بارخ مار، تقبلوا التحية والاحترام. وارجو الله ان تكونوا بخير محفوظين من كل سوء بشفاعة الام العذراء مع جميع الاكليروس وأبناء الكنيسة الاحباء.
قداستكم، الاخبار التي تنشر عبر أجهزة الاعلام تحثني اليوم لأكتب وأبدي برأي واشاركه مع كل مؤمن يبحث لمعرفة حقيقة الاحداث التي المّت بالكنيسة في السنوات الاخيرة. فها نحن نرى مرة اخرى بعض المفسدين وزارعي الفتن قد عادوا لنشر الكذب والافتراء هادفين تغطية حقيقة ما جرى عن أعين العامة.
هذه الكنيسة ملك للسيد المسيح، والاحوال الصعبة التي عصفت بها يجب ان لا تكون مسرحا للكذب والبهتان لوضع البرئ في موضع الجاني والجاني في موضع البرئ. بل على الكنيسة والشعب ان يعودوا يقظين فيكتسبوا من الاحداث الاليمة خبرة، لتجنب قطيع المسيح من الوقوع مرة اخرى فريسة للضعف واليأس.
انا أكتب هذه الرسالة معتمداً على خبرة أربعة وأربعين عاماً من العمل الكنسي، أحدى عشر منها كشماس أنجيلي وثلاث وثلاثين ككاهن. كذلك كنت قريباً من الاحداث الكنسية، حيث كنت راعياً لبيعة أبرشية مار يوسب في كاليفورنيا، الامر الذي حتم ان اكون أقرب كاهن الى راعي الابرشية سيادة الاسقف مار باواي سورو منه عام 1985. لذلك لي المام بكل ما سبب الانقسام في الكنيسة، وكذلك عن الاشخاص الذين كان يستغلهم بعض الاكليروس من خارج الابرشية لزرع الفتن والافتراءات ضد اسقف وكهنة البيعة لأهداف أنانية لا تمت الى المسيحية بصلة.
لأجل هذا كتبت هذه الرسالة المفتوحة كشاهد للتاريخ، ليس بهدف الاستهانة بأحد بل كشاهد للتاريخ، ولكشف الحقيقة لابناء كنيستنا وشعبنا، لأن افتراءات كثيرة وغير صحيحة قد نسبت الى الاسقف مار باواي والكهنة الذين معه وبتشجيع من قبل بعض اقطاب الكنيسة – وآسف ان أقول – وبمعرفة قداستكم، في الوقت الذي ظل الاسقف مار باواي والكهنة متمسكون بالصبر والحلم صامتون عن الرد، اذ كان همهم الوحيد هو كرازة رسالة السيد المسيح لأبناء شعبنا الاثوري العزيز.
بارخ مار، في الوقت الذي أبارك فيه خطوة أبينا مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك الكلدان الكلي الاحترام، وأتقدم بالتهاني لأُبوته على تقربه من اقطاب كنيسة المشرق الاخرين، ادعوا الله ان ينير افكار وقلوب جميع آباء كنيستنا ليعلموا بما يلزم للوصول الى وحدة صادقة في كنيسة المشرق كجزء لا يتجزأ عن الكنيسة الجامعة، ولاكمال مشئية الرب يسوع في كنيسته (يوحنا 17:21).
بهذا الصدد اقول، ان لقاءات غبطة أبينا البطريرك في استراليا توحي بأن سيادة مار ميلس مطران كنيسة المشرق الاثورية يعمل من اجل الوحدة بين الكنيستين الاثورية والكلدانية. ورغم من كون هذه علامة مفرحة، لكنها في عين الوقت تدعو للتساؤل: ترى ما الذي دعى اقطاب كنيسة المشرق الاثورية بأن يغيروا رأيهم مئة وثمانين درجة ليعملوا الان- وفي هذا الوقت بالذات- من اجل وحدة الكنيستين؟ كيف حدث في ليلة وضحاها ان يعودوا ويتناسوا كل التصريحا التي ادلوا بها خفية وعلناً قائلين: “نحن كنيسة حرة، ولا يمكن في اي وقت ان نخضع لكرسي البابا؟” ثم ليس واضحا ما اذا كانت كنيسة المشرق الاثورية في محاولتها الاتحاد مع الكنيسة الكلدانية تنوي الدخول في الشركة الكنسية مع الكنيسة الجامعة (الكاثوليكية). لأننا نعلم بأنه حينما التأم شمل الاباء الاثورين والكلدان معاً في سينودس موحد في ساليق طقيسفون (بغداد) عام 2000، كان شرط اطقاب كنيسة المشرق الاثورية ان تلغي الكنيسة الكلدانية شركتها مع الكنيسة الكاثوليكية لكي يتم الاتحاد بين الكنيستين. وكان منطقيا ان ترفض الكنيسة الكلدانية ذلك. وبالطبع ادى هذا الى ايقاف كل الاجتماعات بين الكنيستين والغاء كل القرارات السابقة. لعلم الجميع، ما هذه التصريحات والمطالب الغير منطقية الا نموذجاً صغيراً مما قيل وأدى بالتدريج الى التمزق والفرقة بين ابناء الكنيستين، وقيام الجدل والمشاحنات عبر منابر الكنائس واجهزة الاعلام.
قداستكم، ها قد مرت حوالي ثماني سنوات من يوم اخرجتم الاسقف مار باواي والكهنة الذين معه من كنيستكم جورا وليس وفق اي قانون كنسي يمتّ الى العقيدة المسيحية او الاخلاقية بصلة. فهل اعتقدتم او تعتقدون الآن بأن الاسقف مار باواي سورو قد انكر الايمان المسيحي حين قال ان علينا ان نتحد مع الكنيسة الجامعة؟ هل هو الذي طلب من قداستكم ان تجتمعوا مع قداسة البابا عام 1984؟ هل كان هو الذي ابرم الوثيقة المسيحانية عن جانب كنيستنا مع البابا يوحنا بولس الثاني 1994؟ هل كان هو الذي دفعكم الى ان تعلنوا للعالم بأنكم ستواصلون الحوار حتى تتوصلوا الى الشركة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية؟ ام كان هو الذي ارسل كهنة الكنيسة الاثورية للدراسة في معاهد روما منذ عام 1998؟
سيدي، نحن فرحون ان نسمع بأن رئاسة كنيسة المشرق الاثورية قد غيرت رأيها وبدأت تتحدث عن ضرورة اتحاد الكنيستين. وكذلك فرحون بأن بعض الكهنة والكتبة العلمانيون يتحدثون ويكتبون علناً عن ضرورة وحتمية الوحدة. ولكن هذا يذكرني بالمثل العربي القائل: وفسر الماء بعد جهد بالماء”. فحقاً طريقة العمل واسلوب التفكير هذا يدعو الى الاستغراب، ذلك لأن وحدة الكنيسة كانت الهم الوحيد الذي تصديتم له بشدة، وعملتم دائبين لمدة عشرة أعوام طوال على ان لا تتحقق بأي ثمن كان. وها انتم اليوم تعودون فجأة لمواصلة مسيرة الوحدة.
فمع كل الاحترام لقداستكم اقول بأننا نشك كثيراً بنوايا كنيسة المشرق الاثورية بصدد الوحدة المزمعة، لأننا نرى بأن أجزاء هذا العمل ليست تلتئم ببعضها، تماماً كالتصريحات التي لا تتفق مع الممارسات. فأين كان أتجاه أفكار الأباء الاساقفة حين طلب الاسقف مار باواي الوحدة؟ باستعجال صلبتموه والكهنة والمؤمنين الذين معه! وكأن اخراجه لم يشف غيضكم فعدتم بعد خمس سنوات طوال واستعملتم بحقه اقسى المصطلحات التي نبذتها كنيسة المسيح منذ قرون، وأعني القثراسس والتحريم، وبدون حق، فالاسقف مار باواي كانت قد انتهت صلته مع كنيستكم كلياً، وكان قد دخل الكنيسة الكلدانية برضا قداسة البابا وبموافقة غبطة البطريرك الكلداني السابق الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي. وكل هذا حدث ويحدث بسبب العداء الشخصي والحسد من قبل بعض الاباء له.
أنا آسف يا سيدي ان اقول بأن هذه كانت لعبة ماكرة عبرت على شعبنا الاثوري الوديع. فمن اجل تغطية ومحاولة تناسي افعال وتجاوزات ارتكبها آخرون تعرفونهم اسما باسم، جعلتم من هذا الخادم الامين لكنيسة المشرق كبشا للفداء، وهذا استعباد لا يقبله الحق الكنسي ولا الضمير الانساني.
واليوم اذ تتحدثون عن الوحدة الكنسية، فنحن نضيف صوتنا الى صوت كل مؤمن مخلص ونقول: ليبارككم الرب، وعشتم. فنحن في الكنيسة الكلدانية مسرورون بهذا، لأن ما تعملونه (إن كنتم صادقين) حق، وحرفياً تعملون ذات الشئ الذي عمله سيادة الاسقف مار سرهد يوسب جمو والاسقف مار باواي سورو قبل بضع سنوات.
نعم، بعملكم من أجل الوحدة فانكم تعملون حسب مشيئة المسيح. وفي نفس الوقت تعلنون للعالم بأن ما كان يفعله وفعله مار باواي كان صواباً. فإن لم يكن كذلك، فلستم بحاجة اذاً الى الوحدة مع الكنيسة الكلدانية.
لهذا أقول: أرجوا ان لا يكون عملكم هذا تدبيراً جديداً يهدف الى قطع الطريق امام الاسقف مار باواي لكي لا تسند له مسؤولية اسقفية في الكنيسة الكلدانية. فالخبرة علمتنا بأنه كلما اقترب موعد لأتخاذ قرار بشأنه في الكنيسة الكاثوليكية أو الكلدانية هرع اساقفة كنيسة المشرق الاثورية لاصدار قرار جديد ضده، وكأنه ما زال جالساً في قفص الاتهام في محكمتكم التي ابتدأت منذ ثماني سنوات والله وحده اعلم متى ستغلق سجلاتها.
والآن، من أجل ان تكتمل الوحدة وتقترن بالنجاح والبركة، وتكون سبباً لحلول السلام والوفاق بين أبناء شعبنا، فما هو المرجو من اقطاب كنيسة المشرق الاثورية؟
حقاً ان الشئ الاول الواجب عمله هو ان تتواضع قيادة الكنيسة وتعود فتصحح خطأها وتعترف بظلمها للاسقف مار باواي والكهنة والمؤمنين الذين معه. ففي ذلك الحين فقط نتأكد بأنكم تعلمون مشيئة المسيح حقاً. وسيكون هذا سبباً لعودة أبناء الكنيسة لتصفية قلوبهم نحو بعضهم البعض.
وفي الاخير، أرجو من رئاسة كنيسة المشرق الاثورية ان تضع يدها باخلاص في يد ابينا البطريرك مار لويس ساكو وسائر اساقفة الكنيسة الكلدانية، وتخطو للامام بلا خوف في درب الوحدة الشاملة مع الكنيسة الكلدانية، وبالشركة مع الكنيسة الكاثوليكية بضمير حي واخوة صادقة. وتعود فترفع الظلم التي سببته بجور على الاسقف مار باواي والكهنة والمؤمنين الذين معه، وتكمل العمل الذي اجله قبل الشهادة وهو ما زال حياً.
ادعو الله ان يحل بركته على كل من يعمل من اجل وحدة خراف المسيح وجمع شمل أبناء الكنيسة والشعب الكلداني والاثوري. آمين.
ولتحل صلوات وبركات قداستكم علينا وعلى جميع المؤمنين، ودمتم سالمين بالرب.
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives