حوار مفتوح مع عامر فتوحي بمناسبة يوم العلم الكلداني ومواضيع مهمة أخرى !
أجرى الحوار : سلام سركيس
مع شكري وتقدير لكل من ساعدني على إجراء هذا الحوار ونشره في المواقع
كان لإعجاب أحد الأخوة العراقيين وإستفساره عن معاني ورموز علم الكلدان القومي الذي أطلع عليه صدفة أثر مشاهدته لبطاقة معايدة تضم صورة (العلم الكلداني) شامخاً بجوار (أسد بابل) مبرراً كافياً لي لإجراء حوار بهذا الخصوص مع (مصمم العلم الكلداني) الفنان التشكيلي والكاتب المتمكن والمؤرخ العراقي (عامر فتوحي) خاصة وأن ذكرى يوم العلم الكلداني قاب قوس أو أدنى كما يقولون .
أتصلت بالأستاذ عامر فتوحي (Amer Fatuhi) في مكتبه في مقر رابطة الفنانين العراقيين في أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) وتم الإتفاق على إجراء لقاء نتناول فيه مواضيع أخرى تهم أبناء الأمة الكلدانية بشكل خاص والعراقيين عامة ومنها المناسبات القومية الكلدانية وموقع الكلدان على الخارطة السياسية لعراق ما بعد الإطاحة بالدكتاتورية الصدامية . من البديهي أن يكون هنالك تقديم للشخصيات التي نتحاور معها لكنني أجد أن أية محاولة لتقديم ناشط كلداني معروف كالأستاذ عامر فتوحي بشكل سريع هيّ محاولة غير واقعية وغير منصفة ، لذلك أحيل من يرغب بمعرفة المزيد عنه إلى زيارة موقعه الشخصي (www.amerfatuhiart.com).
* تمر علينا في يوم السابع عشر من شهر آيار ذكرى يوم العلم الكلداني ، فهل لك أن تعطينا لمحة عاجلة عن العلم ومبرر إعتماد السابع عشر من آيار يوماً للعلم الكلداني ؟
– يمثل العلم الكلداني من خلال رموزه الصريحة أو المجردة كل التاريخ الرافدي العريق بشكل مكثف ، حيث يمثل الخطان العموديان نهري دجلة والفرات الخالدين اللذين ينبعان من الشمال ويصبان في الجنوب ويرمزان للوفرة والعطاء ، فيما ترمز الأضلاع والإشعاعات الثمانية والقرص الدائري الدائري الأصفر للشمس رمز الخير والعدل والمساواة والمدنية ، وإذا ما أضفنا إليها الدائرة الداخلية الزرقاء التي تمثل القمر فإنهما سيرمزان للأجرام السماوية الرئيسة في المعتقد البابلي الكلداني ويرمزان ضمناً إلى حضارة الكلدان وإبتكاراتهم في مجال العلوم ومنها علم الفلك الكلداني القديم الذي يعد أساس علم الفلك المعاصر .
أما مبرر إعتماد يوم السابع عشر من آيار يوماً إحتفائياً بالعلم الكلداني فذلك تثميناً وتكريماً للملك الكلداني نبوبلاصر مؤسس السلالة البابلية الإمبراطورية المعروفة بالسلالة الكلدانية ، لتمكنه من تحرير بابل في يوم السابع عشر من شهر أيار عام 4674 كلدانية والموافقة لتاريخ 17 أيار 626 ق.م ، وبالتالي تسنمه عرش عاصمة العالم القديم بتاريخ 23 تشرين الثاني عام 626 ق.م . للمزيد من المعلومات حول علم الكلدان والشعار الكلداني يمكنكم زيارة موقع العلم الكلداني التابع للرابطة الدولية للفنانين المحترفين الكلدان ( www.chaldeanflag.com ).
* الحقيقة لم يسبق لي مشاهدة البطاقة التي حدثني عنها صديقي والتي تحمل صورة العلم الكلداني ، فما هيّ معلوماتك بهذا الخصوص ولماذا لا تقوم المنظمات الكلدانية والمراكز الثقافية الكلدانية بتوفير هذه البطاقات من أجل إستخدامها بمناسبة يوم العلم الكلداني ؟
– على حد علمي كان هنالك في العام المنصرم تعاون ما بين منظمة المركز الثقافي الكلداني في متروديترويت (Metro-Detroit) والرابطة الدولية للفنانين الكلدان أثمر هذا التعاون عن تكليف مؤسسة ميسوبوتاميا التابعة اليوم لرابطة الفنانين العراقيين (Iraqi Artists Association) من أجل لأنجاز رزمة إحتفالية (SIX COLORED POSTCARDS’ Parcel) ، تضم تلك الرزمة بطاقات تهنئة بمناسبة يوم العلم الكلداني والمناسبات الكلدانية الرئيسة الأخرى منها يوم اللغة الكلدانية الأم في الحادي والعشرين من شهر آذار وعيد أكيتو في الأول من شهر نيسان ويوم الشهيد في الأول من آب ويوم بابل في الأول من شهر أيلول ويوم شجرة النخيل المقدسة عند الكلدان والتي ترمز للخير وتجدد العراق وذلك في الخامس عشر من شهر أيلول ، وقد قمت شخصياً بتصميم تلك البطاقات مجاناً على أن يخصص ريعها لمساعدة المشاريع الثقافية الكلدانية ، وتتواجد نماذج بطاقات المعايدة هذه حالياً في موقع العلم الكلداني على الصفحة الرئيسة (Photos) تحت عنوان (Chaldean Postcards for all occasions) . أما لماذا لم تقم المنظمات الكلدانية بتوفير هذه البطاقات العظيمة الأهمية لأبناء شعبنا الكلداني بعد نفاذ طبعتها الأولى فأعتقد بأن الإجابة على مثل هذا السؤال هو من إختصاص تلك المنظمات والجمعيات الثقافية الكلدانية .
* أثيرت تساؤلات عديدة حول مصداقية التواريخ المستخدمة بمناسبة الإحتفال بأعياد أكيتو الذي مر علينا قبل أسابيع ، فهل (أكيتو) هو عيد كلداني أم آشوري ، وأيضاً ما هو ردك بخصوص التاريخ الذي أستخدم في ميشغان ؟
– أولاً أنني أثمن دور كل من يقوم بالإحتفال بمناسباتنا القومية على أن لا يقوم بتجيير تلك المناسبات لخدمة أجندات سياسية أكل الدهر عليها وشرب ، كما أنني أعتب على كل المنظمات الكلدانية التي تشارك في مثل هذه المناسبات بشكل (ذيلي وغير مقبول) يؤكد ذلك تمرير الأحزاب السياسية الآشورية لأجندة تاريخ السنة الآشورية المختلقة والبعيدة عن الواقع على جميع الحضور (ومنهم ممثلو تلك المنظمات الكلدانية) موهمين هؤلاء الحضور بأن معبد الإله آشور قد بني في العام 4750 ق.م وأنه أصل إعتماد تاريخ السنة الآشورية ، وهذه لعمري مغالطة تاريخية مزدوجة لا تفوت إلا على غير المتخصصين ، لأن ذلك المعبد قد بني أصلاً من قبل (أقوام أسيوية أجنبية) وكان ذلك في (أواخر القرن الثاني ومطلع القرن الأول ق.م) ، أي في عهد الشيخ الشوباري أوشبيا ذو التسلسل 16 بين الشيوخ الشوباريين البدو من (ساكني الخيام) ، وللعلم أيضاً أن أوشبيا الأجنبي هذا قد بنى (معبد آشور) ذاك على أساس معبد سومري قديم كان مخصصاً للإلهة إنانا (عشتار).
أن تاريخ الدولة الآشورية الفعلي (لا يتعدى حدود العام 1813 ق.م) وهو تاريخ تأسيس (الملك البابلي الأصل شمشي أدد الأول) للدولة الآشورية التي أستمدت تلك التسمية (وفقاً لسياق ذلك العصر) من العاصمة (آشور) التي بناها (الشوباريون الأجانب) والتي أعتمدها (شمشي أدد الأول البابلي الأصل) عاصمة له في بداية حكمه قبل أن ينتقل منها ويستقر لمدة ثلاث سنوات في (إيكالات) ومن ثم إلى (مستوطنة نينوى الزراعية) التي عمرها وجعلها عاصمة لمملكته . أما بخصوص الشطر الأول من السؤال فأجيبك بأن العراق القديم توزع بين إقليمين مهمين هما بابل (شومر وأكد) وآشور ، وفي عهد تأسيس الدولة الآشورية (كان سكان كلا الإقليمين بابل وآشور من الكلدان) مع عناصر هامشية وافدة كان خيارها الوحيد أن تعود من حيث جاءت أو أن تنصهر تدريجياً (لغة وثقافة) في بوتقة (الأمة الكلدانية العريقة) لذلك فأن كلدان اليوم على تنوع تسمياتهم هم (شعب واحد ثقافة ولغة وتاريخاً ومصيراً) ، وفيما يخص أكيتو فقد كان (عيداً بابلياً كلدانياً خالصاً بدأ في إقليم بابل وأنتهى فيه) ، كما أن أكيتو لمن لا يعلم كان بالإساس عيداً مكرساً للإله الوطني للكلدان البابليين (مردوخ) . أن من يريد أن يضحك على نفسه ويطلق على أكيتو تسمية (عيداً آشورياً) فليضحك على نفسه قدر ما يشاء ، لكن هذا لن يغير من حقيقة أن (أكيتو) هو عيد بابلي كلداني مائة في المائة .
* أعتقد أن توضيحك بخصوص لا معقولية تاريخ السنة الآشورية وكون أكيتو عيد كلداني بابلي غير قابل للجدال ، ولكن كيف يمكنك أن تثبت مصداقية تاريخ السنة الكلدانية وبأن التاريخ الكلداني يبدأ في العام 5300 ق.م ؟
– الحقيقة هنالك فصول كاملة في كتابي الموسوم (الكلدان منذ بدء الزمان) تجيب تفصيلياً وبشكل علمي موثق على تساؤلك هذا ومن بين تلك الفصول (أكيتو رأس السنة الكلدانية / البابلية 5300 ق.م) ، (سنة آشورية .. أم سنة كلدانية بابلية ؟ ) ، (الأعياد القومية الكلدانية) ، (التقويم في العراق القديم) ، (السياسة والدين في العراق القديم) إضافة إلى أقسام أخرى من الكتاب الذي من المؤمل صدور طبعته الإنكليزية (The Untold Story of Native Iraqis) في منتصف شهر أيلول من هذا العام بمشيئة الرب القدير . مع ذلك سأحاول هنا أن أوضح لك بشكل مختصر كيفية إحتساب تاريخ السنة الكلدانية البابلية وماهية الدلائل العلمية الآثارية والكتابية التي تدعمها وعلى النحو التالي :
يعتمد الكلدان المعاصرون إحتفالات عاصمة الكلدان الأولى (أريدو) التي تأسست بحدود 5300 ق.م (في قلب موطن الكلدان التاريخي – مات كلدو-) كبداية للتاريخ الكلداني البابلي ، ومما يدعم مصداقية هذا التاريخ وواقعيته ونسبته للكلدان الأوائل هو :
1- لم تعرف مدن العراق القديم معبداً رسمياً للإله الوطني البابلي مردوخ إلا في مدينتين هما ضاحية (أريدو) المعروفة بأسم كو-ارا وضاحية المركز لمدينة (بابل) ، كما أن كلا المعبدين الرئيسين لهاتين المدينتين العريقتين حملا التسمية ذاتها إي ساك إيلا -E sag ila- وهذا لم يأتي عن طريق المصادفة وإنما بسبب أن سكان كلتا المدينتين كانوا من الكلديين .
2- حملت كلتا المدينتين أريدو وبابل عبر آلاف السنين ذات الكنية (نون كي) والتي تقابلها عبارة (شباط بلاطي) أي موطن الحياة = النخيل وهذا ما يتوافق تماماً مع ما جاء في جداول أنساب الملوك ، ومعلوم لدى المؤرخين والآثاريين المحدثين بأن بناة (أريدو وأور وأوروك) القدماء لم يكونوا من السومريين الذين وفدوا من شمال العراق القديم إلى جنوبه في حدود 3500 ق.م ، وإنما كانوا كما تثبت ذلك العديد من الدراسات الحديثة من الأكديين القدماء (تسمية موقعية) وبمعنى آخر من الكلدان الأوائل 5300 ق.م بدلالة وحدة اللغة والتراث الروحي والثقافي ودلالات أخرى عديدة أوردناها مفصلة في كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان).
3- حول عراقة الكلدان وقدمهم في التاريخ الرافدي نستشهد أيضاً بما جاء في تسجيلات الملك الكلداني نبوناصر (747-734 ق.م) الذي (أعترف بتدميره لكافة التسجيلات التاريخية للملوك الكلدان الذين سبقوه) ، ولو أتيح لأي قارئ مشاهدة بعض المكتبات المكتشفة في الإقليم البابلي لهاله عدد الألواح التي تتجاوز الألف في بعض تلك المكتبات الصغيرة ، فكيف بمكتبة ملكية لملك كنبوناصر الذي عرف عنه إهتمامه المفرط بالتدوين ؟
ومعروف أيضاً أن (ملك آشور سنحاريب) قد قام أيضاً في وقت لاحق بتدمير المكتبات الكلدانية وحرق دور العلم في بابل ومن ثم أغراقها بماء الفرات ، وهو ما فعله الغزاة المغول تماماً بعد ألفين عام تقريباً بالعاصمة بغداد ، لهذا لن نستغرب تلك الندرة الغريبة في الألواح التي تسجل التاريخ العريق للكلدان ، لكن ما سلم من تخريب نبوناصر وسنحاريب (لله الحمد) يكفينا اليوم لشد لحمة تاريخنا الكلدي الحديث بتاريخ أسلافنا الكلدان الأوائل (سكان العراق الأصليين) .
4- يؤكد الكتاب المقدس في أكثر من موضع (عراقة الكلدان وقدمهم في التاريخ الرافدي) ويكفي هنا الإستشهاد بسفري التكوين وإرميا للتدليل على ذلك .
5- تؤكد (موسوعة البابليات) للمؤرخ البابلي المعروف (برحوشا) الذي أطلق عليه الإغريق تسمية (فم الذهب) والذي عاش في مطلع القرن الثالث ق.م (أي قبل حرب التسميات التي أختلقتها الأحزاب الآشورية) ، بأنه قد أعتمد في تدوين موسوعته تلك على (التسجيلات الرافدية القديمة) التي لم يعثر على معظمها حتى اليوم ، ويؤكد ذلك المؤرخ القديم (الذي نهل من علمه العديد من المؤرخين الكلاسيكيين) أمثال تاسيانس وديودروس وأسابيوس وميكاسيثنس ويوزبيوس ويوسيفوس وغيرهم بأن (أول ملك حكم وادي الرافدين القديم كان كلدانياً) ، وأن بداية حكمه كانت في عاصمة الكلدان الأوائل (أريدو) وهذا ما تؤكده جداول سلالات ما قبل وبعد الطوفان (Nam-lu-gal) ، وطبعاً (هذا التأكيد التاريخي) الذي تدعمه (المكتشفات الآثارية) جاء قبل تأسيس الزوعا وقبل نشوء (عقدة التشكيك بالأمة الكلدانية) بآلاف السنين.
6- يطلب الكتاب المقدس شهادتين من أجل المصادقة على أمر ما ، وها نحن هنا نذكر (خمس شهادات دامغة) ناهيكم عن ضعف هذا العدد من الشهادات اللغوية والتراثية التي تتواجد في المدونات التاريخية والأدبية ولا سيما في أساطير المدن الرافدية القديمة وأساطير الآلهة وكثير من الإستشهادات الأخرى القديمة والمحدثة التي قمت بتناولها بشيء من التفصيل في كتاب (الكلدان .. منذ بدء الزمان) ، والتي أضفت لها الكثير في النسخة الإنكليزية المنقحة والمزيدة .
* ما هو تصورك عن الوضع الحالي للكلدان في العراق ؟
– الحقيقة هنالك مراهنات سياسية ومسابقات لتقطيع أوصال العراق وهيّ ليست بجديدة على العراق أو العراقيين مع أنها هذه المرة مدعومة بقوى ظلامية معززة بقدرات مالية وخزين نفطي هائل ، أن الشعب العراقي كله مظلوم ومبتلى لكن العناصر العراقية الأصلية هيّ الأكثر عرضة لهذا المد الظلامي المجرم ، مع ذلك أعتقد جازماً بأنه مهما تكالبت قوى الإنفصال والجريمة والظلام فإن الكلمة الأخيرة هيّ لمنطق الخير وإرادة الشعوب الحية ، ومن يعرف معدن العراقيين الأصيل وطينهم الحري يعرف بكل تأكيد بأن الخيبة ستكون مصير كل من يفرط بالعراق ويستهين بالعراقيين . بالنسبة لنا نحن الكلدان على تنوعنا الجميل ، فإننا خميرة العراق كله ، فهل لرغيف الخبز العراقي أن يقوم دون خميرة ؟!!
* هل من كلمة أخيرة ؟
– يسعدني ويشرفني أن أتقدم بمناسبة (يوم العلم الكلداني) لعموم أبناء شعبنا الكلداني العزيز والعراقيين جميعاً بأحر تمنياتي وأصدقها راجياً من الرب القدير أن يزيل الغمة عن أبناء الأمة العراقية ويشيع الأمن والأمان في وطن الخير والحضارات والسلام
أحسنت وبارك الله فيك أخي العزيز
السيد لؤي فرنسيس المحترم، أؤيد الاخوة اعلاه واريد اضافة شيء الا وهو ان منطقة سهل نينوى التي يكثر فيها المسيحيين…
الأعزاء أودا و فرج اسمرو المحترمين نعزيكم بوفاة المرحومة المغفور لها شقيقتكم إلى الأخدار السماوية، أسكنها الله فسيح جناته الرحمة…
الراحة الابدية اعطها يا رب و نورك الدائم فليشرق عليها. الله يرحم خلتي مكو الانسانة المحبة طيبة القلب. مثواها الجنة…
Beautiful celebration Congratulations! May God bless Oscar and bless his parents and all the family and relatives