والسريانية، وكأن للكلدانية هوية متميزة”.
وجائني الجواب التالي:
إن المؤلف خلط الدنيا ببعضها في تصنيفه للهجات الارامية. كما كتبتُ لك سابقاً ان المؤلف يسمي آرامية الكتاب المقدس بالكلدانية. ان هذه المواضيع تعتبر اليوم من الأمور البديهة بين العلماء أصحاب الاختصاص؛ إن آرامية الكتاب المقدس كما تراها في بعض اجزاء سفر دانيال وعزرا تسمى علمياً “آرامية الكتاب المقس” Biblical Aramaic لا غير. ولا يوجد اليوم باحث واحد في العالم يسميها باسم آخر.
إن حدود اللهجات الارامية في الكتاب غير محددة ودقيقة بشكل علمي. فهو يضم آرامية الترجومات تحت إسم كلدي وهذا خطأ، بينما آرامية ترجوم أنقلوس شي وآرامية ترجوم يوناثان شىء آخر، والآرامية السامرية شيء آخر، إلخ.
ويسمي السريانية “آرامية غربية” وهذا خطأ، بينما تصنيفها العلمي الصحيح هو “آرامية شرقية”.
إقتنعت بالجواب إلى حد ما بناء على معرفتي الجيدة بالعائلة اللغوية، ولكن لم يهدأ لي بال، وإن كنت جاهلا بالخطوط والقواعد. تناولت كتابا بالعربية، أحتفظ به في حاسوبي، لمؤلفه القس بولس الكفرنيسي (1888 – 1963)، وقرأت فيه ما يلي:
“ومن المحقـّق الذي لا ريب فيه أن الآرامية تغلبت على اللغة العبرانية منذ الجلاء البابلي سنة 599 ق. م. فلما سـُبي العبرانيون إلى بابل وأقاموا فيها نحو 70 سنة نسوا لغتهم العبرانية وتعلموا اللغة الآرامية الفلسطينية أو السريانية الكلدانية. وبهذه اللغة الكلدانية كـُتب سفرا دانيال وطوبيا وسفر يهوديت وسفرا عزرا وسفر إستير” (من كتاب: غرامطيق اللغة الآرامية السريانية لمؤلفه القس بولس الكفرنيسي (1888 – 1963)، مطبعة الاجتهاد – بيروت، 1929).
وبغض النظر عن دقة تاريخ ووصف ما يسميه المؤلف بـ “اللغة الكلدانية” في كتابه، استوقفتني المصادر التي اعتمد عليها، فتسائلت في ضوء الجلبة واللغط الذي يثار حول التسمية “الكلدانية” وسلخها عن أهلها واتهامهم بالسحر والعرافة والتنجيم في أيامنا هذه، وقلت مبتسما: تـُرى، هل دفع بابا الفاتيكان لهؤلاء العلماء مبالغ ضخمة لكي يروجوا للتسمية الكلدانية على حساب التسمية الآشورية؟ وهل فعلا أن ما يروج له البعض اليوم بأن “اللغة الآشورية” هي أمّ لكل لهجاتنا السريانية (بضمنها الكلدانية)، علما بأنه ثبت علميا بأن لهجاتنا الحالية هي آرامية حديثة؟ إذا كان الأمر كذلك، فسنخرج باستنتاج بأن هؤلاء العلماء (رحمهم الله جميعا) إما كانوا مرتزقة للفاتيكان في حينها أو جهلاء في عصر ذهبي من عصور تاريخ علم اللغة. إعتمد المؤلف على أربع وعشرين مصدرا، وكلها تتحدث عن شىء إسمه “اللغة الكلدانية”. ثمانية من هذه الكتب عامة، وثلاثة تختص بالمفردات، وثمانية تختص حصرا بقواعد اللغة الكلدانية، بينما الخمسة المتبقية تشير إلى مختارات من آثار مؤلفين. سأدرج في أدناه نخبة من أسماء أصحاب المؤلفات العامة (بالألمانية والفرنسية) التي تتناول اللغات الشرقية، وتحديدا الكلدانية والعبرية والآرامية والسريانية والعربية والكلدانية/السريانية (السامرية أو لهجة فلسطين) وتاريخ نشر أعمالهم، وتواريخ نشر كتب أخرى:
J. Buxtorf (1615)
J. Buxtorf (1629)
Lud. De Dieu (1628)
Andr. Sennert (1653)
Car. Schaaf (1686)
1669, 1787, 1791, 1793, 1802, 1817, 1819
وفيما يلي قائمة بأسماء مؤلفي الكتب الخاصة بالكلدانية وقواعدها (إثنان منها بالإنكليزية):
Chph. Cellarii (1685)
Henr. Opitii (1696)
J. Dav. Michaelis (1771)
N. W. Schroder (1787)
F. Nolan (1822). An Introduction to Chaldean Grammar.London.
W. Harris (1822). Elements of the Chaldean Language. London.
وأعيد نشره في نيويورك لاحقا.
Jul. Furst (1835)
G. B.Winer (1824)
الذي اتخذه إلياس ريكز، مؤلف كتاب “الوجيز في اللغة الكلدانية” (1832) مصدرا أساسيا له.
عزيزي القارىء.
لا يهمني الكتاب ككتاب بمحتوياته ودقة تفاصيله بقدر ما تهمني التسمية الكلدانية الرائجة بين علماء اللغة في أوروبا في الفترة الواقعة بين أول تاريخ تجده في هذه القائمة وآخر تاريخ. هل كان في أوروبا لوبي “كلداني” مسيس في بداية القرن السابع عشر؟ لماذا لم تكن “اللغة الآشورية” بديلا عن “الكلدانية” أو في أحسن الأحوال رديفا لها كالآرامية. لماذا تذكر “العربية” ولا تذكر “الآشورية” إلا في هامش إستهجاني واحد من الكتاب الذي نلقي عليه الضوء؟ ولماذا يقول هؤلاء بأن الكلدانية هي نفسها اللغة البابلية على الأرجح، وليست الآشورية؟ أعتقد أن تساؤلاتي مشروعة، وأترك الإجابات العلمية الموثقة لأهل الاختصاص بعيدا عن العواطف الجياشة.
بسم الله الرحمن الرحيم**
اعضاء الموقع والاستاذ المحترم اتمنى ان تكثروا من البحوث والمعلومات التاريخية الصحيحة والدقيقة لاننا نثق بكم واتمنى ان ترسلوا مزيدا من المعلومات
التاريخية على مواقعي المعروضة اعلى وشكرا
ثبت الله خطاكم على فعل الخيرات
من الثابت تاريخيا ومن خلال الأبحاث والمكتشفات أن اللغة الآرامية القديمةهي اللغةالأم لكــــــافة اللغات والتي تلتهافي الحضور ومنها العبريةوالسريانيةوالكلدانية وما هذه اللغات الأخيرة سوى محاولات لانشاء قوميات منفردة لأهداف سياسية أو عرقية أو دينيةكما حصل في اللغة السريانية ولكن قد تفاجئ بأن اللغة العربية قد ساهم الآراميون وبشكل واضح الى تطورها عبر المراسلاات التجارية والسياسية مع مكة عاصمة التجارة في شبه الجزيرة العربية وقد نزل القرآن الكريم بالحرف العربي الصرف ولكنه يكتب اليوم باللغة العربية المطورة آرامياوهذا شرف ينسب لقوة اللغة الآراميةوالاشتغال المستمر عليها من قبل أهلها في عاصمتهم دمشق ويجب علينا جميعا أن لانعتز ونغتر بقومياتنا المنفردة وللغاتنا المنفردة وأدياننا المنفردة فلغتنا الأم هي الأرامية السورية وليكن ديننا جميعا هو العمل من أجل السلام للانسانية كما كانت مملكة آرام فقد انتشرت ثقافتها بالسلام وليس بالسلاح
بسم الله الرحمن الرحيم**
اعضاء الموقع والاستاذ المحترم اتمنى ان تكثروا من البحوث والمعلومات التاريخية الصحيحة والدقيقة لاننا نثق بكم واتمنى ان ترسلوا مزيدا من المعلومات
التاريخية على مواقعي المعروضة اعلى وشكرا
ثبت الله خطاكم على فعل الخيرات
من الثابت تاريخيا ومن خلال الأبحاث والمكتشفات أن اللغة الآرامية القديمةهي اللغةالأم لكــــــافة اللغات والتي تلتهافي الحضور ومنها العبريةوالسريانيةوالكلدانية وما هذه اللغات الأخيرة سوى محاولات لانشاء قوميات منفردة لأهداف سياسية أو عرقية أو دينيةكما حصل في اللغة السريانية ولكن قد تفاجئ بأن اللغة العربية قد ساهم الآراميون وبشكل واضح الى تطورها عبر المراسلاات التجارية والسياسية مع مكة عاصمة التجارة في شبه الجزيرة العربية وقد نزل القرآن الكريم بالحرف العربي الصرف ولكنه يكتب اليوم باللغة العربية المطورة آرامياوهذا شرف ينسب لقوة اللغة الآراميةوالاشتغال المستمر عليها من قبل أهلها في عاصمتهم دمشق ويجب علينا جميعا أن لانعتز ونغتر بقومياتنا المنفردة وللغاتنا المنفردة وأدياننا المنفردة فلغتنا الأم هي الأرامية السورية وليكن ديننا جميعا هو العمل من أجل السلام للانسانية كما كانت مملكة آرام فقد انتشرت ثقافتها بالسلام وليس بالسلاح
الأخوة الأفاضل
تحية طيبة
ظهرت المقالة بشكل طباعي مشوش وغير مقروء.حبذا لو عالجتم المشكلة الفنية.