هل هناك جملة أجمل واليقَ من هذه الجملة! قالها بطرس تعقيبا على قول يسوع بعد انصراف الشاب الغني حزيناً: < الحق الحق أقول لكم: يعسُر على الغنيِّ أن يدخل ملكوت السماوات > متى 19: 23. وقد اتخذ منها القديسون شعاراً في حياتهم فكان الروح القدس فاعلاً فيها، والروح القدس فاعل دوماً وابداً!
هذه إرادة الله:أن نكون قدّيسين كما أنَّ أبانا السماويّ قدوس.إرادة الله هي أن ندخل في شركة قداسته. يقول يوحنا الحبيب: في البدء كان الكلمة “المسيح”، والكلمة “الإقموم الثاني” كان لدى الله، أي مع الله في تحرُّكٍ وحُبٍّ دائمَين، والكلمة هذا صار جسداً، لكي يدعو الناس للإتجاه بدورهم نحو الله على مثاله، وبتعبير آخر أرادهم أن يُشاركوه بمجده الذي لديه عند الله أبيه.
هدف يسوع من مجيئه كان تحقيق إرادة الله الآب، بإشراكنا نحن البشر في حياة الثالوث الأقدس، عن طريق اتِّجاهنا بحُبِّنا وتحرُّكِنا نحو الله الآب. وأرسل لنا المسيح بعد صعوده الروح القدس ليُذَكِّرَنا بكامل الحقيقة ويُرشدنا إليها، والمسيح هو الحقيقة، وهو الذي يقودنا نحو الآب. فحلول الروح القدس يوم العنصرة، كان لمواصلة ما بدأه يسوع ومُتابعته، أي ليُنادي فينا “بأناتٍ لا توصف: آوا أيها الآب“
إذاً مَن هو القديس؟ إنَّه الصارخ الى يسوع كالعروس مع الروح قائلاً: “هَلُـمَّ ” والكلمات الأخيرة من سفر الرؤيا تُعَبِّر بأنَّك أنتَ الذي دعوتنا ونحن تبعناك. إنَّ المُحرِّكَ لقوة حُبِّه باتجاه الله هو القديس. والروح هو يدفع الإنسان ويقوده نحو ذلك. إنَّ حلول الروح القدس يتطلَّب من الإنسان إعلان موقفٍ حَيٍّ يُعبِّرعنه بأحلى كلمة: < ها نحن قد تركنا كُلَّ شيءٍ وتبعناك > وفي شرحِه لهذه الجملة تذكَّر مار يوحنا الذهبي الفم بأن بطرس لم يكن غنياً، ولا مِن عظماء ذلك الزمن، فتوقَّـفَ ليتساءَل: < ماذا تركتَ يا بطرس ؟ > أليس مُجرَّد شبكة صيدٍ وأسماك؟ ولكنَّ بطرس حقَّق في كلمة” التَرك ” سِرّاً عظيماً بتحويله الحُبَّ من كُلِّ شيء الى يسوع، ألم تُقدِّم الأرملة فِلسَين! فإذا تركنا نحن كُلَّ شيء، ليس مُهِماً صغيراً كان أو كبيراً، المُهم أن نجعل مِن يسوع كُلَّ شيءٍ لنا، فتلك هي القداسة.
القداسة هي أثمن بكثير من بعض الكمال الأخلاقي، ومن المُمارسات كالفضائل التي تتطلبُّها المسيحية، لأنَّ هذه تصدر من قلبٍ يفيض بحُبِّ المسيح، ويغدو يسوع بالنسة له الحُبَّ كُلَّه. وهذه المحبة لا تمنع الإنسان أن يهجرأو يتنكَّر لأيِّ محبوبٍ آخر ولذلك قال يسوع: < مَن أحبَّ … أكثر مني فهو لا يستحقني > وبهذا وضَّح يسوع أمرين 1 – مرتبة الحب 2 – صنف الحب. فعندما نجعل لنا يسوع كُلَّ شيء، فإنَّ أيَّ حُبٍّ آخر يتعارض معه مرفوض. أمام حُبِّ يسوع، إنَّ أيُّ حُبٍّ وثني او عطفٍ اناني يسقط عند قدَمَي يسوع. لنا أن نقدِّم حبّاً الى أيِّ محبوب، كأن يكون صلاة او تشفُّعاً أو خدمة أو تفانياً.
ألم يأمرنا يسوع قائلا: < أحِبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم! > فاستناداً الى هذا القول، ليس القديسون هم مَن لا يُحِبّون إلا يسوع فقط، بل إن القديس هو مَن يُحب كُلَّ شيء من خلال يسوع، لأنَّ تلك فرصة لنا نبرهن فيها بأننا نُحِب يسوع. وبخاصةٍ عند تذكُّرنا بأنَّ يسوع ذاته يُحِب كُلَّ شيء. القديس هو الإنسان المُدرك بأنَّه رسول للرب يسوع لا غير.
هل نحن آباء وامهات؟ إذاً فلنُحبَّ اولادنا حتى النهاية، وأعظم حبٍّ نقدِّمَه لهم هو توجيهنا إياهم نحو يسوع، وبذلك نكون في متابعةٍ لعمل الروح القدس. إذا دفعتنا مشاعرُنا لحُبِّ أولادنا اكثر من حبنا ليسوع، يكون أولاً بأننا لا نُحبُّهم الحبَّ الحقيقي وثانياً لا نستحق الرب يسوع.
القديس هو الذي يُحِبُّ الرَبَّ يسوع الى حَدٍّ يجعل كُلَّ ما هو محبوب مِن يسوع يصير محبوباً لديه. بالتضامن مع جميع هؤلاء القديسين، نرفع صوتنا عالياً ونقول: < ياسيِّد إننا نترك كُلَّ شيء ونتبعك > ايها الرب يسوع، لكَ يكون جوابُنا ” نعم ” ولن يكون لنا فيه لا.
أيها الرب يسوع إنَّك الكُلُّ في الكُل، تعال اسكن فينا، طهِّرنا مِن كُلِّ ما هو دنسٌ، اضرم الحُبَّ فينا لنسير على درب قديسيك. آمين ( المقالة مستوحاة من كتاب < السائحان بين الأرض والسماء > – الله والإنسان – ج 2 . )
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives