خريف العرب ….وربيع العراق / بقلم//هيثم ملوكا
حقا ان الحياة مدرسة كبيرة نبقى دائما نتعلم منها حتى الرمق الأخير من حياتنا ولايوجد بها صف منتهي [بدا.
فقبل زمن ليس بالبعيد مرت على العراق والعراقيين سنوات عجاف كادت أن تأكل الأخضر واليابس وان لاتقوم
للعراق قائمة ، لكن رحمة الله وهمة العراقيين وحبهم للعراق ،مرت الغمامة السوداء وتنفس العراقيين الصعداء
من جديد . في حينها كان جسد العراق ينزف من كل مكان بعد سقوط الصنم حيث الأحتلال وعصابات الأرهاب والفتنة
الطائفية وسقوط المؤسسات الحكومية وانعدام الأمن وووو..الخ. في تلك الظروف الصعبة من تأريخ العراق كان العراقيون
بأمس الحاجة الى اخ او جار أوصديق يقف معه في محنته القاسية وليزيح عنه همه بصورة أو بأخرى ،ولكن وبكل
صراحة نقولها أن العراق لم يتلقى من جيرانه أو من أخوته بالدين او بالقومية غير العكس تماما من حيث تصديرهم
للأرهاب والسلاح للعراق او الاعلام المحرض للفتنة والتفرقة أضافة الى التدخلات السافرة بشؤون العراق وشعبه
ودارالزمن ودارت الأيام ومرت السنوات العجاف وخرج الأحتلال من مدن العراق وخمدت الفتنة بين أبناء العراق وعادت
المؤسسات الحكومية وعاد الأمن والأمان وبدأ العراق يستعيد عافيته وبدأ عهد جديد للعراق وبدأ مفهوم الديمقراطية
وتطبيقها والحريات الشخصية والتعبير عن الرأي ونهاية عهد الدكتاتور وحكم الفرد الواحد،
نقولها مرة اخرى:
لقد قاس العراقييون كثيرا من اخوتهم العرب وجيرانهم وهم كانوا في أحوج مايكون لمساندتهم ودعمهم للقضاء على
الأرهاب وايقاف نزيف الدم والقتل والموت اليومي للعراقيين .وكأن العراق اصبح المستنقع والمكان المناسب لهم لتصفية
حساباتهم فيمابينهم اوبين اطراف ودول مجاورة اخرى او مع القوى الغربية.وبالتالي الهاء شعوبهم بمآسي العراق
والآمه، لكن (الرياح تجري بما لاتشتهي السفن ) وكما يقول المثل العراقي( ياحافر البير لتكثر مساحيها ..خوف الفلك يندار وانت اللتكع بيها )..
فهاهو العراق ينهض من جديد ينفض الغبار الذي خلفته السنوات الطويلة والمريرة . وهاهم الذين كانوا يعيشون
مزهويين ومتلذذين بالم العراقيين وكانهم كانوا يمرون بربيعهم الزاهي (ربيع العرب) وبالمقابل كان العراق يهوى وتتساقط
اوراقه وكانه يعيش خريفه الدامي .
انعكست الاية تماما الان وهاهم يتساقطون واحدا تلوا الاخر وهاهو العراق يعود قويا
شامخا بأبناءه البررة حيث البناء والأعمارمن جديد وسيصبح نموذجا بالقريب العاجل لكل دول المنطقة بالرغم من التجربة الديمقراطية الحديثة التي يمر بها.
لقد ظن حكام العرب وجيران العراق بان شعوبهم ستعيش في سبات عميق وتبقى الغشاوة في عيونهم ليظمنوا لهم فترة
طويلة على كراسي الحكم . ولكن كما يقول(الشاعر) ابو القاسم الشابي اذا الشعب يوم اراد الحياة فلابد ان يستجيب
القدر…وها هي ارادة الشعوب تتحقق وهاهو القدر يستجيب ، فما جرى في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين
والواوات قادمة لامحالة جارة معها اسماء دول وممالك جديدة لتنقض على العروش والكراسي التي التصقت بمؤخراتهم
لسنوات طويلة وليبدأعهد وحقبة جديدة لشعوب المنطقة المبتلات بحكامها وبالفقر والتخلف لسنوات طويلة بالرغم من كونها من الدول الغنية في العالم
نحن لانريد الشماته لأحد وكل مانتمناه ان تعيش شعوب المنطقة حرة كريمة تمتلك الحقوق التي يتمتلكها كل شعوب العالم
وان تنعم شعوبنا بالخيرات التي منحها الله لها وبالعمل الدؤوب لبناء أوطانها وان لايكون أي حاكم مستبد ودكتاتور يسرق
شعبه من أجل امبراطوريته وحاشيته ونتمنى ان يكون العراق النموذج الذي سوف تقتدي به كل شعوب المنطقة كما كان
عبر التاريخ . ونتمنى من الحكام القادمون الذين سيقودون شعوبهم في مصر وتونس ليبيا والبقية القادمة… ان يكونوا
قد تعلموا من الماضي الأليم وان يكرسوا حياتهم لخدمة شعوبهم ويزرعوا بذور المحبة والتآلف بين أبناء شعوبهم ونبذ
الطائفية والتفرقة على اساس الجنس واللون والدين، لكي تستطيع هذه الشعوب ان تبني وتعمل سوية لخدمة اوطانها .
hythamluka@yahoo.com.au
لست أدري كيف يكون المقال بقلم هيثم ملوكا والكاتب نادي بابل؟!