دفقٌ من ايحاءات شعرية متباينة اجاد صاحبها في انتقائها كلماتٍ محتشمةٍ تلفها الغرابة واللغز في بنائها التقني وكأنها مجرد زغرفة كتابية ، لكن لدى الطرق عليهــا تبعث رنيناً ينساب فـي المسامع والنفوس رخياً .. يمس الحس الدفيـن الـذي لا يرتهف الا اذا مسته ( آيونات ) من كلمات ممغنطة . اجل كلمات استخرجها الشاعر من خابية وجدانه خمرةً معتقةً ، فكلما استزاد منها مُعاقِرُها ، زادته تذوّقاً وانتشاءاً .
بين المدرج الشعري هذا ، نضيدٌ من الكلمات ، يتسلطن فيها وجدان رهيف مُعنّى يُضمِّنُها معاني حياتيةً ذات بعدٍ انساني ومن قريحة مكبوتة ، لكنها غير مقهورة رغم مكابح الزمن ، حيث نجد في جهود الشاعر حميد ابو عيسى دخولاً موفقاً وإجادة في انتقاء الكلمات ورصفها بمادة شعرية غنية بالإستعارات الجميلة ، وذات الوقع المتناغم معنىً وايقاعاً ، وتدخل ادوات التشبيه والقوافي لتتخذ لها مكاناً مؤثراً في صياغة عبارة شعرية ذات قدرة على التلاعب بالخلجات ومخاطبة خواطر القارىء .
في جهود ابي عيسى قراءة واضحة عن مدى صدقية الشاعر في ملاحقة الكلمات المعبرة وصقلها ، لتبعث لمعاناً ووميضاً ، يستضيء به كل من المَّت به عاديات الزمن وعهر طغاته.. كلماتٍ مغمسةً بنقيع المعاناة والمناجاة الجريحة ، لكنها تشحن النفوس بالمقاومة والرفض والأمل .
وإذا وجدنا الشاعر ابا عيسى يكثِّف الشكوى في عبارة ، لكننا نجده في اخرى يقدح زنادها كي يشيّع النور في النفوس المكتئبة ويذكي اوار الإنتفاض النفسي ، لدرء عوامل الإنكسار والإستسلام ، لأنه ليس متوخياً تنكئة جراح القارىء ، بقدر ما يتوخى مس مكامن الألم في نفسه كي يحسسه ليُقرفَ كأسَ المرار ويرفضها .
إنها صور شعرية موشاة بتناقضات الحياة واهوالها ، تتجسد فيها قوة الصد والتحمل وزرع الرجاء في بلاقع المفارقات التي عاشها الشاعر ويكابد اليوم تداعياتها ، حتى وجد نفسه مكرهاً من احساسه وثورته لنضد هذه القلائد الشعرية ، يجسد في معظمها مكر الأيام في مدها وجزرها . ونرى ارتهان كلماته لمعاني ثورة عارمة ، ملمحاً الى حتمية الفرجة في زحام الملمات التي يعيشها ابناء وطنه من كان في داخل البلاد ، ومن قذفت به سيول الطغيان على متاهات الهجر والضياع . ونقرأ في الكثير من قصائده ما يكيله من الويل والثبور لمن يقهر ويظلم الشعب العراقي ، ملمحاً دائماً الى افقٍ مليء المفاجآت .
انها لخسارة جسيمة لا يمكن تعويضها ، برحيل حميد ابو عيسى نكون قد طوينا نحن التعساء صفحة مشرقة بالامل والحب والحياة ، طرزها ابوعيسى بالوان فاضحة الجمال كالوان قوس قزح ، لتكون فنارا نهتد به في زمن العتمة والضياع ….
أبو عيسى الانسان والمهندس والاديب … كيف لذاك الوطن البائس ان يؤبنه ؟؟؟ ، الوطن الذي بكى عليه ابو عيسى دما !!! هل له ان يذرف دمعة منسية في محجر مدمي …. ؟؟؟؟؟؟
ايها الراحل سلاما
ايها المجد سلاما
انها لخسارة جسيمة لا يمكن تعويضها ، برحيل حميد ابو عيسى نكون قد طوينا نحن التعساء صفحة مشرقة بالامل والحب والحياة ، طرزها ابوعيسى بالوان فاضحة الجمال كالوان قوس قزح ، لتكون فنارا نهتد به في زمن العتمة والضياع ….
أبو عيسى الانسان والمهندس والاديب … كيف لذاك الوطن البائس ان يؤبنه ؟؟؟ ، الوطن الذي بكى عليه ابو عيسى دما !!! هل له ان يذرف دمعة منسية في محجر مدمي …. ؟؟؟؟؟؟
ايها الراحل سلاما
ايها المجد سلاما